أكد الفرنسي إيرفي رينارد، مدرب المنتخب السعودي، أن الأخضر بإمكانه كتابة التاريخ من جديد عندما يواجه المكسيك اليوم في الموقعة الحاسمة التي قد تقوده إلى بلوغ دور الـ16 في المونديال.
وقال رينارد، خلال مؤتمر صحافي أمس: «هذا الجيل رائع وجيد... متأكد أن الجمهور سيدعمهم، الجميع هُنا يبحث عن كتابة التاريخ».
وعن إمكانية مواجهة فرنسا في الدور المقبل في حال تأهل الأخضر، قال: «حالياً أهم ما نفكر فيه هو مواجهة المكسيك، وبالطبع الاحتمالات لدينا واردة، ووضعنا ذلك في الحسبان؛ لكن كما ذكرت: نخوض مباراة حاسمة أمام المكسيك».
وتابع: «هذه ثالث أهم مباراة في حياتي المهنية بعد 2012 و2015، مثل هذه المباريات لا يمكن أن نخسرها؛ لأن الندم فيها سيكون كبيراً جداً». وواصل حديثه: «عندما تعمل مدرباً وتدرب برشلونة مثل مارتينو؛ أعتقد أن كل المدربين الآخرين يكنون لك الاحترام، ونعرف أيضاً أن منتخب المكسيك لديه روح قتالية عالية». وقال: «أعتقد أن مباراتنا أمام المكسيك ستكون حاسمة حتى الثواني الأخيرة، وستحمل معها ضغطاً كبيراً».
من جانبه؛ عدّ اللاعب محمد كنو أن مباراة المكسيك «لن تكون سهلة. نتمنى أن ننتصر ونتأهل لدور الـ16». وواصل كنو حديثه: «ثقة المدرب بنا كبيرة. هو يجعلنا نقدم كل ما لدينا لنرد له الدعم الذي يقدمه لنا. أعتقد نحن مجموعة لاعبين منذ 3 سنوات في المنتخب نلعب باستمرار، ولدينا تجانس كبير يجعلنا نظهر بصورة مميزة». وأردف: «مباراة المكسيك هي بالنسبة إلينا (حياة أو موت). نبحث عن صناعة التاريخ. هي مهمة لنا نحن اللاعبين، وللوطن. سندخل المباراة باحترام كبير للمكسيك؛ لأنه منتخب صعب وقوي بدنياً ولياقياً، وبإذن الله نكون عند حسن الظن».
مارتينو مدرب المكسيك خلال المؤتمر الصحافي أمس (إ.ب)
وقال: «رينارد من أفضل المدربين في حياتي، تعلمت منه الكثير واستفدت منه الكثير، ويستحق أن نقاتل من أجله».
وكان رينارد تنفس الصعداء بجاهزية كنو الذي اكتفى بحصة تدريبية مع المعد البدني، قبل أن يشارك أمس في التدريبات الجماعية ويعلن جاهزيته للمشاركة في لقاء المكسيك الحاسم في نهاية دور المجموعات بمونديال قطر 2022.
ويعد كنو أحد أبرز اللاعبين المؤثرين في خريطة الأخضر السعودي، وأظهر إمكانات فعالة، ولعب دوراً مؤثراً في مواجهة الأرجنتين وكذلك بولندا رغم الخسارة التي مُني بها المنتخب السعودي.
وغاب كنو عن الحصة التدريبية الجماعية يوم الاثنين بداعي الإرهاق والإجهاد الذي تعرض له اللاعب؛ حيث فضل المدرب إراحته من زيادة الأعباء اللياقية واكتفى بتدريبات خاصة مع المعد البدني.
وأنهى الأخضر السعودي تدريباته استعداداً لمواجهة المكسيك بحصة تدريبية كانت مفتوحة أمام وسائل الإعلام في أول ربع ساعة قبل أن تغلق، في الوقت الذي غاب فيه اللاعبون عن الإدلاء بأي تصريحات بعد الخسارة أمام بولندا.
ووجد محمد البريك في مدرجات ملعب التدريبات بعد أن بدأ مع اللاعبين في الاجتماع ودخل سريعاً في التدريبات اللياقية قبل أن يصعد إلى المدرج ويكتفي بمتابعة المران وسط تأثره بالإصابة التي لحقت به، حيث سيغيب عن مواجهة المكسيك كما أعلن المنتخب سابقاً.
