غسان صليبا لـ : «الشرق الأوسط»: الحفلات العامة بمثابة متنفس لي ولجميع اللبنانيين

يطل اليوم في حفل غنائي خاص بعيد الاستقلال

يحضر غسان صليبا لأغنية جديدة بعنوان «كرمال الوفا» (فيسبوك)
يحضر غسان صليبا لأغنية جديدة بعنوان «كرمال الوفا» (فيسبوك)
TT

غسان صليبا لـ : «الشرق الأوسط»: الحفلات العامة بمثابة متنفس لي ولجميع اللبنانيين

يحضر غسان صليبا لأغنية جديدة بعنوان «كرمال الوفا» (فيسبوك)
يحضر غسان صليبا لأغنية جديدة بعنوان «كرمال الوفا» (فيسبوك)

تتوالى نشاطات المعهد الموسيقي الوطني في لبنان، التي تنظمها رئيسته هبة القواس بالتعاون مع وزارات مختلفة. فقبل نحو أسبوعين جرى تنظيم حفل موسيقي بالتعاون مع وزارتي الصحة والثقافة من أجل دعم المستشفى الجامعي الحكومي.
واليوم وبمناسبة عيد استقلال لبنان الواقع في 22 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام، يقام حفل موسيقي وغنائي في قصر اليونيسكو. ويقام هذه المرة برعاية رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، ووزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى، الذي دعا وهبة قواس لحضور هذا الحفل.
وتحت اسم «الحفل الثقافي» ستشارك في إحيائه الأوركسترا الفلهارمونية اللبنانية بقيادة المايسترو كارو أفيسيان، وكذلك الأوركسترا الوطنية للموسيقى الشرق عربية بقيادة المايسترو أندريه الحاج. ويشهد الاحتفال مشاركات من قبل الشعراء أنطوان سعادة ورودي رحمة وكورال الفيحاء، فيما يحل فيها الفنان غسان صليبا ضيف شرف يؤدي خلالها باقة من أغانيه الوطنية المشهورة.
ويشير صليبا، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن هذا النوع من الحفلات يجذبه، ومحبب إلى قلبه كونه يعد بمثابة متنفس له وللبنانيين أجمعين. ويتابع: «هي مناسبة لا تشبه غيرها، لأنني في الواقع لا أحب المشاركة في أي مناسبات تعرض عليّ، بل أختار ما يناسبني منها. ولكن ومن دون شك، فإن المشاركة في حفل ضخم من هذا النوع أطل فيه مع أوركسترا بهذا الحجم، يشرفني ويسعدني في آن. فالمناسبة بحد ذاتها حزينة لأننا حالياً لا نشعر بأي معانٍ لهذا العيد. فهو يغيب بصراحة عن الوطن والمواطن والمجتمع ككل، وهو ما يحز في قلبنا».
ويخبرنا صليبا عن مجموعة الأغاني التي سيؤديها في الحفل، والتي تدور في فلك الأعمال الوطنية. ويوضح: «سأقدم باقة منها كـ(وطني بيعرفني) و(أهل الأرض) و(زينوا الساحة) و(إذا راح الملك) وغيرها. وجميعها أغنيات تخاطب الناس بلسان حالهم». فصليبا الذي يعد من الفنانين اللبنانيين الذين برعوا في أداء هذا النوع من الأغاني، ولاقت شهرة واسعة، كما تربت أجيال من اللبنانيين عليها. فهي عابرة للزمن والحقبات، ولا تزال تردد حتى اليوم في مختلف المناسبات، رغم مرور سنوات طويلة على ولادتها.
ويعلق صليبا: «إنها من الأعمال الفنية التي تواكب كل الحقبات، لأن كلامها حقيقي وينبع من واقعنا وليس مجرد رصف كلام. ولذلك يتفاعل معها الناس لأنها تعبر عن أفكارهم وأمالهم وحبهم للوطن. وفي بعض أغانٍ مثل (كل شي تغير) التي لن تتاح لي فرصة أدائها في هذا الحفل، تتضمن الكثير من الجرأة ونقداً سياسياً عالي الوتيرة».
