كيف انتهت مسيرة أنطونيو كونتي مع توتنهام؟

المدرب الإيطالي كان يتطلع إلى الحفاظ على تاريخه مديراً فنياً كبيراً قادراً على حصد البطولات والألقاب

كان واضحاً أن كونتي لا يريد البقاء ويعد الأيام المتبقية على نهاية الموسم ونهاية عقده من أجل الرحيل (رويترز)
كان واضحاً أن كونتي لا يريد البقاء ويعد الأيام المتبقية على نهاية الموسم ونهاية عقده من أجل الرحيل (رويترز)
TT

كيف انتهت مسيرة أنطونيو كونتي مع توتنهام؟

كان واضحاً أن كونتي لا يريد البقاء ويعد الأيام المتبقية على نهاية الموسم ونهاية عقده من أجل الرحيل (رويترز)
كان واضحاً أن كونتي لا يريد البقاء ويعد الأيام المتبقية على نهاية الموسم ونهاية عقده من أجل الرحيل (رويترز)

ما الذي جاء أولاً في توتنهام؟ هل القلق ونفاد الصبر بين القاعدة الجماهيرية للنادي بسبب عدم القدرة على الفوز بالألقاب والبطولات هو ما أثر بالسلب على اللاعبين؟ أم أن عدم قدرة اللاعبين على تحمل الضغوط والفوز بالبطولات هو الذي أدى إلى الشعور بالقلق ونفاد الصبر؟ لم يكن المدير الفني السابق لتوتنهام، أنطونيو كونتي، يعرف إجابة واضحة على ذلك؛ لكنه شعر بأن كلا الأمرين كان حاضراً في النادي، وهو الأمر الذي خلق بيئة تشبه نتائج محاولة الركض فوق الرمال المتحركة، أو بعبارة أخرى بيئة مستحيلة بالنسبة لأي مدير فني، حتى بالنسبة لمدير فني يمتلك خبرات كبيرة، وسبق له الفوز بالألقاب والبطولات، مثل كونتي.
وللتكرار، كما يحب كونتي أن يقول دائماً، كانت هذه وجهة نظره ومبرراته لأسباب فشله مع «السبيرز». لقد تولى كونتي القيادة الفنية لتوتنهام في نوفمبر (تشرين الثاني) 2021، بهدف قيادة النادي للفوز بالبطولات، بعدما لم يفز النادي إلا ببطولة كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة في عام 2008، خلال فترة رئاسة دانيال ليفي التي استمرت 22 عاماً؛ لكن كونتي لم يتمكن من القيام بذلك. وبخلاف خواندي راموس، لم يفز أحد بأي بطولة مع توتنهام تحت قيادة ليفي، وكان هناك كثير من المديرين الفنيين البارزين قبل كونتي الذين فشلوا أيضاً في قيادة النادي للحصول على أي بطولة. ويجب التأكيد هنا على أن الأمر يتعلق بالثقافة السائدة في النادي، وهي الثقافة التي ينغمس فيها اللاعبون وتجعلهم يبحثون عن الأعذار لتبرير فشلهم. وعن ذلك، قال كونتي غاضباً بعد نهاية المباراة التي تعادل فيها توتنهام مع ساوثهامبتون بثلاثة أهداف لكل فريق يوم السبت قبل الماضي: «يمكنهم تغيير المدير الفني؛ بل وتغيير كثير من المديرين الفنيين؛ لكن الوضع لا يمكن أن يتغير. صدقوني».
لقد كان كونتي ضحية لسمعته بوصفه مديراً فنياً كبيراً قادراً على حصد البطولات والألقاب، تماماً كما كانت الحال مع أحد أسلافه في قيادة النادي، وهو المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو. وبدأ كونتي يدرك هذا الأمر أيضاً؛ حيث قال قبل بضعة أسابيع: «لو كنت مديراً فنياً جيداً ولم أحصل على أي بطولة في مسيرتي التدريبية، فأعتقد أن قيادة توتنهام ستكون الوضع المثالي بالنسبة لي؛ لكني أملك ماضياً مختلفاً، وربما يكون هذا عقاباً لي!».
ومع كونتي، لم تكن هناك حلول وسط، فإما الفوز بالبطولات وإما الفشل، وهو الأمر الذي لم يكن كذلك مع مديرين فنيين آخرين في عصر ليفي. لم يفز هاري ريدناب وماوريسيو بوكيتينو بأي بطولة؛ لكنهما نالا حب وتقدير الجمهور، وكانا يجعلان النادي يلعب بهوية واضحة ويقدم كرة قدم مثيرة وممتعة، وتركا كثيراً من الذكريات الرائعة، وخصوصاً بوكيتينو الذي وصل إلى المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا.
في الحقيقة، يُعد مشجعو توتنهام أكثر تحملاً وصبراً من جماهير الأندية الكبيرة الأخرى. إذا رأوا خطة واضحة وتحسناً ملحوظاً في مستوى الفريق، وإذا رأوا الفريق يقدم كرة قدم ممتعة، فسوف يشعرون بالسعادة؛ لكن هذه هي الأشياء التي لم ينجح كونتي في تحقيقها. الفوز بالبطولات والألقاب صعب للغاية على أي نادٍ في إنجلترا تقريباً، وجمهور توتنهام لا يتوقع أن يفوز النادي بالبطولات؛ لكن ما يطالب به –وله الحق قي ذلك تماماً– هو أن يلعب الفريق كوحدة واحدة، وأن يلعب اللاعبون بمنتهى إنكار الذات من أجل مصلحة الفريق، وأن يقدموا كرة قدم ممتعة.
لقد كان كونتي يشعر دائماً بأنه غير مناسب لتوتنهام؛ فمطالبه وطريقة عمله ونفاد صبره تتعارض مع الطريقة التي يعمل بها ليفي. ويجب الإشارة مرة أخرى إلى أن كونتي يشبه مورينيو في هذا الأمر. لقد كان الأمل يتمثل في أن يحقق الفريق نتائج جيدة، وهو الأمر الذي كان سيؤدي إلى نسيان أي شيء آخر. لقد تراجعت مستويات ونتائج توتنهام هذا الموسم، وبدا كونتي عاجزاً عن تحقيق أهدافه، ثم بدأ يشعر بالغضب ويوجه الانتقادات هنا وهناك، وبالتالي خرجت الأمور عن السيطرة، ولم يعد قادراً على أن يكون مصدر إلهام للاعبيه.

