المقاومة التهامية تصعد من هجماتها ضد ميليشيا التمرد

فشل مساعي إطلاق سراح المعتقلين لدى الحوثيين في أول أيام عيد الفطر

المقاومة التهامية تصعد من هجماتها ضد ميليشيا التمرد
TT

المقاومة التهامية تصعد من هجماتها ضد ميليشيا التمرد

المقاومة التهامية تصعد من هجماتها ضد ميليشيا التمرد

احتفل أبناء مدينة الحديدة، في غرب اليمن، وعاصمة إقليم تهامة بختام مسك شهر رمضان الفضيل كسائر المسلمين. وشهد أول يوم من أيام العيد المبارك زيارة الأقارب لبعضهم البعض رغم الظروف التي يعيشونها وانعدام المشتقات النفطية في حين باتت جماعة الحوثي تبيعها علنا في السوق السوداء بدعوى أن مردودها سيعود لما يسمونه بالمجهود الحربي، وانقطاع الكهرباء لساعات بل في بعض الأحيان لأيام متتالية. ويحاول سكان الحديدة استغلال هذه المناسبة الدينية للخروج مؤقتا من أجواء الأزمات التي يشهدونها في ظل انتشار المسلحين الحوثيين في المدينة بمداخلها ومخارجها ووسط الأحياء السكنية، ومنهم من لا يزال أهاليهم معتقلين في سجون المسلحين الحوثيين ومنهم من لا يعلم مصيرهم رغم ظروفهم الصحية الصعبة، ورغم ذلك أحيا سكان الحديدة المناسبة الدينية بزيارة صلة الرحم والأهل والأقارب والأصدقاء افي أول أيام العيد المبارك.
وفي غضون ذلك كشفت مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط» فشل المساعي الحثيثة لإطلاق سراح المعتقلين لدى جماعة الحوثي المسلحة في أول أيام عيد الفطر المبارك بينما منهم من يعاني حاله صحية حرجة ومن ضمنهم مؤسس الحراك التهامي السلمي وقائد عمليات المنطقة الخامسة العميد خالد خليل المعتقل منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
ويمر أول أيام عيد الفطر المبارك ولا يزال قيادات عسكرية وسياسيون وصحافيون ونشطاء في سجون المسلحين الحوثيين من جميع المدن والمحافظات اليمنية التي تخضع لسيطرة الجماعة والموالين لهم من جماعة الرئيس السابق علي عبد الله صالح ومن بينهم وزير الدفاع اللواء الركن محمود الصبيحي، والقائد العسكري اللواء الركن فيصل رجب، المختطفان منذ أكثر من ثلاثة أشهر ونصف، ومن أبرز القيادات السياسية محمد قحطان وعبد الجليل سعيد ومحمد حسن دماج وأكثر من عشرة صحافيين.
وقال مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» إنه «بسبب قيام جماعة الحوثي المسلحة بإيقاف رواتب عدد من ضباط وأفراد البحث الجنائي بالحديدة، أغلق الضباط والأفراد إدارة البحث الجنائي بمدينة الحديدة وقاموا بقطع الشارع العام أمام إدارة البحث، ليلة العيد، احتجاجا لعدم تسلمهم رواتبهم».
وأكد سكان محليون أن مسلحي المقاومة التهامية الشعبية مستمرون في تصعيد هجماتهم النوعية ضد المسلحين الحوثيين والموالين لهم في مدن ومحافظات إقليم تهامة وسقوط قتلى وجرحى من الحوثيين، وقالوا لـ«الشرق الأوسط» إن «مسلحين قاموا بمهاجمة دورية خاصة للمسلحين الحوثيين، أول من أمس، بإلقاء قنبلة بالقرب من سوق حلقة بمدينة الحديدة وهناك أنباء عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين».
وأضاف شهود عيان أن «مسلحين يعتقد أنهم يتبعون المقاومة الشعبية في إقليم تهامة قاموا بهاجمة نقطة للحوثيين في مديرية عبس بمحافظة حجه بمنطقة طريق المحرق المحابشة بمقذوف صاروخي نوع (لو) ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من المسلحين الحوثيين».
وأكد الشهود لـ«الشرق الأوسط» أن «مسلحين هاجموا في أول أيام العيد نقطة أمنية لجماعة الحوثي في الحسينية بمديرية بيت الفقيه بمحافظة الحديدة وأعقب الهجوم تبادل لإطلاق النار بمدينة الحسينية وهناك أنباء عن سقوط قتلى وجرحى من المسلحين الحوثيين».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.