شرطة كركوك تعتقل 25 مسلحًا من «داعش» بعد تسللهم إلى داخل المدينة

ضابط كبير: ضبطت بحوزتهم أسلحة وأعتدة وعبوات ناسفة

عنصر في ميليشيا الحشد الشعبي يقفز بالمظلة خلال تمرين في كربلاء أول من أمس (أ.ف.ب)
عنصر في ميليشيا الحشد الشعبي يقفز بالمظلة خلال تمرين في كربلاء أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

شرطة كركوك تعتقل 25 مسلحًا من «داعش» بعد تسللهم إلى داخل المدينة

عنصر في ميليشيا الحشد الشعبي يقفز بالمظلة خلال تمرين في كربلاء أول من أمس (أ.ف.ب)
عنصر في ميليشيا الحشد الشعبي يقفز بالمظلة خلال تمرين في كربلاء أول من أمس (أ.ف.ب)

أعلنت قوات شرطة الأقضية والنواحي في محافظة كركوك أمس أنها اعتقلت 25 مسلحًا من تنظيم داعش داخل مدينة كركوك خلال اليومين الماضيين بعد تسللهم إليها، بينما أكدت مصادر كردية مسؤولة في كركوك أن التنظيم المتطرف حشد مسلحيه في المناطق الخاضعة لسيطرته ضمن حدود المحافظة.
وقال العميد سرحد قادر، قائد شرطة الأقضية والنواحي في محافظة كركوك لـ«الشرق الأوسط»: «اعتقلت قواتنا خلال اليومين الماضيين 25 من مسلحي داعش الذين تسللوا إلى داخل محافظة كركوك عن طريق التهريب والهويات المزيفة، وكانت بحوزتهم كميات من الأسلحة والأعتدة، والعبوات الناسفة».
وأضاف قادر أن سبعة من هؤلاء المسلحين من أهالي محافظة الأنبار وكانوا ضمن صفوف تنظيم أنصار السنة قبل التحاقهم بتنظيم داعش، مضيفًا أن من بين المعتقلين عدد من مطلوبين للقضاء. وتابع قائلا: «اعتقلوا في مناطق مختلفة داخل مدينة كركوك وضواحيها، ويتم التحقيق معهم حاليا»، مؤكدا أن الوضع الأمني مستقر في محافظة كركوك وتحت سيطرة القوات الأمنية.
من جانبه، قال العميد كاوه غريب، مدير شرطة قضاء داقوق (جنوب كركوك) لـ«الشرق الأوسط»: «تشهد المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش داخل حدود محافظة كركوك تحركا ملحوظا لمسلحي التنظيم، الذي نقل (داعش) عددا من مسلحيه من جبهات الأنبار قضاء بيجي في محافظة صلاح الدين، إلى المناطق الخاضعة له في كركوك، ولا نعلم حتى الآن نية التنظيم، فقد تكون هذه الحركة ضمن عملية انسحاب لمسلحيه من بعض مناطق مدينة الرمادي، أو قد يكون تحشيدا، لكن لن يشكل التنظيم أي خطر على مدينة كركوك، فقوات البيشمركة في حدود المحافظة على أهبة الاستعداد لردع التنظيم والقضاء على تحركاته».
في السياق نفسه، قال حسين يزدان بنا، المسؤول في قوات البيشمركة في محور غرب كركوك وقضاء دبس، لـ«الشرق الأوسط»: «هناك تحركات لمسلحي داعش في حدود محورنا، فالتنظيم يحاول دائما تنظيم صفوفه، والهجوم على قوات البيشمركة لرفع معنويات مسلحيه، لكن البيشمركة لهم بالمرصاد، وتقضي على كافة تحركاتهم بالتنسيق مع طيران التحالف الدولي. وفي هذا السياق تصدت قوات البيشمركة الليلة الماضية لهجوم على مواقعها في المرتفعات المطلة على منطقة الكبيبة الخاضعة للتنظيم، لكن مسلحي داعش وقعوا في كمين لقواتنا التي وجهت لهم ضربة قاضية أجبرتهم على الفرار تاركين خلفهم أكثر من 13 قتيلا»، مضيفا أن التنظيم كان يهدف من وراء هجومه السيطرة على المرتفعات الاستراتيجية المطلة على الكبيبة، لكن قوات البيشمركة منعته من ذلك.
من جانبه قال عاصي علي، نائب مسؤول مركز تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في محافظة كركوك إن طائرات التحالف الدولي استهدفت أول من أمس عددا من مواقع تنظيم داعش في قضاء الحويجة (جنوب غربي كركوك) والنواحي التابعة لها «أسفرت هذه الغارات عن مقتل أكثر من 30 مسلحا من التنظيم بينهم مسلحون عرب وأجانب»، مضيفا أن قادة التنظيم في حويجة بدأوا بالهرب إلى الموصل وناحية القيارة جنوبها.
من جهة أخرى، ذكر سعيد مموزيني، مسؤول إعلام الفرع الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني في مدينة الموصل، أن «تنظيم داعش بدأ يتاجر بالمخدرات التي يزرعها في مناطق غرب وجنوب الموصل، وبحسب المعلومات الواردة إلينا هناك حقول لزراعة الخشخاش والحشيشة ونباتات مخدرة أخرى في منطقتي المحلبية وتل عبطة، (غرب الموصل)، وفي منطقة حمام العليل (جنوب الموصل)، ومن ثم يتاجر بها عن طريق سوريا». وتابع مموزيني: «سلم مسلحو داعش اليوم (أمس) جثث 95 مواطنا إلى دائرة الطب العدلي في المدينة بعد أن نفذ حكم الإعدام فيهم رميا بالرصاص»، مبينا أن غالبيتهم كانوا من أفراد الشرطة والجيش العراقي السابق الذين اعتقلهم التنظيم بعد سيطرته على الموصل، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الطب العدلي في الموصل تسلم جثث 160 مسلحا من «داعش» قتلوا في معارك الأنبار. وبين مموزيني أن 21 مسلحا من «داعش» قتلوا في قصف لقوات البيشمركة استهدف مواقعهم في محوري ناوران وبعشيقة (شرق الموصل).



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.