السودان: توقيع «الاتفاق السياسي النهائي» أول أبريل... والحكومة في 11 من الشهر نفسه

جانب من احتجاجات الخرطوم المطالبة بالحكم المدني في 14 مارس (أ.ف.ب)
جانب من احتجاجات الخرطوم المطالبة بالحكم المدني في 14 مارس (أ.ف.ب)
TT

السودان: توقيع «الاتفاق السياسي النهائي» أول أبريل... والحكومة في 11 من الشهر نفسه

جانب من احتجاجات الخرطوم المطالبة بالحكم المدني في 14 مارس (أ.ف.ب)
جانب من احتجاجات الخرطوم المطالبة بالحكم المدني في 14 مارس (أ.ف.ب)

اتفق المدنيون والعسكريون في السودان على توقيع «الاتفاق السياسي النهائي» في الأول من أبريل (نيسان) المقبل، وتوقيع دستور انتقالي في السادس من الشهر نفسه، وكذلك اتفقوا على تشكيل الحكومة المدنية الانتقالية في 11 من الشهر ذاته، وذلك عقب اجتماعين موسعين بين القوى الموقعة على «الاتفاق الإطاري» وكل من رئيس مجلس السيادة قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان، ونائبه قائد قوات «الدعم السريع» الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وبحضور ممثلين عن «الآلية الدولية الثلاثية» و«اللجنة الرباعية الدولية».
وقال المتحدث الرسمي باسم العملية السياسية خالد عمر يوسف، في مؤتمر صحافي مساء يوم الأحد، إن اجتماعين عُقدا في القصر الرئاسي خلال يوم الأحد؛ لإجازة هذه التواريخ، موضحاً أن الأطراف المجتمعة أجازت تكوين لجنة لصياغة «الاتفاق النهائي» تتكون من 11 عضواً، (40 في المائة منهم نساء). 9 منهم مدنيون، و2 من العسكريين، وتوكل لها مهمة إعداد النسخة الأولية من الاتفاق خلال أسبوع، أي يوم 27 مارس (آذار) الجاري.
ووفقاً ليوسف فإن صياغة الاتفاق ستستند إلى 4 مرجعيات، هي: «الاتفاق الإطاري»، و«الإعلان السياسي»، و«توصيات مؤتمرات قضايا الانتقال الخمس»، و«مسودة الدستور الانتقالي لنقابة المحامين». وأوضح يوسف أن الأطراف اتفقت على تكوين لجنة مشتركة للتواصل مع ما تُسمى «قوى الثورة» غير الموقعة على «الاتفاق الإطاري»، وهي قوى محددة سلفاً، وذلك لغرض إقناعها بالالتحاق بالعملية السياسية، إثر رفضها المشاركة في اجتماع القصر الرئاسي.
من جهته، قال المتحدث باسم تحالف «الحرية والتغيير» ياسر عرمان، في تغريدة على حسابه في «تويتر»، إن الأطراف اتفقت على تزامن تكوين «المجلس التشريعي الانتقالي» مع تشكيل الحكومة؛ لتجنب تكرار أخطاء الماضي، وإعطاء مساحة أكبر للشباب والنساء و«لجان المقاومة الشعبية» التي تقود حراك الشارع، لبناء نموذج ديمقراطي جديد للحكم المحلي.
وعقب الاجتماع، قال رئيس مجلس السيادة الفريق البرهان في تصريحات صحافية، إن القوات المسلحة لن تحيد عن هدف تسليم السلطة لحكومة مدنية، وستترك المجال للمدنيين لكي يحكموا، مضيفاً: «لكننا نريد أن نرى قوى سياسية حقيقية، ليست مزيفة تستعين بالبدائل، ومدركة لهموم المواطن حتى نستطيع الوقوف معها ودعمها؛ لتحقيق طموحات وتطلعات الشعب السوداني».
وكان المدنيون والعسكريون قد وقّعوا في 5 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، «الاتفاق الإطاري» الذي يقضي بخروج العسكريين من السلطة، وتكوين حكومة مدنية انتقالية ذات صلاحيات كاملة، وذلك بعد أكثر من عام منذ إطاحة الجيش بالحكومة المدنية السابقة برئاسة عبد الله حمدوك، في أكتوبر (تشرين الأول) 2021.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».