كونتي وكين... نقاش موضوعي أم خلاف (رويترز)

لقد أعطى المدير الفني الإيطالي انطباعاً منذ البداية بأن مهمته مع الفريق ستكون صعبة للغاية، وقال فور توليه المهمة إنه يتعين على الجميع العمل بشكل متواصل طوال أيام الأسبوع. ولم يكتفِ كونتي بالكلام؛ لكنه كان يعمل بالفعل بكل قوة، وكان يهتم بأدق التفاصيل في التدريبات، وكان يعرف جيداً ما هو مطلوب لصعود منصات التتويج، وكان يتحلى بعقلية الفوز، وبالتالي كان يتعين على الجميع داخل النادي أن يثقوا به ويلبوا مطالبه؛ لكن ذلك لم يحدث!
في البداية، كان هناك حماس شديد للغاية من جانب اللاعبين. وخلال المقابلات الصحافية، كان بعض اللاعبين يرددون الكلمات والعبارات نفسها التي يستخدمها كونتي. لم يكن توتنهام يعرف كيف يفوز بالبطولات، وهو الأمر الذي منح كونتي تفوقاً كبيراً منذ البداية بسبب خبراته الهائلة وقدرته على الفوز بعدد كبير من الألقاب. كان هناك شعور بالقلق من إمكانية رحيله إذا لم يحقق ما يريده في فترة الانتقالات الشتوية 2022. وقد استغل هذه النقطة بقوة بعد الهزيمة أمام بيرنلي في الشهر التالي، عندما تساءل عما إذا كان هو الرجل المناسب لتحسين الوضع في النادي أم لا!
لقد كانت هذه الخطوة محسوبة تماماً من أجل حث اللاعبين على تقديم أفضل ما لديهم داخل المستطيل الأخضر. ومن المعروف للجميع أن كونتي يفكر ملياً في الرسائل والإشارات التي يريد توجيهها خلال المؤتمرات الصحافية. وقد نجح هذا الأمر؛ حيث فاز الفريق في 10 من آخر 14 مباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز، لينهي الموسم في المركز الرابع في جدول الترتيب، وهو إنجاز رائع.

علاقة كونتي ساءت مع بعض اللاعبين قبل رحيله (رويترز)

