للمرة الأولى في تاريخها.. «شاعر الولايات المتحدة» لاتيني الأصل

جمع هيريرا بين ثقافتين إنجليزية وإسبانية وبين هويتين أميركية ومكسيكية

خوان فيليب هيريرا
خوان فيليب هيريرا
TT

للمرة الأولى في تاريخها.. «شاعر الولايات المتحدة» لاتيني الأصل

خوان فيليب هيريرا
خوان فيليب هيريرا

لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة، أصبح لاتيني تربى على اللغة الإسبانية، مستشار الكونغرس للشعر، ليكون أول شاعر غير غربي يشغل هذا المنصب. الاسم الرسمي للمنصب هو «مستشار الشعر في مكتبة الكونغرس»، وعادة يسمى «شاعر الولايات المتحدة»، ويبقى صاحبه لمدة عام، حسب قانون أصدره الكونغرس سنة 1936.
وخوان فليبي هيريرا (67 سنة) كاتب تقدمي، ومؤلف قصص أطفال، وممثل.. وطبعا شاعر. ولد في فرولار (ولاية كاليفورنيا) لوالدين مهاجرين من المكسيك، كانا يعملان في مزرعة للخضراوات، مع مئات غيرهم من المهاجرين.
وهو صغير، نظم فريقا من أولاد وبنات المزارعين، وأسسوا «سنترو كلثرال دي لا رازا» (المركز الثقافي اللاتيني)، وذلك داخل صهريج ماء قديم عملاق. وبدأوا بأن ملأوا جدرانه الداخلية بالرسومات والعبارات والشعارات، باللغة الإسبانية.
في وقت لاحق، أجاد اللغة الإنجليزية، ودرس الشعر والأدب والفن في جامعتي جنوب كاليفورنيا (لوس أنجليس) وستانفورد (ولاية كاليفورنيا). وصار يقرض الشعر باللغتين الإسبانية والإنجليزية.
في الوقت الحاضر، وصل رصيده من دواوين الشعر، والقصص القصيرة، وكتب الأطفال، إلى أربعة عشر كتابا. ومن أشهر كتبه: «187 سببا تجعل المكسيكيين يعبرون الحدود بطرق غير قانونية إلى الولايات المتحدة».
في عام 2011، صار رئيسا لأكاديمية الشعر الأميركية، وفي عام 2012 عينه حاكم ولاية كاليفورنيا شاعرا فخريا للولاية. وفي هذا العام، اختاره الكونغرس شاعرا فخريا للولايات المتحدة (لفترة سنة).
بعد اختياره، كتب عنه ستيفن بيرت، محرر الشؤون الأدبية في صحيفة «نيويورك تايمز»: «استطاع هيريرا الجمع بين ثقافتين: إنجليزية وإسبانية. وبين أدبين: مكتوب وشفهي. وبين هويتين: أميركية ومكسيكية.. فردية وجماعية».
وتوضح بعض أسماء كتبه هذه الخلطة: «منفيون يدفعهم الشغف» و«مذكرات مهاجر» و«جذور ألف هوية» و«حب بعد المظاهرات» و«أحلام عبور الحدود».
وعندما أسس الكونغرس المنصب، كان الشعر يلعب دورا أكبر في الحياة الثقافية الأميركية. وكانت تلك سنوات ما قبل الحرب العالمية الثانية، أثناء حكم الرئيس فرانكلين روزفلت. وحسب موقع مكتبة الكونغرس، لعبت إلينور روزفلت دورا في تأسيس المنصب.
خلال سنته في منصبه، لا بد أن يتبع هيريرا قانون الكونغرس الذي ينص على أن مستشار الشعر «سيعمل في مكتبة الكونغرس، وسيكون حافزا رسميا لإشعال روح الشعر وسط الأميركيين، ولزيادة الوعي الوطني نحو تقدير أكثر لقراءة الشعر وكتابته».
