السيسي يُطمئن مواطنيه بشأن توافر «الدولار» في مصر

دافع عن مشروع «صندوق قناة السويس» ووصفه بـ«الحلم»

الرئيس المصري (الاثنين) خلال افتتاح مصنع للغازات الطبية والصناعية في محافظة الجيزة (يوتيوب)
الرئيس المصري (الاثنين) خلال افتتاح مصنع للغازات الطبية والصناعية في محافظة الجيزة (يوتيوب)
TT

السيسي يُطمئن مواطنيه بشأن توافر «الدولار» في مصر

الرئيس المصري (الاثنين) خلال افتتاح مصنع للغازات الطبية والصناعية في محافظة الجيزة (يوتيوب)
الرئيس المصري (الاثنين) خلال افتتاح مصنع للغازات الطبية والصناعية في محافظة الجيزة (يوتيوب)

طمأن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مواطنيه بشأن توافر العملة الأجنبية (الدولار) اللازم لإتمام الإفراج عن السلع المستوردة الموجودة في الموانئ، وقال إنه على الرغم من «تمسك بعض الناس بالدولار، فإننا (أي الحكومة) لدينا دولارات»، فيما تعهد رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي بتنفيذ تعهد الحكومة بالإفراج الجمركي عن السلع بنهاية العام، كما وعدت الحكومة من قبل.
وقال السيسي، خلال مشاركته في افتتاح مصنع للغازات الطبية والصناعية ومحطة توليد للطاقة الثلاثية في مدينة الجيزة (الاثنين)، إن «الدولة حرصت على تعزيز الإنتاج المحلي الذاتي من المنتجات والسلع الاستراتيجية، وتلك التي يتم استيرادها من الخارج لتقليل الضغط على الدولار الأميركي»، داعياً الحكومة إلى «الإعلان عن حجم البضائع التي سيتم الإفراج عنها في الموانئ، وأن البنوك المصرية ستغطي الاعتمادات المالية لتأمين الإفراج عن بعض البضائع في الموانئ، على أن يتم توفير البيانات للمواطنين لتجنب انتشار الشائعات».
ودعا السيسي إلى «التكاتف لمواجهة ارتفاع السلع وتخفيف المعاناة عن المواطنين»، مؤكداً حرصه على «عدم إخفاء أي حقائق عن الشعب، وأهمية الاعتماد الذاتي بشأن إنتاج بعض المستلزمات والمنتجات التي يتم استيرادها من الخارج من أجل تخفيف الضغط على الدولار».
وقال السيسي: «إننا حريصون على استقرار مدخلات الزراعة وعدم زيادة أسعارها»، مشيراً إلى أنه «لو تم تسعير الغاز المستخدم في صناعة الأسمدة بالأسعار العالمية فإن أسعار ذلك المنتج سترتفع عن المعدلات الحالية»، مضيفاً أن «أسعار المنتجات الزراعية ستزيد على المواطنين حال زيادة سعر الغاز على المصانع ومن ثم زيادة تكلفة المنتج على المزارع»، وتساءل: «من سيتحمل تلك التكلفة؟ الدولة حريصة على استقرار الأسعار وعدم زيادتها».
ووجه الرئيس السيسي حديثه إلى المواطنين، قائلاً: «إننا كمسؤولين نشعر بارتفاع الأسعار وتأثيرها عليكم»، مؤكداً أن الدولة حريصة على ألا تُحمل المواطنين المزيد من الأعباء ومواجهة ارتفاع الأسعار، منوهاً بأنه لو تم تسعير الكهرباء والمشتقات البترولية بالسعر العالمي لارتفعت الأسعار بشكل كبير».
وشدد الرئيس على ضرورة «تكاتف جميع الأطراف لمواجهة ارتفاع الأسعار»، لافتاً إلى أن «هذا الوقت بالذات يظهر فيه حرصنا على المواطنين وحرصنا على عدم زيادة أسعار السلع، فنحن نتحدث عن الطعام والشراب وأشياء أخرى مهمة».
وفي أول تعليق رئاسي على الجدل الدائر منذ أسبوع تقريباً في مصر، بشأن مشروع قانون لتأسيس «صندوق هيئة قناة السويس»، شدد السيسي على «ضرورة وجود أوعية ادخارية لدى الوزارات والهيئات المختلفة»، مستشهداً بـ«صندوق قناة السويس»، الذي وصفه بأنه «حلم».
وشرح أن «إيراد القناة بلغ 220 مليار دولار منذ عام 1975 وحتى الآن، ولو تم استقطاع 10 في المائة من ذلك الإيراد ووضعه في صندوق، كان من الممكن استخدامه لتمويل مشروعات هيئة قناة السويس والتطوير في القناة»، بحسب تقدير الرئيس المصري.
وقال الرئيس السيسي إن «وضع قناة السويس المالي ليس على ما يرام، وإن القائمين عليها غير قادرين على تنفيذ أي تطوير فيها أو أعمال تنمية دون الرجوع للدولة»، وأوضح أن «القانون المنظم لعمل الصندوق مرّ على البرلمان حتى تكون لديه حصانة قانونية تحميه».
وأشار الرئيس إلى أنه «كان من المفترض أن يتم عقد مؤتمر صحافي قبل الإعلان عن صندوق قناة السويس وإحالته إلى البرلمان، لشرح جميع التفاصيل للشعب وإجراء حوار مجتمعي للقضاء على الخوف والشائعات بشأن الصندوق».
وتابع الرئيس السيسي: «يقال أحياناً إن هناك مشروعات ستنفذ قد تؤثر على دخل قناة السويس بنسبة 10 في المائة مثلاً، فهذا يجعلني أستطيع من خلال التدفق المالي الشهري المتاح، الدخول في مشروعات بأكثر من 500 مليون في الشهر، لأن المشروع سيستغرق نحو عامين أو أكثر حتى يتم الانتهاء منه»، مؤكداً أن صندوق قناة السويس أصبح ضرورة، مشدداً على أن كل الأموال الموجودة داخل هذه الصناديق لا ينفق منها إلا بإذنه.
وتابع: «كل من تحدث بشأن موضوع الصندوق ليس مغرضاً، لكن هناك مَن يشعر بالخوف، الذي أصبح سمة موجودة لدينا الآن، ولا نصدق أننا نستطيع أن ننفذ أي شيء، ولكني أؤكد أننا نستطيع فعل كل شيء»، مؤكداً «أننا سننفذ الكثير والكثير وستلمسون ذلك».



