بكتيريا «الشيغيلا» المقاومة للأدوية تُثير قلقاً أميركياً

تؤثر على الأمعاء

مقاومة الميكروبات للأدوية تنبئ بمخاطر صحية كبيرة (هيلث داي)
مقاومة الميكروبات للأدوية تنبئ بمخاطر صحية كبيرة (هيلث داي)
TT

بكتيريا «الشيغيلا» المقاومة للأدوية تُثير قلقاً أميركياً

مقاومة الميكروبات للأدوية تنبئ بمخاطر صحية كبيرة (هيلث داي)
مقاومة الميكروبات للأدوية تنبئ بمخاطر صحية كبيرة (هيلث داي)

حذر مسؤولو الصحة في أميركا من زيادة السلالات المقاومة للأدوية من بكتيريا «الشيغيلا»، وذلك بعد أن سجلت الإحصائيات «حوالي 5 في المائة من حالات عدوى (الشيغيلا) التي تم الإبلاغ عنها للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية، منها العام الماضي، كانت ناجمة عن السلالة المقاومة للأدوية، والمعرفة باسم (XDR)، وذلك بالمقارنة مع 0 في المائة عام 2015»، وذلك وفق تقرير نشرته (الاثنين) شبكة «هيلث داي».
وتوجد خيارات علاج محدودة للأشخاص المصابين بهذه السلالة من البكتيريا، التي يُمكن أن تنتقل بسهولة وتنشر جيناتها المقاومة لمضادات الميكروبات إلى بكتيريا أخرى.
وحضّت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها العاملين في مجال الرعاية الصحية على توخي اليقظة بشأن الإبلاغ عن حالات الإصابة بهذه السلالة إلى الإدارات الصحية المحلية أو الحكومية. ويؤثر داء «الشيغيلات» التي تسببه هذه البكتيريا على الأمعاء، وعادة ما يسبب الإسهال الالتهابي الذي قد يكون دموياً، ويمكن أن تشمل الأعراض أيضاً الحمى والتشنج البطني.
ويمكن أن تنتشر بكتيريا «الشيغيلا» بسهولة من خلال الاتصال الشخصي مثل الاتصال الجنسي، أو عن طريق تناول الطعام والماء الذي أعده شخص مصاب بالعدوى.
وفي الولايات المتحدة، يصيب داء «الشيغيلات» عادة الأطفال الصغار الذين تبلغ أعمارهم 4 أعوام أو أقل. وفي الآونة الأخيرة، شهد مركز السيطرة على الأمراض زيادة في عدوى «الشيغيلا» المقاومة للأدوية لدى البالغين، بما في ذلك الزيادات بين الرجال لأسباب جنسية، وبين الناس الذين لا مأوى لهم، والمسافرين الدوليين، والأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية.
ويمكن للأشخاص المصابين بـ«الشيغيلا» عادة التعافي من خلال السوائل والرعاية الداعمة، ولكن في بعض الأحيان تكون هناك حاجة إلى عامل مضاد للميكروبات لتقصير مدة المرض، وتقليل احتمالية انتشاره أثناء تفشي المرض، ويمكن أيضاً الإشارة إلى عامل مضاد للميكروبات للأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة، أو الأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرية. وسلالة «XDR» من البكتيريا هي سلالات مقاومة لجميع المضادات الحيوية الموصى بها والبديلة بشكل شائع، بما في ذلك «أزيثروميسين» و«سيبروفلوكساسين» و«سيفترياكسون» و«تريميثوبريم» و«سلفاميثوكسازول» و«الأمبيسيلين».
من جانبه، يؤكد محمود حمدي، استشاري الأمراض الباطنية بوزارة الصحة المصرية، أن التحذير الأميركي يأتي متسقاً مع ما سبق وأشارت إليه منظمة الصحة العالمية من «ضرورة التعامل مع تلك المشكلة باهتمام بالغ». وقال حمدي لـ«الشرق الأوسط»، «هذه المشكلة يمكن أن تتسبب في أخطار صحية لا تقل شدة عما سببته جائحة (كوفيد - 19)، إذا حدث مزيد من الزيادة في العوامل الممرضة المقاومة للمضادات الحيوية».
عن السبب الرئيسي في هذه المشكلة، أشار إلى أنه «وفقاً لما توصلت له منظمة الصحة العالمية، فإن الإفراط في استعمال المضادات الحيوية يؤدي إلى تسريع وتيرة مقاومة العوامل الممرضة لها». وكان رؤساء الدول في الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك قد قطعوا على أنفسهم في سبتمبر (أيلول) 2016 التزاماً باتباع نهج واسع ومنسق في معالجة الأسباب الجذرية التي تقف وراء مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية، واستجابة لهذا الاهتمام تقود منظمة الصحة العالمية حملة عالمية متعددة السنوات تحت شعار «المضادات الحيوية... تعاملوا معها بحرص»، التي تم تدشينها في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015.


