دلالة تدشين مصر معرضاً لاكتشافات منطقة «ذراع أبو النجا» في الأقصر

يضم توابيت لنبلاء وأواني فخارية وأدوات رماية ولوحات

جانب من المعروضات (وزارة السياحة والآثار)
جانب من المعروضات (وزارة السياحة والآثار)
TT

دلالة تدشين مصر معرضاً لاكتشافات منطقة «ذراع أبو النجا» في الأقصر

جانب من المعروضات (وزارة السياحة والآثار)
جانب من المعروضات (وزارة السياحة والآثار)

تُعرض 140 قطعة أثرية للمرة الأولى لتكشف جوانب جديدة من أسرار الحضارة المصرية القديمة في مراحل مختلفة، هذا ما كشف عنه المعرض الأثري المؤقت الذي تم افتتاحه (مساء الخميس) في مدينة الأقصر السياحية (جنوب مصر)، ويضم نتائج أعمال البعثة الأثرية المصرية - الإسبانية العاملة بمنطقة «ذراع أبو النجا» بالبر الغربي في الأقصر. المعرض أثار تساؤلاً حول دلالة تدشينه.
حضر حفل الافتتاح الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار بمصر، والدكتور زاهي حواس وزير الآثار المصري الأسبق، والدكتور فتحي ياسين، مدير عام آثار مصر العليا، والدكتور خوسيه مانويل جالان، مدير البعثة الإسبانية - المصرية من المجلس الأعلى للبحث العلمي بإسبانيا بمعهد لغات وثقافات المتوسط والشرق الأقصى، والسفير ألبارو إيرانثو سفير إسبانيا لدى مصر، والدكتور إليوسا دي إلبينو، رئيس المجلس الأعلى للبحث العلمي في إسبانيا.

وزيري، قال خلال حفل الافتتاح إن «محتويات المعرض تتسم بالتنوع والتفرد على نحو (مدهش)، فهى تضم توابيت لنبلاء منها تابوت خشبي ملون يرجع إلى الأسرة 12، التي حكمت مصر في الفترة من سنة 1991 حتى 1802 قبل الميلاد، وآخر له غطاء من الريش يعود إلى الأسرة 17، كما يحتوي المعرض على أوانٍ طينية وفخارية، فضلاً عن سهام وأدوات رماية، و3 لوحات من الحجر الجيري، وكذا مشغولات ذهبية من الأقراط والدلايات وحزام من الأصداف المصنوعة من الذهب والفيروز والعقيق تعود إلى عصر حتشبسوت».
فيما أكد خوسيه جالان أن «المعرض يضم كذلك رسوماً تخطيطية لبعض المقابر وعدداً من المومياوات الحيوانية لثعابين وطيور وأدوات مستخدمة في المدارس القديمة لتعليم الصغار مثل الألواح الخشبية».

من جانبه، قال الخبير الأثري المصري، الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف مكتبة الإسكندرية، إن «المعرض يكشف عن الحجم الهائل للكنوز الأثرية المحجوبة التي تملكها العديد من المناطق بامتداد خريطة مصر، ومنها منطقة (ذراع أبو النجا)»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذا الحدث يكشف كذلك عن مدى المستوى المتقدم من المهنية والكفاءة التي وصل إليها الأثريون المصريون، حيث باتوا قادرين على تحقيق أعظم الاكتشافات».
فيما أضاف الدكتور بسام الشماع، المؤرخ المصري والمحاضر في علم المصريات، لـ«الشرق الأوسط»، أن «المعارض الأثرية المؤقتة دائماً ما تحمل دلالة خاصة، فهي تميل لعرض قطع بديعة للمرة الأولى، وهو ما ينطبق على المعرض الحالي، الذي يكشف عن جوانب لم يتم التطرق لها من قبل، في التاريخ الفرعوني، تشير إلى عظمة وتنوع وجوه هذا التاريخ، الذي لا يمكن اختزاله في الآثار الشهيرة فقط، فعلى سبيل المثال أدوات الرماية من السهام والأقواس داخل المعرض تكشف جانبا مهما من تاريخ العسكرية المصرية القديمة التي تستحق متحفاً متخصصاً».