وشغل المنصب، خلال السنوات الثمانين الماضية، أشهر الشعراء في أميركا. وركز كل واحد، خلال فترة عمله، على عقد ندوات شعرية في مكتبة الكونغرس، وزيارة الولايات لتشجيع قراءة الشعر وكتابته، وسن «مبادرة» تسمى باسمه.
وكان الشاعر جوزيف برودسكي، الروسي الأصل والحائز «نوبل» للآداب 1987، قد كرس عادة قراءة متطوعين للشعر في المطارات والمراكز التجارية والفنادق، وعقدت الشاعرة ماكسين كومين مؤتمرات خاصة بالشاعرات الأميركيات، وعملت الشاعرة غوندولين بروكز على زيارة المدارس الأولية لتشجيع التلاميذ على قراءة الشعر. أما الشاعرة السمراء ريتا دوف فنظمت عدة مؤتمرات للشعر الأفريقي، وعمل الشاعر روبرت هاس على تسجيل أشعار الريف التي كان يتم تناقلها شفاهة، بينما أجرى الشاعر روبرت بنسكي عدة مقابلات مع أناس عاديين، وسأل كل واحد عن قصيدته المفضلة، وقراءتها، وتسجيل القراءة.
ماذا يعمل شاعر الكونغرس؟
خلال سنته في منصبه، لا بد أن يتبع شاعر الكونغرس قانون الكونغرس الذي ينص على أن مستشار الشعر «سيعمل في مكتبة الكونغرس، وسيكون حافزا رسميا لإشعال روح الشعر وسط الأميركيين، ولزيادة الوعي الوطني نحو تقدير أكثر لقراءة الشعر وكتابته».
وشغل المنصب، خلال الثمانين سنة الماضية، أشهر الشعراء في أميركا. وركز كل واحد، خلال فترة عمله، على عقد ندوات شعرية في مكتبة الكونغرس، وزيارة الولايات لتشجيع قراءة وكتابة الشعر، وسن «مبادرة» تسمى باسمه.
ويعتبر المستشار الجديد، خوان فليبي هيريرا من أشهر الشعراء الأميركيين من أصل لاتيني يقرضون الشعر بالإسبانية والإنجليزية. وهو، أيضا، كاتب تقدمي، ومؤلف قصص أطفال، وممثل، ورسام.
ولد في عام 1948، في فرولار (ولاية كاليفورنيا) لوالدين مهاجرين من المكسيك، كانا يعملان في مزرعة للخضراوات، مع مئات غيرهم من المهاجرين. وهو صغير، نظم فريقا من أولاد وبنات المزارعين، وأسسوا «سنترو كلثرال دي لا رازا» (المركز الثقافي اللاتيني)، وذلك داخل صهريج ماء قديم عملاق. وبدأوا بان ملأوا جدرانه الداخلية بالرسومات والعبارات والشعارات، باللغة الإسبانية.
في عام 1968، مع إجادته اللغة الإنجليزية، بدأ دراسة الشعر والأدب والفن في جامعة جنوب كاليفورنيا (لوس أنجليس). وفي عام 1972، انتقل إلى جامعة ستانفورد (ولاية كاليفورنيا) للدراسات العليا. وصار يقرض الشعر باللغتين الإسبانية والإنجليزية.
في الوقت الحاضر، وصل رصيده من دواوين الشعر، والقصص القصيرة، وكتب الأطفال إلى أربعة عشر كتابا. ومن أشهر كتبه: «187 سببا يجعل المكسيكيين يعبرون الحدود بطرق غير قانونية إلى الولايات المتحدة.» وأيضا: «منفيون يدفعهم الشغف» و«مذكرات مهاجر» و«جذور ألف هوية» و«حب بعد المظاهرات» و«أحلام عبور الحدود».
في عام 2011، صار رئيسا لأكاديمية الشعر الأميركية. وفي عام 2012، عينه حاكم ولاية كاليفورنيا شاعرا فخريا للولاية. وفي الشهر الماضي، اختاره الكونغرس شاعرا فخريا للولايات المتحدة (لمدة عام).

