نافذة على مؤسسة تعليمية: مدرسة القانون الوطني لجامعة الهند.. حقل الابتكار القانوني

نافذة على مؤسسة تعليمية: مدرسة القانون الوطني لجامعة الهند.. حقل الابتكار القانوني
TT

نافذة على مؤسسة تعليمية: مدرسة القانون الوطني لجامعة الهند.. حقل الابتكار القانوني

نافذة على مؤسسة تعليمية: مدرسة القانون الوطني لجامعة الهند.. حقل الابتكار القانوني

تعد مدرسة القانون الوطني لجامعة الهند (NLSIU) من أشهر الكليات المخصصة لدراسة القانون بالهند، وهي مؤسسة للتعليم القانوني الجامعي والدراسات العليا.
تأسست المدرسة رسميا في 29 أغسطس (آب) 1987، بموجب قانون أقره المجلس التشريعي في ولاية كارناتاكا. وتستقبل الجامعة نحو 400 طالب في دراسة مناهجها القانونية للمرحلة الجامعية، و40 في درجة الماجستير في القانون، و40 آخرين في درجة الماجستير في السياسة العامة.
رئيس المحكمة العليا في الهند هو رئيس الجامعة، وهذه الاتصالات والارتباط القوي بين مؤسسات الدولة يضفي مكانة عالية على المدرسة التي لا مثيل لها في تاريخ التعليم القانوني في الهند.
كذلك فإن قانون ولاية كارناتاكا يمنح الاستقلال الإداري والأكاديمي الكامل للمدرسة الوطنية، مما يسهل الابتكار والتجريب في السعي لتحقيق التميز في التعليم القانوني.
تقيم المدرسة لطلابها اختبارا للقبول قبل الالتحاق بها، كما أن المدرسة الوطنية لديها برامج التبادل التعليمي والثقافي مع كل من جامعة سنغافورة الوطنية، وكلية أوسغود قاعة القانون، وجامعة يورك في كندا، وكلية الحقوق Buceuius، ألمانيا.
كما قامت كلية القانون بالعديد من المشاريع البحثية الممولة من قبل لجنة المنح الجامعية، وحكومة الهند وحكومة ولاية كارناتاكا، وإدارة تنمية المرأة والطفل، ووكالات الأمم المتحدة، والبنك الدولي، من أجل تعزيز البحث والتدريس في كلية الحقوق.
وقد قضى الطلاب من كلية القانون فصلا دراسيا في هذه المدارس القانونية، وقضى الطلاب من الجامعات الأخرى على الأقل الثلث في الهند. وقد سهل هذا تبادل الأفكار والثقافة ليس فقط بين كليات القانون ولكن أيضا الدول.
وقد ذهب أعضاء من هيئة التدريس إلى جامعات ويلز وأرويك ونوتنغهام، تحت برامج التبادل وبرامج تحسين جامعية بتسهيل من المجلس الثقافي البريطاني وتشيناي. وقد زار عدد من الأساتذة والقضاة من الولايات المتحدة الأميركية، وكندا، والمملكة المتحدة، وأستراليا، وسنغافورة، وهونغ كونغ، والصين، وجنوب أفريقيا، وماليزيا، ونيوزيلندا، الجامعة الهندية وتفاعلوا معها.
وتقدم كلية الحقوق من خلال وزارة التعليم عن بعد برنامج درجة الماجستير في قوانين العمل، وبرامج دبلوم الدراسات العليا في القانون الدولي لحقوق الإنسان، وقانون البيئة، وقانون الطب والأخلاقيات، وقانون الملكية الفكرية، وقانون حقوق الطفل. وقد التحق العديد من الضباط والمهنيين العاملين لهذه الدورات. ويشارك أعضاء هيئة التدريس في كلية الحقوق أيضا في تنظيم برامج لتعليم الضباط الذين ينتمون إلى الخدمات الإدارية والبريدية وغيرها، وذلك بالإضافة إلى التواصل مع التعليم القانوني بشكل غير رسمي لأفراد المجتمع من خلال هذه البرامج.
وقد كان لمدرسة القانون، منذ البداية، دور للخدمات القانونية ومركز المرأة والقانون في التواصل مع المساعدة القانونية والمشورة للنساء وغيرها من القطاعات المحرومة من المجتمع، والوساطة والتفاوض لتسوية المنازعات. ويساعد أعضاء هيئة التدريس والطلاب من كلية الحقوق في خلق الوعي القانوني أساسا بين النساء والفتيات من خلال الفصول الدراسية في الكليات والمدارس في وحول مدينة بنغالور.
وتأسست مدرسة القانون بهدف تلبية متطلبات مهنة المحاماة والتدريس والبحوث في القانون والقضاء، ومن المتوقع أن يصبح الطلاب الذين يدرسون في هذه المدرسة في نهاية المطاف ممارسين قانونيين ومعلمين للقانون أو الانخراط في البحوث القانونية أو الانضمام إلى الجهاز القضائي في الوقت المناسب.
وحققت كلية الحقوق عبر تعليم القانون على شبكة الإنترنت تفاعلا كبيرا في مجالات برامج التعليم عن بعد، وتحقيقا لهذا الغرض تم تحسين مرافق البنية التحتية للرد على الاحتياجات، وقد سهل ذلك أيضا استخدام الوسائل التكنولوجية في الفصول الدراسية وقاعات المؤتمرات.
وتتجه كلية الحقوق نحو إنشاء مكتبة رقمية من مجموعاتها كجزء من مبادرة توسيع الوصول المعرفي، والجهود جارية لتوفير إمكانية الوصول المفتوح وعلى مستوى العالم إلى جميع الوثائق القانونية ذات الصلة.



كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات
TT

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

التحدث عن كلية الطب في «الجامعة الأميركية» وما حققته من إنجازات وتطورات منذ تأسيسها عام 1867 لا يمكن تلخيصه بمقال؛ فهذه الكلية التي تحتل اليوم المركز الأول في عالم الطب والأبحاث في العالم العربي والمرتبة 250 بين دول العالم بالاعتماد على QS Ranking، استطاعت أن تسبق زمنها من خلال رؤيا مستقبلية وضعها القيمون عليها، وفي مقدمتهم الدكتور محمد صايغ نائب الرئيس التنفيذي لشؤون الطب والاستراتيجية الدولية وعميد كلية الطب في الجامعة الأميركية، الذي أطلق في عام 2010 «رؤيا (2020)»، وهي بمثابة خطة طموحة أسهمت في نقل الكلية والمركز الطبي إلى المقدمة ووضعهما في المركز الأول على مستوى المنطقة.

رؤية 2025

اليوم ومع مرور 150 عاماً على تأسيسها (احتفلت به أخيراً) ما زالت كلية الطب في «الجامعة الأميركية» تسابق عصرها من خلال إنجازات قيمة تعمل على تحقيقها بين اليوم والغد خوّلتها منافسة جامعات عالمية كـ«هارفرد» و«هوبكينز» وغيرهما. وقد وضعت الجامعة رؤيا جديدة لها منذ يوليو (تموز) في عام 2017 حملت عنوان «رؤية 2025»، وهي لا تقتصر فقط على تحسين مجالات التعليم والطبابة والتمريض بل تطال أيضاً الناحية الإنسانية.
«هي خطة بدأنا في تحقيقها أخيراً بحيث نستبق العلاج قبل وقوع المريض في براثن المرض، وبذلك نستطيع أن نؤمن صحة مجتمع بأكمله». يقول الدكتور محمد صايغ. ويضيف خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لا نريد أن ننتظر وصول وفود المرضى إلى مركزنا الطبي كي نهتم بهم، بل إننا نعنى بتوعية المريض قبل إصابته بالمرض وحمايته منه من خلال حملات توعوية تطال جميع شرائح المجتمع. كما أننا نطمح إلى إيصال هذه الخطة إلى خارج لبنان لنغطي أكبر مساحات ممكنة من مجتمعنا العربي».
تأسَّسَت كلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت عام 1867، وتعمل وفقاً لميثاق صادر من ولاية نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية، ويقوم على إدارتها مجلس أمناء خاص ومستقل.
وتسعى الكلية لإيجاد الفرص التي تمكن طلبتها من تنمية روح المبادرة، وتطوير قدراتهم الإبداعية واكتساب مهارات القيادة المهنية، وذلك من خلال المشاركة في الندوات العلمية والتطبيقات الكلينيكية العملية مما يُسهِم في تعليم وتدريب وتخريج أطباء اختصاصيين.
وملحَق بكلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت مركز طبي يضم أقساماً للأمراض الباطنية والجراحة والأطفال وأمراض النساء والتوليد ‏والطب النفسي. كما يقدم المركز الطبي خدمات الرعاية الصحية المتكاملة في كثير من مجالات الاختصاص، وبرامج للتدريب على التمريض وغيرها ‏من المهن المرتبطة بالطب.

