«مهرجان مراكش» يعلن قائمة المتوجين بـ«ورشات الأطلس»

استقبل في سابع أيامه الإيراني أصغر فرهادي... والبريطاني جيريمي إيرونز

المتوجون بجوائز «ورشات الأطلس» ضمن فعاليات مهرجان الفيلم بمراكش
المتوجون بجوائز «ورشات الأطلس» ضمن فعاليات مهرجان الفيلم بمراكش
TT

«مهرجان مراكش» يعلن قائمة المتوجين بـ«ورشات الأطلس»

المتوجون بجوائز «ورشات الأطلس» ضمن فعاليات مهرجان الفيلم بمراكش
المتوجون بجوائز «ورشات الأطلس» ضمن فعاليات مهرجان الفيلم بمراكش

تواصلت أمس بمراكش، فعاليات المهرجان الدولي للفيلم في دورته الـ19، بعرض باقة من الأفلام المبرمجة في إطار عدد من الأقسام، بينها «طعم التفاح أحمر» لإيهاب طربيه (سوريا) و«الروح الحية» لكريستيل ألفيس ميرا (البرتغال) على مستوى المسابقة الرسمية، و«المينيونز: صعود جرو» للمخرج الأميركي كيل بالدا، ضمن عروض ساحة جامع الفنا، وذلك في حضور جاد المالح، الفنان الفرنسي من أصول مغربية، الذي كان أحد الذين قاموا بتشخيص الأصوات بالفرنسية للفيلم.
كما تمت برمجة فقرة حوارية مع المخرج وكاتب السيناريو السويدي روبن أوستلوند.
وتميزت فعاليات يوم أول من أمس، في سابع أيام التظاهرة، ببرمجة فقرتين حواريتين مع كل من المخرج وكاتب السيناريو الإيراني أصغر فرهادي، والممثل البريطاني جيريمي إيرونز، الذي سبق للمهرجان المغربي أن كرمه في دورته الرابعة عشرة، سنة 2014؛ كما تم الإعلان عن منح «ورشات الأطلس»، في ختام دورتها الخامسة، 8 جوائز تناهز قيمتها الإجمالية 106 آلاف يورو.

المخرج الإيراني أصغر فرهادي في فقرة حوارية بمهرجان مراكش

وقال فرهادي، خلال مروره في فقرة «حوار مع...»، إنه يميل إلى السينما التي يقيم فيها المخرج علاقة ديمقراطية مع المشاهد، من دون أن يفرض عليه طريقته في التفكير. كما تحدث عن تطور في الوعي السينمائي لدى الجمهور، مشيراً إلى أنه يترك للمتفرج سلطة إبداء الرأي والحكم، تبعاً لقناعاته وطريقة تفاعله مع أحداث الأفلام.
وحول اضطراره إلى تصوير عدد من أفلامه خارج بلده الأصلي، إيران، قال فرهادي إنه يفضل لو تمكن من تصوير أفلامه جميعها، هناك. قبل أن يستدرك قائلاً: «لأسباب متنوعة، أجد نفسي أعمل في بلد آخر».
وفي فقرة «العروض الخاصة»، اقترح المهرجان فيلم «المحكور ما كي بكيش (المحتقر لا يبكي)» (2022) لمخرجه المغربي فيصل بوليفة، وهو أحد الأفلام التي سبق أن حظيت بدعم «ورشات الأطلس»، المنصة التي تهدف إلى دعم جيل جديد من المخرجين السينمائيين المغاربة والعرب والأفارقة، من خلال عرض مشروعاتهم في الساحة الدولية.

