لافروف يتهم {الناتو} بالانخراط في الحرب ويلوّح بفتح جبهة تعاون مع بكين

القوات الروسية تتقدم في دونيتسك... وتبادل جديد للأسرى بين موسكو وكييف

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يستقبل رئيس البرلمان الكوبي استيفان لازو في موسكو أمس (رويترز)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يستقبل رئيس البرلمان الكوبي استيفان لازو في موسكو أمس (رويترز)
TT

لافروف يتهم {الناتو} بالانخراط في الحرب ويلوّح بفتح جبهة تعاون مع بكين

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يستقبل رئيس البرلمان الكوبي استيفان لازو في موسكو أمس (رويترز)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يستقبل رئيس البرلمان الكوبي استيفان لازو في موسكو أمس (رويترز)

اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الولايات المتحدة بالتسبب في تدهور الوضع حول أوكرانيا بعدما «أهدرت فرصة لوقف التصعيد» قبل عام من خلال رفض المقترحات الروسية حول الضمانات الأمنية. وشنّ الوزير الروسي هجوماً قوياً على حلف شمال الأطلسي، واتهمه بالانخراط مباشرة في الحرب الأوكرانية، ولوّح للمرة الأولى بفتح جبهة جديدة بالتعاون مع بكين في بحر الصين الجنوبي. وقال لافروف، خلال مؤتمر صحافي، عقده الخميس، إن واشنطن «برفضها النظر في المقترحات التي طرحتها موسكو، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بشأن الضمانات الأمنية، قد فوّتت فرصة لتفادي التصعيد»، مذكراً بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تقدم قبل عام تقريباً بمقترحات بشأن الضمانات الأمنية، تتمثل في مشروعي اتفاقيتين مع كل من الولايات المتحدة وحلف الناتو.
وأوضح لافروف أن موسكو حاولت وقف التدهور من خلال عملها لمواجهة «مساعي الغرب الواضحة لضم أوكرانيا إلى الناتو، وهو أمر كما كان معروفاً للجميع، يعد خطاً أحمر بالنسبة لروسيا». وأوضح أن بلاده اقترحت على الدول الغربية التخلي عن توسيع الناتو والاتفاق على ضمانات أمنية محددة وملزمة قانونياً لأوكرانيا وروسيا وجميع الدول الأعضاء في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وزاد أن الغرب «رفض بحث هذه المقترحات، وظل يردد مقولة إن كل دولة، ولا سيما أوكرانيا، لها الحق في الانضمام إلى الناتو»، متجاهلاً مبدأ الأمن المتساوي وغير قابل للتجزئة وعدم جواز ادعاء أي منظمة للهيمنة في أوروبا. وزاد: «بذلك كانت واشنطن قد اختارت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي عدم اغتنام فرصة حقيقية لمنع التصعيد». وقال لافروف إن حلف الناتو «عاد إلى مبادئ الحرب الباردة»، متهماً الحلف الغربي بأنه يعمل على «إبقاء الروس خارج أوروبا».
وقال لافروف: «نتذكر كيف تم إنشاء حلف الناتو، عندما توصل الأمين العام الأول للحلف، السيد هاستينغس إسماي، إلى صيغة (إبقاء الروس خارج أوروبا، والأميركيين داخل أوروبا، والألمان تحت السيطرة). ما يحدث الآن يشهد تماماً على أن الناتو يعود إلى الأولويات المفاهيمية التي تم تطويرها قبل 70 عاماً».
https://twitter.com/aawsat_News/status/1598627388329369611
ودافع لافروف عن الحملة التي تشنّها روسيا باستخدام الغارات الجوية والطائرات المسيرة والصواريخ لتدمير البنية التحتية الأوكرانية، وهي الهجمات التي وصفتها كييف والغرب بأنها جرائم حرب. وقال لافروف إن بلاده «تعطل عمل منشآت الطاقة (في أوكرانيا) التي تسمح لكم (الغرب) بجلب أسلحة فتاكة إلى أوكرانيا لقتل الروس». وأضاف: «لذلك، لا تقولوا إن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لا يشاركان في هذه الحرب، فأنتم تشاركون بشكل مباشر. ولا تقتصر المشاركة على توريد الأسلحة فحسب، بل أيضاً تدريب الأفراد، فأنتم تدربون الجيش (الأوكراني) على أراضيكم».
واعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الخميس، أن تصريحات البابا فرنسيس الأخيرة «تناقض المسيحية»، بعدما أفاد الحبر الأعظم بأن المقاتلين المنتمين إلى الأقليات العرقية الروسية من بين القوى «الأكثر قسوة» في حرب أوكرانيا. وقال لافروف إن «البابا فرنسيس يدعو إلى الحوار، لكنه أدلى مؤخراً بتصريح غير مفهوم، ويناقض المسيحية تماماً، إذ صنّف شعبين روسيين، على أنه يمكن توقع فظائع منهما في إطار الأعمال العدائية».