​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
TT

​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)

يتكبد المزارعون اليمنيون خسائر كبيرة بسبب موجة الصقيع التي تشهدها البلاد بفعل الموجة الباردة التي تمر بها منطقة شبه الجزيرة العربية تزامناً مع عبور منخفض جوي قطبي، فيما يحذر خبراء الأرصاد من اشتدادها خلال الأيام المقبلة، ومضاعفة تأثيراتها على السكان والمحاصيل الزراعية.

واشتكى مئات المزارعين اليمنيين في مختلف المحافظات، خصوصاً في المرتفعات الغربية والوسطى من تضرر محاصيلهم بسبب الصقيع، وتلف المزروعات والثمار، ما تسبب في خسائر كبيرة لحقت بهم، في ظل شحة الموارد وانعدام وسائل مواجهة الموجة، مع اتباعهم طرقاً متعددة لمحاولة تدفئة مزارعهم خلال الليالي التي يُتوقع فيها زيادة تأثيرات البرد.

وشهد عدد من المحافظات تشكّل طبقات رقيقة من الثلج الناتجة عن تجمد قطرات الندى، خصوصاً فوق المزروعات والثمار، وقال مزارعون إن ذلك الثلج، رغم هشاشته وسرعة ذوبانه، فإنه أسهم في إتلاف أجزاء وكميات من محاصيلهم.

وذكر مزارعون في محافظة البيضاء (270 كيلومتراً جنوب شرقي صنعاء) أن موجة الصقيع فاجأتهم في عدد من الليالي وأتلفت مزروعاتهم من الخضراوات، ما دفعهم إلى محاولات بيع ما تبقى منها قبل اكتمال نضوجها، أو تقديمها علفاً للمواشي.

خضراوات في محافظة عمران أصابها التلف قبل اكتمال نضجها (فيسبوك)

وفي مديرية السدة التابعة لمحافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء)، اشتكى مزارعو البطاطس من تلف الثمار خلال الأيام الماضية، بينما كانوا ينتظرون اكتمال نضوجها للبدء في تسويقها ونقلها إلى منافذ البيع.

ويعتزم غالبية المزارعين التوقف عن الزراعة خلال الأسابيع المقبلة حتى تنتهي موجة الصقيع، مشيرين إلى أن تأثير الموجة يكون أشد على المزروعات في بداية نموها، بينما يمكن للمزروعات التي نمت بشكل كافٍ أن تنجو وتكمل نموها، إلا أنها لن تصل إلى مستوى عالٍ من الجودة.

أسبوع من الخطر

في غضون ذلك حذّر مركز الإنذار المبكر في محافظة حضرموت السكان من موجة برد شديدة، وتشكّل الصقيع على مناطق الداخل، خلال الأيام المقبلة، داعياً إلى اتخاذ أقصى التدابير، واتباع الإرشادات الصحية للوقاية من ضربات البرد القارس، واستخدام وسائل التدفئة الآمنة مع رعاية كبار السن والأطفال من تأثيراتها.

طفلة يمنية بمحافظة تعز تساعد عائلتها في أعمال الزراعة (فيسبوك)

ونبّه المركز المزارعين لضرورة اتباع إرشادات السلامة لحماية محاصيلهم من آثار تشكل الصقيع المتوقع تحديداً على المرتفعات والأرياف الجبلية في مختلف المحافظات.