الممثل البريطاني جيريمي إيرونز

وقررت لجنة تحكيم جوائز الأطلس الثلاث «لمرحلة ما بعد الإنتاج»، المؤلفة من غايا فورير (أيام مهرجان البندقية) وإيريك لاسيج (بيراميد فيلمز) وسيباستيان أونومو (سبيسيال توتش ستوديو)، منح جوائزها لأفلام: «إن شاء الله ولد» لأمجد الرشيد من الأردن، و«ديسكو أفريقيا» للوك رزاناغاونا من مدغشقر، و«حياة ذهبية» لبوباكار سانكاري من بوركينا فاسو - بنين.
بينما قررت لجنة تحكيم «جوائز الأطلس» الأربع «الخاصة بالتطوير»، المكونة من المنتجين لمياء الشرابي (لا برود) ونيكول جيرهاردز (نيكو فيلم) وفارس لادجيمي (سيبرنوفا فيلمز) منح جوائزها لأفلام: «البحر البعيد» لسعيد حميش بن العربي من المغرب، و«كش حمام» لدانيا بدير من لبنان، و«ديمبا» لمامادو ديا من السنغال، و«لِنده» لكاتي لينا ندياي من السنغال.
وبالإضافة إلى ذلك، مُنحت جائزة «أرتيكينو» الدولية، التي تمنحها القناة التلفزيونية الفرنسية - الألمانية، لمشروع الفيلم في مرحلة التطوير، لفيلم «تمنتاشر» لسامح علاء من مصر.
وقام البرنامج المهني للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، منذ 2018، بمواكبة 111 مشروعاً وفيلماً سينمائياً، منها 48 مشروعاً وفيلماً مغربياً.
وكدليل على النجاح الذي حققه هذا البرنامج، تم في مرحلة لاحقة اختيار عدد من الأفلام التي شاركت فيه من طرف مهرجانات سينمائية عالمية مرموقة.
وفي هذه السنة، تم اختيار 5 أفلام مدعومة من قبل «ورشات الأطلس»، في كل من «مهرجان كان» («أشكال» ليوسف الشابي، و«تحت الشجرة» لأريج السحيري)، «مهرجان البندقية» («ملكات» لياسمين بنكيران، و«المحكور ما كي بكيش» لفيصل بوليفة)، و«مهرجان لوكارنو» («شظايا السماء» لعدنان بركة)، قبل أن يتم تقديمها في أول عرض لها في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا خلال الدورة التاسعة عشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش.
وجمعت الدورة الخامسة 250 مهنياً دولياً حضروا من أجل مجموعة تتكون من 23 مشروعاً وفيلماً، يحملها جيل جديد من السينمائيين المغاربة والعرب والأفارقة.
واستفاد 16 مشروعاً في مرحلة التطوير، و6 أفلام في مرحلة التصوير أو في مرحلة ما بعد الإنتاج، من مواكبة خاصة تمثل نحو 150 ساعة قدمها مستشارون وخبراء في مجال كتابة السيناريو والإنتاج والتوزيع والمونتاج والموسيقى التصويرية.
كما تم اختيار فيلم واحد في إطار «عروض الأطلس للأفلام»، عُرض على جمهور خاص يتألف من مديري مهرجانات سينمائية.
ونتج عن سوق الإنتاج المشتركة «لورشات الأطلس» عدد من الطلبات التي تهم اللقاءات الفردية مع المخرجين والمنتجين الذين تم اختيار أعمالهم، من بينها 350 لقاء تم عقدها بالفعل، مما يدل، بحسب القائمين على هذه التظاهرة، على الاهتمام المتزايد للمهنيين بالتجارب السينمائية من القارة الأفريقية والعالم العربي.
واقترحت الورشات طاولتين مستديرتين، مع التركيز على كتابة السيناريو من خلال استعراض مسار مخرجين وكتاب سيناريو، علاوة على لقاء جمع عدداً من الموزعين الرئيسيين في العالم العربي.
وبالموازاة مع ذلك، تقاسم مهنيون خبراتهم في مجالات تخصصاتهم، مثل الصوت والكاستينغ والأرشيف والإنتاج، وذلك في إطار الفضاء المهني للورشات: «منصة أطلس».
وجرى، في إطار برمجة دورة السنة الحالية من مهرجان مراكش، تقديم 7 أفلام؛ منها 5 أفلام مغربية، سبق أن حظيت بدعم من قبل «ورشات الأطلس» في مرحلتي «التطوير» و«ما بعد الإنتاج».
ويتعلق الأمر بأفلام «المحكور ما كي بكيش» لفيصل بوليفة (المغرب)، و«ملكات» لياسمين بن كيران (المغرب)، و«شظايا السماء» لعدنان بركة (المغرب)، و«عبدِلينيو» لهشام عيوش (المغرب)، و«أسماك حمراء» لعبد السلام كلاعي (المغرب)، و«أشكال» ليوسف الشابي (تونس)، و«تحت الشجرة» لأريج السحيري (تونس).


