زيارة واشنطن... أبرز خطوة مفاجئة لزيلينسكي خلال الحرب

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (د.ب.أ)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (د.ب.أ)
TT

زيارة واشنطن... أبرز خطوة مفاجئة لزيلينسكي خلال الحرب

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (د.ب.أ)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (د.ب.أ)

أدهش الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي العالم مراراً بزيارات لميادين المعارك، لكن رحلته إلى واشنطن سعياً للحصول على مزيد من المساعدات العسكرية شكّلت أكبر مفاجأة في الأشهر العشرة منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقال زيلينسكي، في وقت مبكر من صباح اليوم الأربعاء، على حسابه على «تويتر»: «في طريقي إلى الولايات المتحدة لتعزيز قدرات أوكرانيا على الصمود والدفاع».
ومن المقرر أن يجتمع مع الرئيس الأميركي جو بايدن ويزور «الكونغرس» ويطلب منح بلاده المزيد من الأسلحة في مواجهة الهجمات التي تشنها روسيا بلا هوادة على منشآت الطاقة، مما تسبَّب في انقطاع التيار الكهربائي ونظام التدفئة عن ملايين الأوكرانيين في فصل الشتاء.
وتولّى زيلينسكي الرئاسة في 2019، وجعل محور قيادته للبلاد وقت الحرب البقاء بجانب الشعب والجنود الذين يقاتلون في حرب وصفتها أوكرانيا وحلفاؤها بأنها عدوان روسي غير مبرَّر.
وقالت السفارة الأوكرانية في بريطانيا، في بداية الغزو، إن زيلينسكي قال رداً على عرض أميركي بإخراجه من كييف: «المعركة هنا».
وتصف روسيا غزوها أوكرانيا بأنه «عملية عسكرية خاصة» للقضاء على «نازيين» ونزع سلاح جارتها.
ومنذ بدء الغزو، خاطب زيلينسكي عشرات البرلمانات والمؤسسات والمنظمات غير الربحية عبر رابط فيديو وأجرى عدداً لا يُحصى من الاتصالات مع زعماء العالم، لكنه لم يقم بأية رحلة أو زيارة خارجية معروفة منذ حضور مؤتمر ميونيخ للأمن في 19 فبراير (شباط) الماضي.
وسافرت زوجته أولينا زيلينسكا إلى واشنطن في يوليو (تموز) لمخاطبة «الكونغرس»، وقامت بعدد من الزيارات الدولية الأخرى حاملة مناشدات من أجل أوكرانيا، كما فعل ذلك مستشارون لزيلينسكي ووزراء في حكومته.
وقال مكتب زيلينسكي إنه زار، أمس الثلاثاء، بشكل مفاجئ مدينة باخموت في شرق البلاد التي تقع على الخط الأمامي للمواجهات والتي شهدت بعض أعنف المعارك في الحرب وكان مرتدياً الزي الكاكي المميز للقتال ومنح ميداليات للجنود.
وعلى النقيض، قضى نظيره الروسي فلاديمير بوتين أغلب وقته داخل قاعات «الكرملين».
وأمس الثلاثاء، في الكرملين، قلّد بوتين ميداليات لقادة عيّنتهم روسيا في 4 مناطق أوكرانية ضمّتها. وتقول كييف وحلفاؤها إن هذه الخطوة استيلاء غير قانوني على الأرض.
وتعهّد زيلينسكي بتحرير بلاده بأية وسيلة.
وكرر، أمس الثلاثاء، هذا التعهد وقال، في خطابه الليلي عبر الفيديو: «سنفعل كل ما هو ممكن وما هو غير ممكن، المتوقع وغير المتوقع، حتى يكون لدى أبطالنا كل ما يحتاجون إليه للنصر... من أجل النتائج التي يتوقعها الأوكرانيون كافة».



إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.