اعترف لاعبو ريال مدريد بأن فريقهم خرج من سباق المنافسة على لقب الدوري الإسباني، بعد خسارتهم مباراة الكلاسيكو أمام الغريم العتيد برشلونة 2-1، ليرفع الأخير الفارق إلى 12 نقطة في صدارة «الليغا» مع الوصول لختام المرحلة السادسة والعشرين.
وخطا برشلونة بثبات نحو اللقب الغائب عن خزائنه منذ عام 2019، بعدما قلب تأخره بهدف من النيران الصديقة بعد كرة رأسية بالخطأ من مدافعه الأوروغواياني رونالدو أراوخو في الدقيقة التاسعة، إلى فوز بهدفَي سيرجي روبرتو في الدقيقة 45، والعاجي فرانك كيسييه في الدقيقة الأخيرة للقاء.
وحقق برشلونة فوزه الـ22 هذا الموسم، رافعاً رصيده إلى 68 نقطة بفارق 12 نقطة عن ريال الذي مّني بخسارته الرابعة هذا الموسم، وبات من الصعب عليه الدفاع عن لقبه مع بقاء 12 مرحلة على نهاية الموسم.
أسنسيو يحتفل ظانّاً أنه سجل هدف التقدم للريال قبل إلغائه (أ.ف.ب)
لكن تباينت آراء مدرّبَي برشلونة وريال مدريد حول إلغاء حكم الفيديو المساعد (في إيه آر) هدفاً متأخراً سجّله مهاجم الفريق الملكي ماركو أسنسيو كان يمكن أن يغير من نتيجة اللقاء.
وبينما كانت النتيجة 1-1 قبل 10 دقائق من انتهاء الوقت الأصلي، هزّ أسنسيو الشباك على ملعب «كامب نو». وبعد التحقق من حكم الفيديو المساعد، تبيّن أن المهاجم في حالة تسلل بفارق بسيط تم تحديده بفضل الخطوط الإلكترونية.
وقال الإيطالي كارلو أنشيلوتي مدرب الريال: «لم نفز بسبب حالة تسلّل لا نزال نشكّك فيها... لم تكن مؤكدة. لدينا شكوك حيالها، ونحمل معنا إلى مدريد هذه الشكوك».
لكن رأي مدرب برشلونة تشافي كان مختلفاً تماماً: «التسلل واضح، الخطوط أظهرت ذلك، هذا شيء علمي، أليس كذلك؟ فاجأني تصريح أنشيلوتي».
وتابع: «من دون تقنية الفيديو (في إيه آر)، تكون الأمور أصعب. أصبحت الأمور أكثر عدلاً؛ خصوصاً في حالات التسلل، قد يكون من الصعب الحكم على ركلة جزاء أو لمسة يد؛ لكن في هذه الحالة أنا متفاجئ من رد فعل أنشيلوتي».
وبينما اعتبر أن لقب الدوري لم يُحسم بعد، رأى تشافي أن فريقه أصبح في موقع مريح بجدول الترتيب، وعلق: «لم نفز (هذا الموسم) بلقب سوى كأس السوبر؛ لكن يمتلكني شعور بأن مصير اللقب يتوقف علينا».
ورأى تشافي أن فريقه قام بردّ فعل قوي بعد بداية صعبة للموسم، وأوضح: «رأيتم في نهاية المباراة، كانت الفرحة كبيرة، والرضا، لا ننسى من أين أتينا، في أكتوبر (تشرين الأول) (بعد خسارة الكلاسيكو) في (برنابيو)، كنا متخلفين بفارق 3 نقاط، وقد تقدّمنا على مدريد 12 نقطة. هذا الرقم يلقي الضوء على حملتنا».
بدوره، قال سيرجي روبرتو صاحب هدف المعادلة لبرشلونة قبل نهاية الشوط الأول: «لدينا مباريات كثيرة (12)، ولا يمكننا أبداً اعتبار ريال مدريد منتهياً. نعم هناك 12 نقطة فارقة؛ لكن الأمور تتوقف علينا. وهذا ما يرضينا». تابع: «كان احتفالاً جميلاً. تلقينا هدف ماركو أسنسيو، ولم نكن نعلم أنه متسلل، وبالتالي واجهنا الخسارة. ومع هدف فرانك (كيسييه) تقدّمنا... فوز في الدقيقة الأخيرة يحمل طعماً مختلفاً».
وعما إذا كان الدوري قد حُسم، قال أنشيلوتي صاحب الخبرة الكبيرة: «أصبح فارق النقاط أكبر الآن، والأمر أصبح أكثر صعوبة؛ لكننا سنقدم أفضل ما لدينا حتى المباراة الأخيرة. بكل صراحة، لم نستحق الهزيمة. لقد حاولنا بكل ما لدينا، لعبنا جيداً وسجلنا هدفاً. كنا على وشك الفوز بالمباراة».
