جندية إسرائيلية: علمني الأكراد محاربة «داعش».. والتدخل الإيراني في المنطقة ظاهر بوضوح

قالت إنها عادت بسبب مشاهدتها أطفالاً يتعرضون للاغتصاب ونساء يُبَعن في السوق

جندية إسرائيلية: علمني الأكراد محاربة «داعش».. والتدخل الإيراني في المنطقة ظاهر بوضوح
TT

جندية إسرائيلية: علمني الأكراد محاربة «داعش».. والتدخل الإيراني في المنطقة ظاهر بوضوح

جندية إسرائيلية: علمني الأكراد محاربة «داعش».. والتدخل الإيراني في المنطقة ظاهر بوضوح

بعد ما يقارب العام من القتال ضد «داعش» في العراق وسوريا، عادت الإسرائيلية، غال روزنبرغ، التي تحتفظ أيضا بالجنسية الكندية، إلى إسرائيل. وصرحت بأنها تعلمت في صفوف القوات الكردية أفضل أساليب القتال ضد «داعش».
وقالت روزنبرغ، في مقابلة مع موقع إخباري يهودي فرنسي يبث من ميناء يافا، «إسرائيل 24»، إنها انضمت السنة الماضية إلى الميليشيات الكردية (وحدات حماية الشعب في كردستان سوريا)، بهدف مساعدتهم على محاربة الجماعات الإسلامية الراديكالية التي سيطرت على مساحات شاسعة من الأراضي في العراق وسوريا، وإنها تشعر بالمرور بتجربة سريالية هناك، «ولكن أنا سعيدة لعودتي إلى المنزل».
والمعروف أن روزنبرغ ولدت في فانكوفر، في كندا، قبل 31 عاما. وقد هاجرت إلى إسرائيل في عام 2006. وكانت قد اعتقلت في عام 2009 بتهمة الاحتيال بعد عملية مشتركة بين إسرائيل و«إف بي آي» الأميركية، وأمضت أربع سنوات في السجن. وتم تخفيف عقوبتها في نهاية المطاف، بعد قرار ترحيلها إلى إسرائيل. وخدمت روزنبرغ في قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي. وروت للإذاعة الإسرائيلية الرسمية أنها سافرت إلى المناطق الكردية لأنها تحب الأكراد وتعتبرهم مظلومين. وقاتلت في نهاية المطاف في صفوف قوات البيشمركة الكردية التي حاربت ضد «داعش» في العراق. واكتسبت الإسرائيلية روزبنبرغ شهرة عالمية بعد أن أصبحت أول امرأة أجنبية تنضم للحرب ضد «داعش» ضمن القوات الكردية.
وقالت روزنبرغ إنها اتصلت مع المقاتلين الأكراد عبر الإنترنت، ووصلت إلى أربيل، عاصمة إقليم كردستان في منطقة الحكم الذاتي في العراق، في نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2014. وتوجهت بعد ذلك إلى سوريا، والتقت مع جهات الاتصال في القوات الكردية قبل أن تسافر إلى سوريا. وأكدت أنها تعلمت في سوريا والعراق طرقا قتالية مميزة في محاربة «داعش» لم تكن قد تعلمتها في الجيش الإسرائيلي، وأن هذا التنظيم يفرض على المقاتلين ابتداع فنون قتالية من نوع جديد.
وقررت مغادرة المنطقة والعودة إلى إسرائيل لأنه «لا يمكنها مشاهدة كل النساء والأطفال الذين تعرضوا للاغتصاب والتشويه والتعذيب والقتل وتم بيعهن في سوق عبيد الجنس». وأضافت أن «الوضع ليس جيدا، وهناك 3 ملايين لاجئ في كردستان». وأن «النساء والأطفال هم الذين يعانون في المقام الأول أكثر من أي شخص آخر». ومضت تقول إن التدخل الإيراني في المنطقة بدا ظاهرا بشكل أكبر.
وتحافظ إسرائيل على علاقات عسكرية واستخباراتية وتجارية مع الأكراد منذ الستينات من القرن الماضي، ولكنها تحظر على مواطنيها السفر إلى دولة عدو، بما في ذلك سوريا والعراق، مما أثار احتمال محاكمة روزنبرغ من قبل السلطات الإسرائيلية. وقد استجوب جهاز المخابرات الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) روزنبرغ فعلا، بعد وصولها إلى تل أبيب. ولكن مصادره لم تذكر تفاصيل بشأن ما إذا كانت روزنبرغ ستواجه اتهامات جنائية، إلا أن مسؤولا قضائيا إسرائيليا استبعد ذلك.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».