افتتح فيلم «الهامور ح. ع» عروض الأفلام السعودية في مصر، عقب إقامة عرضه الخاص (مساء الاثنين)، فيما تنطلق عروض الفيلم بدور العرض المصرية اليوم (الأربعاء) كأول فيلم سعودي يعرض بها.
ويعد «الهامور ح. ع» الأضخم إنتاجياً في السينما السعودية، وهو من إنتاج «بوليفارد استديو» وتوزيع «Vox»، وحضر عرضه الخاص، سلطان السبيعي نائب السفير السعودي لدى مصر، وعدنان الكيال نائب رئيس بوليفارد استديو، وفريق العمل الذي ضم المخرج عبد الإله القرشي وأبطال الفيلم، وفهد القحطاني، وفاطمة البنوي، وخيرية أبو لبن، وخالد يسلم، وإسماعيل الحسن، وعلي الشريف، ومحمد الفرا. وشهد العرض الخاص حضوراً «لافتاً» من نجوم السينما المصرية ومخرجيها، من بينهم غادة عادل، ودينا الشربيني، وأيتن عامر، ومحمد ثروت، وإيهاب فهمي، وحسام داغر، ونقيب الممثلين الدكتور أشرف زكي، والمخرجون خيري بشارة، وسعيد حامد، وعمرو سلامة، والمنتج محمد حفظي، والموسيقار هشام نزيه الذي وضع الموسيقى التصويرية للفيلم، وعدد كبير من الإعلاميين والنقاد.
الممثلة فاطمة البنوي وفهد القحطاني والمخرج عبد الإله القرشي
وأثارت مواقف الفيلم الكوميدية ضحكات الحضور الذين تجاوبوا مع أحداثه والمواقف الضاحكة التي برع فيها أبطاله. والفيلم مأخوذ عن أحداث واقعية تنسب لمطلع الألفية عن محتال شكّل شبكة وهمية لجمع الأموال. وتدور الأحداث من خلال حامد عوض «ح. ع» الذي ينتقل من وظيفة لأخرى، متطلعاً لتكوين ثروة، فيعمل حارساً للأمن بإحدى البنايات السكنية في مدينة جدة، ويستقيل منها ليعمل في شركة للرد على الهواتف «كول سنتر»، ومن ثَم يتركها ويصبح عاطلاً عن العمل وتساعده زوجته، وتؤدي دورها خيرية أبو لبن، في البحث عن وظيفة، ويتطور به الأمر فيجمع أموالاً من الناس ويوزّع أرباحاً وهمية، ويتغير حاله تماماً فينتقل للإقامة في أحد القصور، ويتزوج جيجي وتجسدها فاطمة البنوي، التي تسعى وراء أمواله، حتى تأتي النهاية صادمة له بعد أن تخلّى عنه جميع من استفادوا منه.
لقطة من الفيلم
وأقيم مؤتمر صحافي عقب انتهاء العرض أداره الناقد أندرو محسن، الذي ثمّن التجربة، مشيداً بالفيلم كونه يطرح قضية جادة في قالب كوميدي، واصفاً العمل بـ«الجرأة»، مثنياً على «فريق العمل الذي قدم أداءً مميزاً».
وعبر المخرج عبد الإله القرشي عن سعادته لانطلاق عروض الفيلم من مصر، أول دولة يعرض بها بعد السعودية، مؤكداً أن «مصر هي رائدة صناعة الفن العربي، ولم نأتِ بحثاً عن إيرادات نحققها؛ بل لأننا جميعاً تعلمنا من السينما المصرية، ونفهم لهجتها المحلية من الأفلام، وقد أسعدني أن أسمع اليوم من الحضور أن اللهجة السعودية سهلة، وأن الفيلم أثار ضحكهم، فإذا فهم الجمهور اللهجة السعودية فهذا أكبر إنجاز».
المخرج بين فهد القحطاني وخيرية أبو لبن
وعن الإنتاج الضخم للفيلم، قال القرشي إن «الفكرة جاءت من (بوليفارد استديو) في دعوة لنقدم سينما نكون فخورين بها ونشعر بالثقة حين نعرضها»، مضيفاً: «نجتهد لنؤسس صناعة سينما بالشكل الصحيح، وأبطال الفيلم كلهم شباب، والمهم حين تكون جريئاً ألا تصطدم مع الناس، خصوصاً أن لكل فيلم متطلباته، ولم تكن هناك مشكلة مع الرقابة لأن التصنيف العمري يحكم عملها».
وأشار القرشي إلى أن «قصة الفيلم حقيقية، ومن الأشياء الصعبة أن تقدم قصة واقعية، وقد كتب المعالجة بنفسه، وبذل المؤلف هاني كعدور فيها جهداً، حتى أصبح بين أيديهم سيناريو جيد مليء بالمواقف الكوميدية التي أضحكتهم كثيراً خلال قراءة السيناريو». وبرّر المخرج السعودي اختياره للممثل فهد القحطاني بطلاً للفيلم قائلاً إن «الموهبة تكفي لاختياري له، نحن في صناعة جديدة لا بد أن تضم عناصر جديدة، وأنا أحب الممثلين عموماً ومهمتي الأولى أن أظهرهم في أفضل حالاتهم، ومهمتهم أن يجتهدوا، وقد اجتهدوا جميعاً وأعطوني أكثر مما تمنيت».
ملصق الفيلم
في حين قال القحطاني إنه خاض تجارب سابقة في التمثيل عبر مشاركات بسيطة، لكن هذا الفيلم يعد نقطة انطلاقه ممثلاً، مؤكداً أن «المخرج وفريق العمل كانوا أكبر عون له»، ملمحاً إلى أنه خضع لورش تدريب ونزل إلى الشارع ليتعرف على شخصيات مشابهة في الواقع. وأضافت الفنانة فاطمة البنوي: «نحن في مصر نتشارك قصة من قصصنا السعودية، وهذا أمر يسعدنا»، مؤكدة أن شخصية جيجي التي أدتها في الفيلم هناك الكثير منها في الواقع، سواء كانت شريرة أو مستفزة، فهي نموذج واقعي ويجب أن نطرح جميع النماذج على الشاشة».
وذكرت الفنانة خيرية أبو لبن أن «فاطمة تشبه بنات كثيرات»، مشيرة إلى أنها «حرصت على ألا تظهر زوجة ساذجة».
وتحدث الفنان خالد يسلم عن الاختلاف الذي تعيشه المملكة، مؤكداً أنه «حينما شاهد إعلان الفيلم شعر بأن قفزة سريعة تحققت تشير إلى وجود تغيير لدينا على المستويات كافة». وقال الفنان إسماعيل الحسن إن «الشخصية التي يؤديها فيها كوميديا عالية، لكن لديها جانباً قاسياً وظل مستسلماً لفكرة الحيلة والنصب»، فيما قال محمد الفرا إنه فنان «ستاند آب كوميدي» وإن كلمة السر في هذا الفيلم هي المخرج الذي وظف كل ممثل في دوره الملائم.
وكشف الموسيقار هشام نزيه أنه لم يكن متحمساً منذ البداية لوضع موسيقى الفيلم، فقد كان قد خرج لتوه من أعمال كبيرة شغلته طويلاً، وكان في حاجة لالتقاط أنفاسه، لكنه حينما شاهد نسخة الفيلم أعجبه للغاية، واستمتع به وضحك معه، وأراد أن يشرك الجمهور هذه الحالة، فكان أن أتم وضع موسيقاه.