وجاء المؤتمر الصحافي للافروف مباشرة قبل اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، الذي انطلق الخميس، في توقيت متعمد لتوجيه رسائل إلى المجتمعين؛ خصوصاً أن بولندا التي تستضيف اللقاء كانت رفضت منح الوزير الروسي تأشيرة دخول لحضور الاجتماع، متذرعة بأن اسمه مدرج على لوائح العقوبات الغربية. وقال لافروف إن بولندا بصفتها الرئيس الحالي لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا كانت «تحفر قبراً» للمنظمة طوال العام الماضي، مضيفاً أن «الأمن والتعاون» في أوروبا أصبحت منظمة «هامشية»، وأن «فضاء الأمن في أوروبا يتشتت نهائياً».
وعلى الرغم من اللهجة القوية التي استخدمها الوزير الروسي ضد واشنطن، لكنه لفت في الوقت ذاته إلى استمرار عمل بعض قنوات الاتصال، خصوصاً ما يتعلق بمسائل تبادل الأسرى، وقال إن «روسيا مستعدة للعودة إلى الحوار مع الولايات المتحدة، إذا أدركت واشنطن أخطاءها وأبدت استعدادها لمناقشة مشروعات بشأن الضمانات الأمنية». وأوضح الوزير الروسي: «إذا أدرك محاورونا الغربيون أخطاءهم، وأبدوا استعدادهم للعودة إلى مناقشة الوثائق التي اقترحناها في ديسمبر (كانون الأول)، أعتقد أن هذه ستكون حقيقة إيجابية. أشك في أنهم سيجدون القوة والسبب للقيام بذلك، لكن لو حدث ذلك فسنكون مستعدين للعودة إلى الحديث معهم».
في الوقت ذاته، لمح الوزير للمرة الأولى إلى احتمال تطوير التحركات الروسية في منطقة بحر الصين الجنوبي، وقال إن بلاده «تعمل على تطوير التعاون العسكري مع بكين بسبب محاولات الناتو تصعيد التوتر في منطقة بحر الصين الجنوبي، ما يخلق مخاطر لروسيا».
وزاد أن «خط الدفاع الذي وضعه حلف الأطلسي، يتحرك أكثر باتجاه الشرق، وربما سيمرّ في مكان ما في بحر الصين الجنوبي. وبالنظر إلى الخطاب الذي يبدو من واشنطن وبروكسل وأستراليا وكندا ولندن ودول أخرى، فإن بحر الصين الجنوبي أصبح الآن إحدى المناطق التي يعمل فيها الناتو، كما فعل في أوكرانيا من قبل، على تصعيد التوتر». ووفقاً له، فإن «مثل هذا اللعب بالنار يشكل تهديداً لأمن روسيا».
وزاد لافروف: «نحن نعلم مدى جدية الصين في التعامل مع مثل هذه الاستفزازات، ناهيك عن تايوان ومضيق تايوان. ونحن نتفهم أن ألعاب الناتو هذه بالنار في تلك الأجزاء تشكل تهديداً ومخاطر على الاتحاد الروسي، فهي قريبة من شواطئنا ومن بحارنا وأراضينا كذلك، لذلك نحن نعمل على تطوير التعاون العسكري مع الصين».
على صعيد موازٍ، حذّر الكرملين من أن حلف الناتو «ما زال يعمل على تأجيج الوضع أكثر في أوكرانيا». وقال الناطق الرئاسي الروسي، دميتري بيسكوف، إن «الناتو ما زال يواصل فرض الحرب على كييف، ما يؤدي إلى تعقيد الوضع».
جاء ذلك تعليقاً على كلمات الأمين العام لحلف «الناتو» ينس ستولتنبرغ بأن أوكرانيا بحاجة الآن إلى التفكير، لا في الانضمام إلى الحلف، وإنما في الحفاظ على كيان الدولة الأوكرانية، وقال بيسكوف: «لا يمكن اعتبار ذلك استيعاباً لحقيقة الوضع، فـ(الناتو) ما زال يواصل فرض الحرب على كييف».
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها أجرت عملية جديدة لتبادل الأسرى مع الجانب الأوكراني. وأفادت، في بيان، أنها «استعادت 50 جندياً روسياً، من الأسر الأوكراني، نتيجة لعملية التفاوض».
ووفقاً للبيان، فقد «تمت استعادة جنود يهدد حياتهم خطر الموت، وسوف تقوم طائرات النقل الجوي التابعة للقوات المسلحة الروسية بإيصال الجنود المفرج عنهم إلى موسكو للعلاج وإعادة التأهيل في المؤسسات الطبية التابعة لوزارة الدفاع الروسية، وسيحصل جميع المفرج عنهم على المساعدة الطبية والنفسية اللازمة».
وكان زعيم الانفصاليين في دونيتسك، دينيس بوشيلين، أعلن قبل ذلك أن عملية تبادل للأسرى جديدة تمت الخميس بصيغة 50 مقابل 50. وهذه ثالث عملية تبادل للأسرى خلال الأسابيع الأخيرة، تجري بوساطة خارجية بين موسكو وكييف.
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن القوات المسلحة تمكنت من تحرير مدينة أندرييفكا بالكامل من القوات الأوكرانية في دونيتسك. وأكد بيان عسكري أن الجيش الروسي «يواصل هجومه الناجح في اتجاه مدينة فوديانوي»، وكانت وزارة الدفاع أفادت في وقت سابق، باستكمال عملية «تحرير بيلوغوروفكا وبيرشي ترافنيا في دونيتسك». كما أشار بوشلين إلى تحقيق القوات الروسية «نجاحات على محور أوغليدار»، ووفقاً له، يمكن «توقع تحرير المدينة قريباً». في الأثناء، أعلن الجيش الروسي أنه «بات قريباً من السيطرة على مدينة أرتيموفسك»، مشيراً في بيان إلى أن معارك ضارية تجري أيضاً في مدينة مارينكا التي «يدور القتال داخلها».


