شظايا السماء ****
قبل نحو عشر سنوات، انتشرت في المغرب ظاهرة قيام بعض الصحراويين بالبحث عن أحجار يمكن لها أن تكون سقطت كنيازك صغيرة أو انشقت عن أخرى. ما نراه على شاشة فيلم «شظايا السماء»، هو تجسيد للفكرة التي استوعبها المخرج المغربي عدنان بركة وأضاف إليها تساؤلاته.
هذا الفيلم الثاني للمخرج يكشف عن موهبة مهمّة أخرى لديها ما يكفي من الرغبة في التجديد والخروج من القوالب السردية الجاهزة. «شظايا السماء»، بذلك، يتبع تلك المجموعة من الأعمال السينمائية التي يمكن أن يُطلق عليها لقب «خارج التصنيف» مثل «باب الوداع» لكريم حنفي أو «لو يطيحوا الحيطان» للحكيم بلعبّاس أو «هواجس ممثل منفرد بنفسه» لحميد بن عمرة.
يدور «شظايا السماء» حول مجموعة من أبناء الصحراء المغربية ينطلقون بحثاً عن أحجار من النيازك التي يُعتقد أنها سقطت فوق تلك الصحراء الشاسعة وأن من يجدها سوف يستطيع امتلاك القدرة على التغيير وتعزيز الوضع الاقتصادي والاجتماعي. شيء ما بين البركة والمنفعة.
حياكة بسيطة بمدلولات زمنية ومكانية ووجدانية لجانب اهتمام بالصوت والصورة واهتمام بجماليات جافة وقاسية كالمكان ذاته.
Shasam! Fury of the Gods *
«شازام» هي الكلمة السحرية التي إذا ما نطق بها الصبي بيلي (آشر أنجل) تحوّل إلى سوبر هيرو بجسد رجل بقدرات خارقة (زكاري ليفي) تحت اسم «كابتن مارفل». كان حرياً بتلك القدرات أن تتدخل قليلاً لرفع مستوى الفيلم الذي ليس لديه الكثير لإضافته على الجزء السابق المنجز سنة 2019.
حكاية مجموعة من هذه القوى القافزة من براءة الطفولة إلى سذاجة البطولة تكتشف أن «الآلهات» غاضبة على أهل الأرض وتتوعد بغزو مدمّر. لا يكترث السيناريو الذي كتبه ثلاثة وقام ديفيد ساندبيرغ بإخراجه للبحث في سبب هذا الغضب أو الذهاب إلى ما تحت سطح الشخصيات الآدمية لتقديم ما هو أبعد من الفعل وردات الفعل والحوار الحاذق. هناك قصّة عاطفية تمتد كخيط كذلك مشاهد من الدمار أفضلها يقع بعد نحو ربع ساعة من الفيلم عندما ينقذ كابتن عشرات الناس في سيارتهم بعدما بدأ جسر بالانهيار. لكن غير هذا وذاك يمر الفيلم بإثارة ومتعة أقل من تلك، التي أنجزهما «مغامرات كابتن مارفل» لويليام وتني وجون إنغليش سنة 1941.
Casanova Returns ***
«كازانوفا يعود» للإيطالي غبريال سلفتوري دراما آسرة حول رجل يحاول القبض على الحياة قبل أن تتسرب تماماً من بين أصابعه. يترجم المخرج بعض أوجه هذه الحياة إلى مشاهد لا تخلو من الغرابة بطلها مخرج سبق له أن كان من أهم سينمائيي أوروبا والآن يجد نفسه ممحياً من الوجود بفعل منافسة الجيل الجديد له. يكشف الفيلم بالليونة ذاتها عن مشاعر الرجل ذاته في حياته الخاصّة.
يحسن المخرج الانتقال ما بين الحياة الخاصّة وتلك المهنية، خصوصاً أن المخرج يكتشف أنه يهيم حباً بالفتاة التي تؤدي دور الشابّة (بيانكا بانكوني) التي يطمح كازانوفا (ليو برناردي) في كسب مودتها داخل الفيلم. لكن كل من المخرج وكازانوفا أصبحاً في سن التقاعد عاطفياً وبدنياً بحيث إنهما آيلان إلى إخفاق. كتب المخرج السيناريو مع أمبرتو كونتاريللو الذي وضع سابقاً سيناريو فيلم غير بعيد عن هذا الموضوع هو «الجمال العظيم» (أخرجه باولو سورنتينون).