رصد قناديل بحر شبحية عملاقة قبالة مياه القطب الجنوبي

رصد قناديل بحر شبحية عملاقة قبالة مياه القطب الجنوبي
TT

رصد قناديل بحر شبحية عملاقة قبالة مياه القطب الجنوبي

رصد قناديل بحر شبحية عملاقة قبالة مياه القطب الجنوبي

كشفت دراسة جديدة عن مشاهدات نادرة لقناديل بحر شبحية عملاقة (مخلوقات في أعماق البحار تشبه سفن الفضاء UFO مع شرائط سميكة تتدفق من جوانبها السفلية) من قبل ركاب سفينة رحلات بحرية رصدوها قبالة سواحل القارة القطبية الجنوبية؛ وذلك أثناء ركوبهم في غواصة تابعة لمشغل الرحلات البحرية «Viking» أوائل عام 2022.
ويعد قنديل البحر الشبحي العملاق (Stygiomedusa gigantea) أحد أكبر الحيوانات المفترسة اللافقارية في أعماق البحار؛ حيث قدر الباحثون أن قناديل البحر التي شوهدت كانت أطول من 16 قدمًا (5 أمتار) ويمتد أحدها إلى 33 قدمًا (10 أمتار) على الأقل، وفقًا للدراسة الجديدة التي نُشرت بنهاية يناير(كانون الثاني) بمجلة «Polar Research»، وذلك حسب ما نشر موقع «لايف ساينس» العلمي المتخصص.
وحسب الموقع، فقد أدرك مؤلف الدراسة الأول دانييل مور لأول مرة أن ضيوف الغواصة واجهوا الأشباح العملاقة عندما رأى صورة واحد منها على الكاميرا. مبينا «لقد تعرفت عليه على الفور وعلى حقيقته. ونظرًا لندرة المشاهدات فقد غمرتنا الإثارة».

جدير بالذكر، تعيش قناديل البحر الشبح العملاقة في كل محيط باستثناء المحيط المتجمد الشمالي. ومع ذلك، نظرًا لأن هذه المخلوقات الخفية تسبح عادةً بعمق تحت السطح نادراً ما يراها البشر. لكن الدراسة الجديدة تصف الملاحظات المباشرة لثلاثة قناديل بحر مختلفة شوهدت أثناء الغوص تحت الماء قبالة شبه جزيرة أنتاركتيكا.
وفي هذا الإطار، يقول مور «في كل مشاهدة يبدو أن قنديل البحر يسبح ببطء ويضرب جرسه برفق لدفعه». وأضاف «لا يبدو أنها أظهرت أي ميل نحو أضواء الغواصة او رد فعل على وجودنا».
وتم رصد قناديل البحر على عمق 260 قدمًا (80 مترًا) و 285 قدمًا (87 مترًا) و 920 قدمًا (280 مترًا). إذ تحتل قناديل البحر الشبحية العملاقة في الأساس أعماقا تقل عن 3280 قدمًا (1000 متر)، لكن لم يُعرف بعد سبب وجودها في المياه الضحلة نسبيًا حول القارة القطبية الجنوبية. غير أن مور يشير إلى أن أحد التفسيرات المحتملة هو أن «قناديل البحر تسبح إلى أعلى لتعرض نفسها للأشعة فوق البنفسجية لتخلصها من الطفيليات». وفي فرضية أخرى يقول مور «ان المياه العميقة المتدفقة حول القارة القطبية الجنوبية تحملها ببساطة إلى الأعلى». فيما يأمل أن تؤدي ملاحظاتهم إلى فهم أفضل لحياة قناديل البحر الشبحية العملاقة.


