السيسي يوقع وثيقة افتتاح قناة السويس الجديدة اليوم في حفل عالمي

يحضره ولي ولي العهد السعودي.. ونحو 30 من زعماء العالم

مصرية تلوح بالعلم المصري أثناء متابعتها لعمليات التحضير لافتتاح قناة السويس الجديدة المقرر اليوم (رويترز)
مصرية تلوح بالعلم المصري أثناء متابعتها لعمليات التحضير لافتتاح قناة السويس الجديدة المقرر اليوم (رويترز)
TT

السيسي يوقع وثيقة افتتاح قناة السويس الجديدة اليوم في حفل عالمي

مصرية تلوح بالعلم المصري أثناء متابعتها لعمليات التحضير لافتتاح قناة السويس الجديدة المقرر اليوم (رويترز)
مصرية تلوح بالعلم المصري أثناء متابعتها لعمليات التحضير لافتتاح قناة السويس الجديدة المقرر اليوم (رويترز)

بمشاركة نحو 30 من زعماء العالم، ووفود رسمية من معظم الدول، يطلق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الخميس، إشارة بدء افتتاح قناة السويس الجديدة في حفل عالمي.
ووسط تعزيزات أمنية لا مثيل لها، بدأت الوفود المشاركة في حفل افتتاح قناة السويس الجديدة أمس وحتى صباح اليوم بالتوافد على مصر. وقالت الرئاسة المصرية إن ما لا يقل عن 30 من زعماء العالم سيحضرون المناسبة، بالإضافة إلى ما لا يقل عن 90 وفدا رسميا، وعلى رأسهم الرئيسي الفرنسي فرنسوا هولاند «ضيف شرف» الافتتاح.
كما أعلن سفير ملك السعودية في القاهرة، أحمد بن عبد العزيز قطان، أن ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان سيترأس وفد المملكة في حفل افتتاح قناة السويس الجديدة.
ومن أبرز الزعماء العرب الذين سيحضرون المناسبة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والرئيس العراقي فؤاد معصوم، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والرئيس السوداني عمر البشير، والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. كما تأكدت مشاركة ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
ووصل إلى القاهرة أمس الرئيس التوغولي فاوري جانسنبي، ورئيس مجلس الأمة (البرلمان) الجزائري عبد القادر بن صالح، ووزير الشؤون المغاربية والأفريقية الجزائري عبد القادر مساهل، ومبعوث الرئيس الصيني وزير الثقافة لو شوه جانج، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني ناصر جودة.
ويحضر حفل الافتتاح أيضا رؤساء كرواتيا وجزر المالديف وجنوب أفريقيا ومالي وتوغو وموريتانيا وجزر القمر والنيجر وغينيا الاستوائية والكونغو الديمقراطية، ورئيس وزراء روسيا، ورئيس وزراء اليونان، ووزير الدفاع البريطاني، ورئيس البرلمان الليبي. كما تستقبل مصر نائب رئيس وزراء المجر، ونائب المستشارة الألمانية ووزير الصناعة والطاقة الألماني، ورئيس المراسم لكوريا الشمالية، والمستشار الخاص لرئيس أوروغواي، ونواب الرئيس في كل من نيكاراغوا وتنزانيا وسويسرا، ونائب رئيس وزراء أذربيجان.
ويحضر أيضا هذه المناسبة وزير الشؤون البحرية في كوريا الجنوبية، ووزير الاتصالات القبرصي، ووزير الدولة للشؤون الخارجية بسنغافورة، والنائب الأول لرئيس الوزراء ووزير الخارجية في صربيا.