مقالات ذات صلة

ميريل ستريب ستحصل على السعفة الذهبية الفخرية في مهرجان «كان»

يوميات الشرق الممثلة الأميركية ميريل ستريب (إ.ب.أ)

ميريل ستريب ستحصل على السعفة الذهبية الفخرية في مهرجان «كان»

ستحصل الممثلة ميريل ستريب على السعفة الذهبية الفخرية بحفل افتتاح مهرجان «كان» السينمائي في 14 مايو وفق ما أعلن المنظمون الخميس

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق لقطة للسينمائيين المكرمين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

مهرجان مصري جديد يهتم بأفلام «الومضة»

يهدف مهرجان «بردية لسينما الومضة» في دورته الأولى «1 إلى 7 مايو الجاري» إلى تسليط الضوء على الأفلام القصيرة جداً للمخرجين الشباب بهدف اكتشاف الموهوبين.

انتصار دردير (القاهرة )
سينما «المُرهَقون» (مهرجان أفلام السعودية)

دورة جديدة بأكثر من 70 فيلماً سعودياً وخليجياَ

انطلقت يوم أمس، الخميس، الدورة العاشرة لمهرجان الفيلم السعودي التي ستنتهي بحفل توزيع الجوائز في التاسع من هذا الشهر.

محمد رُضا (لندن)
يوميات الشرق نادين لبكي (حسابها على إنستغرام)

حضور نسائي عربي لافت في لجان تحكيم «كان السينمائي»

تشهد لجان تحكيم الدورة 77 لمهرجان كان السينمائي (14 - 25 مايو (أيار) 2024) حضوراً نسائياً عربياً لافتاً، حيث تشارك 3 سينمائيات عربيات في لجان التحكيم.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق فيلم «أنف وثلاث عيون» يحصد جائزة الجمهور في «مهرجان مالمو» (إدارة المهرجان)

مصر والمغرب وفلسطين تحصد جوائز في «مالمو للسينما العربية»

حصدت مصر والمغرب وفلسطين أهم جوائز الدورة الـ14 من «مهرجان مالمو للسينما العربية» الذي اختتمت فعالياته مساء السبت في حفل أقيم بالسويد.

محمود الرفاعي (مالمو - السويد)

هل هناك طريقة أفضل من تغليف الخضار بالبلاستيك؟

الإفراط في استخدام البلاستيك في تغليف الخضار يدعو الحكومات لإيجاد الحلول (شاترستوك)
الإفراط في استخدام البلاستيك في تغليف الخضار يدعو الحكومات لإيجاد الحلول (شاترستوك)
TT

هل هناك طريقة أفضل من تغليف الخضار بالبلاستيك؟

الإفراط في استخدام البلاستيك في تغليف الخضار يدعو الحكومات لإيجاد الحلول (شاترستوك)
الإفراط في استخدام البلاستيك في تغليف الخضار يدعو الحكومات لإيجاد الحلول (شاترستوك)

في ظل فرض حكومات قيوداً على تعبئة الأطعمة والأغذية في عبوات أو أغلفة بلاستيكية، يتم البحث عن بدائل صديقة للبيئة بدرجة أكبر. فيما يلي بعض منها ربما تجدها في متجر البقالة القريب منك. تم استخدام البلاستيك في تغليف الأطعمة للمرة الأولى خلال حقبة الثلاثينات، ووصل الأمر الآن إلى كل شيء.

إذا كان يبدو الأمر وكأن البلاستيك يحيط تقريباً بكل ثمار الخيار والتفاح والفلفل في ممر المنتجات الزراعية داخل المتاجر، فهذا حقيقي. ما بدأ بورق السلوفان خلال فترة الثلاثينات تسارع مع ظهور الأغلفة البلاستيكية خلال فترة الثمانينات، والسلاطة المعبأة داخل أكياس خلال فترة التسعينات. وزاد تسوق سلع البقالة عبر الإنترنت من وتيرة الأمر.