وخصّ بتحذيراته الصيادين والمسافرين بحراً من اضطراب الأمواج، واشتداد الرياح في مجرى المياه الإقليمية وخليج عدن وحول أرخبيل سقطرى في المحيط الهندي، وسائقي المركبات في الطرق الطويلة من الغبار وانتشار العوالق الترابية نتيجة هبوب رياح نشطة السرعة، وانخفاض مستوى الرؤية الأفقية.

وطالب المركز باتخاذ الاحتياطات لتجنيب مرضى الصدر والجهاز التنفسي مخاطر التعرض للغبار خاصة في المناطق المفتوحة والصحراوية.

وتتضاعف خسائر المزارعين في شمال اليمن بسبب الجبايات التي تفرضها الجماعة الحوثية عليهم، فعلى الرغم من تلف محاصيلهم بسبب الصقيع، فإن الجماعة لم تعفهم من دفع المبالغ المقررة عليهم، خصوصاً أنها - كما يقولون - لجأت إلى فرض إتاوات على محاصيلهم قبل تسويقها وبيعها.

طبقة من الثلج تغطي خيمة نصبها مزارع يمني لحماية مزروعاته من الصقيع (إكس)

ومن جهتهم، حذّر عدد من خبراء الأرصاد من خلال حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي من موجة برد شديدة تستمر حتى مطلع الأسبوع المقبل، على مختلف المناطق والمحافظات، بما فيها الصحارى، وتصل فيها درجة الحرارة إلى ما دون الصفر، مع احتمالات كبيرة لإتلاف مختلف المزروعات والمحاصيل.

صقيع وجراد

وتؤثر موجات الصقيع على أسعار الخضراوات والفواكه بسبب تراجع الإنتاج وارتفاع تكلفته، وإلى جانب ذلك تقل جودة عدد من المنتجات.

وأوضح خبير أرصاد في مركز الأرصاد الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية أن كتلة هوائية قطبية بدأت، أخيراً، التقدم باتجاه المناطق الشمالية والصحراوية، مع هبوب الرياح الشمالية الجافة، متوقعاً أن تسهم في إثارة ونقل كميات كبيرة من الغبار يمتد تأثيرها إلى خارج البلاد.

يمني في محافظة ذمار يتجول على دراجته ملتحفاً بطانية (فيسبوك)

ووفق الخبير الذي طلب التحفظ على بياناته، بسبب مخاوفه من أي عقوبات توقعها الجماعة الحوثية عليه بسبب حديثه لوسائل إعلام غير تابعة لها، فمن المحتمل أن تكون هذه الكتلة الهوائية القطبية هي الأشد على البلاد منذ سنوات طويلة، وأن تمتد حتى السبت، مع وصول تأثيراتها إلى كامل المحافظات.

وبيّن أن التعرض للهواء خلال هذه الفترة قد يتسبب في كثير من المخاطر على الأفراد خصوصاً الأطفال وكبار السن، في حين سيتعرض كثير من المزروعات للتلف، خصوصاً في المرتفعات والسهول المفتوحة، مع احتمالية أن تنخفض هذه المخاطر على المزارع في الأودية والمناطق المحاطة بالمرتفعات.

ووفقاً للخبراء الزراعيين، فإن الصقيع يتسبب في تجمد العصارة النباتية في أوراق النباتات وسيقانها الطرية، وبمجرد شروق الشمس، وتغيّر درجات الحرارة، تتشقق مواضع التجمد أو تذبل، تبعاً لعوامل أخرى.

تحذيرات أممية من عودة الجراد إلى اليمن خلال الأسابيع المقبلة (الأمم المتحدة)

وطبقاً لعدد من الخبراء استطلعت «الشرق الأوسط» آراءهم، فإن تأثيرات الصقيع تختلف بحسب تعرض المزارع للرياح الباردة، إلا أن تعرض المزروعات للرياح الباردة في المرتفعات لا يختلف كثيراً عن وقوع نظيرتها في الأودية والسهول تحت تأثير الهواء الساكن شديد البرودة.

وفي سياق آخر، أطلقت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) تحذيراً من غزو الجراد في اليمن، بعد انتشار مجموعات قليلة منه على سواحل عدة دول مطلة على البحر الأحمر، بما فيها السواحل اليمنية.

وتوقعت المنظمة في تقرير لها أن تزداد أعداد الجراد وتتكاثر في اليمن خلال فصل الشتاء، وأن تتجه الأسراب إلى سواحل البحر الأحمر للتكاثر، ما سيؤدي إلى زيادة كبيرة في أعداد الجراد في المنطقة، بما يشمل اليمن.

ويعدّ الجراد من أكثر التهديدات التي تواجهها الزراعة في اليمن، ويخشى أن يؤثر وصول أسرابه إلى البلاد على الأمن الغذائي.