مروة لـ {الشرق الأوسط}: عشائر سوريا لا ينطبق عليها مبدأ «الصحوات العراقية»

التقى ممثلوها دي ميستورا في جنيف وعرضوا وجهة نظرهم لحل الأزمة

مروة لـ {الشرق الأوسط}: عشائر سوريا لا ينطبق عليها مبدأ «الصحوات العراقية»
TT

مروة لـ {الشرق الأوسط}: عشائر سوريا لا ينطبق عليها مبدأ «الصحوات العراقية»

مروة لـ {الشرق الأوسط}: عشائر سوريا لا ينطبق عليها مبدأ «الصحوات العراقية»

كشفت صحيفة بريطانية أمس، عن اجتماع سري عقد في شهر يونيو (حزيران) الماضي، في مقر الأمم المتحدة في جنيف بين ممثلي العشائر السورية والقوى الغربية ودول الخليج، لبحث التصدي لتنظيم داعش وإنقاذ بلادهم من الحرب الأهلية التي تعصف بها». في الوقت الذي قال فيه نائب رئيس الائتلاف السوري المعارض هشام مروة، إن لقاء المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا بوفد من ممثلي العشائر السورية المعارضة للنظام لم يكن سريا، بل علنيا، لافتا إلى أنه يندرج في إطار المشاورات التي يجريها المبعوث الدولي إلى سوريا في جنيف.
ولفتت الصحيفة إلى أن «زعماء العشائر التقوا وزراء من دول الخليج، إضافة إلى مناصرين من المعارضة والقوى الغربية، والجنرال الأميركي جون ألن القائد السابق لقوى التحالف الغربي في أفغانستان، كما أنهم من المقرر أن يجتمعوا مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني».
وأشارت إلى أن ممثلي العشائر السورية ليسوا جزءًا من الائتلاف السوري الوطني في المنفى أو يسعون إلى الحلول مكانه، فالبعض منهم ما زال يعيش في سوريا، وبعضهم اضطروا إلى العيش في المنفى إما بسبب النظام السوري أو تنظيم داعش. وشكك زعماء العشائر في نيات واشنطن التي تطالبهم بمحاربة تنظيم «داعش»، وقال أحد شيوخها، ويدعى الشيخ إياد إنهم «كانوا وما زالوا يحاربون هذا التنظيم من دون الدعم الأميركي ومن دون أي غطاء جوي مؤمن لهم»، متسائلا: «لماذا يؤمنون دعمًا جويًا للأكراد والمقاتلين الشيعة في العراق ولا يؤمنون هذا الغطاء لنا»؟ وأشار إلى أنهم طالبوا الأميركيين بتوفير هذا الغطاء الجوي لهم ومعاملتهم بالمثل مع أقرانهم.
من جهته، قال عايد العطيفي، أحد شيوخ العشائر، وهم من قبيلة عنزة السورية «إن اللقاء مع الجنرال ألين كان يهدف إلى تشكيل جبهة موحدة لتخطيط استراتيجية متطورة في مواجهة (داعش)». وأضاف: «من الآن فصاعدًا، نريد أن تجرى المناقشات تحت مظلة التحالف الذي قمنا بتشكيله، وبهذه الطريقة ستكون هناك فرصة أقل لحدوث أية انقسامات أو شكوك بين أبناء القبائل».
وأشار التقرير إلى أنه تم البحث خلال الاجتماع في إنشاء قوة من أبناء العشائر لمواجهة تنظيم داعش على غرار قوات الصحوات العراقية التي كانت قاتلت «القاعدة» في العقد الماضي. وقال التقرير إن «جميع الأطراف المجتمعين في جنيف عازمون على عدم مواجهة بعضهم بعضا».
من جهته، علق نائب رئيس الائتلاف السوري المعارض هشام مروة على التقرير بقوله، لـ«الشرق الأوسط»، إن الوفد عرض للمبعوث الدولي وجهة نظره لحل الأزمة السورية ومن بيان جنيف. وقال: «أصلا العشائر السورية منخرطة بالثورة بقوة وفعالية، أما استخدامهم بالحرب على (داعش)، فهذا أمر يخص السوريين أجمعين وليس العشائر وحدها».
وذكّر مروة بأن «العشائر السورية جزء لا يتجزأ من الجيش السوري الحر ومن الفصائل السياسية والائتلاف السوري، وهي لا شك لن تقبل بأن تكون أداة كونها فصيلاً وطنيًا لا ينطبق عليه على الإطلاق مبدأ الصحوات العراقية». وأضاف: «الوضع في العراق مختلف تماما عمّا هو في سوريا فالحرب على (داعش) عندنا يخوضها السوريون مجتمعين لأن إرهاب (داعش) يطالهم جميعا دون استثناء».
وتنقسم العشائر السورية ما بين مؤيدة للنظام ومعارضة له، ففيما أعلن عدد من العشائر نهاية الشهر الماضي عن استعداده لإرسال آلاف الشبان إلى الأردن للتدريب استجابة لتصريحات الملك الأردني عبد الله الثاني التي أكد فيها أن من واجب بلاده دعم عشائر شرق سوريا وغرب العراق، أعلنت أكثر من 12 عشيرة معظمها سنية خلال مؤتمر عقد في الشهر عينه، رفضها عرض العاهل الأردني مؤكدة ولاءها للحكومة والجيش السوريين.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.