مقالات ذات صلة

إحياء «القاهرة التاريخية» في المنتدى الحضري العالمي

يوميات الشرق أحد المواقع التراثية في القاهرة التاريخية (وزارة السياحة والآثار المصرية)

إحياء «القاهرة التاريخية» في المنتدى الحضري العالمي

يحتفي المنتدى الحضري العالمي الذي يُعقد في مصر خلال الفترة من 4 إلى 8 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، بمدينة القاهرة وما تمثله من قيمة تاريخية وتراثية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق جانب من المعرض (محافظة سوهاج)

عرض مقتنيات مقبرة «حاكم الصعيد» كاملة للمرة الأولى بسوهاج

يعرض متحف سوهاج القومي، بجنوب مصر، للمرة الأولى مقتنيات مقبرة حاكم الصعيد «وني» كاملة منذ اكتشافها عام 1858.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق أحد عروض كركلا في بعلبك (خاص بـ«الشرق الأوسط»)

الخطر يهدد قلعة بعلبك الرومانية وضرر مباشر في أحد معالمها

استشعرت وزارة الثقافة في لبنان، منذ مطلع السنة الحالية، المخاطر التي يمكن أن تحيط بالأماكن الأثرية وبدئ تحضير الملفات ودراسة الإجراءات الممكنة، تحسباً لأي طارئ.

سوسن الأبطح (بيروت)
يوميات الشرق إعادة بناء افتراضية ثلاثية الأبعاد لأطلال قرية النطاة من العصر البرونزي استناداً إلى أدلة ودراسات أثرية نُشرت حديثاً (مشروع خيبر عبر العصور)

قرية من العصر البرونزي... أحدث اكتشافات «العُلا» الأثرية

أعلنت الهيئة الملكية لمحافظة العلا، في مؤتمر صحافي بالعاصمة السعودية الرياض، اكتشافاً فريداً من نوعه لقرية أثرية من العصر البرونزي في واحة خيبر بالسعودية.

غازي الحارثي (الرياض)
يوميات الشرق بعض اللقى الأثرية المكتشفة في المقبرة (وزارة السياحة والآثار)

مصر: اكتشاف «أول» مقبرة أثرية من عصر الدولة الوسطى

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، الجمعة، اكتشاف أول مقبرة تعود لعصر الدولة الوسطى بجبانة العساسيف في الأقصر (جنوب مصر).

فتحية الدخاخني (القاهرة )

سحر رامي: وفاة أبطال «كابوريا» لن تعيق إنتاج جزء ثان من الفيلم

لقطة من فيلم «كابوريا» (حساب المخرج خيري بشارة على فيسبوك)
لقطة من فيلم «كابوريا» (حساب المخرج خيري بشارة على فيسبوك)
TT

سحر رامي: وفاة أبطال «كابوريا» لن تعيق إنتاج جزء ثان من الفيلم

لقطة من فيلم «كابوريا» (حساب المخرج خيري بشارة على فيسبوك)
لقطة من فيلم «كابوريا» (حساب المخرج خيري بشارة على فيسبوك)

أكدت الفنانة المصرية سحر رامي، أرملة الفنان الراحل حسين الإمام منتج فيلم «كابوريا» للراحل أحمد زكي، بيع ورثة الإمام حقوق استخدام موسيقى وأغاني الفيلم والاستعانة ببعض مشاهد النسخة الأولى من الفيلم، بهدف الاحتفاظ بروح العمل لشركة الإنتاج التي تتولى تنفيذ الجزء الثاني.

وقالت رامي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «رحيل معظم أبطال الفيلم على غرار أحمد زكي، وحسين الإمام، لن يعيق إنتاج جزء ثان من العمل»، موضحة أنها ستشارك خلال أحداث الفيلم بصفتها ضيفة شرف.