مقالات ذات صلة

حال ابتلاعك حشرة... ما الذي يجب عليك فعله؟

يوميات الشرق إذا كانت الحشرة تحمل بكتيريا ضارة أو طفيليات فقد تسبب مشاكل في الجهاز الهضمي (رويترز)

حال ابتلاعك حشرة... ما الذي يجب عليك فعله؟

مرّ الكثير من الناس بتلك اللحظة من الانزعاج عندما يدركون أن حشرة قد وصلت إلى مكان لا ينبغي لها أن تكون فيه؛ القصبة الهوائية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق دجاجة تجلس داخل قفص في مزرعة بمقاطعة سان دييغو الأميركية (رويترز)

دراسة: الدجاج يحمر خجلاً عندما يكون متحمساً أو خائفاً

كان يُعتقد في السابق أن الاحمرار بسبب الخجل أو المشاعر القوية صفة ترتبط بالبشر فقط، لكن دراسة جديدة وجدت أن الدجاج يشترك في هذه الصفة معنا.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق مجموعة من الشمبانزي تضم الأمهات وبعض الصغار والرضع (جامعة سانت أندروز)

لغة «جسد الشمبانزي» تشبه المحادثات البشرية

وجدت دراسة بريطانية أن لغة الجسد لدى الشمبانزي تشبه المحادثات البشرية في سرعتها الشديدة، وفي طريقة مقاطعة بعضها أحياناً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق أملُ المستقبل (مواقع التواصل)

تلامذة بريطانيون يُخلّدون أبطال إنقاذ المناخ بأعمال فنية

جسَّد عدد من تلامذة المدارس البريطانية شخصيات أبطال إنقاذ المناخ ونشطاء البيئة في أعمال فنية عُرضت بمقاطعة نورفك، شرق إنجلترا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق تستعد طائرة دون طيار مزودة بأجهزة تعويم للطوارئ للانطلاق على شاطئ روكاواي في نيويورك (أ.ب)

على شواطئ نيويورك... الطيور تتقاتل مع المسيّرات

أثار أسطول من الطائرات المسيّرة، التي تقوم بدوريات على شواطئ مدينة نيويورك بحثًا عن علامات على وجود أسماك القرش والسبّاحين المتعثرين.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

مسرحية «جبل الأمل» تحية لأطفال جنوب لبنان

«جبل الأمل» تحية لأطفال الجنوب (سيناريو)
«جبل الأمل» تحية لأطفال الجنوب (سيناريو)
TT

مسرحية «جبل الأمل» تحية لأطفال جنوب لبنان

«جبل الأمل» تحية لأطفال الجنوب (سيناريو)
«جبل الأمل» تحية لأطفال الجنوب (سيناريو)

18 طفلاً من جنوب لبنان اختارتهم «سيناريو» للتعليم التشاركي والفني لتقديم مسرحية بعنوان «جبل الأمل». الهدف من هذه المبادرة هو دعم هؤلاء الأطفال وتزويدهم بفسحة أمل. فما يعانونه من الحرب الدائرة في بلداتهم وقراهم دفعهم إلى النزوح وترك بيوتهم.

تأتي هذه المسرحية من ضمن برنامج «شو بيلد» (إظهار البناء) الذي بدأته «سيناريو» في 22 يوليو (تموز) الجاري في بلدة الزرارية الجنوبية. فأقيمت التمارين للمسرحية التي ستعرض في 29 الجاري، وتستضيفها مؤسسة سعيد وسعدى فخري الاجتماعية في البلدة المذكورة.

«جبل الأمل» تحية لأطفال الجنوب (سيناريو)

غالبية الأطفال يقيمون في البلدة وبعضهم الآخر يأتيها من بلدتي أرزاي والخرايب على الشريط الحدودي. وتشير مخرجة المسرحية ومدرّبتهم زينة إبراهيم، إلى أن فكرة العمل وضعها الأطفال بأنفسهم. وتتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد زودناهم بكلمات محددة كي يستلهموا منها أفكارهم. وتتألف هذه الكلمات من حب وسفر وأمل ورحلة ومغامرة واكتشاف... وغيرها. وعلى أساسها كتبوا قصة المسرحية بعنوان (جبل الأمل). وكما تلاحظون ابتعدنا عن استخدام كلمة حرب ضمن المفردات التي عرضناها عليهم».

