عشرات القتلى بحلب.. ومصرع قائد بارز في الحرس الثوري الإيراني بالزبداني

مواصلة تنظيم داعش تقدّمه باتجاه مطار التيفور العسكري بريف حمص

بيع الثلج للصائمين في حي الفردوس بمدينة حلب الخاضع للمعارضة.. في الأيام الأخيرة من رمضان (رويترز)
بيع الثلج للصائمين في حي الفردوس بمدينة حلب الخاضع للمعارضة.. في الأيام الأخيرة من رمضان (رويترز)
TT

عشرات القتلى بحلب.. ومصرع قائد بارز في الحرس الثوري الإيراني بالزبداني

بيع الثلج للصائمين في حي الفردوس بمدينة حلب الخاضع للمعارضة.. في الأيام الأخيرة من رمضان (رويترز)
بيع الثلج للصائمين في حي الفردوس بمدينة حلب الخاضع للمعارضة.. في الأيام الأخيرة من رمضان (رويترز)

قتل عشرات المدنيين يوم أمس الأربعاء في غارات شنّها طيران النظام السوري على بلدتين في محافظة حلب في شمال سوريا، فيما أفيد عن مصرع قائد بارز في الحرس الثوري الإيراني بعيد صد قوات المعارضة هجوما جديدا لحزب الله وقوات النظام السوري في مدينة الزبداني.
وقال ناشطون إن 13 مدنيا بينهم سبعة أطفال قتلوا جراء قصف جوي لقوات النظام استهدف بلدتين في محافظة حلب في شمال سوريا، إحداهما تحت سيطرة فصائل المعارضة والثانية تحت سيطرة «داعش».
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بمقتل سيدة سوريا وأطفالها الثلاثة إضافة إلى طفل آخر جراء إلقاء الطيران المروحي برميلا متفجرا على بلدة تادف التي يسيطر عليها «داعش» في ريف حلب الشمالي الشرقي.
وفي ريف حلب الغربي، وثّق المرصد مقتل «ثمانية مدنيين بينهم ثلاثة أطفال في قصف لطائرات النظام الحربية على مناطق في بلدة دارة عزة» التي تسيطر عليها فصائل المعارضة.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة «الصحافة الفرنسية»: «تستمر قوات النظام في قتل المدنيين عبر القصف الجوي بالبراميل المتفجرة أو القذائف غير آبهة بالقرارات الدولية الصادرة في هذا الشأن»، مشيرا إلى «جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ترتكبها قوات النظام بشكل يومي في سوريا».
بدوره، تحدث «مكتب أخبار سوريا» عن استهداف الطيران الحربي التابع للجيش السوري النظامي، مدينة دارة عزة الخاضعة لسيطرة المعارضة بريف حلب الغربي، ما أدى إلى مقتل سبعة مدنيين وإصابة العشرات.
ونقل المكتب عن الناشط الإعلامي المعارض رضا الحاج بكري، أن المقاتلات الحربية استهدفت بأربعة صواريخ فراغية سوقًا شعبيًا «مكتظًا» بالمدنيين وسط مدينة دارة عزة، ما أدى إلى مقتل المدنيين السبعة وجرح أكثر من 30 آخرين بعضهم بحالة «خطرة».
وأشار بكري إلى أن المصابين تم نقلهم إلى المشافي الميدانية في دارة عزة والمناطق القريبة منها الخاضعة لسيطرة المعارضة، مرجحًا ارتفاع نسبة الوفيات جراء القصف خلال الساعات المقبلة بسبب خطورة بعض الإصابات حيث تعجز إمكانات المشافي في المنطقة عن علاجها.
وأفاد المكتب أيضا بمقتل خمسة مدنيين بينهم ثلاثة أطفال، وإصابة العشرات إثر استهداف الطائرات المروحية التابعة للجيش السوري النظامي بالبراميل المتفجرة، بلدة تادف الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش.
وقال مصدر طبي من منظمة «إسعاف بلا حدود» لـ«مكتب أخبار سوريا»، إنّ الطيران المروحي ألقى برميلين متفجرين وسط بلدة تادف، ما أدى إلى مقتل المدنيين الخمسة كحصيلة أولية، وإصابة 15 آخرين على الأقل، بالإضافة إلى دمار «كبير» في المنازل والممتلكات.