مقالات ذات صلة

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

صحتك استهلاك الأطعمة التي تحتوي على «أوميغا 3» و«أوميغا 6» مثل الأسماك الزيتية يقلل معدل خطر الإصابة بالسرطان (جمعية الصيادين الاسكوتلنديين)

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

وجدت دراسة أن استهلاك «أوميغا 3» و«أوميغا 6»، وهي الأحماض الدهنية التي توجد في الأطعمة النباتية والأسماك الزيتية، قد يؤثر على معدل خطر الإصابة بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

كشف أحد علماء الأعصاب أن الأشخاص الغاضبين أكثر ميلاً للنجاح، وقال الدكتور جاي ليشزينر إن الشعور بالغضب قد يكون «محركاً مهماً» للنجاح في العالم الحديث.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)

كندا ترصد أول إصابة بسلالة فرعية من جدري القردة

أكدت وكالة الصحة العامة الكندية أمس (الجمعة) رصد أول حالة إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة في كندا لدى شخص في مانيتوبا.

«الشرق الأوسط» (مونتريال)
المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
TT

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)

وجدت دراسة جديدة، أجراها فريق من الباحثين في كلية الطب بجامعة نورث وسترن الأميركية، أن الأجزاء الأكثر تطوراً وتقدماً في الدماغ البشري الداعمة للتفاعلات الاجتماعية -تسمى بالشبكة المعرفية الاجتماعية- متصلة بجزء قديم من الدماغ يسمى اللوزة، وهي على اتصال باستمرار مع تلك الشبكة.

يشار إلى اللوزة تُعرف أيضاً باسم «دماغ السحلية»، ومن الأمثلة الكلاسيكية لنشاطها الاستجابة الفسيولوجية والعاطفية لشخص يرى أفعى؛ حيث يصاب بالذعر، ويشعر بتسارع ضربات القلب، وتعرّق راحة اليد.

لكن الباحثين قالوا إن اللوزة تفعل أشياء أخرى أكثر تأثيراً في حياتنا.

ومن ذلك ما نمر به أحياناً عند لقاء بعض الأصدقاء، فبعد لحظات من مغادرة لقاء مع الأصدقاء، يمتلئ دماغك فجأة بأفكار تتداخل معاً حول ما كان يُفكر فيه الآخرون عنك: «هل يعتقدون أنني تحدثت كثيراً؟»، «هل أزعجتهم نكاتي؟»، «هل كانوا يقضون وقتاً ممتعاً من غيري؟»، إنها مشاعر القلق والمخاوف نفسها، ولكن في إطار اجتماعي.

وهو ما علّق عليه رودريغو براغا، الأستاذ المساعد في علم الأعصاب بكلية فاينبرغ للطب، جامعة نورث وسترن، قائلاً: «نقضي كثيراً من الوقت في التساؤل، ما الذي يشعر به هذا الشخص، أو يفكر فيه؟ هل قلت شيئاً أزعجه؟».

وأوضح في بيان صحافي صادر الجمعة: «أن الأجزاء التي تسمح لنا بالقيام بذلك توجد في مناطق الدماغ البشري، التي توسعت مؤخراً عبر مسيرة تطورنا البشري. في الأساس، أنت تضع نفسك في عقل شخص آخر، وتستنتج ما يفكر فيه، في حين لا يمكنك معرفة ذلك حقّاً».

ووفق نتائج الدراسة الجديدة، التي نُشرت الجمعة في مجلة «ساينس أدفانسز»، فإن اللوزة الدماغية، بداخلها جزء محدد يُسمى النواة الوسطى، وهو مهم جدّاً للسلوكيات الاجتماعية.

كانت هذه الدراسة هي الأولى التي أظهرت أن النواة الوسطى للوزة الدماغية متصلة بمناطق الشبكة المعرفية الاجتماعية التي تشارك في التفكير في الآخرين.

لم يكن هذا ممكناً إلا بفضل التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)، وهي تقنية تصوير دماغ غير جراحية، تقيس نشاط الدماغ من خلال اكتشاف التغيرات في مستويات الأكسجين في الدم.

وقد مكّنت هذه المسوحات عالية الدقة العلماء من رؤية تفاصيل الشبكة المعرفية الاجتماعية التي لم يتم اكتشافها مطلقاً في مسوحات الدماغ ذات الدقة المنخفضة.

ويساعد هذا الارتباط باللوزة الدماغية في تشكيل وظيفة الشبكة المعرفية الاجتماعية من خلال منحها إمكانية الوصول إلى دور اللوزة الدماغية في معالجة مشاعرنا ومخاوفنا عاطفياً.

قالت دونيسا إدموندز، مرشح الدكتوراه في علم الأعصاب بمختبر «براغا» في نورث وسترن: «من أكثر الأشياء إثارة هو أننا تمكنا من تحديد مناطق الشبكة التي لم نتمكن من رؤيتها من قبل».

وأضافت أن «القلق والاكتئاب ينطويان على فرط نشاط اللوزة الدماغية، الذي يمكن أن يسهم في الاستجابات العاطفية المفرطة وضعف التنظيم العاطفي».

وأوضحت: «من خلال معرفتنا بأن اللوزة الدماغية متصلة بمناطق أخرى من الدماغ، ربما بعضها أقرب إلى الجمجمة، ما يسهل معه استهدافها، يمكن لتقنيات التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة استهداف اللوزة الدماغية، ومن ثم الحد من هذا النشاط وإحداث تأثير إيجابي فيما يتعلق بالاستجابات المفرطة لمشاعر الخوف والقلق».