استجابة الرضيع لحديث والدته قد تساعد في التشخيص المبكر للتوحد

الأطفال غير المصابين باضطراب طيف التوحد يركزون بشكل أعمق في حديث أمهاتهم (رويترز)
الأطفال غير المصابين باضطراب طيف التوحد يركزون بشكل أعمق في حديث أمهاتهم (رويترز)
TT

استجابة الرضيع لحديث والدته قد تساعد في التشخيص المبكر للتوحد

الأطفال غير المصابين باضطراب طيف التوحد يركزون بشكل أعمق في حديث أمهاتهم (رويترز)
الأطفال غير المصابين باضطراب طيف التوحد يركزون بشكل أعمق في حديث أمهاتهم (رويترز)

أظهرت دراسة جديدة أن كيفية استجابة الطفل الرضيع لحديث والدته معه يمكن أن تساعد في تشخيص التوحد قبل سنوات من بدء الأعراض.
وبحسب صحيفة «التلغراف» البريطانية، فقد أجريت الدراسة على 653 طفلاً تتراوح أعمارهم بين سنة وسنتين عرض عليهم مقاطع فيديو مدتها دقيقة واحدة تظهر أمهاتهم وهن تتحدثن إليهن بلغة مرحة وعاطفية، وأخرى تظهر طرقاً سريعة مزدحمة وأشكالاً وأرقاماً معروضة مع خلفية موسيقية جذابة.
ولاحظ الفريق استجابة كل طفل لمقاطع الفيديو، ليجدوا أن الأطفال غير المصابين باضطراب طيف التوحد ركزوا بشكل أعمق ولمدة أطول في المقاطع التي ظهرت فيها أمهاتهم، مقارنة بأقرانهم المصابين بالتوحد.
أما بالنسبة للمقاطع التي لا تظهر فيها الأمهات، فقد تجاهلها الأطفال غير المصابين بالتوحد إلى حد كبير، في حين أنها جذبت انتباه المصابين بالاضطراب بنسبة 100 في المائة تقريباً.

وأشار الباحثون إلى أن ذلك يرجع إلى حقيقة أن المصابين بالتوحد لديهم صعوبة في تطوير العلاقات الاجتماعية العادية، أو استخدام اللغة بشكل طبيعي، ومن ثم فإن استجاباتهم لحديث أمهاتهم قد لا تكون قوية.
وقالت الدكتورة كارين بيرس، من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو، والمؤلفة المشاركة في الدراسة: «نعلم أنه كلما تمكننا من تقديم العلاج مبكراً للمصابين باضطراب طيف التوحد، زادت فعاليته على الأرجح. لكن معظم الأطفال حالياً لا يحصلون على تشخيص رسمي حتى سن الثالثة أو الرابعة تقريباً».
وأضافت: «هناك حاجة حقيقية لأدوات سهلة وفعالة يمكن استخدامها مع الأطفال الصغار. وتعد مراقبة استجابات الأطفال لحديث أمهاتهم إحدى الوسائل البسيطة للقيام بذلك».
وتم نشر الدراسة الجديدة في مجلة «غاما نتوورك أوبن». يذكر أن تقديرات منظمة الصحة العالمية تشير إلى معاناة نحو طفل من كل 100 حول العالم من التوحد.



تقنية جديدة لتقليل مدة التئام العظام

يستخدم فريق البحث تياراً ضوئياً لتنظيم الخلايا المناعية (جامعة هونغ كونغ)
يستخدم فريق البحث تياراً ضوئياً لتنظيم الخلايا المناعية (جامعة هونغ كونغ)
TT

تقنية جديدة لتقليل مدة التئام العظام

يستخدم فريق البحث تياراً ضوئياً لتنظيم الخلايا المناعية (جامعة هونغ كونغ)
يستخدم فريق البحث تياراً ضوئياً لتنظيم الخلايا المناعية (جامعة هونغ كونغ)

طوّر فريق بحثي من جامعة هونغ كونغ في كوريا الجنوبية، طلاءً مبتكراً يستجيب للضوء لتسريع اندماج العظام مع الزّرعات الجديدة بعد إجراء جراحات العظام. وقد ثَبُت أن الطلاء المطور يقلّل من وقت الالتئام إلى أسبوعين فقط، ممّا يسرّع معدل التعافي بعد الجراحة إلى الضعف، فضلاً عن تقليل خطر رفض الجسم للغرسات.

ويستكشف حالياً، الفريق صاحب الابتكار، بقيادة البروفيسور كيلفن يونغ واي كوك، من قسم جراحة العظام والصّدمات، كلية الطب السريري في جامعة هونغ كونغ (HKUMed)، تطبيق هذه التكنولوجيا في جراحات استبدال المفاصل الاصطناعية، بما في ذلك جِراحات استبدال الركبة التي تُجرى بشكلٍ شائع في هونغ كونغ.

