«مؤتمر لندن» يناقش تمويل عمل «الجنائية الدولية» حول أوكرانيا

موسكو تفتح تحقيقاً ضد قضاة المحكمة بسبب مذكرة توقيف بوتين

وزراء عدل الدول المشاركة في «مؤتمر لندن» الاثنين لتمويل تحقيق الجنائية الدولية حول أوكرانيا (أ.ب)
وزراء عدل الدول المشاركة في «مؤتمر لندن» الاثنين لتمويل تحقيق الجنائية الدولية حول أوكرانيا (أ.ب)
TT

«مؤتمر لندن» يناقش تمويل عمل «الجنائية الدولية» حول أوكرانيا

وزراء عدل الدول المشاركة في «مؤتمر لندن» الاثنين لتمويل تحقيق الجنائية الدولية حول أوكرانيا (أ.ب)
وزراء عدل الدول المشاركة في «مؤتمر لندن» الاثنين لتمويل تحقيق الجنائية الدولية حول أوكرانيا (أ.ب)

قال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، اليوم (الاثنين)، إن المحكمة اضطرت إلى اتخاذ إجراء ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على خلفية اتهامات بارتكاب جرائم الحرب، لكنها خطوة «كئيبة» وليست مدعاة للتهنئة. وجاء ذلك خلال مؤتمر دولي عُقد في لندن لمناقشة تمويل تحقيق «الجنائية الدولية» حول أوكرانيا.
واتهمت المحكمة بوتين، الجمعة، بارتكاب جريمة حرب عبر ترحيل مئات الأطفال من أوكرانيا دون سند قانوني. وترفض موسكو الاتهامات وتصف الخطوة بأنها غير مقبولة، وتقول إن المحكمة ليست لها قوة قانونية في روسيا؛ لأن الدولة ليست عضواً في المحكمة الجنائية الدولية.
وقال خان لوزراء العدل المجتمعين في لندن «إنها لحظة... ليست للانتصار ولا لأي تهنئة». وأضاف «إنها حقاً مناسبة حزينة جداً ومناسبة كئيبة جداً؛ إذ إنه للمرة الأولى على الإطلاق يشعر قضاة المحكمة الجنائية الدولية، أو أي محكمة، أنه من الضروري إصدار أوامر (لاعتقال) بحق زعيم ومسؤولين حكوميين بارزين في دولة من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن (التابع للأمم المتحدة)».
ولم تُخف موسكو البرنامج الذي نقلت بموجبه آلاف الأطفال من أوكرانيا إلى روسيا، لكنها تقول: إنه حملة إنسانية لحماية الأيتام والأطفال الذين بقوا دون ذويهم في منطقة الصراع. وقال خان «أقول أعيدوا الأطفال إلى الوطن، أعيدوا الأطفال، اعملوا على لمّ شملهم... إذا كان هناك شيء من الصدق في القول إن هذا من أجل الأطفال، فبدلاً من منحهم جواز سفر أجنبياً، أعيدوهم إلى البلدان التي يحملون جنسيتها».
وقال المدعي العام الأوكراني أندريه كوستين في الاجتماع، إن مكتبه بدأ تحقيقات في أكثر من 72 ألف حادث لما تردد أنها جرائم حرب، وسيوقّع قريباً اتفاقاً لإنشاء مكتب ميداني للمحكمة الجنائية الدولية في أوكرانيا. وأضاف «يمكن أن يمثل إدخال مشتبه به إلى قفص الاتهام في المحكمة الجنائية الدولية تحدياً... لذلك؛ تقع الآن على عاتق الدول مهمة التعاون الوثيق مع المحكمة».
بدوره، قال وزير العدل الأوكراني دينيس ماليوسكا «إنها ليست المحكمة الجنائية الدولية التي تقف إلى جانبنا أو إلى جانب أوكرانيا... وإنما سيادة القانون هي التي تقف في صفنا».
وتعهدت بريطانيا تقديم مليون جنيه إسترليني (1.22 مليون دولار) للمحكمة العام الحالي، وقالت وزارة العدل، إنها تتوقع أن تتعهد دول أخرى تقديم دعم مالي خلال المؤتمر الذي تتشارك بريطانيا وهولندا في استضافته. وقالت الوزارة: إن التمويل سيخصص لتدريب محققين على النظر في جرائم الحرب التي تُتهم بها موسكو، بالإضافة إلى الدعم النفسي والعملي للضحايا.
في المقابل، أعلنت روسيا، الاثنين، فتح تحقيق جنائي بحق مدعي المحكمة الجنائية الدولية وثلاثة قضاة بعد أيام على إصدار المحكمة مذكرة التوقيف بحق الرئيس بوتين. وقالت لجنة التحقيق الروسية في بيان: إن هؤلاء القضاة وبينهم مدعي المحكمة الجنائية الدولية كريم خان «أصدروا قرارات غير قانونية (تهدف) إلى توقيف رئيس الاتحاد الروسي ومفوضة حقوق الأطفال»، مضيفة «لقد تم فتح تحقيق جنائي». وبالتالي، فإن كريم خان مدعي المحكمة الجنائية الدولية مستهدف لأنه «بدأ إجراءات جنائية ضد شخص معروف بأنه بريء، وأرفقها باتهام غير قانوني بارتكاب جريمة خطيرة أو خطيرة بشكل خاص»، وكذلك «التحضير لهجوم على ممثل دولة أجنبية».


