كم من الوقت يمكن البقاء على قيد الحياة تحت الأنقاض؟

رجل وزوجته تحت أنقاض أحد المباني التي تحطمت جراء الزلزال في تركيا (رويترز)
رجل وزوجته تحت أنقاض أحد المباني التي تحطمت جراء الزلزال في تركيا (رويترز)
TT

كم من الوقت يمكن البقاء على قيد الحياة تحت الأنقاض؟

رجل وزوجته تحت أنقاض أحد المباني التي تحطمت جراء الزلزال في تركيا (رويترز)
رجل وزوجته تحت أنقاض أحد المباني التي تحطمت جراء الزلزال في تركيا (رويترز)

ما زالت عمليات الإنقاذ والبحث عن الناجين تحت أنقاض المباني في تركيا وسوريا قائمة، بعد أيام من وقوع زلزال مدمر بلغت قوته 7.7 درجة في البلدين، خلف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات.

ولكن، إلى متى يمكن للأشخاص البقاء على قيد الحياة تحت أنقاض الزلزال؟
نقلت وكالة أنباء «أسوشيتد برس» عن عدد من الخبراء قولهم إن هذه المدة قد تصل إلى أسبوع أو أكثر، لكن ذلك يعتمد على إصاباتهم وظروف الطقس ومكان وجودهم تحت الأنقاض. وأشار الخبراء إلى أن معظم عمليات الإنقاذ تحدث في أول 24 ساعة بعد وقوع الكارثة. بعد ذلك، تنخفض فرص النجاة مع مرور كل يوم.

ويعد الوصول إلى الماء والهواء من العوامل الحاسمة لبقاء الأشخاص أحياء، إلى جانب الطقس. فقد عاق الطقس الشتوي جهود الإنقاذ في سوريا وتركيا، حيث انخفضت درجات الحرارة إلى ما دون الصفر.
وقال الدكتور جارون لي، خبير طب الطوارئ والكوارث في مستشفى ماساتشوستس العام: «من النادر عادة العثور على ناجين بعد اليوم الخامس إلى السابع من وقوع الزلازل، ومعظم فرق البحث والإنقاذ غالباً ما توقف جهودها بحلول ذلك الوقت. لكن، هناك العديد من القصص لأشخاص نجوا بعد مرور سبعة أيام من وجودهم تحت الأنقاض. هذه حالات نادرة جداً وغير عادية، للأسف».
https://twitter.com/aawsat_News/status/1623323643169107974?s=20&t=hho9dN6s9GMOZ85AMil-0g
من جهته، قال الدكتور جورج تشيامباس، اختصاصي طب الطوارئ في كلية الطب بجامعة نورث وسترن الأميركية، إن الأشخاص الذين يعانون من إصابات رضحية، بما في ذلك إصابات السحق وبتر الأطراف، قد لا يتمكنون من الصمود لفترة طويلة. وتنتج إصابات السحق وبتر الأطراف عن عدم تمكن الدم من الوصول للأطراف بسبب الضغط المباشر والشديد للحطام والحجارة على الأنسجة الرخوة والجلد والعضلات والأعصاب والأوعية الدموية.
ولفت تشيامباس إلى أنه «إذا لم يتم سحب أولئك الأشخاص خلال ساعة واحدة من تساقط الحطام عليهم، فهناك حقاً فرصة ضئيلة جداً لبقائهم على قيد الحياة». بالإضافة إلى ذلك، فإن العالقين الذين يعانون من أمراض صحية تستلزم تناولهم أدوية معينة بانتظام يواجهون أيضاً فرصاً ضئيلة للبقاء تحت الأنقاض لفترة طويلة، وفقاً لتشيامباس.
أما الدكتور كريستوفر كولويل، اختصاصي طب الطوارئ بجامعة كاليفورنيا، فقد قال إن السن تلعب أيضاً دوراً كبيراً في هذا الشأن. وأوضح قائلاً: «في الكثير من الزلازل والكوارث السابقة، لاحظنا أن الناجين من تحت الأنقاض هم الأصغر سناً أو أولئك الذين كانوا محظوظين بما يكفي للعثور على جيب في وسط الأنقاض أو طريقة ما للوصول إلى الهواء والماء».
ويمكن أن تؤثر الحالة العقلية أيضاً على البقاء على قيد الحياة تحت الأنقاض. وأشار كولويل إلى أن الأشخاص المحاصرين بجوار الجثث، والذين ليس لديهم اتصال بالناجين الآخرين أو المنقذين، قد يفقدون الأمل.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.