لا يفوت صليبا فرصة انتقاد الحكام في لبنان بين كل جزء وآخر من حديثنا معه. وعندما استوضحناه عن أهمية انطلاق ورشة بناء معهد موسيقي وطني جديد في لبنان يرد: «هي مبادرة رائعة ستنعكس علينا بشكل إيجابي من دون شك. ولكن الأولوية عندنا اليوم كلبنانيين ترتبط بالتغيير السياسي الذي نطمح إليه. فنحن تواقون لرؤية بلدنا يتقدم ويتطور مع طاقم سياسي جديد ومختلف. فالسياسيون في بلدنا قلبوا الآية، وبدل أن يكونوا في خدمة الشعب جعلوا هذا الأخير خادماً يتحكمون بمصيره. وأحمل أيضاً المسؤولية للمواطن اللبناني الخاضع الذي صار يشبه إلى حد كبير حكامه من ناحية الفساد».
منذ نحو أسبوعين، أحيا غسان صليبا حفلاً في دولة الإمارات العربية (أبوظبي)، ويوجد مشروع فني يحضر له من المتوقع أن يقام في المملكة العربية السعودية قريباً. ويصف اليوم موسم الرياض والانفتاح الكبير الذي تشهده السعودية: «إننا منبهرون بما يحدث من مشهدية جميلة في السعودية، والانفتاح الفني الذي تحرزه يوماً بعد يوم. فموسم الرياض شكل فرصة لفنانين كثر وقفوا على مسرحه من لبنانيين وعرب وأجانب. ونحن نتطلع إلى عملية تنظيم هذه البرامج بإعجاب. وأنا شخصياً أتمنى أن تتاح لي الفرصة وأطل على الجمهور السعودي الحبيب. وربما هذا اللقاء سيتم قريباً، مع انتهائنا من التحضيرات للحفل المتوقع أن نقدمه هناك».
وعما إذا هناك من مشاريع مسرحية وغيرها يحضر لها في لبنان يرد: «لا نعرف ماذا يحمل لنا المستقبل حول الأوضاع السياسية في لبنان. فكل المشاريع منوطة بالتطورات الخاصة بها. كما أن المسرحيات الغنائية تتطلب ميزانيات كبرى هي حالياً غير متوفرة عند المنتجين المحليين. وننتظر أن نرى أداء السياسيين المقبل لنعلم ما إذا كنا سنخرج من هذا النفق».
وعما إذا هو يتابع الساحة الغنائية وهناك من يلفته فيها يقول: «لا أتابع كثيراً ولكنني أشاهد ما يطالعني على وسائل التواصل الاجتماعي. أما بالنسبة لمن يلفتني فلا شك أن هناك أعمالاً جميلة. ولكن في المجمل الأعمال الهابطة فنياً هي السائدة اليوم. فهناك الكثير من المواهب الجيدة، لكنها مع الأسف لا تتاح لها أي فرص كي تخرج إلى النور».
وبعيداً عن الفن، يرغب غسان صليبا، خلال حديثه مع «الشرق الأوسط»، أن يتناول موضوع الحفاظ على البيئة. «أتمنى بعيداً عن الفن أن أتحدث عن الشأن البيئي، لأنه مهمل بشكل لافت. يجب الاهتمام به من نواحٍ عدة، لا سيما فيما يخص قطع الأشجار والتلوث البيئي. كما أن الإعلام لا يعطي مساحات كبيرة لهذا الموضوع، بل يصرف وقته على التفاهات بدل التركيز على البيئة نفسها». وهنا نسأله لماذا وكفنان معروف لا يقوم بحملات في هذا الإطار؟ يقول: «لا أفوت فرصة كي أسهم في زراعة أشجار الأرز. وبين تلك التي شاركت فيها، ما هو في مناطق الأرز ومحمية إهدن، ومؤخراً في بلدة الشبانية. وفي هذه الأخيرة غنيت نشيد البيئة، وهو إنتاج قديم من كلمات الراحل سعيد عقل. وفي المقابل هذه الحملات تحتاج إلى ميزانيات كبرى والدولة لا تحرك ساكناً».
لا يتعاطى كثيراً غسان صليبا بـ«السوشيال ميديا»، لكنه يتصفحها بين وقت وآخر. وهو من الناشطين على حساباته الخاصة عبر صفحات «فيسبوك» و«إنستغرام». «إنها تحتاج إلى تفرغ ووقت، وأنا شخصياً لا أملك الكثير منهما». وعن أغانيه الجديدة المتوقع أن يصدرها قريباً يختم: «أحضر لأغنية جديدة مع الملحن رواد رعد، وهي من النوع الرومانسي وتحمل عنوان (كرمال الوفا)».



