شنت القوات النظامية السورية، أمس، هجومًا معاكسًا على ريف مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي، في محاولة لتحقيق تقدم ميداني يمكنها لاحقًا من استعادة السيطرة على المدينة التاريخية الأثرية، في حين تراجع تنظيم داعش في الحسكة (شمال شرق) ومدينة عين عيسى في الرقة (شمال البلاد)، إثر استعادة القوات الكردية السيطرة عليها.
وفيما تحدثت وسائل إعلام موالية للنظام السوري، عن أن وحداتها أحرزت تقدمًا كبيرًا على جبهة تدمر بعمق 11 كلم وعرض 18 كلم، وسيطرت على تلة المرملة قرب البيارات غرب المدينة، شككت مصادر في المعارضة السورية بأهمية هذا التقدم، قائلة لـ«الشرق الأوسط» إن هذا التقدم «ليس استراتيجيًا».
وقالت إن الهجمات السورية «تلت عمليات قصف جوي مكثفة دفعت (داعش) إلى الانكفاء إلى قرب مدينة تدمر، فتقدمت القوات السورية، وثبتت مواقعها حول المدينة».
ولم تستبعد المصادر أن يستتبع الهجوم هجمات واسعة تمكن القوات النظامية من التقدم، واستعادة السيطرة على مدينة تدمر الأثرية. ونقلت وكالة «سانا» الرسمية السورية للأنباء، عن مصدر عسكري سوري حكومي، تأكيده «القضاء على آخر بؤر إرهابيي (داعش) في عدة نقاط ومواقع بمحيط مدينة تدمر، بالتزامن مع تدمير الطيران الحربي للكثير من آليات التنظيم المتشدد بما فيها من أسلحة وذخيرة في مناطق متفرقة من ريف حمص الشرقي».
وفي سياق متصل، نفذ سلاح الجو النظامي ضربات مكثفة استهدف تحركات وخطوط إمداد لـ«داعش» ومواقع له في المدينة، فيما قال ناشطون إن كثافة القصف أجبرت السكان المدنيين على النزوح مرة أخرى من داخل المدينة.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، أعلن «نزوح عشرات العائلات جراء تنفيذ الطيران الحربي التابع لقوات النظام أكثر من 90 غارة في 48 ساعة على الأحياء السكنية في مدينة تدمر»، الواقعة في محافظة حمص، مشيرًا إلى نزوحها باتجاه الرقة ودير الزور ومناطق أخرى تحت سيطرة التنظيم في البادية السورية.
وانسحب تراجع تنظيم داعش على أكثر من جبهة. وفيما ذكرت وكالة رويترز أن القوات الكردية أحكمت سيطرتها بالكامل على مدينة عين عيسى، بعد اختراقها الأسبوع الماضي من قبل تنظيم داعش، قالت وكالة «سانا» إن وحدات من الجيش بالتعاون مع قوى الأمن الداخلي والقوى الوطنية المؤازرة، أحكمت سيطرتها الكاملة على حي الليلية في مدينة الحسكة. ويقول ناشطون إن هذا التقدم، يعيد المواجهات من داخل أحياء الحسكة إلى أطرافها.
في جنوب البلاد، كثّفت الطائرات المروحية التابعة للجيش السوري النظامي قصفها بالحاويات المتفجرة ذات القوة التدميرية الكبيرة على التجمّعات السكنية، في الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة في مدينة درعا وبعض القرى والبلدات المحيطة.
ودخلت الحاويات المتفجرة ضمن أدوات القصف الجوي حديثًا إلى محافظة درعا، حيث تحمل الطائرة المروحية واحدةً منها لوزنها الثقيل، وتُرمى عشوائيًا على الأحياء السكنية لتدمّر جميع الأبنية المحيطة بها بمسافة تصل إلى 100 متر قطريًا.
وقال ناشطون إن الطيران المروحي قصف بحاويتين متفجرتين على حي طريق السد، الخاضع لسيطرة المعارضة بمدينة درعا، وأدى إلى جرح العشرات المدنيين، بينهم أطفال، بجروح متفاوتة، أُسعفوا إثرها إلى المشافي الميدانية في المدينة.
وجاء ذلك بعد ساعات قليلة من قصف الطيران المروحي بلدة نصيب، الخاضعة لسيطرة المعارضة شرق مدينة درعا، مما أدى إلى مقتل 10 مدنيين معظمهم من النازحين من مدينة درعا.
وفي دمشق وريفها، قال ناشطون إن قوات المعارضة فجرت مبنى يتحصن به عناصر قوات نظامية في حي تشرين بدمشق، مما أسفر عن مقتل من بداخله، وسط اشتباكات عنيفة. وذكر موقع «الدرر الشامية» أن «كتائب الثوار فجّرت أحد المنازل بالقرب من محور غزال في حي تشرين، بعد أن تسلل إليه عناصر لقوات الأسد، مما أدى إلى مقتلهم، أعقبه مواجهات عنيفة بين الطرفين في محاولة يائسة من قِبَل قوات الأسد للبحث عن جثث جنودها بين ركام المبنى».
وفي تطوّر آخر اندلعت اشتباكات ليلية بين المعارضة وقوات الأسد في محيط بلدة زبدين على محور زبدين - بالا - حتيتة الجرش بالغوطة الشرقية، تزامنًا مع استهداف المنطقة بقذائف الهاون، وفقًا لناشطين.
هجوم معاكس على «داعش» في تدمر.. والتنظيم يتراجع في الحسكة والرقة
المعارضة تفجر مبنى تحصنت فيه قوات نظامية بدمشق
هجوم معاكس على «داعش» في تدمر.. والتنظيم يتراجع في الحسكة والرقة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة