كعك العيد.. بهجة مصرية تتوارثها الأجيال

من الفراعنة إلى الفاطميين

كعك العيد.. بهجة مصرية تتوارثها الأجيال
TT

كعك العيد.. بهجة مصرية تتوارثها الأجيال

كعك العيد.. بهجة مصرية تتوارثها الأجيال

تمر أيام شهر رمضان الكريم، كقطار مسرع يتشوق للوصول لمحطة العيد، ولا يختلف الأمر في كل عام، فأيقونات الأعياد والاحتفالات تقاوم بضراوة الحياة العصرية السريعة التي تقضي على مظاهر الاحتفال التراثية في حياة المصريين.
ولكن تبقى مشاهد الجدة وهي تجلس وسط بناتها وزوجات أبنائها وأحفادها، يخلطون الزبد مع الدقيق الأبيض مع الخميرة، في معزوفة متناغمة من الحب والخير، لتخرج حبات الكعك المغطى بالسكر الناعم، تفرح قلب الكبير قبل الصغير.
ففي الأحياء الشعبية، تخصص العشر أيام الأخيرة من رمضان للصلاة والعبادة وكذلك خبز الكعك وحلوى العيد المختلفة، وتتشارك الجارات مع بعضهن البعض في إتمام تلك المهمة الشاقة، بتخصيص يوم للخبز لكل أسرة في العقار، حيث يجتمعون من بعد صلاة العشاء حتى موعد صلاة الفجر، يشكلون الكعك السادة وآخر يكون محشوا بالمكسرات أو العجوة أو الملبن، ثم ترص الحلوى في «صاجات» (قوالب كبيرة للخبز)، ويذهب بها الرجال إلى مخابز الحي الصغيرة، حيث تعمل الأفران بها على مدار 24 ساعة، في حالة طوارئ مبهجة، تغلفها رائحة الحلوى الطازجة.
وتتبارى السيدات في إتقان إعداد الكعك، ويعتبرها البعض من علامات الفخر والمهارة والتربية الصالحة، إذ ما أتقنت فتاة شابة الوصفة تلقب بأنها ممتازة مثل أمها، وقد تحصل على عريس بسبب جودة ما صنعت.
وفي شارع الهندي بحي الهرم، تجمعت السيدة منال مع شقيقتها السيدة حنان، واشتروا المكونات من زبد ودقيق وخميرة وسكر ومكسرات وملبن، وذهبوا إلى مخبز قريب من البيت، ليصنع لهم الكعك والبسكويت والغريبة، في محاولة منهم للحفاظ على طقوس والدتها وجدتها، وكذلك لمواجهة الأسعار المرتفعة لكعك العيد.
وفي المقابل، وفي قلب شارع الهرم الرئيسي بحي الجيزة، تزين أشهر محلات الحلوى، واجهات نوافذها بأطنان من الكعك الأبيض والبسكويت، في تنافس شديد لبيع حلوى العيد، وتزداد حدة المنافسة مع اقتراب ليلة العيد.
ويعود الكعك إلى الدولة الطولونية، التي كانت تصنعه في قوالب منقوشة عليها عبارة «كل واشكر»، وكان الوزير «أبو بمر المادرالي» مهتمًا بصناعة الكعك في العيد، فكان يحشوه بالذهب.
وفي العصر الفاطمي، كان الخليفة الفاطمي يخصص 20 ألف دينار لصناعة كعك العيد، فكانت بداية صناعته في شهر رجب إلى العيد.
وهناك آراء تقول إن الفراعنة هم أول من عرفوه فقد اعتادت زوجات الملوك على تقديم الكعك للكهنة القائمة على حراسة هرم خوفو في يوم تعامد الشمس على حجرته، وقد أحسن الخبازون في البلاط الملكي الفرعوني صناعة الكعك بأشكال مختلفة، مثل الكعك اللولبي، والمخروطي، والمستطيل، والمستدير، وكانوا يخلطونه بالعسل الأبيض، ووصلت أشكاله إلى 100 شكل نقشت جميعها بأشكال متعددة على مقبرة الوزير «خميرع» في الأسرة الثامنة عشرة بطيبة، وكان يسمى بالقرص.