يتراوح أعمار الأولاد المشاركين ما بين 10 و17 عاماً. خضعوا في برنامج «شو بيلد» إلى 7 جلسات شائقة تركز على اللعب والتمثيل والأداء المسرحي. وتستغرق كل جلسة نحو ساعتين، وذلك على مدى أسبوعين. وتأتي هذه المسرحية لتختتم البرنامج الفني لـ«سيناريو». وتضيف إبراهيم: «هذا البرنامج يوفّر للأولاد متنفساً للتعبير والإبداع، لا سيما خلال هذه الأوقات الصعبة التي يعيشونها في منطقة الجنوب».

تصف زينة إبراهيم هذه التجربة باللبنانية بامتياز. فقد سبق أن قامت ببرامج تعليمية سابقة شملت أولاداً لبنانيين وغيرهم من فلسطينيين وسوريين. وتقول إننا نرى قلقاً كبيراً في عيون أطفال الجنوب. وتتابع: «أكثر ما يخافونه هو أصوات الانفجارات. فهي تشكّل مفتاح الرعب عندهم، ويحاولون قدر الإمكان تجاوزها بابتسامة. وبينهم من كان يطمئنني ويقول لي (لا تخافي إنه ببساطة خرق لجدار الصوت). لا أعرف ما إذا كان تجاوزهم لهذه الأصوات صار بمثابة عادة يألفونها. وقد يكون أسلوباً للهروب من واقع يعيشونه».

تتناول قصة المسرحية رحلة تخييم إلى جبل يصادف فيه الأولاد مجموعة مساجين. وعندما يهمّون بالتواصل معهم يكتشفون أنهم يتحدثون لغة لا يفهمونها. ولكنهم ينجحون في التعبير عن أفكارهم المشتركة. ويقررون أن يمكثوا على هذا الجبل حيث يشعرون بالأمان.

وتعلق المخرجة إبراهيم: «اسم المسرحية استوحيته من عبارة قالتها لي فتاة في العاشرة من عمرها. فبرأيها أن الأمل هو نتيجة الأمان. وأنها ستحارب للوصول إلى غايتها هذه. أما فكرة اللغة غير المفهومة فنشير فيها إلى ضرورة التواصل مع الآخر مهما اختلف عنا».

تروي إبراهيم عن تجربتها هذه أنها أسهمت في تقريب الأولاد بعضهم من بعض: «لقد بدوا في الجلسة الأولى من برنامج (شو بيلد) وكأنهم غرباء. حتى في الحلقات الدائرية التي كانوا يرسمونها بأجسادهم الصغيرة كانوا يحافظون على هذا البعد. أما اليوم فتحولوا إلى أصدقاء يتحدثون في مواضيع كثيرة. كما يتشاركون الاقتراحات حول أفكار جديدة للمسرحية».

أثناء التدريبات على مسرحية «جبل الأمل» (سيناريو)

إضافة إلى التمثيل ستتلون مشاهد المسرحية بلوحات راقصة وأخرى غنائية. وتوضح إبراهيم: «حتى الأغنية كتبوها بأنفسهم ورغبوا في أن يقدموا الدبكة اللبنانية كتحية للبنان».

إحدى الفتيات المشاركات في العمل، وتدعى غزل وعمرها 14 عاماً، تشير في حديثها لـ«الشرق الأوسط» إلى أن هذه المسرحية تعني لها الكثير. وتتابع: «لقد نقلتني من مكان إلى آخر وزادتني فرحاً وسعادة. وكان حماسي كبيراً للمشاركة في هذه المسرحية التي نسينا معها أننا نعيش حالة حرب».

بدورها، تقول رهف ابنة الـ10 سنوات: «كل شيء جميل في هذا المكان، ويشعرني بالسعادة. أنا واحدة من أبطال المسرحية، وهي جميلة جداً وأدعوكم لمشاهدتها».