من قصائده

مظلتي في نيويورك
«أصبت بسكتة دماغية. لم أنتبه إلى ما حدث لك. سألتك امرأة: هل أنت مخمور؟ أنت لم تجب. لكن، كانت عيناك تتحركان يمينا ويسارا. أنت رجل أسود، وأنا رجل أسمر. أنا في عجلة من أمري. ذاهب إلى ندوة شعر. قميصي نظيف ومكوي. همي كله ألا يصيني أذى أو مطر. أرفع مظلتي في حذر. وأنت تتمتم بكلمات لا أفهمها. هناك عربة تبيع طعاما. هناك عربة تبيع فطائر الذرة. هناك عربة تبيع حبات سكر خضراء. أنا في عجلة من أمري. امرأة تلمسك. تسأل ما بك؟ وأنت لم تجب. أنا في عجلة من أمري. لا أستطيع أن أساعدك. همي ألا يبل المطر قميصي النظيف المكوي. ذاهب إلى ندوة شعر...».

من قصيدة «مهاجرون غير قانونيين» كتب:
«شجرة الخوخ تنمو. عصافير تأكل منها. وقوانين توضع عن جدران. عن سجون (للمهاجرين غير القانونيين). رجل وزوجته. وبنته التي تزوجت مواطنا (أميركيا). قانون جديد. مكسيكي في المنفى. هندي (أحمر) في المنفى. من يحش العشب غير هؤلاء؟ من يعرق غير هؤلاء؟ وشجرة الخوخ تنمو. وعصافير تأكل منها. أمس، ترك ألبرتو قريته. دون أوراق (هجرة). ذهب إلى دنفر (ولاية كلورادو). في حافلة (غيراي هاوند). قال: في دنفر، لا يسألون عن أوراقك. يمشي ويشقى. يمشي ويشقى. حياتنا معه. أفكارنا معه. وشجرة الخوخ تنمو..».
في الأسبوع الماضي، قدمت إذاعة «إن بي آر» (شبه حكومية) مقابلة مع هيريرا.. سألته عن إحساسه بعد أن اختير للمنصب الجديد، وأجاب: «شيء جميل، شيء جميل» (قالها مرة بالإنجليزية، ومرة بالإسبانية).
عن إحساسه كأول لاتيني يحتل المنصب، قال: «كلما انخرطنا نحن (الأميركيين اللاتينيين) في المجتمع الأميركي، زاد استعمال عبارة (أول لاتيني يفعل كذا) و(أول لاتيني كذا). لكن، يوما ما، ستختفي هذه العبارة».
وعن عدم شعبية الشعر وسط الأميركيين، قال: «بالنسبة لكثير من الناس، الشعر هوية عاجية في برج عاجي. لا يقرضه غير الأكاديميين. ولا يدرسه غير طلاب المدارس الثانوية. صار المكان الوحيد الذي يوجد فيه الشعر وسط عامة الناس هو في بيت أو بيتين من الشعر في بطاقات تهاني عيد الأب، أو عيد الأم، أو التخرج في جامعة».
عن الصورة النمطية للشعراء باعتبارهم نصف مجانين قال: «نحن مثل النساك. نعيش في غرف صغيرة، ولا نستحم، ولا نتنظف. عندما نريد أن نرفه عن أنفسنا، نمشي وسط المزارعين والعمال ومنظفي الشوارع وبنائي المنازل. ونرمي أنفسنا في صناديق الطماطم، والخضراوات. نأكل منها. ونتمرمغ فيها. حتى تصير ملابسنا حمراء في لون الطماطم. ثم نعود إلى غرفنا الصغيرة».
وذكر عن هواياته: «أحب التجول في (المراكز التجارية). وأحب زيارة محطات القطار، في سان فرانسيسكو، وفي لوس أنجليس. وأحب زيارة المعارض والمتاحف. أراقب الناس وأدرسهم. مع قلم ونوتة في يدي. أكتب، وأكتب، وأكتب».
أما عن الشعر السياسي، فقال: «بعد أن اختارني جيري بروان، حاكم ولاية كاليفورنيا، شاعرا للولاية، أعلنت بداية مشروع أكبر، وأحسن، وأعجب قصيدة عن الوحدة في العالم. لم أكمل المشروع، وسأعمل على إكماله في وظيفتي الجديدة. هل تذكرون حلم لغة عالمية واحدة (لغة سبرانتو)؟ هذا مثل حلم قصيدة عالمية واحدة عن وحدة العالم».



الشاعر السوري أدونيس يدعو إلى «تغيير المجتمع» وعدم الاكتفاء بتغيير النظام

أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
TT

الشاعر السوري أدونيس يدعو إلى «تغيير المجتمع» وعدم الاكتفاء بتغيير النظام

أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)

دعا الشاعر السوري أدونيس من منفاه في فرنسا الأربعاء إلى "تغيير المجتمع" في بلده وعدم الاكتفاء بتغيير النظام السياسي فيه بعد سقوط الرئيس بشار الأسد.

وقال أدونيس (94 عاما) خلال مؤتمر صحافي في باريس قبيل تسلّمه جائزة أدبية "أودّ أولا أن أبدي تحفّظات: لقد غادرتُ سوريا منذ العام 1956. لذلك أنا لا أعرف سوريا إذا ما تحدّثنا بعمق". وأضاف "لقد كنت ضدّ، كنت دوما ضدّ هذا النظام" الذي سقط فجر الأحد عندما دخلت الفصائل المسلّحة المعارضة إلى دمشق بعد فرار الأسد إلى موسكو وانتهاء سنوات حكمه التي استمرت 24 عاما تخلّلتها منذ 2011 حرب أهلية طاحنة.

لكنّ أدونيس الذي يقيم قرب باريس تساءل خلال المؤتمر الصحافي عن حقيقة التغيير الذي سيحدث في سوريا الآن. وقال "أولئك الذين حلّوا محلّه (الأسد)، ماذا سيفعلون؟ المسألة ليست تغيير النظام، بل تغيير المجتمع". وأوضح أنّ التغيير المطلوب هو "تحرير المرأة. تأسيس المجتمع على الحقوق والحريات، وعلى الانفتاح، وعلى الاستقلال الداخلي".

واعتبر أدونيس أنّ "العرب - ليس العرب فحسب، لكنّني هنا أتحدّث عن العرب - لا يغيّرون المجتمع. إنّهم يغيّرون النظام والسلطة. إذا لم نغيّر المجتمع، فلن نحقّق شيئا. استبدال نظام بآخر هو مجرد أمر سطحي". وأدلى الشاعر السوري بتصريحه هذا على هامش تسلّمه جائزة عن مجمل أعماله المكتوبة باللغتين العربية والفرنسية.

ونال أدونيس جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس وتحمل اسم شاعر كتب باللغتين الكتالونية والإسبانية.