مقالات ذات صلة

فون دير لاين: على أوروبا الاضطلاع بمسؤولية أمنها

أوروبا أورسولا فون دير لاين (إ.ب.أ)

فون دير لاين: على أوروبا الاضطلاع بمسؤولية أمنها

قالت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، اليوم الأربعاء، إنه يجب على أوروبا الاضطلاع بمسؤولية أمنها.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
أوروبا تظهر صورة التقطها قمر اصطناعي ميناء نوفوروسيسك بعد ما وصفته أوكرانيا بهجوم وقع في نوفوروسيسك كراسنودار كراي روسيا (رويترز)

حطام مسيَّرة أوكرانية يتسبب في حريق بمصفاة سلافيانسك الروسية

قالت السلطات في منطقة كراسنودار في جنوب روسيا إن حطام طائرة مسيَّرة أوكرانية تسبب لفترة وجيزة في اندلاع حريق بمعدات المعالجة وخط أنابيب داخل مصفاة نفط.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس (يمين) ورئيس البحرية الألمانية نائب الأدميرال يان كريستيان كاك (وسط) والكابتن برودر نيلسن ينظرون إلى أوراق عسكرية خلال حفل تسليم مروحية «سي تايجر» بوزارة الدفاع في برلين... 16 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)

روسيا ترفض وجوداً أطلسياً في أوكرانيا

أكَّدت موسكو أمس رفضَها نشر قوات تابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في أوكرانيا، وذلك بعدما رشح عن المفاوضات التي شهدتها برلين بين الجانبين الأميركي والأوكراني.