وفي بيان صحافي صدر الجمعة، قال يونغ واي كوك: «أثبتت التّجارب على الحيوانات أن هذه الطريقة تعمل على تسريع عملية دمج العظام مع الغرسة بشكلٍ كبيرٍ، مما يؤدي إلى زيادة مضاعفة في معدل الاندماج».

ووفق النتائج المنشورة في دورية «أدفانسد فانكشينال ماتيرالز»، فإن عملية دمج العظام مع الغرسة تسارعت من 28 يوماً إلى 14 يوماً فقط، مما أدى إلى مضاعفة السرعة بشكل فعّال.

وتُمثّل هذه الدراسة أول دراسة تَستخدم تياراً ضوئياً لتنظيم الخلايا المناعية بشكل غير جراحي. ومن المتوقع أن يؤدي هذا الاكتشاف إلى تقدّمٍ كبيرٍ في تطوير مواد حيوية جديدة قادرة على التّحكم عن بُعد في البيئة المناعية للعظام.

ويمكن أن يؤدي الاضطراب في البيئة المناعية العظمية أثناء مرحلة ما بعد الزّرع إلى ارتخاءِ الزرعة الجديدة، وإطالة وقت التعافي وزيادة المضاعفات بعد الجراحة، مما يؤدي في النهاية إلى فشل الزرعة. ولمعالجة هذه التحديات، طور فريق جامعة هونغ كونغ الطبية طلاءً مبتكراً يستجيب للضوء القريب من الأشعة تحت الحمراء (NIR)، يؤثر بشكل إيجابي على استجابة الخلايا المناعية، ممّا يُقلل بشكلٍ فعّالٍ من الالتهاب الحاد خلال المرحلة الحاسمة بعد الزرع.

وتتضمن هذه العملية توليد تيار ضوئي يُحفِّز تدفُّق الكالسيوم المتزايد في نوعٍ من الخلايا المناعية يُعرف بالخلايا البلعمية، مما يخلق بيئة مناعية عظمية أكثر ملاءمة. وهذا يُعزّز بدوره تكوين العظام، وبالتالي تسريع عملية دمج العظام بالزرع.

وتلعب الخلايا البلعمية دوراً محورياً في عملية تجديد العظام، وهي من بين الخلايا المناعية الأولى التي تستجيب، فتبدأ تفاعلاً متسلسلاً ضرورياً لتكامل العظام مع الغرسة.

وعند إدخال الغرسات، تُصبح هذه الخلايا المناعية نشِطة وتحفّز استجابة التهابية حادة، وتُطلِق السيتوكينات المؤيّدة للالتهابات، لتسهيل تجنيد الخلايا الجذعية المتوسطة (MSCs) وبدءِ عملية تجديد العظام. لذلك، من الأهمية في مكان استعادة بيئة متوازنة بين العظام والغرسة، خصوصاً بعد مرحلة الالتهاب الأولية، لمنع الالتهاب طويل الأمد وضمانِ نجاح تكامل الغرسة.

وعادةً ما يجري طلاء الغرسات العظمية بثاني أكسيد التيتانيوم (TiO2)، وهو غير سامٍ لخلايا العظام والبكتيريا، ولكن لديه حدود في استجابته للأشعة القريبة من الأشعة تحت الحمراء.

في هذه الدراسة، استخدم فريق البحث هيدروكسيباتيت (HA)، المكوِّن الأساسي للعظام والأسنان، لتطوير سطحٍ قابلٍ للإثارة يستجيب للتيار الضوئي.

ويُولِّد الطلاء الجديد إشارات ضوئية كهربائية عند تعرّضه للأشعة القريبة من الأشعة تحت الحمراء، ممّا يقلّل بسرعة من الالتهاب الحاد ويخلق بيئة مناعية مفيدة مصمّمة لحالة المريض، ويؤدي في النهاية إلى تسريع تكامل العظام مع الغرسة ويجعل الغرسات أكثر أماناً.

وأضاف البروفيسور يونغ واي كوك قائلاً: «نجح فريقنا في تطوير آلية جديدة تعمل على تعديل تمايز الخلايا المناعية بشكل غير جراحي وفقاً لدورة المناعة لدى المريض واحتياجاته»، وتابع: «هذا الاكتشاف له تأثيرٌ عميق على معدل نجاح جراحة العظام ويوفر اتجاهاً جديداً لمعالجة التّحديات السريرية، مثل رفض الزرع».