مقالات ذات صلة

إسقاط مسيّرة قرب قاعدة جوية روسية في القرم

العالم إسقاط مسيّرة قرب قاعدة جوية روسية في القرم

إسقاط مسيّرة قرب قاعدة جوية روسية في القرم

أعلنت السلطات المعينة من روسيا في القرم إسقاط طائرة مسيرة قرب قاعدة جوية في شبه الجزيرة التي ضمتها روسيا، في حادثة جديدة من الحوادث المماثلة في الأيام القليلة الماضية. وقال حاكم سيفاستوبول ميخائيل رازفوجاييف على منصة «تلغرام»: «هجوم آخر على سيفاستوبول. قرابة الساعة 7,00 مساء (16,00 ت غ) دمرت دفاعاتنا الجوية طائرة من دون طيار في منطقة قاعدة بيلبيك».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم الاتحاد الأوروبي يحذّر موسكو من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين

الاتحاد الأوروبي يحذّر موسكو من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين

حذّر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل روسيا، اليوم الخميس، من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين الذي اتهمت موسكو كييف بشنّه، لتكثيف هجماتها في أوكرانيا. وقال بوريل خلال اجتماع لوزراء من دول الاتحاد مكلفين شؤون التنمي«ندعو روسيا الى عدم استخدام هذا الهجوم المفترض ذريعة لمواصلة التصعيد» في الحرب التي بدأتها مطلع العام 2022. وأشار الى أن «هذا الأمر يثير قلقنا... لأنه يمكن استخدامه لتبرير تعبئة مزيد من الجنود و(شنّ) مزيد من الهجمات ضد أوكرانيا». وأضاف «رأيت صورا واستمعت الى الرئيس (الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
العالم هجوم بطائرة مسيرة يستهدف مصفاة «إلسكاي» جنوب روسيا

هجوم بطائرة مسيرة يستهدف مصفاة «إلسكاي» جنوب روسيا

ذكرت وكالة «تاس» الروسية للأنباء، صباح اليوم (الخميس)، نقلاً عن خدمات الطوارئ المحلية، أن حريقاً شب في جزء من مصفاة نفط في جنوب روسيا بعد هجوم بطائرة مسيرة. وقالت «تاس»، إن الحادث وقع في مصفاة «إلسكاي» قرب ميناء نوفوروسيسك المطل على البحر الأسود. وأعلنت موسكو، الأربعاء، عن إحباط هجوم تفجيري استهدف الكرملين بطائرات مسيرة، وتوعدت برد حازم ومباشر متجاهلة إعلان القيادة الأوكرانية عدم صلتها بالهجوم. وحمل بيان أصدره الكرملين، اتهامات مباشرة للقيادة الأوكرانية بالوقوف وراء الهجوم، وأفاد بأن «النظام الأوكراني حاول استهداف الكرملين بطائرتين مسيرتين».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم روسيا تتعرض لهجمات وأعمال «تخريبية» قبل احتفالات 9 مايو

روسيا تتعرض لهجمات وأعمال «تخريبية» قبل احتفالات 9 مايو

تثير الهجمات وأعمال «التخريب» التي تكثّفت في روسيا في الأيام الأخيرة، مخاوف من إفساد الاحتفالات العسكرية في 9 مايو (أيار) التي تعتبر ضرورية للكرملين في خضم حربه في أوكرانيا. في الأيام الأخيرة، ذكّرت سلسلة من الحوادث روسيا بأنها معرّضة لضربات العدو، حتى على بعد مئات الكيلومترات من الجبهة الأوكرانية، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. تسببت «عبوات ناسفة»، الاثنين والثلاثاء، في إخراج قطارَي شحن عن مساريهما في منطقة محاذية لأوكرانيا، وهي حوادث لم يكن يبلغ عن وقوعها في روسيا قبل بدء الهجوم على كييف في 24 فبراير (شباط) 2022. وعلى مسافة بعيدة من الحدود مع أوكرانيا، تضرر خط لإمداد الكهرباء قرب بلدة في جنو

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم موسكو: «الأطلسي» يكثّف تحركات قواته قرب حدود روسيا

موسكو: «الأطلسي» يكثّف تحركات قواته قرب حدود روسيا

أكد سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) نشر وحدات عسكرية إضافية في أوروبا الشرقية، وقام بتدريبات وتحديثات للبنية التحتية العسكرية قرب حدود روسيا، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الروسية «سبوتنيك»، اليوم الأربعاء. وأكد باتروشيف في مقابلة مع صحيفة «إزفستيا» الروسية، أن الغرب يشدد باستمرار الضغط السياسي والعسكري والاقتصادي على بلاده، وأن الناتو نشر حوالى 60 ألف جندي أميركي في المنطقة، وزاد حجم التدريب العملياتي والقتالي للقوات وكثافته.


روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».