رائد جبر (موسكو) ميشال أبونجم (باريس)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)

زيلينسكي: يمكن الانتهاء من صياغة مقترحات إنهاء القتال في أوكرانيا في غضون أيام

صرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه يمكن في غضون أيام الانتهاء من صياغة المقترحات التي يجري التفاوض عليها مع المسؤولين الأميركيين.

«الشرق الأوسط» (كييف)
تحليل إخباري الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)

تحليل إخباري القادة الأوروبيون يتكيّفون مع واقع ابتعاد الحليف الأميركي

على امتداد عام 2025، ترسّخت في أوروبا حقيقة جديدة. فالولايات المتحدة، التي طالما كانت أقوى حلفاء القارة، أخذت تقوّض وحدة الاتحاد الأوروبي.

«الشرق الأوسط» (بروكسل )

بينها القتل والإرهاب... توجيه 59 اتهاماً لمنفّذ «هجوم سيدني»

صورة نشرتها وسائل إعلام أسترالية لنافيد أكرم خلال الهجوم على شاطئ بوندي
صورة نشرتها وسائل إعلام أسترالية لنافيد أكرم خلال الهجوم على شاطئ بوندي
TT

بينها القتل والإرهاب... توجيه 59 اتهاماً لمنفّذ «هجوم سيدني»

صورة نشرتها وسائل إعلام أسترالية لنافيد أكرم خلال الهجوم على شاطئ بوندي
صورة نشرتها وسائل إعلام أسترالية لنافيد أكرم خلال الهجوم على شاطئ بوندي

وجّهت الشرطة الأسترالية 59 اتهاماً، بينهما الإرهاب وقتل 15 شخصاً، للمشتبه به في اعتداء شاطئ بوندي نافيد أكرم، الأربعاء، بعد أسوأ عملية إطلاق نار جماعية تشهدها أستراليا منذ عقود.

وقالت شرطة نيو ساوث ويلز إن «الشرطة ستتهم في المحكمة الرجل بالقيام بسلوك تسبب بالقتل وبإصابات خطيرة وبتعريض حياة أشخاص للخطر من أجل الدفاع عن قضية دينية وإثارة الخوف في المجتمع».

وتشمل الاتهامات أيضاً 40 اتهاماً بالإيذاء بنية القتل اتصالاً بسقوط جرحى ووضع عبوة ناسفة قرب مبنى بهدف الإيذاء.

وأفادت في بيان بأن المؤشرات الأولية تدل على هجوم إرهابي مستوحى من تنظيم «داعش» المدرج على قائمة الإرهاب في أستراليا.

أول جنازة لضحايا هجوم سيدني

وأقامت أستراليا اليوم أول جنازة لضحايا حادث إطلاق النار الجماعي؛ حيث تجمعت حشود كبيرة لتأبين حاخام قُتل في الهجوم.

وقَتل ساجد أكرم وابنه نافيد 15 شخصاً، عندما أطلقا النار على جمع من المحتفلين بعيد «حانوكا» اليهودي، على الشاطئ الشهير، مساء الأحد.

كان بين القتلى فتاة تبلغ 10 سنوات، وناجيان من المحرقة، وزوجان قُتلا بالرصاص لدى محاولتهما وقف الهجوم، بينما نُقل أكثر من 40 شخصاً إلى المستشفى.

كان إيلي شلانغر -وهو أب لخمسة ومعروف باسم «حاخام بوندي»- أول شخص يتم تأبينه بإقامة مراسم في كنيس «حباد بوندي»، حسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وصول نعش إيلي شلانغر حاخام بوندي إلى مكان الجنازة (إ.ب.أ)

وسيقيم كنيس «حباد بوندي» جنازة أخرى للحاخام يعقوب ليفيتان البالغ 39 عاماً، بعد ظهر اليوم.

من جهته، قال رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز، الأربعاء: «قلبي مع المجتمع اليوم وكل يوم».

وأضاف في تصريح لمحطة إذاعية محلية: «لكن اليوم سيكون يوماً صعباً بشكل خاص مع بدء أولى الجنازات».