مع ذلك يستهدف السباق ما يطلق عليه الأشخاص، الذين يزرعون ويبيعون الفواكه والخضراوات، أملاً منشوداً، وهو تقويض وإنهاء هيمنة البلاستيك على المنتجات الزراعية. في استطلاع رأي تم إجراؤه خلال شهر مارس (آذار) بين المتخصصين والعاملين في مجال المنتجات الزراعية على موقع «لينكد إن»، تم تأييد التحول نحو استخدام مادة متحللة حيوياً. وقال سورين بيورن، الرئيس التنفيذي لـ«دريسكولز»، أكبر مؤسسة لزراعة التوت في العالم واتجهت نحو استخدام الأغلفة الورقية في الكثير من الأسواق الأوروبية، إن «الأمر كبير ومهم». وأنتجت «دريسكولز» أغلفة شفافة في التسعينات، وهي الآن تصمم أغلفة ورقية.

تفرض إسبانيا ضريبة على استخدام البلاستيك، وتضع فرنسا قيوداً صارمة على المنتجات الزراعية المعبأة داخل أغلفة بلاستيكية، ويوشك الاتحاد الأوروبي على وضع قيود خاصة به أيضاً. وتحاول كندا وضع خطة تتيح التخلص من التعبئة البلاستيكية للمنتجات الزراعية بنسبة 95 في المائة بحلول عام 2028. وفي الولايات المتحدة الأميركية، حظرت 11 ولاية تعبئة المنتجات داخل أغلفة بلاستيكية. في إطار خطة شاملة مناهضة للإهدار، تدعو إدارة بايدن إلى طرق جديدة لتعبئة الأغذية تستخدم مواد صديقة للبيئة ومضادة للميكروبات تستهدف الحد من الاعتماد على البلاستيك.

استعمال الحاويات الورقية من بين الحلول المطروحة (شاترستوك)

هل نتفق إذاً على أن التخلص من البلاستيك هو الحل؟

إن الحد من استخدام البلاستيك طريقة واضحة لمواجهة التغير المناخي. يتم إنتاج البلاستيك من الوقود الحفري، الذي يعد أكبر مساهم في غازات الدفيئة. إنه يخنق المحيطات، ويتسرب إلى السلسلة الغذائية. تتنوع التقديرات، لكن التعبئة مسؤولة عن نحو 40 في المائة من الفضلات البلاستيكية. مع ذلك يعدّ البلاستيك أكثر المواد والأدوات فاعلية في مكافحة خطر بيئي آخر هو إهدار الطعام. إن بيع المنتجات الزراعية مثل الإمساك بمكعب ثلج آخذ في الذوبان والسؤال عن الثمن الذي سوف يدفعه شخص مقابل الحصول عليه. إن الزمن أمر ضروري، والبلاستيك خيار جيد لإبطاء عطب وتحلل الخضراوات والفواكه. ويعني هذا إهدار كمية أقل من المنتجات الزراعية، تتسبب في نحو 60 في المائة من انبعاثات غاز الميثان في مكبّات النفايات حسب تقرير صادر عن وكالة حماية البيئة لعام 2023.

أوضحت دراسة سويسرية تم إجراؤها عام 2021 أن كل ثمرة خيار متعفنة فاسدة يتم التخلص منها تعادل أثراً بيئياً لـ93 غلافاً بلاستيكياً لثمار الخيار. اخترع علماء في جامعة كاليفورنيا بمدينة دافيس بديلاً من الجليد يبدو مثل حلوى جلاتينية، يمكن إعادة استخدامه عشرات المرات، ثم يتحلل حيوياً سريعاً. إن الطعام هو المادة الأكثر شيوعاً في مكبّات النفايات؛ حيث تنفق الأسرة الأميركية المتوسطة المكونة من أربعة أفراد 1500 دولار سنوياً على طعام يكون مصيره سلة القمامة. وتمثل الفواكه والخضراوات نحو نصف إجمالي الطعام المهدر من جانب الأسر، حسب بحث أجرته جامعة ولاية ميشيغان. ليس الطعام المهدر فقط هو الذي يزيد التغير المناخي؛ حيث تؤثر الجهود التي تم بذلها في عملية الزراعة والنقل وإهدارها في إنتاج الطعام الذي تم التخلص منه على المناخ أيضاً.

