مصادر فلسطينية: الحمد الله يريد كفاءات شابة وإعلان التعديل يحتاج بعض الوقت

رفض الحكومة بشكلها الحالي وطلب تغييرات بانتظار الاتفاق على حكومة وحدة

رامي الحمد الله
رامي الحمد الله
TT

مصادر فلسطينية: الحمد الله يريد كفاءات شابة وإعلان التعديل يحتاج بعض الوقت

رامي الحمد الله
رامي الحمد الله

قالت مصادر فلسطينية مسؤولة لـ«الشرق الأوسط»، إن التعديل الحكومي الذي من المتوقع أن يطال 5 وزارات في حكومة التوافق التي يرأسها الدكتور رامي الحمد الله، لا يزال بحاجة إلى بضعة أيام، بخلاف ما سرب حول اتفاق نهائي على شكل التعديل لا ينقصه سوى أداء اليمين.
وأكدت المصادر أن الحمد الله ما زال يجري مشاورات جدية مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، لاختيار كفاءات شابة بإمكانها المساعدة على تطوير العمل الحكومي بما يسهم في تقديم خدمات أفضل. وبحسب المصادر، فإن الحمد الله يدرك جيدا أنه سيتحمل مسؤولية أي إخفاق في عمل الحكومة في المرحلة المقبلة، بعدما أصر على إجراء التعديل في هذا الوقت، إلى حين الاتفاق على حكومة وحدة وطنية، ولذلك فإنه يبحث عن كفاءات جديدة.
وكان الحمد الله أبلغ الرئيس عباس، الأسبوع الماضي، بأنه يجب إجراء تعديلات حكومية بالحد الأدنى، لحين الاتفاق مع حماس على تشكيل حكومة وحدة وطنية. وقالت المصادر: «إنه يدرك (الحمد الله) أن ثمة تقصيرا في الأداء الحالي. لكنه كان يقود حكومة لم يخترها بنفسه، والآن جاء وقت التغيير حتى لو كان محدودا». وتابعت المصادر أن: «الحمد الله رفض أن يستمر الوضع كما هو عليه الآن، هناك وزراء يديرون حقيبتين وهو يدير 3 حقائب هي الأهم، ثمة مسؤوليات كبيرة للبعض، وأداء غير موفق للبعض.. هذه الحكومة شكلت بهذه الطريقة كي تكون مؤقتة ومهمتها محددة، وما دامت ستستمر وعلى كاهلها مهمات أكبر حتى من التي حددت لها فقد أصبح التغيير واجبا».
ووافق الرئيس عباس على طلب الحمد الله إجراء التعديل بعد فشل الاتصالات بين حركتي فتح وحماس، لتشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة، بسبب إصرار حماس على دعوة الإطار القيادي المؤقت لمتابعة ملفات المصالحة كافة، واشتراطها أن تكون أي حكومة يتم تشكيلها هي حكومة مهمات، ومن دون برنامج سياسي، وأن تنال ثقة المجلس التشريعي قبل أن تباشر مهماتها، إضافة إلى وضع حل فوري لمشكلة الموظفين دون أي شروط مسبقة، وهي الشروط التي رفضتها المنظمة. وقال بيان لمنظمة التحرير إن عباس كلف الحمد الله بتعديل محدود. وكان يفترض أن يجري التعديل بصورة سريعة، لكن إصرار الحمد الله على اختيار كفاءات بنفسه ولديها الخبرة اللازمة تطلب وقتا إضافيا.
وقالت المصادر إنه «سيتم الاستغناء عن وزراء وتبديل أماكن وزراء وجلب جدد». وسيشمل التعديل وزارات الزراعة والداخلية والاقتصاد والحكم المحلي والتربية والتعليم.
ورفضت حماس حتى إجراء تعديل وزاري على الحكومة. وقال سامي أبو زهري، الناطق باسمها، إن «الحركة ترفض قرار عباس بإجراء تعديلات وزارية غير متوافق عليها، وتعتبر ذلك انقلابًا على اتفاق المصالحة». كما رفضت فصائل أخرى التعديل الوزاري. وقال ناطق بلسان الجبهة الديمقراطية المنضوية تحت إطار المنظمة: «إن الأزمة التي تعاني منها حكومة الوفاق الحالية ليست أزمة محض تقنية أو إدارية، بحيث يمكن حلها باستبدال وزراء أو إملاء شواغر، بل هي أزمة ذات طبيعة سياسية بامتياز، ولا سبيل إلى تجاوزها إلا بالتوجه الجاد لتشكيل حكومة وحدة وطنية، تشارك فيها جميع القوى الوطنية والإسلامية الفاعلة الموقعة على اتفاق القاهرة للمصالحة الوطنية. الأمر الذي يمنحها وزنا سياسيا وقدرة على التغلب على العقبات التي أعاقت عمل الحكومة الحالية وأدت إلى فشلها».
وحذر الناطق من «النتائج الوخيمة التي يمكن أن تترتب على إجراء تعديل وزاري لا يحظى بتوافق وطني شامل، الأمر الذي قد يستخدم ذريعة لتعجيل مسار الفصل بين غزة والضفة الفلسطينية، وهو ما سينعكس دمارا للمشروع الوطني».
وتقول الحكومة إن التعديل ليس سياسيا وإنما إجراء فني يستهدف إفساح المجال للوزراء بالقيام بمهماتهم في حكومة يفترض أن تكوون مؤقتة، إلى حين الاتفاق بين الفصائل على حكومة وحدة وطنية.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.