أما على جبهة الزبداني في ريف دمشق، فصدّ مقاتلو المعارضة هجومًا جديدًا لقوات الرئيس السوري بشار الأسد وحزب الله وأوقعوا قتلى وجرحى، كما تمكنوا من قتل قائد بارز في الحرس الثوري الإيراني، بحسب شبكة «الدرر الشامية».
وأفاد ناشطون أن «مواجهات عنيفة اندلعت الثاني عشر على التوالي عقب محاولة قوات الأسد وحزب الله اقتحام مدينة الزبداني من محور جامع الهدى والوحلاح، وسط عمليات قصف عنيفة بكافة أنواع الأسلحة الثقيلة وقد تمكن مقاتلو المعارضة من التصدي لهم وقتل خمسة عناصر من حزب الله وجرح آخرين وأجبروهم على التراجع إلى مواقعهم».
وأشارت الشبكة إلى أن عناصر المعارضة تمكنت من قتل العقيد قاسم غريب الضابط في الحرس الثوري الإيراني وذلك بعد مقتل العقيد الإيراني كريم غوابش في معارك الزبداني.
وردا على حصار الزبداني، أعلنت غرفة عمليات «جيش الفتح» بدء القصف التمهيدي على ثكنتَي كفريا والفوعة الواقعتين بريف إدلب، واللتين يحتشد بداخلهما عناصر من «حزب الله» وبعض الميليشيات الشيعية المساندة لنظام الأسد.
وأكدت الغرفة في بيان أن «معركة الفوعة وكفريا» جاءت ردًّا على «الحصار الخانق، ثم هجوم ميليشيا حزب الله المدعوم بالقصف بالبراميل المتفجرة من قبل نظام الأسد». ودعا البيان في ختامه جميعَ الفصائل الثورية المسلحة في سوريا إلى إشعال الأرض من تحت من سماهم «الظالمين الغزاة».
وفي ريف حماه الغربي، أحبطت فصائل تابعة للمعارضة، محاولة تقدّم للقوات السورية النظامية في عدة نقاط بمنطقة سهل الغاب.
ونقل «مكتب أخبار سوريا» عن مدير المكتب الإعلامي في تجمع «صقور الغاب» محمد رشيد، أن «عناصر من التجمع التابع للجيش السوري الحر وحركة أحرار الشام صدّوا هجومًا مفاجئًا نفذته القوات النظامية على قرى المنصورة والخربة والقاهرة، بالإضافة إلى تل زجرم وتل واسط، بعد معارك عنيفة دامت لعدة ساعات».
أما في ريف حمص، فأفيد عن مواصلة تنظيم داعش تقدّمه باتجاه مطار التيفور العسكري وذلك بعد أن سيطر على عدة قرى قريبة منه.
وقال المكتب إن التنظيم سيطر على قريتي الباردة ومرهطان في محيط المطار، بعد معارك «عنيفة» دارت بينه وبين قوات من الجيش السوري النظامي، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الطرفين، وأسر ضابط برتبة نقيب على يد التنظيم.



انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
TT

انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)

أرغم الحوثيون جميع الموظفين في مناطق سيطرتهم، بمن فيهم كبار السن، على الالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن ما يقولون إنها استعدادات لمواجهة هجوم إسرائيلي محتمل.

جاء ذلك في وقت انضم فيه موظفون بمدينة تعز (جنوب غرب) الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى إضراب المعلمين، مطالبين بزيادة في الرواتب.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن الحوثيين، وعلى الرغم من أنهم لا يصرفون الرواتب لمعظم الموظفين، فإنهم وجّهوا بإلزامهم، حتى من بلغوا سن الإحالة إلى التقاعد، بالالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن الإجراءات التي تتخذها الجماعة لمواجهة ما تقول إنه هجوم إسرائيلي متوقع، يرافقه اجتياح القوات الحكومية لمناطق سيطرتهم.