اعتمادات دولية

منذ عام 1902، دأب المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت على توفير أعلى معايير الرعاية للمرضى في مختلف أنحاء لبنان والمنطقة. وهو أيضاً المركز الطبي التعليمي التابع لكلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت التي درّبت أجيالاً من طلاب الطب وخريجيها المنتشرين في المؤسسات الرائدة في كل أنحاء العالم. المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت هو المؤسسة الطبية الوحيدة في الشرق الأوسط التي حازت على خمس شهادات اعتماد دولية وهي JCI)، وMagnet، وCAP، وACGME - I و(JACIE مما يشكّل دليلاً على اعتماد المركز أعلى معايير الرعاية الصحية المتمحورة حول المريض والتمريض وعلم الأمراض والخدمات المخبرية والتعليم الطبي والدراسات العليا. وقد خرَّجَت كلية الطب أكثر من أربعة آلاف طالب وطبيب. وتقدم مدرسة رفيق الحريري للتمريض تعليماً متميزاً للعاملين في مجال التمريض، ويلبي المركز الطبي احتياجات الرعاية الصحية لأكثر من 360 ألف مريض سنوياً.
ويتألف المركز من عدد من مراكز الامتياز كمركز سرطان الأطفال التابع لمستشفى «سانت جود» البحثي في ولايتي ممفيس وتينيسي. كما تتضمن برنامج باسيل لأورام البالغين وفيه وحدة لزرع نخاع العظام، إضافة إلى مراكز طب الأعصاب المختلفة وأمراض القلب والأوعية الدموية ومركز للرعاية الصحية للنساء.
«هناك استثمارات تلامس نحو 400 مليون دولار رصدت من أجل بناء البنية التحتية اللازمة للمركز الطبي مع مشروع افتتاح عدة مبانٍ وأقسام جديدة خاصة بأمراض السرطان وأخرى تتعلق بالأطفال، إضافة إلى نقلة نوعية من خلال زيادة عدد الأسرة لتلبية الحاجات الصحية المختلفة لمرضانا»، كما أوضح د. صايغ في سياق حديثه.

تبرعات للمحتاجين

يعمل المركز الطبي على تأمين العلاج المجاني لأمراض مستعصية من خلال تأسيس صناديق تبرُّع للمحتاجين، هدفها تأمين العلاج لذوي الدخل المحدود. وهي تخصص سنوياً مبلغ 10 ملايين دولار لمساعدة هذه الشريحة من الناس التي تفتقر إلى الإمكانيات المادية اللازمة للعلاج.
وينظم المركز الطبي مؤتمراً سنوياً ودورات وورش عمل (MEMA) تتناول مواضيع مختلفة كطب الصراعات ومواضيع أخرى كصحة المرأة، والصحة العقلية، وعبء السرطان وغسل الكلى أثناء الصراع وتدريب وتثقيف المهنيين الصحيين للتعامل مع تحديات العناية بأفراد المجتمع.
تُعدّ كلية الطب في الجامعة الأميركية السباقة إلى تأمين برنامج تعليمي أكاديمي مباشر لطلابها، بحيث يطبقون ما يدرسونه مباشرة على الأرض في أروقة المركز الطبي التابع لها.
ويرى الدكتور محمد صايغ أن عودة نحو 180 طبيباً لبنانياً عالمياً من خريجيها إلى أحضانها بعد مسيرة غنية لهم في جامعات ومراكز علاج ومستشفيات عالمية هو إنجاز بحد ذاته. «ليس هناك من مؤسسة في لبنان استطاعت أن تقوم بهذا الإنجاز من قبل بحيث أعدنا هذا العدد من الأطباء إلى حرم الكلية وأنا من بينهم، إذ عملت نحو 25 عاماً في جامعة (هارفرد)، ولم أتردد في العودة إلى وطني للمشاركة في نهضته في عالم الطب». يوضح دكتور محمد صايغ لـ«الشرق الأوسط».

رائدة في المنطقة

أبهرت كلية الطب في الجامعة الأميركية العالم بإنجازاتها على الصعيدين التعليمي والعلاجي، ففي عام 1925. تخرجت فيها أول امرأة في علم الصيدلة (سارة ليفي) في العالم العربي، وبعد سنوات قليلة (1931) كان موعدها مع تخريج أول امرأة في عالم الطب (ادما أبو شديد). وبين عامي 1975 و1991 لعبت دوراً أساسياً في معالجة ضحايا الحرب اللبنانية فعالج قسم الطوارئ لديها في ظرف عام واحد (1976 - 1977) أكثر من 8000 جريح. وفي عام 2014 تلقت إحدى أضخم التبرعات المالية (32 مليون دولار) لدعم المركز الطبي فيها وتوسيعه.
كما لمع اسمها في إنجازات طبية كثيرة، لا سيما في أمراض القلب، فكان أحد أطبائها (دكتور إبراهيم داغر) أول من قام بعملية القلب المفتوح في العالم العربي، في عام 1958. وفي عام 2009، أجرت أولى عمليات زرع قلب اصطناعي في لبنان، وفي عام 2017 أحرز فريقها الطبي أول إنجاز من نوعه عربياً في أمراض القلب للأطفال، عندما نجح في زرع قلب طبيعي لطفل.
كما تصدرت المركز الأول عربياً في عالم الطب لثلاث سنوات متتالية (2014 - 2017) وحازت على جوائز كثيرة بينها «الجائزة الدولية في طب الطوارئ» و«جائزة عبد الحميد شومان» عن الأبحاث العربية، و«جائزة حمدان لأفضل كلية طبية في العالم العربي» لدورها في التعليم الطبي لعامي 2001 – 2002.