لا يمثل كل من منع إهدار الطعام والحد من استخدام البلاستيك هدفين منفصلين لا يجتمعان، فللاثنين أولوية على جدول أعمال إدارة بايدن، التي أصدرت خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) مسوّدة لاستراتيجية وطنية للحد من إهدار الطعام على المستوى القومي بمقدار النصف بحلول عام 2030. يزداد عدد المستهلكين الذين يؤكدون أن استخدام كميات أقل من البلاستيك ومواد التعبئة أمر ذو أهمية بالنسبة إليهم، لكن توضح عادات التسوق الخاصة بهم أمراً مختلفاً. اشترى متسوقون أميركيون سلاطة معبئة تقدر قيمتها بـ4.3 مليار دولار خلال العام الماضي، حسب الاتحاد الدولي للمنتجات الزراعية الطازجة. كذلك توضح تجارب التسويق وأبحاث مستقلة أن السعر والجودة يحددان الاختيارات الغذائية أكثر مما تحدده المخاوف البيئية.

على متاجر البقالة اتخاذ قرارات صعبة أيضاً؛ حيث اشتكى المتسوقون من الاضطرار إلى شراء منتجات زراعية تمت تعبئتها بالفعل داخل أغلفة بلاستيكية، ووضع بطاقة السعر عليها. يعدّ عدم بيع المنتجات حسب الوزن أسهل بالنسبة إلى المتجر؛ حيث لا يحتاج العاملون به إلى وزن كل سلعة. مع ذلك يضطر ذلك في كثير من الأحوال المتسوقين إلى شراء أكثر مما يحتاجون.

ما بدائل البلاستيك التي تلوح في الأفق؟

فيما يلي بعض الأفكار المتجهة إلى ممر المنتجات الزراعية داخل المتاجر.

حقائب مصنعة من الأشجار. تستخدم شركة نمساوية أشجار الزان لتصنيع حقائب على شكل شبكة من السليلوز القابل للتحلل الحيوي لتغليف المنتجات الزراعية. وتعرض شركات أخرى حقائب لها شكل مماثل تتحلل في غضون أسابيع قليلة.

غشاء من القشور. يتم تحويل قشور البرتقال والقريدس وغيرها من الفضلات الطبيعية الأخرى إلى غشاء يمكن استخدامه مثل ورق السلوفان، أو يتم تصنيع حقائب منه. ويتم رش طبقة قابلة للأكل مصنوعة من أحماض دهنية مستخرجة من نباتات على ثمار الخيار والأفوكادو وغير ذلك من المنتجات الزراعية التي يتم بيعها في الكثير من متاجر البقالة. إنها تعمل بطريقة مشابهة للطبقة الشمعية التي عادة ما يتم استخدامها على الحمضيات والتفاح.

أغلفة من الورق المقوى. تمثل الأغلفة البلاستيكية تجارة تقدر قيمتها بـ9.1 مليار دولار في الولايات المتحدة الأميركية، وعدد المزارعين الذين يستخدمونها هائل. سوف يمثل استبدال تلك الأغلفة تحدياً هائلاً، خصوصاً في حالة الفواكه والخضراوات سريعة العطب. يحاول الكثير من المصممين تحقيق ذلك. تعمل مؤسسة «دريسكولز» على تصنيع أغلفة ورقية يتم استخدامها في الولايات المتحدة الأميركية وكندا. وفي الوقت نفسه، تستخدم الشركة كمية أكبر من البلاستيك، الذي يمكن إعادة تدويره في تصنيع مواد التعبئة التي تُستخدم في الولايات المتحدة الأميركية.

الجليد الذي يبدو مثل الجيلاتين. اخترع لوكسين وانغ، وعلماء آخرون في جامعة كاليفورنيا بمدينة دافيس، جليد الهلام الذي يمكن إعادة استخدامه. إنه أخف وزناً من الجليد ولا يذوب. ويمكن أن ينهي ذلك الحاجة إلى عبوات الثلج البلاستيكية التي لا يمكن إعادة تدويرها. بعد نحو عشرات المرات من الاستخدام، يمكن الإلقاء بجليد الهلام في حديقة أو سلة مهملات حيث يتحلل.