وبيّنت المصادر أن هناك آلاف الموظفين الذين لم يُحالوا إلى التقاعد بسبب التوجيهات التي أصدرها الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي بوقف الإحالة إلى التقاعد، إلى حين معالجة قضايا المبعدين الجنوبيين من أعمالهم في عهد سلفه علي عبد الله صالح، وأن هؤلاء تلقوا إشعارات من المصالح التي يعملون بها للالتحاق بدورات التدريب على استخدام الأسلحة التي شملت جميع العاملين الذكور، بوصف ذلك شرطاً لبقائهم في الوظائف، وبحجة الاستعداد لمواجهة إسرائيل.

تجنيد كبار السن

ويقول الكاتب أحمد النبهاني، وهو عضو في قيادة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، إنه طلب شخصياً إعادة النظر في قرار تدريب الموظفين على السلاح، لأنه وحيد أسرته، بالإضافة إلى أنه كبير في العمر؛ إذ يصل عمره إلى 67 عاماً، واسمه في قوائم المرشحين للإحالة إلى التقاعد، بعد أن خدم البلاد في سلك التربية والتعليم واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم لما يقارب الأربعين عاماً.

ومع تأكيده وجود الكثير من الموظفين من كبار السن، وبعضهم مصابون بالأمراض، قال إنه من غير المقبول وغير الإنساني أن يتم استدعاء مثل هؤلاء للتدريب على حمل السلاح، لما لذلك من مخاطر، أبرزها وأهمها إعطاء ذريعة «للعدو» لاستهداف مؤسسات الدولة المدنية بحجة أنها تؤدي وظيفة عسكرية.

حتى كبار السن والمتقاعدون استدعتهم الجماعة الحوثية لحمل السلاح بحجة مواجهة إسرائيل (إ.ب.أ)

القيادي في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ذكر أنه لا يستبعد أن يكون وراء هذا القرار «أطراف تحمل نيات سيئة» تجاه المؤسسات المدنية، داعياً إلى إعادة النظر بسرعة وعلى نحو عاجل.

وقال النبهاني، في سياق انتقاده لسلطات الحوثيين: «إن كل دول العالم تعتمد على جيوشها في مهمة الدفاع عنها، ويمكنها أن تفتح باب التطوع لمن أراد؛ بحيث يصبح المتطوعون جزءاً من القوات المسلحة، لكن الربط بين الوظيفة المدنية والوظيفة العسكرية يُعطي الذريعة لاستهداف العاملين في المؤسسات المدنية».

توسع الإضراب

وفي سياق منفصل، انضم موظفون في مدينة تعز الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى الإضراب الذي ينفّذه المعلمون منذ أسبوع؛ للمطالبة بزيادة الرواتب مع تراجع سعر العملة المحلية أمام الدولار وارتفاع أسعار السلع.

ووفقاً لما قالته مصادر في أوساط المحتجين لـ«الشرق الأوسط»، فقد التقى محافظ تعز، نبيل شمسان، مع ممثلين عنهم، واعداً بترتيب لقاء مع رئيس الحكومة أحمد عوض بن مبارك؛ لطرح القضايا الحقوقية المتعلقة بالمستحقات المتأخرة وهيكلة الأجور والمرتبات وتنفيذ استراتيجية الأجور، لكن ممثلي المعلمين تمسكوا بالاستمرار في الإضراب الشامل حتى تنفيذ المطالب كافّة.

المعلمون في تعز يقودون إضراب الموظفين لتحسين الأجور (إعلام محلي)

وشهدت المدينة (تعز) مسيرة احتجاجية جديدة نظّمها المعلمون، وشارك فيها موظفون من مختلف المؤسسات، رفعوا خلالها اللافتات المطالبة بزيادة المرتبات وصرف جميع الحقوق والامتيازات التي صُرفت لنظرائهم في محافظات أخرى.

وتعهّد المحتجون باستمرار التصعيد حتى الاستجابة لمطالبهم كافّة، وأهمها إعادة النظر في هيكل الأجور والرواتب، وصرف المستحقات المتأخرة للمعلمين من علاوات وتسويات وبدلات ورواتب وغلاء معيشة يكفل حياة كريمة للمعلمين.