ساوثغيت يجب أن يستمر في قيادة المنتخب الإنجليزي

رغم الخروج المؤلم من كأس العالم... لا يوجد أفضل منه لقيادة إنجلترا بنهائيات كأس الأمم الأوروبية

جيرو يصدم لاعبي إنجلترا بهدف تقدم فرنسا وفوزها (أ.ف.ب)
جيرو يصدم لاعبي إنجلترا بهدف تقدم فرنسا وفوزها (أ.ف.ب)
TT

ساوثغيت يجب أن يستمر في قيادة المنتخب الإنجليزي

جيرو يصدم لاعبي إنجلترا بهدف تقدم فرنسا وفوزها (أ.ف.ب)
جيرو يصدم لاعبي إنجلترا بهدف تقدم فرنسا وفوزها (أ.ف.ب)

في البداية؛ يجب التأكيد على أن غاريث ساوثغيت، الذي يتحلى بالتواضع والثقة والذكاء والأمانة، ليس هو المسؤول عن خروج المنتخب الإنجليزي من نهائيات كأس العام، خصوصاً أن إنجلترا كانت نداً قوياً للغاية لحامل اللقب، وكان من الممكن أن تتفوق عليه لو لم يهدر هاري كين ركلة الجزاء. لقد اختار ساوثغيت طريقة اللعب المناسبة للمباراة، وكان المنتخب الإنجليزي هو الأفضل، وبالتالي كان من الممكن ألا نرى هذه الانتقادات ومشاعر الغضب الشديدة والمطالبات بنسف كل شيء والبداية من الصفر، لو أحرز كين ركلة الجزاء.
من المؤكد أن الأمر مؤلم للغاية ومثير للإحباط؛ لأن الجميع يعلم أن المنتخب الإنجليزي يمتلك القدرات والإمكانات التي تؤهله للذهاب بعيداً في المونديال، والدليل على ذلك أنه عندما سئل المدير الفني لفرنسا، ديدييه ديشامب، عن السبب وراء اللعب بشكل دفاعي معظم فترات اللقاء، رد قائلاً: «ربما السبب في ذلك أن المنتخب الإنجليزي كان قوياً للغاية».
لقد كان ديشامب محقاً تماماً في ذلك، وكان يدرك جيداً مدى قوة المنتخب الإنجليزي ومدى قدرته على خلق كثير من المشكلات. وكان بوكايو ساكا وجود بيلينغهام رائعين في النواحي الهجومية، وكان ديكلان رايس جيداً للغاية في وسط الملعب، وتمكن كايل ووكر من الحد كثيراً من خطورة كيليان مبابي. وبالتالي؛ كان الأمر مختلفاً هذه المرة عن خروج المنتخب الإنجليزي المعتاد من البطولات الكبرى، ومختلفاً تماماً عن الأداء الذي قدمته إنجلترا عندما خسرت أمام كرواتيا في عام 2018 وأمام إيطاليا في المباراة النهائية لكأس الأمم الأوروبية 2020. ولا يمكن حتى لأشد المنتقدين لساوثغيت أن يزعموا أن المنتخب الإنجليزي كان سيئاً أمام فرنسا.


لاعبون كثيرون تمسكوا ببقاء ساوثغيت قائداً لمنتخب إنجلترا (أ.ف.ب)

