منذ سنوات خمس تقريباً تغيرت المملكة العربية السعودية، التي كنا نعرفها على مدى عقود، إلى مملكة سريعة التحول والانطلاقة نحو الأمام بسرعة الصواريخ العابرة للقارات، فحدث ما لم يمكن تخيل أن يحدث على مدى عشرات السنوات المقبلة، وخلال فترة قياسية في عمر الدول وحتى في عمر الأفراد.
هناك أمور تتخيل أنها تحتاج لعدة عقود أو سنوات كي تحدث، أو على الأقل عدة أيام أو أسابيع، فإذا بها تحدث خلال ساعات، فمثلاً توج الهلال وصيفاً لكأس العالم للأندية بعد أداء مبهر ومذهل سجل فيه اسم بلاده واسمه على لائحة الشرف وخسر بعد أن سجل ثلاثة أهداف... المباراة تقريباً انتهت بعد منتصف الليل بتوقيت السعودية، وبعد دقائق من انتهائها تم الإعلان عن حفل تكريمي في «بوليفارد الرياض» للهلال بمشاركة نجوم معروفين.
وبعد أقل من 18 ساعة كان الجميع في الحفل بعد عودة البعثة من المغرب، وكان عشرات الآلاف موجودين، وكان الفنانون مستعدين في مشهد توقعت له أن يحدث، لكن على الأقل خلال أسبوع، فإذا به يحدث خلال سويعات... في اليوم الذي يليه تم إطلاق اسم الملك سلمان على بطولة الأندية العربية الأبطال لكرة القدم، وبعدها بساعات أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم عن استضافة المملكة لكأس العالم للأندية 2023، وهي البطولة التي تسعى عشرات الدول لاستضافتها.
حقيقة تعب الكلام في وصف «رؤية 2030» وما يحدث من تحولات سريعة وعميقة وجذرية في التعاطي السعودي مع العالم ومع متغيراته، ومع القدرة الفائقة على تنظيم الأحداث الكبرى من خلال ملفات لا يمكن المجادلة بقوتها، ومن خلال شباب وشابات جاهزين للتحديات مهما كانت كبيرة، لهذا ليس مستبعداً أبداً أن نسمع قريباً عن تنظيم المملكة لنهائيات كأس العالم لكرة القدم أو دورة الألعاب الأولمبية أو أي بطولة عالمية كبرى بعدما نجحت في استضافة دورة الألعاب الشتوية الآسيوية وكأس أمم آسيا 2027، وفي الطريق لاستضافة «إكسبو 2030»، ودورة الألعاب الآسيوية 2034، وهنا لم تعد القصة ماذا ستستضيف، ومتى ستستضيف، بل ما الذي سيحدث تالياً، وهل ستكون السعودية قوة رياضية عالمية عظمى؟
أعتقد أنها في الطريق إلى ذلك.
8:2 دقيقه
قوة عظمى
https://aawsat.com/home/article/4164746/%D9%82%D9%88%D8%A9-%D8%B9%D8%B8%D9%85%D9%89
قوة عظمى
قوة عظمى
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة