المتمردون يمنعون وصول سفينة إغاثية إلى ميناء البريقة في عدن

رئيس المجلس الأهلي الحضرمي: لسنا سلطة ولا بديل عنها

المتمردون يمنعون وصول سفينة إغاثية إلى ميناء البريقة في عدن
TT

المتمردون يمنعون وصول سفينة إغاثية إلى ميناء البريقة في عدن

المتمردون يمنعون وصول سفينة إغاثية إلى ميناء البريقة في عدن

منعت نيران العدوان الحوثي وصول سفينة تحمل مواد إغاثية من الوصول إلى ميناء البريقة في عدن، ما اضطر قبطان السفينة إلى تحويل مسارها إلى ميناء المكلا عاصمة حضرموت لترسو هناك بسلام. وأكدت السلطات المحلية في المكلا أن الميناء استقبل السفينة الخشبية (ساتيانارايان) والتي تحمل على متنها 1150 طن مواد غذائية إغاثية مختلفة مرسلة من دولة قطر لمحافظات حضرموت وأبين وشبوة عبر مؤسسة أمراض القلب الخيرية بمحافظة حضرموت.
وقال رئيس مؤسسة أمراض القلب الخيرية محمد عوض باشعيب أن السفينة (ساتيانارايان) هي أول سفينة إغاثة تصل لمحافظة حضرموت في ظل حاجة ماسة لها لما تعانيه المحافظة وأبناؤها والنازحون فيها من وضع معيشي صعب بسبب الحرب الدائرة في اليمن وتزايد أعداد النازحين بحضرموت من المحافظات المجاورة.
وأكد أن السفينة مرسلة عبر ميناء جيبوتي وكان مقرر رسوها في ميناء البريقة التابع لمحافظة عدن غير أن ما تعرض له الميناء من هجمات من الحوثيين جعل جمعية قطر الخيرية تحول مسار السفينة إلى ميناء المكلا بعد التواصل مع مؤسسة أمراض القلب.
ويضيف باشعيب أن السفينة تحمل على متنها 1150 طنا مواد غذائية عبارة عن أرز ودقيق وسكر وزيت مقدمة من مؤسسة قطر الخيرية لمحافظات حضرموت وشبوة وأبين وأنه سيتم توزيعها على بعض مراكز الإيواء للنازحين وبعض المستشفيات والمراكز الصحية كمراكز غسيل الكلى في المكلا والقطن وشبوة.
وتعاني محافظة حضرموت وضعا معيشيا صعبا بسبب الأزمة الحالية التي تواجهها البلاد، في ظل توقف الكثير من الأعمال والحركة التجارية في المحافظة، إضافة لاستقبالها لعشرات الآلاف من النازحين من أبناء المحافظات الجنوبية بسبب الاعتداء الحوثي على المواطنين العزل في مختلف محافظات الجنوب.
في هذه الأثناء، جدد المهندس عمر بن الشكل الجعيدي رئيس المجلس الأهلي الحضرمي التأكيد على أن المجلس ليس سلطة أو بديلا عنها وإنما هو مجلس أزمة جاء في ظرف عصيب ومنعطف خطير لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وحفظ أمن مدينة المكلا بعد تخلي الكل عن المسؤولية.
وقال في الأمسية الرمضانية التي أقامها المجلس الأهلي الحضرمي في قاعة الدكتور علي هود باعباد داخل الحرم الجامعي لجامعة حضرموت إن على الجميع استشعار المسؤولية وتحملها والوقوف صفا واحدا لخدمة حضرموت وحمايتها في هذه المرحلة الاستثنائية والمشهد المعقد، مشددا على أهمية تكثيف العمل الجاد من أجل إعادة أجيالنا لتاريخ وثقافة وفكر الأجداد الذين نشروا الإسلام في شتى بقاع الأرض.
واستغرب رئيس المجلس الأهلي وصول المساعدات الإغاثية لميناء الحديدة الذي يسيطر عليه التمرد الحوثي، فيما لا تصل تلك المساعدات إلى ميناء عدن أو ميناء المكلا حيث وصل عدد النازحين لحضرموت قرابة 70 ألف نازح، متسائلا عن السر في تسليم الجلاد قوت الضحية، ومساعدته على الإمعان في تعذيبه وصولا إلى إجباره على الاستسلام.
ووجه الشكل نداء عاجلا إلى دول التحالف العربي بقيادة السعودية ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وزعماء الدول المشاركة في التحالف بالإسراع في إغاثة إخوانهم وإرسال المساعدات إليهم، مشددا على أن المستشفيات مزدحمة بالمرضى والدواء ينفد ويتناقص.
ووجه رئيس المجلس الأهلي أيضا نداء استغاثة للمنظمات الدولية طالبا التعجيل في إرسال المساعدات الإغاثية لإخوانهم من أبناء الجنوب، مؤكدا استعداد ميناء المكلا ومطار المكلا لاستقبالها وتأمينها.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.