لكن ليس من السهل على الإطلاق أن يتحلى أي شخص بالهدوء أو التفكير المنطقي بعدما تحطمت آمال المنتخب الإنجليزي في كأس العالم عندما أطاح كين ركلة الجزاء فوق العارضة. وعندما ظهر ساوثغيت في المؤتمر الصحافي عقب نهاية المباراة، كان على وشك البكاء. وقال المدير الفني؛ البالغ من العمر 52 عاماً، عند الحديث عن مستقبله: «العمل مجدداً يتطلب كثيراً من الطاقة. يتعين عليك أن تتأكد من أنك جاهز لذلك».
وبدا من الواضح أن ساوثغيت مستعد للرحيل، بعدما قاد المنتخب الإنجليزي لمدة 6 سنوات تعرض خلالها لـ3 إحباطات ساحقة. لا يريد الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم أن يرحل ساوثغيت، خصوصاً في ظل عدم وجود بديل مميز، لكن هل لا يزال ساوثغيت نفسه قادراً على تقديم المزيد؟ وهل من الإنصاف حقاً أن نتوقع منه أن يواصل العمل بالقوة نفسها عندما تبدأ التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الأوروبية 2024 في شهر مارس (آذار) المقبل؟ ربما حان الوقت لكي يعود ساوثغيت للعمل على مستوى الأندية!
وأشار ساوثغيت، الذي يمتد عقده حتى ديسمبر (كانون الأول) 2024، إلى تفكيره في الرحيل بعد الخسارة في المباراة النهائية لكأس الأمم الأوروبية 2020 أمام إيطاليا بركلات الترجيح. في الحقيقة، لم يعد هناك كثير من الصبر على ساوثغيت منذ ذلك الحين، وتعرض المدير الفني إلى كثير من الانتقادات خلال مشوار إنجلترا في منافسات دوري الأمم الأوروبية. لكننا نأمل أن ينجح ساوثغيت في الابتعاد عن كل هذه الضوضاء، وأن يستمع إلى هاري كين وديكلان رايس وهاري ماغواير الذين طالبوه بالبقاء. من الواضح للجميع أن هؤلاء اللاعبين يحبون ساوثغيت، ومن الواضح أيضاً أن هناك سبباً لهذه الأجواء المميزة والروح المعنوية العالية خلال معسكر الفريق في البطولة، ومن المؤكد أنه بعد أن تهدأ الأمور؛ فإن الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم سيجدد الثقة بساوثغيت، خصوصاً بعدما أثبت الأداء المميز أمام فرنسا أن ساوثغيت قادر على قيادة منتخب الأسود الثلاثة لتحقيق المجد في نهائيات كأس الأمم الأوروبية المقبلة.
من المؤكد أن بعض الناس يرغبون في رحيل ساوثغيت. من الواضح للجميع أن ساوثغيت يجيد التعامل مع المواقف والظروف الصعبة بعيداً من كرة القدم، كما أنه أفضل مدير فني للمنتخب الإنجليزي منذ السير ألف رامزي، ولكي ندرك ذلك يتعين علينا أن نتذكر كيف كان حال المنتخب الإنجليزي بعد الخسارة أمام آيسلندا في نهائيات كأس الأمم الأوروبية عام 2016، ثم بعد ذلك تحت قيادة سام ألاردايس. لكن ساوثغيت نجح في تحويل المنتخب الإنجليزي ليصبح أحد أقوى المنتخبات في العالم وأحد المرشحين دائماً للفوز بالبطولات التي يشارك فيها.
لقد غير ساوثغيت كل شيء في المنتخب الإنجليزي. ومع ذلك، هناك من يدعي أنه مدير فني محظوظ دائماً ما توقعه القرعة في مجموعات سهلة. لكن هذا غير حقيقي بالمرة، والدليل على ذلك أنه نجح في قيادة المنتخب الإنجليزي، الذي لم يكن قد سبق له الوصول للأدوار الإقصائية منذ 2006، للوصول إلى المربع الذهبي لكأس العالم 2018 في روسيا. إن السبب الحقيقي الذي جعل المنتخب الإنجليزي يحقق نتائج تفوق التوقعات يتمثل في أن ساوثغيت قد نجح في علاج نقاط الضعف التي كان يعاني منها الفريق من خلال الاعتماد على 3 لاعبين في الخط الخلفي والتركيز على الكرات الثابتة، لكن المنتخب الكرواتي القوي نجح في إظهار هذه السلبيات في الدور نصف النهائي لكأس العالم في روسيا وحرم الإنجليز من الوصول إلى المباراة النهائية.
