بروكسل تتحضّر لاستقبال زيلينسكي في زيارة «محتملة» لا إجماع حولها

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (د.ب.أ)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (د.ب.أ)
TT

بروكسل تتحضّر لاستقبال زيلينسكي في زيارة «محتملة» لا إجماع حولها

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (د.ب.أ)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (د.ب.أ)

بعد أسبوع من زيارة ممثلي المؤسسات الأوروبية الى كييف، تأمل بروكسل في استضافة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس لعقد قمة مع قادة الاتحاد الأوروبي، يتوقع أن تكون رمزية بالدرجة الأولى.
ولا تزال هذه الزيارة غير مؤكدة رسميا، في إجراء قد يعزى الى الاعتبارات الأمنية، الا أنها «محتملة»،" وفق بعض المصادر.
وفيما أعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال الإثنين إنه دعا زيلينكسي «للمشاركة حضوريا في قمة مقبلة»، أوضحت مصادر المجلس أن هذا الأم«قد يحصل الخميس»، مستدركة أن ذلك غير محسوم.
في ديسمبر (كانون الأول)، زار زيلينكسي واشنطن حيث لقي استقبال حارا، في زيارة خارجية كانت الأولى له منذ بدء الغزو الروسي لبلاده أواخر فبراير (شباط) 2022.
وإذا تمت الزيارة الخميس، ستأتي غداة زيارة زيلينكسي، اليوم الأربعاء، للمملكة المتحدة التي أعلن عنها مكتب رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك.
الا أن دعوة ميشال إلى زيلينكسي لزيارة كييف لقيت انتقادات في أوساط بروكسل، خصوصا أنها تأتي بعد فترة قصيرة فقط من زيارة مسؤولي التكتل القاري الى العاصمة الأوكرانية. ورأت مصادر دبلوماسية هذه الدعوة جزءا من تجاذب النفوذ بين رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون در لاين.
وسأل مصدر دبلوماسي «ما هو الهدف من زيارة كهذه بعد الاجتماع في كييف؟»، في حين سأل آخر عما اذا كانت الزيارة الآن «فكرة جيدة».
وتسربت الأنباء عن الزيارة المحتملة لزيلينكسي الى بروكسل الإثنين عقب اجتماع بين رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا وزعماء المجموعات البرلمانية، والحديث عن التحضير لجلسة استثنائية الخميس في حضور الرئيس الأوكراني.
وستكون زيارة زيلينكسي الى بروكسل ولقاؤه مسؤولي الاتحاد الأوروبي، فرصة للرئيس الأوكراني لطلب المزيد من الدعم العسكري لقواته لمواجهة الهجوم الروسي.
ويأتي ذلك في وقت تؤكد موسكو أن عملياتها العسكرية في شرق أوكرانيا تجري بنجاح، بينما تتوقع السلطات الأوكرانية أن تطلق القوات الروسية هجمات جديدة خصوصا مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لبدء الغزو في 24 فبراير (شباط).
وخلال زيارة زيلينكسي الأخيرة الى واشنطن، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أن بلاده ستزود أوكرانيا منظومة «باتريوت» للدفاع الجوي.
الا أنه من المستبعد أن يحصل الرئيس الأوكراني على وعود مماثلة خلال زيارته بروكسل، لاسيما أن الأوروبيين وافقوا منذ فترة وجيزة فقط، على توفير دبابات قتالية ثقيلة لصالح القوات الأوكرانية، ويواصلون تدريب عناصرها بشكل مكثّف.
ومن المقرر أن تعقد مجموعة الدعم العسكري لأوكرانيا اجتماعا مقبلا في 14 فبراير، على هامش اجتماع وزراء الدفاع لحلف شمال الأطلسي (ناتو). الا أن طلب كييف الحصول على صواريخ وطائرات مقاتلة هو أقرب الى خط أحمر تتردد الكثير من الدول الأوروبية في تجاوزه.
وحذّرت موسكو حلفاء كييف الغربيين من زيادة مساعداتها العسكرية لصالح أوكرانيا. وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الثلاثاء إن ذلك قد يؤدي الى «تصعيد لا يمكن توقعه»، والى جر الناتو الى الحرب الدائرة في أوكرانيا.
واعتبر برونو ليتي، الباحث في «جرمان مارشال فاند» في الولايات المتحدة، أن على زيلينسكي التركيز على ثلاثة مواضيع إذا شارك في قمة أوروبية في بروكسل، وهي «انضمام بلاده الى الاتحاد الأوروبي، الدبابات، والعقوبات ضد روسيا».
لكن الخشية هي أن يكون الرد الأوروبي مخيبا للآمال. وأوضح مسؤول قاري أن «المطلوب ليس الالتزام بتوفير أسلحة جديدة، بل تسليم تلك التي تم التعهد بها».
وفي مسودة البيان الختامي للقمة المحتملة الذي اطلعت عليه وكالة الصحافة الفرنسية، يذكّر القادة الأوروبيون بأن دعمهم المالي لكييف بلغ 67 مليار يورو، وأنهم أعلنوا مؤخرا عن دفعة سابعة من المساعدات العسكرية بقيمة 500 مليون يورو.
ويشيد البيان بـ«جهود الإصلاح في أوكرانيا في هذه الأوقات الصعبة»، ويؤكد «مواصلة الاتحاد الأوروبي توفير الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري والمالي والإنساني القوي لأوكرانيا وشعبها طالما تطلّب الأمر ذلك».


