الروس يسيطرون على شرق باخموت والأوكرانيون على غربها

مروحيات هجومية تمطر أهدافاً روسية بالصواريخ قرب المدينة المحاصرة

لا تزال القوات الأوكرانية صامدة رغم أنها مطوقة وسط قتال عنيف كبّد الطرفين خسائر فادحة (أ.ف.ب)
لا تزال القوات الأوكرانية صامدة رغم أنها مطوقة وسط قتال عنيف كبّد الطرفين خسائر فادحة (أ.ف.ب)
TT

الروس يسيطرون على شرق باخموت والأوكرانيون على غربها

لا تزال القوات الأوكرانية صامدة رغم أنها مطوقة وسط قتال عنيف كبّد الطرفين خسائر فادحة (أ.ف.ب)
لا تزال القوات الأوكرانية صامدة رغم أنها مطوقة وسط قتال عنيف كبّد الطرفين خسائر فادحة (أ.ف.ب)

ما زال وضع القوات الأوكرانية وخطوط الإمداد الخاصة بها «ضعيفاً» نظراً لتطويق باخموت من الشمال والجنوب، وفق ما ذكرت تقارير استخباراتية غربية، إلا أن الجيش الأوكراني ما زال يسيطر على غرب المدينة. وجاء في التقرير أنه في غرب المدينة الذي تسيطر عليه قوات كييف، دمرت القوات الأوكرانية الجسور الرئيسية فوق النهر الذي يمتد عبر شريط من الأرض المفتوحة، ويبلغ عرضه ما بين 200 إلى 800 متر.
ومن قاعدة سرية في أوكرانيا أقلعت ثلاث مروحيات هجومية من طراز «مي-8»، وحلقت على ارتفاع منخفض باتجاه باخموت في مهمة لشن هجوم ضد القوات الروسية، وما إن تقترب من المدينة حتى تطلق صواريخها قبل أن تستدير وتبدأ رحلة العودة إلى القاعدة. وقال بترو قائد المروحية لوكالة الصحافة الفرنسية بعد إنجاز المهمة التي استغرقت 30 دقيقة إن الهدف كان «تحصينات للعدو تضم جنوداً وعربات مدرعة ومخازن ذخيرة».
تقع التحصينات شمال شرقي باخموت قرب مدينة سيفيرودونيتسك التي استولت عليها القوات الروسية الربيع الماضي، حيث لا تزال القوات الأوكرانية صامدة رغم أنها مطوقة وسط قتال عنيف كبّد الطرفين خسائر فادحة.
وأفادت الاستخبارات البريطانية أمس السبت في تقريرها اليومي حول سير المعارك، بأن الجزء الشرقي من المدينة المحاصرة أصبح إلى حد كبير الآن تحت سيطرة مجموعة المرتزقة الروسية «فاغنر». وأضاف التقرير: «في ظل قدرة الوحدات الأوكرانية على إطلاق النار من المباني المحصنة إلى الغرب، أصبح هذا المكان منطقة قتل، الأمر الذي من المحتمل أن يشكل تحدياً شديداً بالنسبة لقوات (فاغنر) التي تحاول مواصلة هجومها إلى الغرب».
وقال قائد المجموعة الروسية في مقطع فيديو نُشر أمس السبت على «تلغرام» إن قواته قريبة من وسط مدينة باخموت التي تشهد معارك طاحنة منذ أشهر. وفي مقطع الفيديو، يمكن رؤية يفغيني بريغوجين واقفاً على سطح مبنى شاهق في مكان قيل إنه باخموت. وقال بريغوجين في الفيديو مشيراً إلى مبنى على مسافة من المكان الذي يقف فيه: «هذا مبنى إدارة المدينة، هذا هو وسط المدينة». وأضاف: «يبعد (من هنا) مسافة كيلومتر و200 متر»، مشيراً إلى أن أهم شيء الآن هو «تلقّي الذخيرة» و«مواصلة التقدم». ويقود مقاتلو مجموعة «فاغنر» هجمات ضد مدن في شرق أوكرانيا، بما فيها باخموت التي تشهد المعركة الأطول والأكثر دموية منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا. وقد تكبد الطرفان خسائر فادحة في محيط هذه المدينة. وقالت وزارة الدفاع في لندن في التحديث الاستخباراتي اليومي عبر تغريدة، إن نهر باخموتكا الذي يتدفق عبر وسط المدينة، أصبح الآن خط الجبهة.