من المؤكد أنه كان يتعين على ساوثغيت أن يتصرف بسرعة ويجد حلاً يحرم لوكا مودريتش وإيفان راكيتيتش من السيطرة على خط الوسط في مباراة كرواتيا، ومن المؤكد أيضاً أنه ارتكب بعض الأخطاء. ورغم أن ساوثغيت نجح في قيادة إنجلترا للوصول إلى المباراة النهائية للمرة الأولى، التي لم تصل إليها في أي بطولة منذ 55 عاماً، لكنه كان بطيئاً في التعامل مع عودة إيطاليا القوية للمباراة وسيطرتها على مجريات اللقاء في المباراة النهائية لكأس الأمم الأوروبية 2020. لقد كان يتعين على ساوثغيت، الذي عاد للاعتماد على 5 لاعبين في الخط الخلفي، أن يكون أكثر جرأة ومغامرة. وعلاوة على ذلك، فقد أخطأ ساوثغيت عندما أشرك ماركوس راشفورد وجادون سانشو قبل نهاية الشوط الثاني الإضافي مباشرة من أجل تسديد ركلات الترجيح.
لكن يجب أن نشير إلى أنه حقق إنجازاً في قيادة إنجلترا للوصول إلى المباراة النهائية من الأساس. إنه ليس مديراً فنياً متكاملاً، لكنه يستعد للمباريات جيداً من الناحية الخططية والتكتيكية. لقد استعدت إنجلترا جيداً لفرنسا، وأكد ساوثغيت على أن المنتخب الإنجليزي ليس أضعف من نظيره الفرنسي، كما أدار المباراة بشكل جيد، ولم يكن الخطأ خطأه في أن هاري ماغواير لم يراقب أوليفييه جيرو بشكل جيد وتركه يسجل هدف الفوز!
لكن وجهة النظر الأخرى تشير إلى أن ساوثغيت لم يكن يتعين عليه أن يضم ماغواير من الأساس بعد أن فقد اللاعب مكانه في التشكيلة الأساسية لمانشستر يونايتد. لكن السؤال الذي يجب طرحه هو: هل هناك مدافع آخر أفضل من ماغواير يمكن الاعتماد عليه؟ يجب أن نشير إلى أن ساوثغيت يختار اللاعبين المشاركين في التشكيلة الأساسية بشكل عادل ومنصف وبناء على مستواهم، والدليل على ذلك أنه رغم أنه يدعم رحيم ستيرلينغ كثيراً؛ فإنه استبعده من التشكيلة الأساسية في هذه البطولة بعد تراجع مستواه.
كما أنه دفع ساكا بدلاً من راشفورد أمام السنغال، واتضح أنه كان محقاً في ذلك. وعلاوة على ذلك، فإن توافر عدد كبير من اللاعبين المميزين في الناحية الهجومية منح ساوثغيت حرية الاختيار. وهناك وجهة نظر ترى أن ساوثغيت تخلى أخيراً عن حذره الدفاعي وسمح للاعبيه المميزين بالتعبير عن أنفسهم، لكن الحقيقة هي أن الهجوم قد تحسن؛ لأن خط الوسط أصبح أكثر قوة وتوازناً. ولا يمكن لأي شخص تابع من كثب ما قدمه المنتخب الإنجليزي في مونديال قطر أن يزعم أن ساوثغيت كان حذراً ويلعب بطريقة دفاعية بحتة!
وهذا هو الوقت المناسب لكي يواصل ساوثغيت العمل مع هذا الفريق الشاب من أجل مزيد من التطور والتحسن في المستقبل، فبيلينغهام يبلغ من العمر 19 عاماً، وساكا 21 عاماً، وفيل فودين 22 عاماً، وماسون ماونت وريس جيمس 23 عاماً، وآرون رامسديل 24 عاماً، بالإضافة إلى أن هناك العديد من اللاعبين الشباب الآخرين المميزين الذين ينتظرون الفرصة المناسبة للتألق على الساحة الدولية. وبالتالي؛ لم تنته مهمة ساوثغيت بعد، فلماذا يرحل الآن؟
يتعين على الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم أن يتمسك بساوثغيت، خصوصاً أنه لا يوجد من هو أفضل منه لقيادة المنتخب الإنجليزي حالياً. كما أن أفضل مديرين فنيين مرشحين لهذا المنصب حالياً، وهما إيدي هاو وغراهام بوتر، ليسا متاحين ومرتبطين بالعمل مع أنديتهما. هناك بعض الترشيحات لتوماس توخيل أو ماوريسيو بوكيتينو، لكن البحث عن أسماء رنانة في عالم التدريب لن يقودنا إلى أي شيء وسيكرر التجربة المريرة نفسها التي حدثت مع سفين غوران إريكسون وفابيو كابيلو، عندما كانت تجري التغطية على الفشل في إنتاج مديرين فنيين محليين جيدين من خلال إنفاق الأموال الطائلة على التعاقد مع أسماء كبيرة من الخارج. ومن المؤكد أن ذلك يتناقض تماماً مع حالة الهدوء السائدة منذ 6 سنوات. لقد استثمر الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم في تطوير المديرين الفنيين، كما يلعب ساوثغيت دوراً كبيراً في تطوير أكاديميات الناشئين.
وفي النهاية؛ يجب ألا يطلب ساوثغيت منا أن نمنحه مزيداً من الوقت؛ بل يتعين علينا أن نتوسل إليه لكي يستمر في منصبه ويواصل العمل!


