المالكي يتعهد بتكرار تجربة الأنبار في محافظات أخرى

مقرب منه: قضية داعش مرتبطة بالملف السوري

عراقية تمر أمام حطام سيارة في موقع انفجار ببغداد أول من أمس (أ.ب)
عراقية تمر أمام حطام سيارة في موقع انفجار ببغداد أول من أمس (أ.ب)
TT

المالكي يتعهد بتكرار تجربة الأنبار في محافظات أخرى

عراقية تمر أمام حطام سيارة في موقع انفجار ببغداد أول من أمس (أ.ب)
عراقية تمر أمام حطام سيارة في موقع انفجار ببغداد أول من أمس (أ.ب)

تعهد نوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي، بتكرار تجربة الأنبار في المحافظات الأخرى التي فيها إرهاب. وقال المالكي خلال كلمته الأسبوعية أمس إن «هناك ملحمة جديدة سنعمل بها في كل المحافظات التي فيها الإرهاب، واليوم نحن بحاجة إلى أجهزة أمنية قوية لقتل الإرهابيين».
وقال المالكي إن «خطتنا التي أطلقت في الأنبار جيدة لمواجهة الإرهابيين، وقد كان الحوار حقيقيا واستمعنا إلى جميع المطالب وكانت محط اعتزاز وتقدير وجئنا بها إلى مجلس الوزراء وأعلن المجلس بالإجماع اعتماد نتائج خطتنا في الأنبار ومجلس الوزراء تبناها وستطبق». وأضاف المالكي أن «الذين يصيدون في الماء العكر يخربون المؤسسات الحكومية ويثيرون الناس البسطاء، بالتالي مجلس الوزراء اتخذ خطة بأعمار كل البيوت التي خربت، وتعمير الطرق والجسور والمنشآت الحكومية التي لحقت بها الإضرار، بمبلغ مليار دولار سيخصص في الموازنة المقبلة».
على صعيد آخر، جدد المالكي اتهامه للبرلمان بتأخير إقرار الموازنة المالية، مؤكدا أن «الدولة أصبحت متوقفة بسبب الموازنة، وهناك أكثر من عامل، ومجلس النواب هو المسؤول عن عدم إقرارها لإفشال الوضع الحكومي الرسمي، وهذا يدفع ثمنه المواطن الذي يتضرر»، مبينا أنه «حتى القوانين التي سنها مجلس النواب، منها قانون التقاعد الذي أقر قبل مدة، وقانون السجناء السياسيين، وغيره من القوانين، لن ترى النور إذا لم تقر الموازنة». وأوضح أن «الإضافات التي أضيفت على القوانين مثل امتيازات المسؤولين انتهت، وندعو إلى نقل المادة لكي ينطلق القانون».
وبخصوص سير الانتخابات المقبلة بيّن المالكي أنه «ما دمنا عملنا وأنفقنا الأموال لكي تكون الانتخابات في وقتها ونزيهة فاليوم المفوضية العليا المستقلة للانتخابات توزع البطاقة الانتخابية على المواطنين، وأدعو الجميع إلى تسلم البطاقة الإلكترونية لكي يضمنوا مشاركتهم في الانتخابات المقبلة». وجزم بأنه «لا مجال لتأجيل الانتخابات، ولعل الانتخابات المقبلة تعطينا حلولا للمشكلات، ونحتاج إلى دخول المواطنين في إنجاح هذه الاستراتيجية التي تخدم الجميع».
من جهته، قال سامي العسكري، عضو البرلمان العراقي عن ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «الإرهاب لم يعد قضية محلية ولا حتى قضية منطقة، بل هو أصبح قضية العالم بأسره، وبالتالي فإن من باب تبسيط الأمور الحديث عن إمكانية دحر الإرهاب أو حسم المعركة ضد (القاعدة) في غضون مدة قليلة». وأضاف العسكري أن «الولايات المتحدة الأميركية تحارب (القاعدة) بلا هوادة منذ عام 2000 ولم تحسم الأمر، لكنْ هناك متغير هام ساعد (القاعدة) هو الأزمة السورية، إنه بسبب مساعي إسقاط نظام بشار الأسد حصلت (القاعدة) على دعم بالمال والسلاح وبالتالي قوت شوكتها من جديد وبدأت تهدد الجميع». وشدد العسكري على أن «(القاعدة) ضعفت كثيرا خلال عام 2010 ولكنها اليوم بدأت تتقوى»، مشيرا إلى أنه «لا يمكن للعراق وحده حسم المعركة ضد الإرهاب، بل إنه حتى أميركا نفسها لا تستطيع حسم هذا الملف في صحراء الأنبار ما لم يكن هناك جهد دولي متكامل تساهم فيه أوروبا أيضا لمحاربة الإرهاب».
وردا على سؤال بشأن خطة الحكومة في الأنبار وما إذا كانت متأخرة، قال العسكري إن «هناك من حاول تصوير الأمر كذلك من قبيل أنه لو كان المالكي قد استجاب في وقت مبكر لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه»، معتبرا أن «ذلك من باب تبسيط الأمور إلى الحد الذي ينطوي على تعميم غير مقبول، وهو تصوير أن كل الأنبار انتفضت على المالكي لأنه لم يحقق مطالبها، بينما كان خطاب المالكي واضحا، وهو أن المظاهرات وساحات الاعتصام استغلت من قبل (القاعدة) و(داعش)، ولذلك فإن ما تقوم به الحكومة اليوم هو جزء من معالجة الملف لأن هذا الملف وبكل بساطة مرهون بما يحصل في سوريا من تداعيات، ومن دون معرفة مصير الملف السوري لا يمكننا الحديث عن نهاية وشيكة للإرهاب».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.