ورغم أن رامي لا تعرف كل تفاصيل سيناريو الجزء الجديد من الفيلم، فإنها ترى أن أحداث الجزء الثاني تتطلب استقدام المزيد من الشخصيات والأحداث الجديدة كي تلائم تطور السيناريو الذي قُدم قبل 34 عاماً.

الفنانة المصرية سحر رامي (حسابها على فيسبوك)

وقالت رامي إن شركة الإنتاج في مرحلة التحضيرات، حيث يستكمل الكاتب أحمد عصام الشماع ما كتبه والده الراحل. معتبرة أن تقديم أجزاء جديدة من أعمال ناجحة سيكون النجاح حليف هذه الأعمال بشرط تناولها مجدداً بشكل جيد، والاحتفاظ بملامح وروح العمل الأصلي.

وذكرت رامي أن فيلم «كابوريا» أحدث انقلاباً في السينما المصرية وقت عرضه، وغَيّر مفهوم الكومبارس والمجاميع. وأردفت قائلة: «استعنا بأصدقاء من الواقع، وليس من مكاتب مثلما يحدث غالباً؛ وذلك بغرض إظهار الأحداث بشكل طبيعي، كما تم اختيار أزياء مختلفة وملامح جديدة على غير المعتاد».

وتضيف رامي: «فكرة التصوير في قصور وفيلات فخمة كانت جديدة، ودافعاً لتوجه الناس بعدها للسير على المنوال نفسه، حتى إن الأفلام بعد (كابوريا) أصبحت تعتمد أغنية مثلما فعلنا حينها ونجحنا».

وأوضحت رامي أن ورثة الفنان الراحل هيثم أحمد زكي ليس لهم علاقة بالفيلم، حيث تعود ملكية الفيلم لها ولزوجها الفنان الراحل حسين الإمام، مؤكدة أن كاتب السيناريو بإمكانه استخدام حقوقه الأدبية، بشرط عدم الاستعانة بأي لقطة من الجزء الأول إلا بعد الرجوع إليها.

من جهته، يرى الناقد الفني المصري طارق الشناوي أن فكرة تقديم أجزاء جديدة من أعمال ناجحة أمر متعارف عليه، لكنه في الوقت نفسه أكد أن فيلم «كابوريا» له خصوصية، ويعد من أنجح أفلام أحمد زكي الذي قدم الشخصية بشكل مختلف على كل المستويات، وظهر بلياقة بدنية عالية.

وشدد الشناوي على أنه لا يمكن الحكم على تجربة بالفشل أو النجاح إلا بعد الانتهاء منها، لكنه لفت إلى أنها «فكرة محفوفة بالمخاطر، ويجب على من يقدمها أن يمتلك كل الأسلحة حتى تنجح، مثلما حدث في الجزء الأول وحمس شركة إنتاج لتقديم جزء آخر مجدداً بعد أعوام عدة».

أحمد زكي في شخصية حسن هدهد (حساب المخرج خيري بشارة على فيسبوك)

وكان الفنان المصري الراحل هيثم أحمد زكي صرح في أكثر من لقاء تلفزيوني عن رغبته في تقديم جزء ثان من الفيلم الذي قدمه والده، لكن الفكرة لم تخرج للنور قبل رحيله، كما قال هيثم إن والده كان يحب الفيلم كثيراً، ودائماً ما كان يردد أغنية «كابوريا».

تجدر الإشارة إلى أن فيلم «كابوريا» بطولة أحمد زكي، ورغدة، وحسين الإمام، وسحر رامي، ويوسف داود، وغيرهم، ومن تأليف السيناريست الراحل عصام الشماع، وإخراج خيري بشارة.

وتدور أحداث العمل حول شخصية الملاكم الفقير «حسن هدهد» الذي يطمح في إنجاز بطولات وشهرة، وهو ما تحقق له بعد مشاركته بالصدفة في مباراة بقصر أحد الأثرياء، الذي أعجب به، وحصل بعدها على عائد مادي وانتقل للعيش في القصر.