صناديق حفظ. عادة ما يتم شحن البروكلي داخل صناديق مغطاة بالشمع، بداخلها ثلج. لا يمكن إعادة تدوير العلب الرطبة، وتستخدم حاويات شحن البروكلي، التي لا تستخدم الثلج، خليطاً من الغازات تساعد في الحفاظ على سلامة الخضراوات بدلاً من تبريدها باستخدام الثلج الذي يصعب شحنه لثقل وزنه، والذي يمكن أن ينقل مسببات أمراض حين يذوب.

كذلك يتم تصميم صناديق شحن أخرى مستدامة وأخف وزناً لإزالة الإثيلين وهو هرمون نباتي يحفز النضج.

كما يتم تحويل قش الأرز غير المقشور الذي يتخلف عن عملية الحصاد والعشب وسيقان قصب السكر، وحتى الطعام المهدر، إلى صوانٍ وصناديق قابلة للتحلل الحيوي أو قابلة للاستخدام بوصفها سماداً عضوياً.

* خدمة «نيويورك تايمز»


الإسباني لوبتيغي مرشح لتدريب بايرن ميونيخ

المدرب الإسباني جولين لوبتيغي على رادار بايرن ميونيخ (د.ب.أ)
المدرب الإسباني جولين لوبتيغي على رادار بايرن ميونيخ (د.ب.أ)
TT

الإسباني لوبتيغي مرشح لتدريب بايرن ميونيخ

المدرب الإسباني جولين لوبتيغي على رادار بايرن ميونيخ (د.ب.أ)
المدرب الإسباني جولين لوبتيغي على رادار بايرن ميونيخ (د.ب.أ)

ذكرت تقارير صحافية، السبت، أن نادي بايرن ميونيخ الألماني مهتم بالتعاقد مع المدرب الإسباني جولين لوبتيغي.

ووفق شبكة «سكاي» الألمانية، فإن لوبتيغي (57 عاماً) مرشح لتدريب النادي البافاري في نهاية الموسم عقب رحيل المدرب الحالي توماس توخيل.

وتولى لوبتيغي تدريب ولفرهامبتون الإنجليزي، وفسخ عقده في أغسطس (آب) الماضي، قبل أيام من انطلاق موسم الدوري الإنجليزي الممتاز.

وسبق للوبتيغي تدريب منتخب إسبانيا ونادي ريال مدريد وإشبيلية.

كما أشارت صحيفة «بيلد» إلى أن بايرن يدرس إمكانية التعاقد مع لوبتيغي، مع وجود روجر شميت مدرب بنفيكا البرتغالي ضمن قائمة المرشحين للمنصب.

وبعد فشل محاولات التعاقد مع رالف رانغنيك ويوليان ناغلسمان وتشابي ألونسو، ما زال بايرن ميونيخ يبحث عن مدرب جديد لخلافة توخيل.


الاقتصاد المصري بدأ استعادة ثقة مؤسسات التصنيف الدولية

العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)
العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)
TT

الاقتصاد المصري بدأ استعادة ثقة مؤسسات التصنيف الدولية

العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)
العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)

أكد وزير المالية المصري محمد معيط، أن اقتصاد بلاده بدأ بصورة تدريجية استعادة ثقة مؤسسات التصنيف الدولية، بمسار أكثر تحفيزاً للانطلاق لآفاق أكثر إيجابية واستقراراً، من خلال انتهاج السياسات الاقتصادية الإصلاحية والمتطورة والمتكاملة والمستدامة.

وقال الوزير، عقب تغيير مؤسسة «فيتش» نظرتها لمستقبل الاقتصاد المصري من «مستقرة» إلى «إيجابية» وتثبيت التصنيف الائتماني عند درجة «-B»: «إننا نتطلع إلى استمرار العمل بقوة لتحسين التصنيف الائتماني لمصر للأفضل خلال المراجعات المقبلة قبل نهاية العام الحالي»، لافتاً إلى أن «تخفيض الإنفاق الاستثماري العام للدولة ووضع سقف له بتريليون جنيه خلال العام المالي المقبل، يساعد في جذب المزيد من الاستثمارات الخاصة».