«الألغام» تقتل فرحة السوريين العائدين إلى ديارهم

سوريون يتجمعون في ساحة الأمويين بدمشق للاحتفال بسقوط بشار الأسد (أ.ب)
سوريون يتجمعون في ساحة الأمويين بدمشق للاحتفال بسقوط بشار الأسد (أ.ب)
TT

«الألغام» تقتل فرحة السوريين العائدين إلى ديارهم

سوريون يتجمعون في ساحة الأمويين بدمشق للاحتفال بسقوط بشار الأسد (أ.ب)
سوريون يتجمعون في ساحة الأمويين بدمشق للاحتفال بسقوط بشار الأسد (أ.ب)

دعت منظمة بريطانية، اليوم (الأحد)، إلى بذل «جهد دولي» للقضاء على الألغام والقذائف غير المنفجرة في سوريا، مشيرة إلى أن آلاف الأشخاص العائدين إلى منازلهم بعد سقوط حكم الرئيس السابق بشار الأسد «معرضون لخطر شديد».

وبعد أكثر من 13 عاماً من الحرب المدمّرة، أصبحت مساحات شاسعة من سوريا مليئة بالألغام.

وشددت منظمة «هالو تراست» البريطانية على أن «ثمة حاجة ماسة إلى بذل جهد دولي للتخلص من ملايين الذخائر العنقودية والألغام وغيرها من الذخائر غير المنفجرة لحماية حياة مئات آلاف السوريين الذين عادوا إلى ديارهم، وتمهيد الطريق لسلام دائم».

وقال داميان أوبراين، مسؤول ملف سوريا في المنظمة المتخصصة بإزالة الألغام، إن «هذه الألغام منتشرة في الحقول والقرى والمدن، والناس معرضون للخطر بشكل كبير»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وشنَّ تحالف فصائل معارضة تسيطر عليه «هيئة تحرير الشام» هجوماً في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) أطاح حكم الأسد في 11 يوماً.

وأضاف أوبراين: «يمر عشرات آلاف الأشخاص يومياً عبر مناطق تنتشر فيها الألغام بكثافة».

والثلاثاء، لقي 3 أفراد من عائلة واحدة حتفهم بانفجار لغم في مدينة تدمر، بعدما عادت هذه العائلة النازحة لتفقّد منزلها، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

في اليوم التالي، أفاد «المرصد» بمقتل 5 مدنيين، بينهم طفل، في ظروف مماثلة في محافظتي حماة (وسط) ودير الزور (شرق).

والسبت، قال «المرصد» إن 6 مدنيين، بينهم 4 نساء، قُتلوا في منطقة حماة عندما انفجر لغم أثناء مرور سيارتهم، وإن شخصاً سابعاً قضى بعد أن أصابته شظايا في محافظة حمص (وسط). كذلك، أفاد بمقتل عنصرين من «هيئة تحرير الشام» أثناء تفكيك ألغام في بلدة الطلحية شرق إدلب.

والسبت أيضاً أكدت «منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيض)» أنها «أزالت وأتلفت» 491 ذخيرة غير منفجرة بين 26 نوفمبر (تشرين الثاني) و12 ديسمبر (كانون الأول).

وعام 2023، تسببت الألغام في سوريا بمقتل 933 شخصاً، لتحل بذلك في المرتبة الثانية بعد بورما التي سجَّلت 1003 ضحايا، وفق «مرصد الألغام».