وتنشر وزارة الدفاع البريطانية تحديثات يومية منذ بدء الحرب في أوكرانيا في 24 فبراير (شباط) 2022، وتتهم موسكو لندن بشن حملة تضليل مستهدفة.
وفي مناطق أخرى على طول الجبهة الشرقية والجنوبية قُتل ثلاثة أشخاص على الأقل، وأصيب اثنان آخران في ضربة روسية على خيرسون في جنوب أوكرانيا، على ما أعلنت السلطات السبت، فيما قُتل آخر في منطقة دونيتسك شرق البلاد، وفق ما ذكر مسؤولان بالمنطقتين.
واستعادت أوكرانيا السيطرة على مدينة خيرسون في نوفمبر (تشرين الثاني) بعد نحو ثمانية أشهر من سيطرة القوات الروسية التي استولت عليها بعد وقت قليل من بداية الاجتياح الروسي. وتتعرض المنطقة حالياً لقصف مستمر من القوات الروسية المتمركزة في الجانب الآخر لنهر دنيبرو. حرّر الجيش الأوكراني مدينة خيرسون في نوفمبر الماضي بعد أشهر من الاحتلال الروسي. ومنذ ذلك الحين، يقصف الروس باستمرار المنطقة التي تسيطر عليها موسكو جزئياً.
ومن جهته، أعرب رئيس المكتب الرئاسي أندري يرماك عن أسفه عبر «تلغرام» قائلاً: «الإرهابيون الروس يقصفون خيرسون مجدداً. هناك جرحى وقتلى»، من دون تقديم مزيد من التفاصيل. وأرفق رسالته بصورة لسيارة متفحمة تماماً، وعناصر إطفاء يعملون حولها. وتأتي هذه الضربة الجديدة بعد يومين من مقتل ثلاثة أشخاص بقصف مدفعي روسي في المدينة نفسها، حسب الرئاسة الأوكرانية.
وقال حاكم خيرسون أولكسندر بروكودين للتلفزيون الأوكراني إن ثلاثة أشخاص، من بينهم امرأة مسنة، أصيبوا في القصف المدفعي على المدينة. وأضاف أن عدداً من الحافلات والممتلكات التجارية تضرر. وقال أولكسندر بروكودين رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية في خيرسون على «تلغرام»: «أُبلغنا بأن ثلاثة أشخاص قتلوا، وأصيب اثنان في موقع تعرض لهجوم من العدو على الطريق السريع الذي يربط ميكولايف بخيرسون». وأضاف أن «أعمال الإغاثة مستمرة» في المكان.
وأشار حاكم إقليم دونيتسك بافلو كيريلينكو أن شخصاً لقي حتفه، وأصيب ثلاثة آخرون في مدينة كوستيانتينيفكا بعد قصف روسي استمر على مدار اليوم. وشهدت منطقة دونيتسك واحداً من أعنف القتال منذ أن أرسلت موسكو قواتها إلى أوكرانيا في 24 فبراير العام الماضي.
ومن جهتها، روت غالينا كوليسنيك (53 عاماً) التي كانت في المكان ونجت من «المأساة» على حد قولها، أنها جاءت للتزوّد بالوقود وكانت «داخل متجر» عندما سمعت «انفجارات» في الخارج. وأضافت لوكالة الصحافة الفرنسية: «دخلنا، ثم بعد خمس دقائق وقعت هذه المأساة... تضررت سيارتنا... إنه أمر مروع». وكان بروكودين قد أعلن في رسالة سابقة أن «سيارة اشتعلت فيها النيران بعد إصابتها بقذيفة» ما أدى إلى وفاة شخص وإصابة آخر.