وأوضح الوزير، في بيان صحافي السبت، حصلت «الشرق الأوسط»، على نسخة منه، أن الاقتصاد المصري بات يمتلك قدرة أكبر على تلبية الاحتياجات التمويلية المستقبلية وسط التحديات العالمية والإقليمية الصعبة، المترتبة على الحرب في أوروبا، والحرب في غزة، والتوترات بمنطقة البحر الأحمر، مؤكداً أن الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، والحزم الداعمة من مؤسسات التمويل وشركاء التنمية الدوليين، وتدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر، الأخيرة والمتوقعة خلال الفترة المقبلة، تُعزز الاستقرار والتقدم الاقتصادي؛ إذ تُسهم في تخفيف حدة الضغوط التمويلية على المدى القصير والمتوسط.

وعدلت وكالة «فيتش» للتصنيف الائتماني يوم الجمعة، النظرة المستقبلية لمصر من «مستقرة» إلى «إيجابية». وأكدت تصنيف مصر عند «-B»، مشيرة إلى انخفاض مخاطر التمويل الخارجي وقوة الاستثمار الأجنبي المباشر.

وفي مارس (آذار)، وافق صندوق النقد الدولي على دعم مالي موسع لمصر بقيمة ثمانية مليارات دولار. وقال مسؤول في صندوق النقد الدولي الشهر الماضي إن برنامج قروض الصندوق مع مصر من شأنه أن يساعد البلاد في خفض عبء ديونها تدريجياً.

وفي فبراير (شباط)، حصلت مصر على استثمار عقاري بقيمة 35 مليار دولار من الإمارات لتطوير مشروع «رأس الحكمة» على ساحل البحر المتوسط. وقالت «فيتش» إن الخطوات الأولية لاحتواء الإنفاق خارج الموازنة من شأنها أن تساعد في الحد من مخاطر القدرة على تحمل الدين العام.

وأضافت «فيتش» في بيان: «ستكون مرونة سعر الصرف أكثر استدامة مما كانت عليه في الماضي... وهو ما يعكس جزئياً مراقبتها الوثيقة في إطار برنامج تسهيل الصندوق الممدد (الموقع بين مصر والصندوق) والذي يستمر حتى أواخر عام 2026».

وعدلت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني نظرتها المستقبلية لمصر إلى «إيجابية» في أوائل مارس، في حين أبقت تصنيفها دون تغيير بسبب ارتفاع نسبة الدين الحكومي وضعف القدرة على تحمل الديون مقارنة بنظيراتها.

وأكد وزير المالية: «إننا مستمرون في مسار تحقيق الانضباط المالي؛ إذ نستهدف في الموازنة الجديدة للعام المالي المقبل 2024/ 2025 تسجيل فائض أولي بنسبة 3.5 في المائة وخفض معدل الدين إلى 88.2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، في ظل وجود سقف ملزم للدين العام، ونستهدف أيضاً النزول به لأقل من 80 في المائة من الناتج المحلي بحلول يونيو (حزيران) 2027».

وأشار معيط إلى العمل على «تحسين إدارة الدين وتقليل المخاطر المتعلقة بإعادة التمويل من خلال خفض عجز الموازنة، عبر تنمية موارد الدولة مع ترشيد الإنفاق والحفاظ على تحقيق فائض أولي متزايد، وتسجيل معدلات نمو مرتفعة وتوجيه نصف إيرادات برنامج الطروحات، لبدء خفض مديونية الحكومة وأعباء خدمتها، بشكل مباشر، والنزول بمعدلات زيادة مدفوعات الفوائد من خلال اتباع سياسة تنويع مصادر التمويل بين الأدوات والأسواق الداخلية والخارجية».

وذلك بالإضافة إلى، وفق الوزير، «خفض الاحتياجات التمويلية التي تتكون من العجز، وإطالة عمر الدين بعد تحسن أسعار الفائدة، ووضع سقف للضمانات التي تصدرها وزارة المالية، ومراقبة حجم الضمانات السيادية الصادرة، والضمانات المطلوبة، لما تشكله من التزامات محتملة على الموازنة العامة للدولة، وكذلك العمل على مراجعة كافة الضمانات المطلوبة والتفاوض على شروطها وخفض رصيد الضمانات السيادية للناتج المحلي الإجمالي ابتداءً من العام المالي المقبل؛ على نحو يسهم في تحقيق المستهدفات التنموية».

