وصف المرشد الإيراني علي خامنئي اليوم الاثنين تسميم تلميذات إيرانيات خلال الشهور القليلة الماضية بأنه جريمة «لا تغتفر» وسط انتشار لوقائع يُشتبه بأنها ناجمة عن تسميم في أنحاء مختلفة من البلاد ونقل مئات الفتيات للمستشفى.
ونقلت وسائل إعلام رسمية عن خامنئي قوله «على السلطات تتبع قضية تسميم التلميذات بجدية. هذه جريمة لا تغتفر... يجب معاقبة مرتكبي هذه الجريمة بقسوة».
وتعهدت الحكومة الإيرانية أمس الأحد، بإجراء تحقيق في الهجمات المتسلسلة الغامضة بموادّ سامة على مدارس الفتيات، في وقتٍ اتسع فيه نطاق الهجمات، مما أدى إلى نقل العشرات من المصابين لتلقّي العلاج في المستشفيات إثر الاختناق. وتدرس السلطات إغلاق المدارس، وفق ما أعلنه وزير التعليم الإيراني، في وقت قال فيه نائب في البرلمان إن السلطات تدرس «احتمالات عن تورط المعلمين في مؤامرة الأعداء».
وأصيبت 59 طالبة على الأقل بحالة تسمم في مدينة مشهد؛ مركز محافظة خراسان، وهي ثاني معقل للمحافظين، وفقاً لما أعلنه رئيس دائرة العلاقات العامة في دائرة التعليم، مع استمرار الغموض حول المواد المستخدَمة والجهة التي تقف وراء الهجمات. وقال حاكم مدينة نيسابور، أبو طالب جوان إن 50 طالباً أصيبوا بالتسمم في ثانوية بقرط للفتيات في هذه المدينة، مشيراً إلى نقل 10 منهن إلى المستشفى.
وبالإضافة إلى خراسان والأحواز، أظهرت مقاطع فيديو ومعلومات على شبكات التواصل الاجتماعي تعرض عشرات المدارس لهجمات بالسم في محافظات طهران وأصفهان ويزد (وسط) وقزوين (شمال) وكرمانشاه وكردستان وبوير أحمد (غرب) وفارس وهرمزجان (جنوب) وأذربيجان الغربية وأذربيجان الشرقية وزنجان وأردبيل (شمال غرب) وغلستان (شمال) وخراسان الشمالية (شمال شرق).
وانتشرت فيديوهات وصور على نطاق واسع تُظهر سيارات الإسعاف وحافلات تحمل شعار وألوان الطوارئ الإيرانية أمام مدخل عدد من المدارس.
يوماً بعد آخر، تتكرر الظاهرة: تلميذات في مدارس الفتيات يتنشّقن روائح «كريهة» أو «غير معروفة»، ثم تظهر عليهن أعراض مثل الغثيان وضيق التنفّس والدوخة.
وتعرض أكثر من ألف طالبة لحالات تسمم بالغاز في عشرات المدن الإيرانية، منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. ولم تقدم السلطات حتى الآن تفسيراً موثوقاً لدوافع الهجمات والجهات المسؤولة عنها أو المواد المستخدمة. واكتفى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بتوجيه اللوم إلى «الأعداء» في الوقوف وراء الهجمات، في حين انتقد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان ردود المسؤولين الغربيين، واتهمها بـ«شن حرب هجينة» على إيران.
إلى ذلك، ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن خامنئي عفا عن أكثر من 80 ألف سجين. ومن المتوقع أن يتم الإفراج عن الكثير من الذين تم سجنهم خلال موجة الاحتجاجات المناهضة للحكومة. ويشار إلى أنه تم الإفراج عن نشطاء
حقوقيين مؤخرا.
وقد أمر المرشد بتنفيذ قرار العفو في فبراير (شباط) الماضي قبل ذكرى ثورة 1979. ولا يشمل قرار العفو الذين تم إدانتهم بالتجسس والقتل والتدمير وأعمال الحرق العمد لمباني حكومية أو عسكرية.
ويقول منتقدو النظام إن قرارات العفو محاولة لتهدئة المتظاهرين عقب أن تعرضت القيادة الدينية والسياسية في إيران للضغط بسبب ممارساتها القاسية.