مقالات ذات صلة

زيلينسكي يتهم بوتين بارتكاب جرائم حرب «جديدة»

أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمته المسائية عبر الفيديو (ا.ف.ب)

زيلينسكي يتهم بوتين بارتكاب جرائم حرب «جديدة»

اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بارتكاب جرائم حرب جديدة بعد الهجوم الصاروخي على مدينة دنيبرو بصاروخ جديد متوسط المدى.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (ا.ب)

أوستن: قوات كوريا الشمالية المحتشدة في روسيا ستشارك في الحرب «قريباً»

أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، اليوم (السبت)، أن بلاده تتوقع أن الآلاف من القوات الكورية الشمالية المحتشدة في روسيا ستشارك «قريباً» في القتال ضد أوكرانيا

«الشرق الأوسط» (سيدني)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بقمة دول مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو بالبرازيل (أ.ف.ب)

بايدن وماكرون يناقشان الصراعين في أوكرانيا والشرق الأوسط

قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون ناقشا الصراعين الدائرين في أوكرانيا والشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا صورة نشرتها مؤسسة أوكرانية تُظهر لحظة الهجوم بالصاروخ الباليستي الروسي على مدينة دنيبرو الأوكرانية (أ.ف.ب) play-circle 01:12

أوكرانيا تطلب أنظمة حديثة للدفاع الجوي بعد استهدافها بصاروخ باليستي روسي

أعلن الرئيس الأوكراني، الجمعة، أن بلاده تطلب من حلفائها الغربيين تزويدها بأنظمة حديثة للدفاع الجوي، بعدما استهدفتها روسيا، هذا الأسبوع، بصاروخ باليستي فرط صوتي.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)

بوتين يأمر بـ«اختبارات» في الوضع القتالي للصاروخ «أوريشنيك»

أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإنتاج كمية كبيرة من الصاروخ الباليستي الجديد فرط الصوتي «أوريشنيك» ومواصلة اختباره في الأوضاع القتالية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

مسؤول: قراصنة إلكترونيون صينيون يستعدون لصدام مع أميركا

القراصنة قاموا بعمليات استطلاع وفحص محدودة لمواقع إلكترونية متعددة مرتبطة بالانتخابات الأميركية (أرشيفية - رويترز)
القراصنة قاموا بعمليات استطلاع وفحص محدودة لمواقع إلكترونية متعددة مرتبطة بالانتخابات الأميركية (أرشيفية - رويترز)
TT

مسؤول: قراصنة إلكترونيون صينيون يستعدون لصدام مع أميركا

القراصنة قاموا بعمليات استطلاع وفحص محدودة لمواقع إلكترونية متعددة مرتبطة بالانتخابات الأميركية (أرشيفية - رويترز)
القراصنة قاموا بعمليات استطلاع وفحص محدودة لمواقع إلكترونية متعددة مرتبطة بالانتخابات الأميركية (أرشيفية - رويترز)

قال مسؤول كبير في مجال الأمن الإلكتروني في الولايات المتحدة، الجمعة، إن قراصنة إلكترونيين صينيين يتخذون مواطئ قدم في بنية تحتية خاصة بشبكات حيوية أميركية في تكنولوجيا المعلومات تحسباً لصدام محتمل مع واشنطن.

وقال مورغان أدامسكي، المدير التنفيذي للقيادة السيبرانية الأميركية، إن العمليات الإلكترونية المرتبطة بالصين تهدف إلى تحقيق الأفضلية في حالة حدوث صراع كبير مع الولايات المتحدة.

وحذر مسؤولون، وفقاً لوكالة «رويترز»، من أن قراصنة مرتبطين بالصين قد اخترقوا شبكات تكنولوجيا المعلومات واتخذوا خطوات لتنفيذ هجمات تخريبية في حالة حدوث صراع.

وقال مكتب التحقيقات الاتحادي مؤخراً إن عملية التجسس الإلكتروني التي أطلق عليها اسم «سالت تايفون» شملت سرقة بيانات سجلات مكالمات، واختراق اتصالات كبار المسؤولين في الحملتين الرئاسيتين للمرشحين المتنافسين قبل انتخابات الرئاسة الأميركية في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) ومعلومات اتصالات متعلقة بطلبات إنفاذ القانون في الولايات المتحدة.

وذكر مكتب التحقيقات الاتحادي ووكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية أنهما يقدمان المساعدة الفنية والمعلومات للأهداف المحتملة.

وقال أدامسكي، الجمعة، إن الحكومة الأميركية «نفذت أنشطة متزامنة عالمياً، هجومية ودفاعية، تركز بشكل كبير على إضعاف وتعطيل العمليات الإلكترونية لجمهورية الصين الشعبية في جميع أنحاء العالم».

وتنفي بكين بشكل متكرر أي عمليات إلكترونية تستهدف كيانات أميركية. ولم ترد السفارة الصينية في واشنطن على طلب للتعليق بعد.