مقالات ذات صلة

«نتفلكس» تطلق لعبة كرة قدم جديدة بالتزامن مع كأس العالم

رياضة عالمية نتفلكس تعتزم إطلاق لعبة محاكاة كرة قدم خلال صيف 2026 (أ.ب)

«نتفلكس» تطلق لعبة كرة قدم جديدة بالتزامن مع كأس العالم

تعتزم شبكة نتفليكس إطلاق لعبة محاكاة كرة قدم «فيفا» عبر منصتها للألعاب خلال صيف 2026، بالتزامن مع كأس العالم المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

«الشرق الأوسط» (سان فرانسيسكو)
رياضة عالمية جائزة مالية ضخمة في انتظار بطل كأس العالم 2026 (الشرق الأوسط)

«فيفا» يؤكد: 50 مليون دولار بانتظار بطل مونديال 2026

أكد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أن المنتخب الفائز ببطولة كأس العالم صيف العام المقبل سيحصل على 50 مليون دولار.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
رياضة عالمية أعلن دوري الملوك الأربعاء تنظيم النسخة الثانية من البطولة (دوري الملوك)

البرازيل تستضيف كأس الملوك للمنتخبات الشهر المقبل

أعلن دوري الملوك الأربعاء تنظيم النسخة الثانية لبطولة كأس الملوك للمنتخبات 2026 التي تستضيفها مدينة ساو باولو في البرازيل خلال الفترة من 3 إلى 17 يناير 2026.

لولوة العنقري (الرياض)
رياضة عالمية جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) خلال الإعلان الرسمي عن جدول مباريات كأس العالم 2026 (أ.ف.ب)

مونديال للأثرياء… جدل واسع حول أسعار تذاكر كأس العالم 2026

تواجه أسعار تذاكر كأس العالم 2026 موجة انتقادات واسعة من جماهير كرة القدم التي وصفتها بأنها مرتفعة إلى حد «الإقصاء»

The Athletic (واشنطن)
رياضة عالمية «فيفا» يكشف عن فئة جديدة من تذاكر «مونديال 2026» بـ60 دولاراً بعد موجة الغضب (إ.ب.أ)

«فيفا» يكشف عن فئة جديدة من تذاكر «مونديال 2026» بـ60 دولاراً

كشف منظمو كأس العالم لكرة القدم، أمس الثلاثاء، عن فئة جديدة من التذاكر بأسعار مخفضة، بعد موجة غضب من الجماهير بشأن أسعار تذاكر نسخة 2026.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

بالمر وفوفانا يدعمان صفوف تشيلسي

كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
TT

بالمر وفوفانا يدعمان صفوف تشيلسي

كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)

قال إنزو ماريسكا، مدرب تشيلسي، إن كول بالمر وويسلي فوفانا سيكونان متاحين للمشاركة مع الفريق عندما يستضيف إيفرتون، السبت، في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، لكن ليام ديلاب سيغيب لفترة تتراوح بين أسبوعين وأربعة أسابيع بسبب إصابة في الكتف.

ويسعى تشيلسي، الذي يبحث عن فوزه الأول في الدوري منذ مباراته خارج ملعبه أمام بيرنلي، للتعافي من خسارته، منتصف الأسبوع، في دوري أبطال أوروبا أمام أتلانتا، إذ اضطر قلب الدفاع فوفانا إلى الخروج بسبب إصابة في العين.

واستُبعد لاعب خط الوسط الهجومي بالمر، الذي عاد مؤخراً من غياب دام لستة أسابيع بسبب مشكلات في الفخذ وكسر في إصبع القدم، من رحلة أتلانتا كجزء من عملية التعافي.

وقال ماريسكا الجمعة: «(بالمر) بخير. حالته أفضل. وهو متاح حالياً... أنهى أمس الجلسة التدريبية بشعور متباين، لكن بشكل عام هو على ما يرام. ويسلي بخير. أنهى الحصة التدريبية أمس».

وقال ماريسكا إن المهاجم ديلاب، الذي أصيب في كتفه خلال التعادل السلبي أمام بورنموث، يوم السبت الماضي، يحتاج إلى مزيد من الوقت للتعافي.

وأضاف: «قد يستغرق الأمر أسبوعين أو ثلاثة أو أربعة أسابيع. لا نعرف بالضبط عدد الأيام التي يحتاجها».

ويكافح تشيلسي، الذي لم يحقق أي فوز في آخر أربع مباريات، لاستعادة مستواه السابق هذا الموسم، حين فاز في تسع من أصل 11 مباراة في جميع المسابقات بين أواخر سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني)، بما في ذلك الفوز 3-صفر على برشلونة.


لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
TT

لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)

لفت الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأنظار بعد انتهاء مراسم قرعة كأس العالم 2026، بعدما ظهر وهو يؤدي رقصته الشهيرة احتفالاً أمام الحضور، في مشهد تناقلته وسائل الإعلام ومنصّات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.

وجاءت رقصة ترمب تزامناً مع إعلان منحه لقب «فيفا للسلام»، الذي وصفه بأنه «أول تكريم من هذا النوع يحصل عليه»، معبّراً عن «سعادته الكبيرة» بهذا التقدير.