لكن من الواضح أن رسائل كونتي لم تعد تحقق أهدافها، وأن نتائجها أصبحت أقل. وظل كونتي يشتكي كثيراً، وتراوحت شكواه بين عدم تلبية النادي لمطالبه فيما يتعلق بضم لاعبين جدد من أجل تدعيم صفوف الفريق، وبين الأسباب التي تجعله المتحدث الوحيد باسم النادي. وكان هناك شعور بالحسرة من أن جيد سبنس كان اللاعب الوحيد الذي ضمه النادي في فترة الانتقالات الصيفية، كما حدث الأمر نفسه عندما تعاقد النادي مع أرنو دانجوما فقط في فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة. لقد كان كونتي يريد التعاقد مع لاعبين بارزين يمتلكون خبرات كبيرة، حتى يمكنهم إحداث تأثير فوري مع الفريق، وهو الأمر الذي يفسر أيضاً عدم اهتمامه باللاعبين الشباب الصاعدين من أكاديمية الناشئين بالنادي الذين بدأوا بدورهم يشعرون بالإحباط بسبب قلة أو انعدام فرصة تصعيدهم للفريق الأول.
وبعد ذلك، بدا كونتي متعباً ومدمَّراً، بعدما فقد 3 من أصدقائه الجيدين (مدرب اللياقة البدنية في توتنهام، جيان بييرو فينتروني، ثم سينيسا ميهايلوفيتش وجيانلوكا فيالي) وهو الأمر الذي جعله يشعر بالقلق من عدم قدرته على إحداث قدر من التوازن بين حياته وعمله، وخصوصاً فيما يتعلق بابتعاده عن زوجته وابنته في إيطاليا. كما زادت معاناته بعد أن خضع لعملية جراحية طارئة لاستئصال المرارة في بداية شهر فبراير (شباط).
وكان من الواضح أنه لا يريد البقاء، وأنه يعد الأيام المتبقية على نهاية الموسم ونهاية عقده من أجل الرحيل، وهو الأمر الذي كان غريباً في حد ذاته؛ لأننا نادراً ما نرى نادياً ينتظر حتى ينتهي عقد المدير الفني! وبالتالي، أصبحت التناقضات أكثر إثارة للجدل. لقد أكد كونتي مراراً وتكراراً على الحاجة إلى الوقت والصبر؛ وكان يشير دائماً إلى أن فريقه ليس جاهزاً حتى الآن للفوز بالبطولات والألقاب. لكن السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: لماذا وقَّع كونتي على عقد لمدة 20 شهراً فقط إذا كان يريد حقاً بناء فريق يمكنه الفوز بالبطولات؟ لقد كان كونتي يريد أن يعمل وفق دورته الطبيعية التي نجحت في كثير من التجارب السابقة، بمعنى أن يتولى قيادة الفريق، ثم يضخ النادي استثمارات ضخمة ويضم لاعبين جيدين، ثم يحصل الفريق على البطولات في نهاية المطاف. فهل كان ليفي سيوافق على إبرام الصفقات الكبيرة التي يريدها كونتي؟ لقد دعمه ليفي بدرجة معقولة؛ لكنه لم يلبِّ طلباته بالكامل.
وبعد ذلك، بدأ المدير الفني الإيطالي يتحول إلى الشكل السلبي المعتاد في حال إثارة المشكلات (حدة في التعامل وغضب شديد، وانهيار العلاقات) وفي النهاية، أصبحت السلبيات هي الأبرز، وأصبح الفريق يقدم كرة قدم مملة من دون أي إبداع. ووصلت الأمور إلى نهايتها عندما انتقد كونتي لاعبيه على الملأ، بعد التعادل أمام ساوثهامبتون، واتهامهم بأنهم لا يملكون عقلية الفوز، ثم قيامه بعد أسبوع بتوجيه انتقادات أخرى لإدارة النادي، بسبب عدم تقديم الدعم المطلوب له، وبالتالي انهار كل شيء، ليرحل المدير الفني الإيطالي عن «السبيرز»!


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
TT

لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)

لفت الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأنظار بعد انتهاء مراسم قرعة كأس العالم 2026، بعدما ظهر وهو يؤدي رقصته الشهيرة احتفالاً أمام الحضور، في مشهد تناقلته وسائل الإعلام ومنصّات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.

وجاءت رقصة ترمب تزامناً مع إعلان منحه لقب «فيفا للسلام»، الذي وصفه بأنه «أول تكريم من هذا النوع يحصل عليه»، معبّراً عن «سعادته الكبيرة» بهذا التقدير.

وقدّم رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، إلى ترمب ميدالية تمثل أول تكريم من هذا النوع، مع جائزة ذهبية تحمل شعار «كرة القدم توحّد العالم»، في خطوة وصفها الفيفا بأنها تكريم «لمن يوحّد الشعوب وينشر الأمل للأجيال المقبلة».

وقال إن الجائزة «تمثل بالنسبة إليه إشارة إيجابية إلى دور الرياضة في تخفيف التوترات وتعزيز التقارب بين الشعوب».

واستمر ترمب في تبادل التحيات مع الحاضرين قبل مغادرته القاعة.

اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA (أ.ب)

وليست هذه المرة الأولى التي يلفت فيها دونالد ترمب الأنظار بحركات راقصة في المناسبات العامة. فمنذ حملته الانتخابية عام 2016 ثم 2020، اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA خلال تجمعاته الانتخابية، حيث كان يهزّ كتفيه ويرفع قبضتيه بطريقة أصبحت مادة دائمة للتقليد، وأحياناً السخرية، على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتحوّلت رقصاته إلى ما يشبه «علامة مسجّلة» في مهرجاناته الجماهيرية، إذ كان يلجأ إليها لتحفيز الحشود أو لإضفاء طابع شخصي على الفعاليات السياسية. وتكررت المشاهد ذاتها في عدد كبير من الولايات الأميركية، وكان الجمهور ينتظرها في نهاية كل خطاب تقريباً.


ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

TT

ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)
إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)

سلّم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو، للرئيس الأميركي دونالد ترمب، «جائزة فيفا للسلام» قبل إجراء قرعة كأس العالم، اليوم (الجمعة).

ومنح ترمب أول جائزة سلام يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم خلال حفل القرعة.

وقال إنفانتينو: «في عالم منقسم بشكل متزايد، يتعين علينا أن نعترف بأولئك الذين يعملون على توحيده».

وحصل ترمب على الجائزة اعترافاً بمجهوداته للسلام في مختلف أرجاء المعمورة.

من جهته، قال ترمب بعد حصوله على الجائزة: «إنه حقاً واحد من أعظم الشرف في حياتي. وبعيداً عن الجوائز، كنت أنا وجون نتحدث عن هذا. لقد أنقذنا ملايين وملايين الأرواح. الكونغو مثال على ذلك، حيث قُتل أكثر من 10 ملايين شخص، وكانت الأمور تتجه نحو 10 ملايين آخرين بسرعة كبيرة. وحقيقة استطعنا منع ذلك... والهند وباكستان، وكثير من الحروب المختلفة التي تمكّنا من إنهائها، وفي بعض الحالات قبل أن تبدأ بقليل، مباشرة قبل أن تبدأ. كان الأمر على وشك أن يفوت الأوان، لكننا تمكّنا من إنجازها، وهذا شرف كبير لي أن أكون مع جون».

وواصل ترمب قائلاً: «عرفت إنفانتينو منذ وقت طويل. لقد قام بعمل مذهل، ويجب أن أقول إنه حقق أرقاماً جديدة... أرقاماً قياسية في مبيعات التذاكر، ولست أثير هذا الموضوع الآن لأننا لا نريد التركيز على هذه الأمور في هذه اللحظة. لكنها لفتة جميلة لك وللعبة كرة القدم... أو كما نسميها نحن (سوكر). كرة القدم هي شيء مدهش. الأرقام تتجاوز أي شيء توقعه أي شخص، بل أكثر مما كان جون يعتقد أنه ممكن».

وشكر ترمب عائلته، وقال: «السيدة الأولى العظيمة ميلانيا، فأنتِ هنا، وشكراً لكِ جزيلاً».

وأضاف: «ستشهدون حدثاً ربما لم يرَ العالم مثله من قبل، استناداً إلى الحماس الذي رأيته. لم أرَ شيئاً كهذا من قبل. لدينا علاقة رائعة وعلاقة عمل قوية مع كندا. رئيس وزراء كندا هنا، ولدينا رئيسة المكسيك، وقد عملنا عن قرب مع البلدين. لقد كان التنسيق والصداقة والعلاقة بيننا ممتازة، وأودّ أن أشكركم أنتم وبلدانكم جداً. ولكن الأهم من ذلك، أريد أن أشكر الجميع. العالم أصبح مكاناً أكثر أماناً الآن. الولايات المتحدة قبل عام لم تكن في حال جيدة، والآن، يجب أن أقول، نحن الدولة الأكثر ازدهاراً في العالم، وسنحافظ على ذلك».


قرعة «كأس العالم 2026»: السعودية في مجموعة إسبانيا والمغرب مع البرازيل

مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
TT

قرعة «كأس العالم 2026»: السعودية في مجموعة إسبانيا والمغرب مع البرازيل

مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
  • شهد حفل سحب قرعة كأس العالم لكرة القدم، الجمعة، رقماً قياسياً بحضور 64 دولة، أي أكثر من 30 في المائة من أعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
  • قام «فيفا» بزيادة عدد المنتخبات المشارِكة في البطولة من 32 إلى 48 منتخباً، وحَجَزَ 42 منتخباً مقاعدهم قبل مراسم القرعة.
  • المنتخبات الـ22 الأخرى التي كانت في حفل سحب القرعة سوف تخوض مباريات الملحقَين الأوروبي والعالمي، في مارس (آذار) المقبل، لتحديد المنتخبات الـ6 التي ستتأهل للمونديال.
  • تُقام 104 مباريات بدلاً من 64 في بطولة كأس العالم التي ستقام بين يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) المقبلين، في 16 ملعباً بأميركا الشمالية (في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا).
  • حضر الرئيس الأميركي دونالد ترمب القرعة التي احتضنها «مركز كيندي» في العاصمة الأميركية واشنطن.