دراسة تحذّر من مخاطر بدائل السكر على القلب والأوعية الدموية

حقن الفئران بمركب الإريثريتول أدى إلى تعزيز تكوين الجلطات

حبات من السكر (أرشيفية - رويترز)
حبات من السكر (أرشيفية - رويترز)
TT

دراسة تحذّر من مخاطر بدائل السكر على القلب والأوعية الدموية

حبات من السكر (أرشيفية - رويترز)
حبات من السكر (أرشيفية - رويترز)

أفاد باحثون بوجود روابط بين الإريثريتول، بديل السكر الخالي من السعرات الحرارية، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك النوبات القلبية والسكتة الدماغية، وفقاً لدراسة نُشرت في مجلة «Nature Medicine» يوم الاثنين.
وعدّت الدراسة أن المُحلي، الذي غالباً ما يُضاف إلى الكثير من الأطعمة والمشروبات منخفضة السعرات الحرارية أو التي لا تحتوي على سعرات حرارية، هو مجرد واحد من الكثير من بدائل السكر التي عدّها الباحثون سبباً في مخاطر السلامة على المدى الطويل.
ويقول الدكتور ستانلي هازن، طبيب القلب في المركز الطبي الأميركي الأكاديمي «كليفلاند كلينك» ومؤلف الدراسة: «يحاول الناس القيام بشيء صحّي لأنفسهم، لكنهم قد يتسببون في ضرر دون قصد»، حسبما أفادت صحيفة «نيويورك تايمز».
في الدراسة، نظر الباحثون في مستويات الإريثريتول في الدم لنحو 4000 شخص من الولايات المتحدة وأوروبا، ووجدوا أن أولئك الذين لديهم تركيز أعلى في دمهم من بدائل السكر كانوا أكثر عُرضة للإصابة بسكتة دماغية أو نوبة قلبية.
وكان المشاركون الذين تجاوزوا سن الستين إما معرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وإما بالفعل مصابين بهما، بسبب مرض السكري وارتفاع ضغط الدم.
ووجد الباحثون أيضاً أنه عندما أطعموا الفئران الإريثريتول، فقد أدى ذلك إلى تعزيز تكوين الجلطات الدموية. يبدو أن الإريثريتول يحفز التخثر في دم الإنسان والبلازما أيضاً.
ويقول الدكتور داريوش مظفريان، طبيب القلب وأستاذ التغذية في كلية فريدمان لعلوم وسياسات التغذية بجامعة «تافتس» في ولاية ماساتشوستس الأميركية، والذي لم يشارك في الدراسة، إنه لم تكن هناك دراسات كافية لتحديد الآثار الصحية طويلة المدى لبدائل السكر على البشر. وتابع: «المشكلة أنه لا يوجد دليل كافٍ على أن بدائل السكر آمنة».
ويوضح مظفريان أنه كانت هناك قيود رئيسية على الدراسة؛ أولاً، كانت غالبية المشاركين إما يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية وإما لديهم عوامل خطر متعددة لمشكلات القلب والأوعية الدموية، والتي من المحتمل أن تحرف البيانات.
وبينما وجدت الدراسة ارتباطاً بين الإريثريتول وارتفاع مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، إلا أنها لم تُثبت أن المركّب نفسه تسبب في حدوث جلطات ونوبات قلبية. وقالت الدكتورة بريا إم فريني، اختصاصية أمراض القلب في جامعة «نورث وسترن» التي لم تشارك في الدراسة، إن الدراسة تتضمن بحثاً قائماً على الملاحظة يتطلب مزيداً من التحقق.
وحاول العلماء دراسة الآثار الصحية لبدائل السكر، حيث أصبحت شائعة بشكل متزايد على مدى السنوات العشر الماضية. وتشرح ماريون نستله، الأستاذة الفخرية للتغذية ودراسات الغذاء والصحة العامة في جامعة نيويورك والتي لم تشارك في الدراسة، أن هناك قدراً هائلاً من الأبحاث حول المُحليات الصناعية بشكل عام، غالباً مع استنتاجات متضاربة.
وتقول الدكتور نستله إن بعض الدراسات السابقة التي تدرس الروابط المحتملة بين المُحليات الصناعية والسرطان بالإضافة إلى أمراض القلب والأوعية الدموية قد خلصت إلى أن هذه المواد الكيميائية قد تزيد من مخاطر هذه الحالات، وإن لم يكن كثيراً. وأضافت أنهم استنتجوا بشكل ثابت أن هناك حاجة لمزيد من البحث حول بدائل السكر.
ووجدت المراجعات السابقة أن الإريثريتول قد يكون بديلاً جيداً للسكر، على الرغم من أن الكثير من تلك الأبحاث قد أُجريت على الحيوانات، كما قالت جوان سلافين، أستاذة علوم الأغذية والتغذية في جامعة «مينيسوتا»، والتي لم تشارك أيضاً في الدراسة الجديدة.
وأضافت الدكتورة نستله: «الناس كانوا يستهلكون المُحليات الصناعية لسنوات، فمن من الصعب حقاً أن تضع إصبعك على مشكلة محددة». وفي سياق متصل ترى الدكتور سلافين أنه من الصعب دراسة الآثار الصحية لبدائل السكر والمُحليات البديلة عندما يتم استهلاكها كجزء من نظام غذائي أكبر.
وأشارت سلافين إلى أن الأشخاص الذين يستهلكون كميات كبيرة من المُحليات الصناعية قد يكونون معرَّضين بالفعل لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وأضافت أنهم إذا كانوا يعانون من حالات مثل السكري أو السمنة، فربما يستخدمون المُحليات الصناعية لمحاولة تقليل السكر.
وتقلل سلافين من مخاطر بدائل السكر إذا ما قورنت باستخدام السكر الأبيض، وتفسر: «لا نريد أن يقول الناس إن بدائل السكر فظيعة لأنها تسبب النوبات القلبية وبدلاً من ذلك يستخدمون السكر. علينا النظر في هذا».


مقالات ذات صلة

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

كشفت أحدث دراسة تناولت العوامل المؤثرة على ضغط الدم، عن الخطورة الكبيرة للحياة الخاملة الخالية من النشاط على الصحة بشكل عام، وعلى الضغط بشكل خاص.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي ليس مجرد صداع عادي يعاني منه الجميع في وقتٍ ما، بل هو اضطراب عصبي معقد يمكن أن يُشعر المريض وكأن العالم قد توقف.

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)
صحتك استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

ما تأثير تناول المغنيسيوم الغذائي بالعموم، أو أقراص مكملات المغنيسيوم، على النوم؟

د. حسن محمد صندقجي

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».