مسؤول يمني لـ«الشرق الأوسط»: بدء تبادل الأسرى الـ887 في 11 أبريل المقبل

رئيس وفد الحكومة اليمنية (يمين) مصافحاً المبعوث الأممي ونظيره الحوثي غداة إتمام صفقة تبادل الأسرى في جنيف 20 مارس 2023 (إ.ب.أ)
رئيس وفد الحكومة اليمنية (يمين) مصافحاً المبعوث الأممي ونظيره الحوثي غداة إتمام صفقة تبادل الأسرى في جنيف 20 مارس 2023 (إ.ب.أ)
TT

مسؤول يمني لـ«الشرق الأوسط»: بدء تبادل الأسرى الـ887 في 11 أبريل المقبل

رئيس وفد الحكومة اليمنية (يمين) مصافحاً المبعوث الأممي ونظيره الحوثي غداة إتمام صفقة تبادل الأسرى في جنيف 20 مارس 2023 (إ.ب.أ)
رئيس وفد الحكومة اليمنية (يمين) مصافحاً المبعوث الأممي ونظيره الحوثي غداة إتمام صفقة تبادل الأسرى في جنيف 20 مارس 2023 (إ.ب.أ)

تفيد الخطة التنفيذية لعملية تبادل الأسرى والمعتقلين الـ887، بين الشرعية اليمنية وجماعة الحوثي الانقلابية برعاية الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي، بأن تتم العملية عبر ستة مطارات وتستمر لثلاثة أيام متتالية.
كانت الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي الانقلابية قد توصلتا إلى صفقة جزئية في ملف الأسرى والمعتقلين في 11 مارس (آذار)، تقضي بتبادل 887 أسيراً ومحتجزاً من المدنيين والعسكريين وأقارب القيادات، بعد جولة من المفاوضات استمرت 10 أيام برعاية أممية وبمشاركة اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وكشف ماجد فضائل، وكيل وزارة حقوق الإنسان اليمنية عضو الوفد الحكومي المشارك في المفاوضات، لـ«الشرق الأوسط»، أن عملية التبادل سوف تبدأ الثلاثاء 11 أبريل (نيسان)، حيث سيتم في هذه المرحلة نقل وزير الدفاع اليمني الأسبق اللواء محمود الصبيحي، وشقيق الرئيس اليمني السابق اللواء ناصر منصور هادي، إلى جانب أسرى من العسكريين، من مطار صنعاء إلى مطار عدن الدولي.
في المقابل سيتم في هذه المرحلة نقل عدد من عناصر جماعة الحوثي الإرهابية من مطار عدن الدولي إلى مطار صنعاء.
ومن المرتقب أن يتولى مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، واللجنة الدولية للصليب الأحمر عملية الترتيب والتنفيذ للاتفاق على غرار ما حدث في أضخم عملية تبادل تم إنجازها في أكتوبر (تشرين الأول) 2020؛ حيث أُفرج عن أكثر من ألف محتجز.
وحسب فضائل، سوف تستمر عملية نقل الأسرى في كل مراحلها ثلاثة أيام تمر عبر ستة مطارات.
ووفقاً للخطة التنفيذية لعملية تبادل الأسرى، سيتم يوم 12 أبريل نقل 19 عسكرياً من قوات التحالف العربي من مطار صنعاء إلى أحد مطارات العاصمة السعودية الرياض، وفي وقت متزامن سيتم نقل أفراد حوثيين من مطار خميس مشيط السعودي إلى مطار صنعاء.
ولفت وكيل وزارة حقوق الإنسان اليمنية إلى أن اليوم نفسه سيشهد نقل نجل وشقيق العميد طارق صالح عضو مجلس القيادة الرئاسي من مطار صنعاء إلى مطار المخا في الساحل الغربي، وفي المقابل سيتم نقل عدد من عناصر الحوثي من مطار المخا إلى مطار صنعاء.
اليوم الثالث والأخير لعملية التبادل -حسب ماجد فضائل- سيشهد نقل الصحافيين الأربعة المحكوم عليهم بالإعدام، وعدد من أسرى الجيش الوطني اليمني من مطار صنعاء إلى مطار تداوين في محافظة مأرب، على أن يتم نقل عناصر من الحوثيين من مطار تداوين في مأرب إلى مطار صنعاء.
واستثنت هذه المرحلة من تبادل الأسرى، اثنين من المشمولين بقرار مجلس الأمن 2216 وهما القيادي العسكري فيصل رجب والسياسي البارز محمد قحطان، حيث وعد الفريق الحكومي المفاوض بأن يكونا في مقدمة لائحة الأسماء خلال الجولة المقبلة من النقاشات.
وشدد ماجد فضائل على أن الحكومة اليمنية تولي ملف الأسرى والمعتقلين والمخفيين قسرياً أولوية قصوى، مبيناً أن هناك مراحل قادمة من النقاشات وصولاً إلى الإفراج الكلي على أساس «الكل مقابل الكل».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.