مقالات ذات صلة

الاتحاد الأوروبي يحذّر موسكو من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين

العالم الاتحاد الأوروبي يحذّر موسكو من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين

الاتحاد الأوروبي يحذّر موسكو من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين

حذّر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل روسيا، اليوم الخميس، من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين الذي اتهمت موسكو كييف بشنّه، لتكثيف هجماتها في أوكرانيا. وقال بوريل خلال اجتماع لوزراء من دول الاتحاد مكلفين شؤون التنمي«ندعو روسيا الى عدم استخدام هذا الهجوم المفترض ذريعة لمواصلة التصعيد» في الحرب التي بدأتها مطلع العام 2022. وأشار الى أن «هذا الأمر يثير قلقنا... لأنه يمكن استخدامه لتبرير تعبئة مزيد من الجنود و(شنّ) مزيد من الهجمات ضد أوكرانيا». وأضاف «رأيت صورا واستمعت الى الرئيس (الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
العالم الاتحاد الأوروبي يخطّط لإنتاج مليون قذيفة سنوياً وأوكرانيا تستنزف الذخيرة

الاتحاد الأوروبي يخطّط لإنتاج مليون قذيفة سنوياً وأوكرانيا تستنزف الذخيرة

سيطرح الاتحاد الأوروبي خطة لتعزيز قدرته الإنتاجية للذخائر المدفعية إلى مليون قذيفة سنوياً، في الوقت الذي يندفع فيه إلى تسليح أوكرانيا وإعادة ملء مخزوناته. وبعد عقد من انخفاض الاستثمار، تُكافح الصناعة الدفاعية في أوروبا للتكيّف مع زيادة الطلب، التي نتجت من الحرب الروسية على أوكرانيا الموالية للغرب. وتقترح خطّة المفوضية الأوروبية، التي سيتم الكشف عنها (الأربعاء)، استخدام 500 مليون يورو من ميزانية الاتحاد الأوروبي لتعزيز إنتاج الذخيرة في التكتّل. وقال مفوّض الاتحاد الأوروبي للسوق الداخلية، تييري بريتون: «عندما يتعلّق الأمر بالدفاع، يجب أن تتحوّل صناعتنا الآن إلى وضع اقتصاد الحرب». وأضاف: «أنا واث

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
شؤون إقليمية الاتحاد الأوروبي يطالب طهران بإلغاء عقوبة الإعدام بحق مواطن ألماني - إيراني