نعش الحاخام يعقوب ليفيتان (إ.ب.أ)

بث الذعر

وقالت السلطات إن الهجوم كان يهدف إلى بث الذعر بين اليهود في البلاد.

وقال ألبانيز إن المسلحَين -وهما رجل وابنه- كانا مدفوعين بـ«آيديولوجية الكراهية».

وأشار الثلاثاء إلى أن الجريمة كانت مدفوعة «بآيديولوجية تنظيم (داعش)... الآيديولوجية التي كانت سائدة لأكثر من عقد، وأدت إلى آيديولوجية الكراهية هذه».

وقال ألبانيزي إن نافيد أكرم -وهو عامل بناء عاطل عن العمل يبلغ 24 عاماً- لفت انتباه وكالة الاستخبارات الأسترالية عام 2019 «بسبب صلته بآخرين»؛ لكن لم يُعتبر تهديداً وشيكاً وقتها.

وأضاف: «لقد حققوا معه، وحققوا مع أفراد أسرته، وحققوا مع أشخاص محيطين به... ولكنه لم يُعتبر في ذلك الوقت شخصاً مثيراً للاهتمام».

وتجري الشرطة تحقيقات لمعرفة ما إذا كان الرجلان التقيا متطرفين خلال زيارة للفلبين، قبل أسابيع من الهجوم.

وأكدت إدارة الهجرة في مانيلا لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أنهما أمضيا معظم شهر نوفمبر (تشرين الثاني) في البلاد، وكانت دافاو وجهتهما النهائية.

ولهذه المنطقة الواقعة في جزيرة مينداناو الجنوبية، تاريخ طويل من حركات التمرد والتطرف.

وأطلق الرجل وابنه النار على الحشد عند الشاطئ لمدة 10 دقائق، قبل أن تفتح الشرطة النار على ساجد البالغ 50 عاماً وتقتله.

أما نافيد الذي أصيب برصاص الشرطة، فنقل إلى المستشفى في حالة حرجة، وقد أفادت وسائل إعلام محلية بأنه استيقظ من غيبوبة ليل الثلاثاء- الأربعاء.

وأظهرت لقطات كاميرا سيارة، نشرت أخيراً، الزوجين بوريس وصوفيا غورمان وهما يحاولان إحباط الهجوم في مراحله الأولى.

وقام الميكانيكي المتقاعد بوريس غورمان، البالغ 69 عاماً، بإسقاط أحد المهاجمين أرضاً، بينما كان يحاول انتزاع سلاحه. وتمكَّن من الإمساك بسلاح ساجد أكرم لفترة وجيزة، بينما اندفعت زوجته صوفيا البالغة 61 عاماً نحوه لمساعدته. ولكن المهاجم تمكَّن من سحب سلاح آخر، وأطلق النار على الزوجين وقتلهما.

واتفق قادة أستراليا، الاثنين، على تشديد القوانين التي سمحت للأب بامتلاك 6 أسلحة نارية.

ولم تشهد أستراليا حوادث إطلاق نار مماثلة منذ قتل مسلح 35 شخصاً في مدينة بورت آرثر السياحية عام 1996.

وأدت تلك الحادثة إلى حملة تضمنت برنامجاً لإعادة شراء الأسلحة، وفرض قيود على الأسلحة النصف آلية.

لكن في السنوات الأخيرة، سجلت أستراليا ارتفاعاً مطرداً في عدد الأسلحة النارية التي يملكها أفراد.

أحد المشيعين يشعل الشموع حول أكاليل زهور وُضعت لتكريم ضحايا الهجوم (أ.ف.ب)

وتسبب الهجوم الأخير في إحياء الادعاءات بأن أستراليا لا تبذل جهوداً كبيرة لمحاربة معاداة السامية.

ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الدول الغربية إلى تكثيف جهودها لمكافحة معاداة السامية وحماية المجتمعات اليهودية.

وقال في خطاب بثه التلفزيون، الثلاثاء: «أطالب الحكومات الغربية باتخاذ الإجراءات اللازمة لمكافحة معاداة السامية، وتوفير الأمن والحماية التي تحتاج إليها المجتمعات اليهودية في كل أنحاء العالم. ومن الأجدر بها أن تستجيب لتحذيراتنا. أطالب بالتحرك الفوري».


