فتى في الضالع أول ضحية بقصف الحوثيين بعد انهيار الهدنة

معارك في عدة أحياء بعدن والمقاومة تأسر 3 من الحرس الجمهوري في لحج

فتى في الضالع أول ضحية بقصف الحوثيين بعد انهيار الهدنة
TT

فتى في الضالع أول ضحية بقصف الحوثيين بعد انهيار الهدنة

فتى في الضالع أول ضحية بقصف الحوثيين بعد انهيار الهدنة

تجدد القتال في المحافظات الجنوبية اليمنية أمس مباشرة بعد بدء سريان الهدنة التي أعلنت عنها الأمم المتحدة. فقد قصفت ميليشيات الحوثيين وحلفائهم من المقاتلين الموالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح، مستخدمة صواريخ الكاتيوشا وقذائف الهاون، بشكل عشوائي، أحياء سكنية في محافظة عدن، وتحديدًا في ضواحي العريش والبساتين ودار سعد وبئر فضل الواقعة شمال المدينة. كما حاولت ميليشيات ﺍﻟحوثي - صالح التقدم في ﺟﺒﻬﺔ البساتين ﻭﺩﺍﺭ سعد، لكن ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ وطائرات التحالف تصدت لها وكبدتها خسائر في الأرواح والعتاد. وﻗُﺘﻞ ﻗﻴﺎﺩﻱ ﺣﻮﺛﻲ، ﻓﻲ ﻛﻤﻴﻦ ﻧﺼﺒﻪ ﻣﺴﻠﺤﻮﻥ من اﻠﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻨطقة الفاخر شمال غربي مدينة قعطبة.
وفي محافظة الضالع الجنوبية، شهدت جبهة خوبر جنوب منطقة سناح، أول اختراق للهدنة المعلنة، فمع أول ساعة لوقف إطلاق النار، قتل طفل اسمه بليغ فتحي (15 عاما) وجرح آخران متأثران بشظايا القصف المدفعي الذي طال قرية خوبر جنوب منطقة سناح. وقال مصدر في المقاومة إن «ميليشيات الحوثي وصالح وبعد سريان الهدنة بساعة واحدة حاولت التقدم في الخط العام، لكن رجال المقاومة تصدوا لهم ولمحاولتي تقدم أخرى في الناحيتين الغربية والشرقية».
بدوره، شن طيران التحالف الذي تقوده السعودية لإعادة الشرعية إلى اليمن، صباح أمس، غارات مكثفة ﻋﻠﻰ مواقع لميليشيات الحوثيين وحلفائهم من المقاتلين الموالين للرئيس السابق علي عبد الله صلاح، في عدد من المحافظات. وقال شهود عيان إن الغارات ﺍﺳﺘﻬدفت مبنى ﺍﻟﻘوات ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻓﻲ قعطبة ومعسكر الصدرين بمحافظة الضالع الجنوبية. كما شن طيران التحالف غارات على مواقع ﻭﺗﺠﻤﻌﺎﺕ للحوثيين وحلفائهم ﻓﻲ محافظة عدن، وتحديدا في حي البساتين وجعولة ومصعبين شمالا وفي المعلا والقوعة جنوبا. وأدت هذه الغارات، حسب شهود عيان، إلى تدمير ﺁﻟﻴﺎﺕ ﻭعربات عسكرية وسقوط قتلى وجرحى من ﺍﻟحوثيين. من جهة أخرى، قالت مصادر من المقاومة إن «كمينا نصب في الطريق الرابط بين محافظتي الضالع جنوبا ومحافظة إب شمالا، أدى إلى تفجير طقم عسكري كان يستقله مسؤول عسكري عن تموين الميليشيات الحوثية في الضالع وإلى جانبه مرافقوه». وفي جبهة بلة العند شمال لحج، قال نصر الردفاني الناطق باسم المقاومة هناك، إن «المقاومة أسرت ثلاثة من الحرس الجمهوري، على إثر المواجهات التي شهدتها الجبهة الليلة قبل الماضية. وفي محافظة لحج»، وقالت ﻣﺼﺎﺩﺭ إﻥ ﻏﺎرات جوية استهدفت محطة للوقود في منطقة كرش.
وفي محافظة شبوة شرق اليمن تمكنت ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ من استعادة مواقع كانت خاضعة لسيطرة الحوثيين. وﻗﺎﻝ ﻣﺼدر من المقاومة إﻥ «المقاتلين الموالين للشرعية تمكنوا ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﻣﻮﻗﻊ ﻗﺮﻥ ﺍﻟﺴوداء ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺍﺟﻬﺎﺕ ﻋﻨﻴﻔﺔ ﻣﻊ ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎ ﺍﻟﺤﻮثي ﻭﺻﺎﻟﺢ، خلفت ﻗﺘﻠﻰ ﻭﺟﺮﺣﻰ وسط ﺍﻟمتمردين».
ويسود اعتقاد وسط السكان في عدن أن جماعة الحوثيين أرادوا استغلال الهدنة ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﻠﻨﺘﻬﺎ ﺍﻷمم المتحدة، ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻤﻀﻲ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻜﻤﺎﻝ ﺳﻴطرتهم على مؤسسات الدولة وتشكيل حكومة حتى يجري ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺸﺮﻋﻴﺔ حكمهم.



