توفيت باربرا والترز، أول امرأة تقتحم نادي مذيعي التلفزيون الذي كان مقتصراً على الرجال، وواحدة من آخر المذيعين النجوم المتبقين في عالم الأخبار التي أقنعت قادة العالم والمشاهير بالكشف عن أسرارهم وأعمقها، حسبما ذكرت شبكة «إيه بي سي نيوز»، التي عملت لديها لفترة طويلة.
وتوفيت والترز، التي ظلت نشيطة خلال حياتها المهنية الطويلة، عن عمر 93 عاماً. ويذكر أنها انضمت إلى مذيعي شبكة «إيه بي سي نيوز» التلفزيونية في عام 1976 لتصبح حينها أول مذيعة في برنامج إخباري مسائي.
وأعلن روبرت إيغر الرئيس التنفيذي لشركة والت ديزني، الرئيس السابق لوالترز، على موقع «تويتر» عن وفاتها مساء أول من أمس (الجمعة)، في منزلها بنيويورك. وكتب: «لقد كانت باربرا أسطورة حقيقية، رائدة، ليس فقط للنساء في الصحافة، ولكن للصحافة نفسها. لقد كانت صحافية فريدة أجرت العديد من أهم المقابلات في عصرنا، من رؤساء دول وقادة أنظمة إلى شخصيات مشهورة كبيرة ورموز رياضية».
وأضاف إيغر: «لقد سعدت بأن اعتبر باربرا زميلتي لأكثر من 3 عقود، ولكن الأكثر أهمية، هو أنني كنت أعتبرها صديقة عزيزة».
وقالت وكيلة الدعاية سيندي بيرغر عنها إنها عاشت حياتها بلا ندم. فقد كانت رائدة ليس فقط بالنسبة للصحافيات، وإنما بالنسبة لجميع النساء.
وجاء في بيان صادر عن منتجي برنامج «ذا فيو»، الذي ضم فريقاً نسائياً بالكامل، أن والترز أنشأت البرنامج في عام 1997 «للدفاع عن صوت المرأة»، وتابعت أنها «فخورة بأن يكون جزءاً من إرثها»، وفق صحيفة «الغارديان» البريطانية.
خلال ما يقرب من أربعة عقود في شبكة «إيه بي سي»، وقبل ذلك في شبكة «إن بي سي»، أضفت مقابلات والترز الحصرية مع الحكام، والأمراء، والفنانين، عليها منزلة المشاهير، ولم تكن أقل درجة عنهم، في حين وضعتها في طليعة الاتجاه في الصحافة الإذاعية التي صنعت نجوم الصحافيين التلفزيونيين، وأدخل البرامج الإخبارية في سباق التقييمات الأعلى.
وقد أجرت والترز مقابلات مع عدد من زعماء العالم من بينهم فيدل كاسترو، ومارغريت ثاتشر، ومعمر القذافي، وصدام حسين، وكل رئيس أميركي وسيدته الأولى منذ ريتشارد وبات نيكسون؛ وأول مقابلة مع روز كينيدي بعد اغتيال ابنها روبرت، ومع الأميرة غريس من موناكو، والرئيس ريتشارد نيكسون؛ وسافرت إلى الهند مع جاكلين كيندي، وإلى الصين مع نيكسون، وإلى إيران لتغطية حفل الشاه.
وقالت الشبكة إنها حصلت على 12 جائزة إيمي، منها 11 جائزة حين كانت في شبكة «إيه بي سي» الإخبارية.
وفي مقابلة أُجريت معها بصحيفة «شيكاغو تريبيون» عام 2004 قالت والتر إنها لم تكن تعتقد أبداً بأن حياتها ستكون على هذا النحو، مضيفة: «التقيت بعدد كبير من الناس، وعدد كبير من رؤساء الدول، وعدد كبير من الأشخاص المهمين، حتى أكثر من أي رئيس تقريباً، لأنهم لا يحظوا سوى بـ8 سنوات فقط».
وفي حديث مع صحيفة «نيويورك تايمز» عام 2013. قالت والترز: «سألت يلتسين عما إذا كان يشرب الخمر كثيراً، وسألت بوتين عما إذا كان قد قتل أي شخص». وأجاب كلاهما بكلا.
تصدرت والترز عناوين الصحف عام 1976 إذ كانت أول «مذيعة» أخبار على الشبكة، في مقابل هاري ريزونر، براتب سنوي غير مسبوق بلغت قيمته مليون دولار أثار انتقادات شديدة.
بدأت والترز عملها الصحافي في برنامج «توداي شو» على شبكة «إن بي سي» عام 1961 كاتبة ومنتجة. وظهرت على الشاشة لإذاعة القصص الخفيفة والمنوعات، ومن ثم صارت جزءاً منتظماً من البرنامج.
كانت رحلتها أسطورية من حيث المنافسة المحتدمة - ليس فقط مع الشبكات المنافسة، بل أيضاً مع زملاء في شبكتها الخاصة - على كل «سبق» كبير في عالم عامر بالمزيد والمزيد من المقابلات الشخصية، بما في ذلك الصحافيات اللاتي تابعن الطريق الذي سلكته.
وقد أطلقت عليها صحيفة نيويورك تايمز اسم «الشخصية التلفزيونية الأميركية الأكثر شهرة»، ولكنها قالت أيضاً: «إن أكثر ما نتذكره عن مقابلة باربرا والترز هو باربرا والترز».
على مدى 29 عاماً، استضافت برنامجاً للمقابلات قبل حفل الأوسكار ضم المرشحين للجائزة. وكان لديها أيضاً برنامج سنوي بعنوان «أكثر الناس روعة»، لكنها تخلت عنه عندما قررت أنها سئمت من مقابلات المشاهير.
«لم أتوقع ذلك قط!»، قالت والترز في عام 2004. متحدثة عن مقياس نجاحها، وتابعت: «اعتقدت دائماً أنني سأكون كاتبة للتلفزيون. ولم أكن أظن أبداً أنني سأقف أمام الكاميرا».
ولطالما كانت طبيعية أمام الكاميرا، لا سيما عندما تراوغ علية القوم بالأسئلة.
وفي عام 2008 قالت والترز لوكالة «أسوشييتد برس»: «لا أخشى شيئاً عندما أجري مقابلة شخصية، فلا خوف لدي».