رئيس الوزراء الكندي يقر بأن بلاده لن تحقق أهدافها المناخية

رئيس الوزراء الكندي مارك كارني (رويترز)
رئيس الوزراء الكندي مارك كارني (رويترز)
TT

رئيس الوزراء الكندي يقر بأن بلاده لن تحقق أهدافها المناخية

رئيس الوزراء الكندي مارك كارني (رويترز)
رئيس الوزراء الكندي مارك كارني (رويترز)

أقر رئيس الوزراء الكندي مارك كارني في مقابلة بثتها «راديو-كندا» العامة الثلاثاء، بأن البلاد لن تتمكن من تحقيق أهدافها المناخية لعامي 2030 و2050.

وقال «الأمر الواضح هو أن كندا لن تحقق أهدافها المناخية لعامَي 2030 و2035 بالسياسة الحالية» مضيفا أنه يجب «تغييرها».

وتعهدت حكومة جاستن ترودو السابقة عام 2021 خفض انبعاثات غازات الدفيئة في كندا بنسبة تراوح بين 40 و45 في المئة بحلول عام 2030، مقارنة بمستويات عام 2005. وتظهر أحدث أرقام متاحة أن هذه الانبعاثات انخفضت بنسبة 8,5 في المئة في كندا بين عامَي 2005 و 2023. لكن معهد المناخ الكندي حذّر أخيرا من أن هذه الانبعاثات قد تعاود الارتفاع بسبب سياسات الحكومة الجديدة.

منذ توليه السلطة في مارس (آذار)، ألغى مارك كارني العديد من التدابير المناخية بما فيها ضريبة الكربون على الأفراد والحد الأقصى للانبعاثات من قطاع النفط والغاز. كما أعلنت حكومته سلسلة من المشاريع الكبرى في الأشهر الأخيرة لجعل كندا «قوة عظمى في مجال الطاقة».

وفي مواجهة التوترات التجارية المتواصلة مع الولايات المتحدة، ترغب البلاد في الانفتاح على أسواق عالمية أخرى وخفض اعتمادها التجاري على واشنطن وسط حرب تجارية أطلقها دونالد ترمب.

وقال مارك كارني في المقابلة إنه مقتنع بأن «الاستثمارات الكبيرة» التي أُعلنت في قطاع الطاقة ستساهم في خفض الانبعاثات على المدى الطويل. وتصنَّف كندا من بين كبرى الدول المصدرة لغازات الدفيئة للفرد.


باحثون يتوقعون ذوبان آلاف الأنهر الجليدية سنوياً بحلول منتصف القرن

بحلول نهاية القرن لن يتبقى سوى 9 في المائة من الأنهار الجليدية (رويترز)
بحلول نهاية القرن لن يتبقى سوى 9 في المائة من الأنهار الجليدية (رويترز)
TT

باحثون يتوقعون ذوبان آلاف الأنهر الجليدية سنوياً بحلول منتصف القرن

بحلول نهاية القرن لن يتبقى سوى 9 في المائة من الأنهار الجليدية (رويترز)
بحلول نهاية القرن لن يتبقى سوى 9 في المائة من الأنهار الجليدية (رويترز)

أظهرت دراسة حديثة أن آلاف الأنهر الجليدية ستختفي سنوياً خلال العقود المقبلة، ولن يتبقى منها سوى جزء ضئيل بحلول نهاية القرن الحالي ما لم يتم كبح جماح الاحترار المناخي.

وبحسب الدراسة، فإن الإجراءات الحكومية المتعلقة بتغير المناخ قد تحدد ما إذا كان العالم سيفقد ألفين أو 4 آلاف نهر جليدي سنوياً بحلول منتصف القرن.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، قد يُحدث لجم الاحترار بضع درجات فقط، فرقاً بين الحفاظ على ما يقرب من نصف الأنهر الجليدية بالعالم في عام 2100، أو أقل من 10 في المائة منها.