وأضاف: «نحن حزينون، متألمون؛ لكننا فخورون بالمباراة التي لعبناها. كانت المباراة متكاملة منذ الدقيقة الأولى إلى الدقيقة الأخيرة. لم نفز بها بسبب قرار تسلل لدينا شكوك حوله».
وجاءت كلمات أنشيلوتي تلميحاً للاتهامات التي وُجهت إلى مسؤولي برشلونة (السابقين) من الادعاء العام الإسباني، حول مدفوعات تزيد على 7.3 مليون يورو (7.8 مليون دولار) لمسؤول التحكيم السابق خوسيه ماريا إنريكيس نيغريرا، ما قد يكون له تأثير على نتائج المباريات.
وكان رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز قد قرر عدم السفر مع الفريق وحضور اللقاء في ملعب «كامب نو» بسبب الأجواء المتوترة بين الناديين.
وردّ برشلونة على التهم بالقول إنه دفع هذه المبالغ لنيغريرا، الحكم السابق ونائب الرئيس السابق للجنة التحكيم بالاتحاد المحلي للعبة بين عامي 1994 و2018، للحصول على تقارير ونصائح تتعلق بالتحكيم. وأفاد ريال مدريد الأسبوع الماضي بأنه سيظهر في القضية كطرف متضرر، للدفاع عن مصالحه بمجرد المضي قدماً في الإجراءات.
وعن فرص ريال مدريد في الدوري ووضع المسابقة ضمن أولويات النادي الآن، قال أنشيلوتي: «أولويتنا هي الاستعداد بشكل جيد للمباريات. هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكنني من خلالها إنهاء الموسم بشكل جيد. أغادر وأنا فخور جداً بفريقي. المباراة وتبديلات المدرب جيدة للغاية. سنقاتل حتى النهاية في جميع المسابقات. سنقاتل من أجل (الليغا)».
بدوره تحسّر حارس مرماه البلجيكي تيبو كورتوا، وقال رداً على سؤال حول فقدان فريقه اللقب: «نعم، يجب أن نكون صريحين، هناك فارق 4 مباريات بيننا... فارق المواجهات المباشرة لا يزال في مصلحتنا (3-1 و1-2) لكن يتعيّن عليهم خسارة 4 مباريات وأن نفوز بجميع مبارياتنا». وتابع الحارس العملاق: «لا شيء مستحيل؛ لكن ستكون الأمور صعبة جداً». وأشار إلى تخلف فريقه أيضاً في ذهاب نصف نهائي الكأس 0-1 على أرضه، وهو ما يدفع النادي الملكي للنهوض والثأر، وقال: «يجب أن نعود إلى هنا وننتزع بطاقة التأهل إلى نهائي كأس الملك».
وبالكلام نفسه عبَّر الألماني توني كروس لاعب وسط الريال عن خيبة أمله من الخسارة، وقال: «أعتقد أن من الصعب الآن التفكير في اللقب. علينا تركيز جهودنا على مباراة الإياب بنصف نهائي الكأس، ودوري أبطال أوروبا».
من جهته، أثنى تشافي الذي احتفل بشكل كبير على جانب الملعب عقب تسجيل فريقه لهدف الفوز في الثواني الأخيرة، على الروح العالية للاعبيه، قائلاً: «إنه فوز مهم للغاية بالنسبة لنا، فرضنا سيطرتنا وصنعنا العدد الأكبر من الفرص. فرض الفريق أسلوبه وعمل في الجانبين الدفاعي والهجومي. هو انتصار مهم للغاية بالنسبة لنا. أعتقد أننا ظهرنا بشكل جيد».
وتفوق برشلونة بالفعل في الفرص الهجومية؛ حيث سدد لاعبوه 17 تسديدة خلال المباراة، مقابل 11 لريال مدريد.
وأهدر النجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي لاعب برشلونة ما تُعَد أخطر فرص المباراة في الدقيقة 67؛ لكن تسديدته الأكروباتية مرت فوق العارضة مباشرة. وقال تشافي: «أعتقد أننا سيطرنا بشكل أكبر. وأرى أننا كنا رائعين بشكل عام».
وبلغت نسبة استحواذ برشلونة على الكرة 54 في المائة، علماً بأنه كان قد استحوذ بنسبة 35.2 في المائة فقط في المباراة التي انتهت بفوزه على ريال مدريد 1-صفر، في كأس ملك إسبانيا في الثاني من مارس (آذار) الجاري.