وقدّم رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، إلى ترمب ميدالية تمثل أول تكريم من هذا النوع، مع جائزة ذهبية تحمل شعار «كرة القدم توحّد العالم»، في خطوة وصفها الفيفا بأنها تكريم «لمن يوحّد الشعوب وينشر الأمل للأجيال المقبلة».

وقال إن الجائزة «تمثل بالنسبة إليه إشارة إيجابية إلى دور الرياضة في تخفيف التوترات وتعزيز التقارب بين الشعوب».

واستمر ترمب في تبادل التحيات مع الحاضرين قبل مغادرته القاعة.

اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA (أ.ب)

وليست هذه المرة الأولى التي يلفت فيها دونالد ترمب الأنظار بحركات راقصة في المناسبات العامة. فمنذ حملته الانتخابية عام 2016 ثم 2020، اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA خلال تجمعاته الانتخابية، حيث كان يهزّ كتفيه ويرفع قبضتيه بطريقة أصبحت مادة دائمة للتقليد، وأحياناً السخرية، على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتحوّلت رقصاته إلى ما يشبه «علامة مسجّلة» في مهرجاناته الجماهيرية، إذ كان يلجأ إليها لتحفيز الحشود أو لإضفاء طابع شخصي على الفعاليات السياسية. وتكررت المشاهد ذاتها في عدد كبير من الولايات الأميركية، وكان الجمهور ينتظرها في نهاية كل خطاب تقريباً.


ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

TT

ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)
إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)

سلّم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو، للرئيس الأميركي دونالد ترمب، «جائزة فيفا للسلام» قبل إجراء قرعة كأس العالم، اليوم (الجمعة).

ومنح ترمب أول جائزة سلام يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم خلال حفل القرعة.

وقال إنفانتينو: «في عالم منقسم بشكل متزايد، يتعين علينا أن نعترف بأولئك الذين يعملون على توحيده».

وحصل ترمب على الجائزة اعترافاً بمجهوداته للسلام في مختلف أرجاء المعمورة.

من جهته، قال ترمب بعد حصوله على الجائزة: «إنه حقاً واحد من أعظم الشرف في حياتي. وبعيداً عن الجوائز، كنت أنا وجون نتحدث عن هذا. لقد أنقذنا ملايين وملايين الأرواح. الكونغو مثال على ذلك، حيث قُتل أكثر من 10 ملايين شخص، وكانت الأمور تتجه نحو 10 ملايين آخرين بسرعة كبيرة. وحقيقة استطعنا منع ذلك... والهند وباكستان، وكثير من الحروب المختلفة التي تمكّنا من إنهائها، وفي بعض الحالات قبل أن تبدأ بقليل، مباشرة قبل أن تبدأ. كان الأمر على وشك أن يفوت الأوان، لكننا تمكّنا من إنجازها، وهذا شرف كبير لي أن أكون مع جون».

وواصل ترمب قائلاً: «عرفت إنفانتينو منذ وقت طويل. لقد قام بعمل مذهل، ويجب أن أقول إنه حقق أرقاماً جديدة... أرقاماً قياسية في مبيعات التذاكر، ولست أثير هذا الموضوع الآن لأننا لا نريد التركيز على هذه الأمور في هذه اللحظة. لكنها لفتة جميلة لك وللعبة كرة القدم... أو كما نسميها نحن (سوكر). كرة القدم هي شيء مدهش. الأرقام تتجاوز أي شيء توقعه أي شخص، بل أكثر مما كان جون يعتقد أنه ممكن».

وشكر ترمب عائلته، وقال: «السيدة الأولى العظيمة ميلانيا، فأنتِ هنا، وشكراً لكِ جزيلاً».

وأضاف: «ستشهدون حدثاً ربما لم يرَ العالم مثله من قبل، استناداً إلى الحماس الذي رأيته. لم أرَ شيئاً كهذا من قبل. لدينا علاقة رائعة وعلاقة عمل قوية مع كندا. رئيس وزراء كندا هنا، ولدينا رئيسة المكسيك، وقد عملنا عن قرب مع البلدين. لقد كان التنسيق والصداقة والعلاقة بيننا ممتازة، وأودّ أن أشكركم أنتم وبلدانكم جداً. ولكن الأهم من ذلك، أريد أن أشكر الجميع. العالم أصبح مكاناً أكثر أماناً الآن. الولايات المتحدة قبل عام لم تكن في حال جيدة، والآن، يجب أن أقول، نحن الدولة الأكثر ازدهاراً في العالم، وسنحافظ على ذلك».