ورسم رينارد النهج التكتيكي الذي سيسير عليه في المباراة، حيث أشرك سلطان الغنام في موقع الظهير الأيمن لتعويض غياب محمد البريك مقابل حضور سعود عبد الحميد في الطرف المقابل.
وسيعوض ناصر الدوسري غياب عبد الإله المالكي الموقوف عن مواجهة المكسيك بداعي تراكم البطاقات الملونة، حيث سيكون اللاعب الشاب أمام تحد كبير للمشاركة في صفوف الأخضر للمرة الأولى لاعباً أساسياً في المونديال بعد أن أشركه رينارد بديلاً في مباراة بولندا قبل نهايتها بدقائق قليلة.
من جهة ثانية، قال جيراردو مارتينو، مدرب المكسيك، إن عدم تسجيل الأهداف مشكلة «خطيرة» لا يتحملها المهاجمون فقط.
وأثار ضعف هجوم المكسيك قبل كأس العالم مشاعر القلق، ولم يسجل الفريق حتى الآن في نهائيات كأس العالم في قطر.
ورداً على سؤال عما إذا كان يشعر بالقلق من سوء أداء الفريق أمام المرمى، قال مارتينو للصحافيين: «إنها مشكلة خطيرة في الوقت الراهن؛ لأننا نحتاج إلى التسجيل في المباراة. ما حدث خلال العام الماضي كان لأسباب مختلفة؛ حيث واجه مهاجمونا مشكلات بدنية. بعضهم في حالة جيدة في كأس العالم، لكن الأمر لا يتعلق بالمهاجمين فقط. نتشارك جميعاً المسؤولية. الأمر متروك للفريق بأكمله؛ وليس فقط مواقف معينة».
وقال لاعب الوسط آندريس جواردادو إن اللاعبين يعتقدون أن لديهم فرصة للتأهل إلى أدوار خروج المغلوب.
وأضاف: «عندما تتعرض لكبوة؛ فعليك أن تنهض وتقلب الصفحة سريعا. لدينا فرصة كبيرة لنسيان الهزيمة أمام الأرجنتين في مباراة كبيرة أمام السعودية. نؤمن بفرصنا، ولا أحد يقول إنها مستحيلة».
وأضاف: «نحترم المنافس ونعرف جيداً ما فعله أمام الأرجنتين وأيضاً في الشوط الأول أمام بولندا. لا نخشى أحداً».
ويلعب المنتخب المكسيكي برسم 5 - 3 - 2 تحت قيادة مدربه الأرجنتيني تاتا مارتينو، بالرهان على الثنائي فيجا ولوزانو بالمقدمة، وخلفهما الثلاثي غواردادو، وشافاز، وهيكتور هيريرا، وفي الخلف يوجد الخماسي ألفاريز، وأراوخو، ومونتيز، ومورينو، وجالاردو، أمام الحارس الخبير أوتشوا.
ويضم المنتخب المكسيكي عدداً من اللاعبين الذين يحترفون في أوروبا وأميركا، بالإضافة إلى بعض لاعبي الدوري المحلي، حيث يحل إيرفينغ لوزانو؛ نجم فريق نابولي الإيطالي، في قائمة أبرز لاعبي المكسيك، جنباً لجنب مع غواردادو لاعب ريال بيتيس الإسباني، وألفاريز لاعب آياكس الهولندي، وراؤول خيمينيز لاعب وولفرهامبتون الإنجليزي، دون نسيان حارسهم الأبرز أوتشوا لاعب فريق كلوب أميركا.
ومن المتوقع أن يجري مارتينو بعض التعديلات المحورية في خطته أمام الأخضر السعودي، بالبدء بالمهاجم راؤول خيمينيز لاعب وولفرهامبتون الإنجليزي بجوار لوزانو لاعب نابولي ونجم المنتخب الحالي، فيما تزيد حظوظ مشاركة إديسون ألفاريز لاعب آياكس الهولندي في خط الوسط، لإضفاء عنصر الحيوية والقوة البدنية على منطقة الوسط.