وذكرت الدراسة التي نشرت نتائجها مجلة «نيتشر كلايمت تشينج» بقيادة عالم الجليد لاندر فان تريخت: «تؤكد نتائجنا ضرورة وضع سياسات مناخية طموحة».

ويركز الباحثون في العادة على حجم كتلة الجليد ومساحة الأنهار الجليدية العملاقة في العالم، لكنّ فان تريخت وزملاءه في الفريق البحثي، سعوا إلى تحديد عدد الأنهار الجليدية الفردية التي قد تذوب سنوياً خلال هذا القرن.

وعلى الرغم من أن ذوبان الأنهار الجليدية الصغيرة قد يكون له تأثير أقل على ارتفاع مستوى سطح البحر مقارنةً بالأنهار الجليدية الكبيرة، فإن فقدانها قد يُلحق ضرراً بالغاً بالسياحة أو الثقافة المحلية، وفق الباحثين.

وقال فان تريخت، من المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيوريخ وجامعة بروكسل الحرة، في تصريحات صحافية، إن «اختفاء أي نهر جليدي بحد ذاته، قد يُحدث آثاراً محلية كبيرة، حتى إن كانت كمية المياه الذائبة التي يُسهم بها ضئيلة».

وشارك الباحث المشارك في إعداد الدراسة ماتياس هوس، وهو أيضاً عالم جليد في المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا بزيوريخ، في جنازة رمزية لنهر بيزول الجليدي في جبال الألب السويسرية عام 2019.

وأشار إلى أن «فقدان الأنهار الجليدية الذي نتحدث عنه هنا ليس مجرد مصدر قلق للعلماء؛ بل هو أمر يؤثر فينا بشدة».

ودرس العلماء مخططات تشمل 211 ألفاً و490 نهراً جليدياً، مستمدة من صور الأقمار الاصطناعية من قاعدة بيانات عالمية، لتحديد العام الذي سيشهد زوال أكبر عدد من الأنهار الجليدية، وهو مفهوم أطلقوا عليه تسمية «ذروة انقراض الأنهار الجليدية».

واستخدموا لهذه الغاية نماذج حاسوبية للأنهار الجليدية في ظل سيناريوهات احترار مختلفة، تتراوح بين عالم ترتفع فيه درجات الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية، وعالم ترتفع فيه الحرارة بمقدار 4 درجات مئوية.

ويفقد العالم اليوم نحو 1000 نهر جليدي سنوياً، لكن الدراسة حذرت من أن وتيرة الفقدان ستتسارع.

وسيبلغ عدد الأنهار الجليدية المفقودة سنوياً ذروته عند ألفي نهر بحلول عام 2041، حتى لو لجم الاحترار عند عتبة 1.5 درجة مئوية، وهو الحد الذي تعهدت الدول بتحقيقه بموجب اتفاقية باريس، لتجنب أسوأ آثار تغير المناخ.

وبهذا المعدل، سيتبقى 95 ألفاً و957 نهراً جليدياً حول العالم بحلول عام 2100، أي أقل بقليل من النصف.

لكن الأمم المتحدة حذرت من أن الاحترار المناخي العالمي يسير على مسار سيتجاوز عتبة 1.5 درجة مئوية في السنوات القليلة المقبلة.

ووفقاً لتوقعات تشير إلى ارتفاع درجات الحرارة بمقدار 2.7 درجة مئوية في ظل السياسات الحكومية، سيختفي نحو 3 آلاف نهر جليدي سنوياً بين عامي 2040 و2060، بحسب علماء الجليد.

وبحلول عام 2100، لن يتبقى سوى نهر جليدي واحد من كل 5 أنهار، أي 43 ألفاً و852 نهراً، في عالم ترتفع فيه معدلات الحرارة بمقدار 2.7 درجة مئوية.

وفي أسوأ السيناريوهات، حيث ترتفع درجات الحرارة بمقدار 4 درجات مئوية، سيختفي ما يصل إلى 4 آلاف نهر جليدي سنوياً بحلول منتصف خمسينات القرن الحالي.

وبحلول نهاية القرن، لن يتبقى سوى 9 في المائة من الأنهار الجليدية، أي 18 ألفاً و288 نهراً.