السلطات اليمنية تضبط قارباً يُقل العشرات من المهاجرين الأفارقة

المهاجرون ضحية لشبكة منظمة لتهريب البشر من القرن الأفريقي إلى اليمن (إعلام حكومي)
المهاجرون ضحية لشبكة منظمة لتهريب البشر من القرن الأفريقي إلى اليمن (إعلام حكومي)
TT

السلطات اليمنية تضبط قارباً يُقل العشرات من المهاجرين الأفارقة

المهاجرون ضحية لشبكة منظمة لتهريب البشر من القرن الأفريقي إلى اليمن (إعلام حكومي)
المهاجرون ضحية لشبكة منظمة لتهريب البشر من القرن الأفريقي إلى اليمن (إعلام حكومي)

ضبطت دورية لقوات خفر السواحل اليمنية قارباً يُقل العشرات من المهاجرين غير الشرعيين كانوا قادمين من القرن الأفريقي، ضمن الإجراءات التي اتخذتها السلطات للحد من تدفق المهاجرين من تلك المناطق، وذلك بعد وصول أكثر من 15 ألفاً منهم إلى البلاد خلال أول شهر من العام الحالي.

الحملة الأمنية المشتركة للقوات الحكومية التي تعمل في سواحل محافظة لحج غرب عدن، ذكرت أن إحدى الدوريات التابعة لها تمكنت في اليوم الأول من شهر رمضان من ضبط أحد القوارب في المياه الإقليمية، وكان على متنه 164 من المهاجرين غير الشرعيين من القرن الأفريقي، من بينهم 37 امرأة.

وبيّنت الحملة أن العملية تمت بعد عملية رصد ومتابعة مكثفة، حيث اشتبهت الدورية البحرية بتحركات القارب الذي كان قادته يحاولون التسلل إلى الساحل اليمني.

ووفق ما أوردته الحملة، فإنه عند اقتراب الدورية من القارب وتفتيشه، تبيّن أنه يحمل عدداً كبيراً من المهاجرين غير الشرعيين، الذين تم تهريبهم في ظروف غير إنسانية، وأن هؤلاء لا يحملون أي وثائق رسمية أو تصاريح لدخول البلاد.

رغم الإجراءات الأمنية وصل إلى اليمن أكثر من 15 ألف مهاجر خلال شهر واحد (إعلام حكومي)

وأفاد البيان بأنه تم ضبط القارب وحجز المهاجرين غير الشرعيين تمهيداً لإعادتهم إلى بلادهم وفق الإجراءات القانونية المتبعة.