الاتحاد الأوروبي يطالب طهران بإلغاء عقوبة الإعدام بحق مواطن ألماني - إيراني

قال الاتحاد الأوروبي إنه «يدين بشدة» قرار القضاء الإيراني فرض عقوبة الإعدام بحق المواطن الألماني - الإيراني السجين جمشيد شارمهد، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وأيدت المحكمة العليا الإيرانية يوم الأربعاء حكم الإعدام الصادر بحق شارمهد.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الاقتصاد الاتحاد الأوروبي يمدد لمدة عام تعليق الرسوم الجمركية على الواردات الأوكرانية

الاتحاد الأوروبي يمدد لمدة عام تعليق الرسوم الجمركية على الواردات الأوكرانية

أعطت حكومات الدول الـ27 موافقتها اليوم (الجمعة)، على تجديد تعليق جميع الرسوم الجمركية على المنتجات الأوكرانية الصادرة إلى الاتحاد الأوروبي لمدة عام، حسبما أعلنت الرئاسة السويدية لمجلس الاتحاد الأوروبي. كان الاتحاد الأوروبي قد قرر في مايو (أيار) 2022، تعليق جميع الرسوم الجمركية على الواردات الأوكرانية إلى الاتحاد الأوروبي لمدة عام، لدعم النشاط الاقتصادي للبلاد في مواجهة الغزو الروسي. وتبنى سفراء الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي في بروكسل قرار تمديد هذا الإعفاء «بالإجماع».

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
العالم الكرملين يهدّد بمصادرة أصول مزيد من الشركات الأجنبية في روسيا

الكرملين يهدّد بمصادرة أصول مزيد من الشركات الأجنبية في روسيا

حذّر الكرملين اليوم (الأربعاء)، من أن روسيا قد توسّع قائمة الشركات الأجنبية المستهدفة بمصادرة مؤقتة لأصولها في روسيا، غداة توقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمرسوم وافق فيه على الاستيلاء على مجموعتَي «فورتوم» و«يونيبر». وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، قال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف لصحافيين: «إذا لزم الأمر، قد توسّع قائمة الشركات. الهدف من المرسوم هو إنشاء صندوق تعويضات للتطبيق المحتمل لإجراءات انتقامية ضد المصادرة غير القانونية للأصول الروسية في الخارج».

«الشرق الأوسط» (موسكو)

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
TT

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)

ضرب الإعصار «شيدو» صباح اليوم السبت أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي حيث أُعلنت حالة التأهب القصوى مع توقع اشتداد الرياح المصاحبة له والتي تجاوزت سرعتها 180 كيلومترا في الساعة.

وضرب الإعصار جزيرة بوتيت تير في شرق الأرخبيل حيث يخشى أن تصل سرعة الرياح «إلى 200 و230 كلم/ساعة»، بحسب آخر نشرة للأرصاد الجوية الفرنسية، متوقعة رياحا مدمرة أشد من تلك التي صاحبت الإعصار «كاميسي» عام 1984.

وتسببت الرياح بانقطاع الكهرباء مع سقوط أعمدة كهرباء واقتلاع أشجار وتطاير أسقف منازل مصنوعة من الصفيح.

غيوم في سماء مايوت (أ.ف.ب)

وفي مدينة أوانغاني، قال رئيس البلدية يوسف أمبدي إنه يخشى «الأسوأ... لا يمكننا الخروج ولكن ما نشاهده يفوق الوصف».

ومنذ الصباح الباكر، أصدرت السلطات تحذيرا أرجوانيا وهو ما يعني لزوم جميع السكان منازلهم وعدم الخروج بما يشمل أجهزة الطوارئ والأمن وجميع عناصر الإنقاذ.

وقالت فاطمة التي تعيش في ماجيكافو-كوروبا وما زالت تذكر الإعصار الذي ضرب جزر القمر المجاورة عندما كانت طفلة «نحن خائفون جدا».

وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية أمطارا شديدة الغزارة مع خطر تشكل السيول والفيضانات وارتفاع أمواج البحر التي يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على الساحل.

وحُظرت حركة المرور على الطرق العامة في جزيرتي غراند تير وبوتيت تير، وأغلق مطار دزاوودزي منذ مساء الجمعة.

ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية الفرنسية تحسنا في الأحوال الجوية خلال اليوم، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.