دواء جديد لاضطراب ما بعد الصدمة

اضطراب ما بعد الصدمة يصيب الأفراد بعد تعرّضهم لحدث صادم (جامعة ولاية واشنطن)
اضطراب ما بعد الصدمة يصيب الأفراد بعد تعرّضهم لحدث صادم (جامعة ولاية واشنطن)
TT

دواء جديد لاضطراب ما بعد الصدمة

اضطراب ما بعد الصدمة يصيب الأفراد بعد تعرّضهم لحدث صادم (جامعة ولاية واشنطن)
اضطراب ما بعد الصدمة يصيب الأفراد بعد تعرّضهم لحدث صادم (جامعة ولاية واشنطن)

أعلنت شركة «بيونوميكس» الأسترالية للأدوية عن نتائج واعدة لعلاجها التجريبي «BNC210»، لإظهاره تحسّناً ملحوظاً في علاج العوارض لدى المرضى المصابين باضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).

وأوضح الباحثون أنّ النتائج الأولية تشير إلى فعّالية الدواء في تقليل العوارض المرتبطة بالحالة النفسية، مثل القلق والاكتئاب، ونُشرت النتائج، الخميس، في دورية «NEJM Evidence».

واضطراب ما بعد الصدمة هو حالة نفسية تصيب الأفراد بعد تعرّضهم لحدث صادم أو مروع، مثل الكوارث الطبيعية أو الحروب أو الحوادث الخطيرة. ويتميّز بظهور عوارض مثل الذكريات المزعجة للحدث، والشعور بالتهديد المستمر، والقلق الشديد، بالإضافة إلى مشاعر الاكتئاب والعزلة.

ويعاني الأشخاص المصابون صعوبةً في التكيُّف مع حياتهم اليومية بسبب التأثيرات النفسية العميقة، وقد يعانون أيضاً مشكلات في النوم والتركيز. ويتطلّب علاج اضطراب ما بعد الصدمة تدخّلات نفسية وطبّية متعدّدة تساعد المرضى على التعامل مع هذه العوارض والتعافي تدريجياً.

ووفق الدراسة، فإنّ علاج «BNC210» هو دواء تجريبي يعمل على تعديل المسارات البيولوجية لمستقبلات «الأستيل كولين» النيكوتينية، خصوصاً مستقبل «النيكوتين ألفا-7» (α7) المتورّط في الذاكرة طويلة المدى، وهو نهج جديد لعلاج هذه الحالة النفسية المعقَّدة.

وشملت التجربة 182 مشاركاً تتراوح أعمارهم بين 18 و75 عاماً، وكانوا جميعاً يعانون تشخيصَ اضطراب ما بعد الصدمة. وهم تلقّوا إما 900 ملغ من «BNC210» مرتين يومياً أو دواءً وهمياً لمدة 12 أسبوعاً.

وأظهرت النتائج أنّ الدواء التجريبي أسهم بشكل ملحوظ في تخفيف شدّة عوارض اضطراب ما بعد الصدمة بعد 12 أسبوعاً، مقارنةً بمجموعة الدواء الوهمي.

وكان التحسُّن ملحوظاً في العوارض الاكتئابية، بينما لم يكن له تأثير كبير في مشكلات النوم. وبدأ يظهر مبكراً، إذ لوحظت بعض الفوائد بعد 4 أسابيع فقط من بداية العلاج.

وأظهرت الدراسة أنّ 66.7 في المائة من المرضى الذين استخدموا الدواء التجريبي «BNC210» عانوا تأثيرات جانبية، مقارنةً بـ53.8 في المائة ضمن مجموعة الدواء الوهمي.

وتشمل التأثيرات الجانبية؛ الصداع، والغثيان، والإرهاق، وارتفاع مستويات الإنزيمات الكبدية. كما انسحب 21 مريضاً من مجموعة العلاج التجريبي بسبب هذه التأثيرات، مقارنةً بـ10 في مجموعة الدواء الوهمي، من دون تسجيل تأثيرات جانبية خطيرة أو وفيات بين المجموعتين.

ووفق الباحثين، خلصت الدراسة إلى أنّ دواء «BNC210» يقلّل بشكل فعال من شدّة عوارض اضطراب ما بعد الصدمة مع مؤشرات مبكرة على الفائدة.

وأضافوا أنّ هذه الدراسة تدعم الحاجة إلى إجراء تجارب أكبر لتحديد مدى فعّالية الدواء وتوسيع تطبيقه في العلاج، مع أهمية متابعة التأثيرات طويلة المدى لهذا العلاج.