وضمن المشاركين أيضا وزيرة الأشغال العامة والنقل في إسبانيا، ووزيرة البنية التحية والبيئة في هولندا، ومستشار الرئيس الروماني، ومدير الديوان الرئاسي التونسي، وسكرتير الدولة للشؤون الخارجية في البرتغال. فيما يمثل نائب وزير الخارجية الياباني، ووزير الاستثمارات الخارجية بمقدونيا، ووفد من الكونغرس الأميركي، دولهم في حفل افتتاح قناة السويس الجديدة.
وتشمل مراسم الحفل مرور سفينتين في القناة الجديدة، حيث ينقسم البرنامج إلى احتفال نهاري يبدأ من الساعة الواحدة ظهرا، يشمل الانتقال إلى مكان الاحتفال على القناة، وتوجه الملوك والرؤساء والأمراء إلى المنصة الرئيسية، واستقبال السيسي، ثم عرض فيلم وثائقي عن قناة السويس، فكلمة لرئيس هيئة قناة السويس، ثم كلمة الرئيس السيسي، يعقبها توقيع وثيقة افتتاح القناة الجديدة، وإعطاء إذن افتتاح القناة، ومرور السفينتين في الساعة الرابعة و40 دقيقة. ويبدأ الاحتفال المسائي في الساعة السابعة مساء حتى العاشرة ليلا.
من جانبه، أوضح الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، أن هناك 30 خيمة لاستقبال الضيوف، وأن طائرات الـ«إف 16» ستشارك في العروض. وأشاد بقيادة الرئيس السيسي بقوله إنه امتلك جرأة القرار لإنجاز القناة في عام واحد، مضيفا أن «المصريين قادرون على الإنجاز والإعجاز، والشباب المصري بطل صاعد واعد.. وقد وجدته قمة في الشجاعة والانضباط، وكنت معه في الميدان»، لافتا إلى أنه عاش الحدث مع الناس في قناة السويس الجديدة، وكانوا جميعا على قلب رجل واحد.
وعن تفاصيل حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، قال مميش إنه سيكون حفلا معبرا عن مصر، مشددا على أن قناة السويس تعد شريان حياة للعالم كله وليس مصر فقط. وفي هذا السياق، أكد أنه تم تجهيز 30 خيمة للاحتفال، وقال إنه «سيكون هناك ممثلون لكل فئات الشعب المصري، بمن فيهم أسر الشهداء، وكل من ضحى في سبيل هذا الوطن، احتراما لذكراهم، كما سيكون هناك مركز إعلامي مجهز»، مضيفا أن «الرئيس السيسي سيستقل السفينة (المحروسة)، وسيلي ذلك عرض بحري، وقد صممنا على ضرورة تقليد الاحتفالات والتقاليد البحرية، لأنها أمور عالمية، كما ستكون هناك مشاركة من الوحدات البحرية».
وأوضح مميش أن الرئيس السيسي سيكون بمفرده على متن السفينة «المحروسة»، لأنه من الصعب أن يرافقه كل الزعماء على ظهرها، وتابع موضحا «أعتقد أنه سيكون هناك بعض الممثلين لفئات الشعب على السفينة، لكن حتى الآن لم يقرر بعد». وأضاف أنه خلال إبحار الرئيس سيكون الملوك والرؤساء في مقر الضيافة، وفور وصول الرئيس سيستقبلهم ويصطحبهم إلى المنصة الرئيسية، وفي الوقت الذي سيكون فيه الرئيس السيسي على متن السفينة «المحروسة»، سيتزامن ذلك مع عروض جوية تشارك فيها طائرات «إف 16».
وسيلتقط الرئيس السيسي صورة تذكارية مع الرؤساء والزعماء والملوك، ثم يعودون بحرا إلى مقر الضيافة، ثم إلى خيمة العشاء، وسيلي حفل العشاء حفل ليلي يشمل أوبرا وأغاني وطنية، ومقاطع موسيقية لعمر خيرت، ثم مشهد النصر من «أوبرا عايدة»، وينتهي الحفل بالسلام الوطني.
وأوضح مميش أن السيسي {سيبشر الشعب المصري يوم الاحتفال بمشاريع جديدة، تبدأ في السابع من أغسطس (آب) الحالي مباشرة}، مضيفا أنه «ستكون هناك تكليفات جديدة لي من طرف الرئيس السيسي».



هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.