وألقت الدورية الحكومية القبض أيضاً على طاقم القارب المكون من 3 أشخاص، وأودعتهم السجن تمهيداً لتقديمهم للمحاكمة بتهمة المتاجرة بالبشر، وفتحت تحقيقاً موسعاً مع المهربين والضحايا للكشف عن شبكة التهريب والمتورطين في مثل هذه العمليات غير القانونية، بوزصفها خطراً يهدد الأمن والاستقرار، وفق ما جاء في بيان الحملة الأمنية.

ونبّهت قيادة الحملة الأمنية إلى أن الهجرة غير الشرعية إلى اليمن باتت تمثل تحدياً أمنياً وإنسانياً كبيراً، حيث يتم استغلال حاجة المهاجرين وظروفهم الصعبة من قِبل شبكات التهريب التي تجني أموالاً طائلة على حساب أرواحهم، دون أي حساب للمخاطر التي يواجهونها في عُرض البحر أو عند وصولهم.

وأكدت أن المهربين المقبوض عليهم سيواجهون تهماً عدة، من بينها تعريض حياة المهاجرين للخطر أثناء الرحلة عبر البحر، حيث يواجه هؤلاء ظروفاً قاسية واحتمال الغرق، إلى جانب الاشتراك في أعمال الجريمة المنظمة وشبكات التهريب التي تستغل هؤلاء الأشخاص لتحقيق مكاسب غير مشروعة. كما سيواجهون تهمة تهديد الأمن والاستقرار نتيجة محاولة الدخول إلى الأراضي اليمنية بشكل غير قانوني.

ومع تأكيد الحملة استمرارها في التصدي لعمليات التهريب وعزمها على ملاحقة شبكات التهريب، ذكرت أنها سوف تتخذ جميع الإجراءات لضبط أي محاولات مماثلة، بهدف حماية الأمن الوطني ومكافحة هذه الظاهرة التي تهدد الأمن والاستقرار.

ودعت السكان إلى الإبلاغ الفوري عن أي أنشطة مشبوهة تتعلق بتهريب البشر، لما لهذه الظاهرة من تأثيرات خطيرة في المجتمع والأمن.

وذكرت المنظمة الدولية للهجرة أن 15,400 مهاجر غير شرعي وصلوا من القرن الأفريقي إلى اليمن خلال شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، وأكدت أن هذا العدد يمثل انخفاضاً بنسبة 25 في المائة عن العدد الإجمالي المُبلَّغ عنه في شهر ديسمبر (كانون الأول) عام 2024، حيث وصل البلاد حينها أكثر من 20 ألف مهاجر.

القوات اليمنية أغلقت سواحل محافظة لحج أمام تهريب المهاجرين من القرن الأفريقي (إعلام حكومي)

ووفق هذه البيانات، فإن غالبية المهاجرين (89 في المائة) قدموا من موانئ جيبوتي، ووصلوا إلى مديرية ذوباب بمحافظة تعز بالقرب من باب المندب، وعددهم (13,642 مهاجراً)، بينما وصل البقية (11 في المائة) إلى سواحل محافظة شبوة شرق عدن، قادمين من الموانئ الصومالية.

وطبقاً للبيانات الأممية، فقد بلغ إجمالي عدد الوافدين خلال عام 2024 نحو 76,297 مهاجراً، من بينهم 21 في المائة من الأطفال، و22 في المائة من النساء، و57 في المائة من الرجال.

وكان معظم هؤلاء من حملة الجنسية الإثيوبية بنسبة (98 في المائة)، بينما كان 2 في المائة فقط من الرعايا الصوماليين. في حين لم يتم تسجيل وصول أي مهاجرين إلى سواحل محافظة لحج خلال هذه الفترة، وأُعيد سبب ذلك إلى التدابير التي اتخذتها الحكومة اليمنية لمكافحة التهريب منذ أغسطس (آب) 2023، في سواحل المحافظة التي كانت أهم طرق تهريب المهاجرين من القرن الأفريقي خلال السنوات السابقة.