من جانبه، قال أحمد كجوك نائب وزير المالية للسياسات المالية والتطوير المؤسسي، إن الحكومة اتخذت العديد من الإجراءات والتدابير الإصلاحية الجريئة على الجانب الاقتصادي والهيكلي التي ترتكز على الاستغلال الأمثل لموارد الدولة وقدراتها وإمكاناتها المتعددة لجذب المزيد من الاستثمارات الخاصة، لافتاً إلى «أننا استطعنا تحقيق مؤشرات مالية إيجابية خلال تسعة الأشهر الماضية، تترجم الجهود المبذولة لإرساء دعائم الانضباط المالي؛ إذ فاقت نتائج الأداء المالي في الفترة من يوليو (تموز) إلى مارس 2024، التقديرات والمستهدفات الموازنية».


قطر تدرس مستقبل مكتب «حماس» بالدوحة... وتراجع دورها للوساطة

إسماعيل هنية ويحيى السنوار خلال اجتماع لقادة فصائل فلسطينية في غزة عام 2017 (أ.ف.ب)
إسماعيل هنية ويحيى السنوار خلال اجتماع لقادة فصائل فلسطينية في غزة عام 2017 (أ.ف.ب)
TT

قطر تدرس مستقبل مكتب «حماس» بالدوحة... وتراجع دورها للوساطة

إسماعيل هنية ويحيى السنوار خلال اجتماع لقادة فصائل فلسطينية في غزة عام 2017 (أ.ف.ب)
إسماعيل هنية ويحيى السنوار خلال اجتماع لقادة فصائل فلسطينية في غزة عام 2017 (أ.ف.ب)

أعلن مسؤول مطلع على تقييم تجريه الحكومة القطرية لـ«رويترز»، إنها يمكن أن تغلق المكتب السياسي لحركة «حماس» في الدوحة، في إطار مراجعة أوسع لدور الوساطة الذي تضطلع به الدولة في الحرب بين إسرائيل و«حماس».

وقال المسؤول للوكالة إن الدولة الخليجية تدرس ما إذا كانت ستسمح لـ«حماس» بمواصلة تشغيل المكتب السياسي، وإن المراجعة الأوسع تشمل النظر فيما إذا كانت قطر ستواصل التوسط في الصراع المستمر منذ قرابة سبعة أشهر.

وقالت قطر، الشهر الماضي، إنها تعيد تقييم دور الوساطة التي تضطلع به في المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل و«حماس»، مشيرة إلى مخاوف من تقويض جهودها بفعل ساسة يسعون إلى تحقيق مكاسب.

وقال المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إنه في حالة عدم اضطلاع قطر بدور وساطة، فلن تكون هناك فائدة من الاحتفاظ بالمكتب السياسي لـ«حماس» لديها، لذا فإن هذا جزء من إعادة التقييم.

وذكر المسؤول أنه لا يعلم ما إذا كانت قطر ستطلب من «حماس» مغادرة الدوحة إذا قررت الحكومة القطرية إغلاق مكتب الحركة. ومع ذلك، قال إن مراجعة قطر لدورها ستتأثر بكيفية تصرف إسرائيل و«حماس» خلال المفاوضات الجارية.

وفي تقرير أمس الجمعة، نقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤول أميركي لم تسمه القول إن واشنطن طلبت من الدوحة طرد «حماس» إذا استمرت الحركة في رفض اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل.

وقال قيادي من «حماس» لـ«رويترز» إن مفاوضي الحركة وصلوا إلى القاهرة، اليوم السبت، لإجراء محادثات مكثفة بشأن هدنة محتملة في غزة ستشهد إعادة بعض الرهائن إلى إسرائيل.

المكتب السياسي لـ«حماس»

تستضيف قطر المكتب السياسي للحركة منذ عام 2012 كجزء من اتفاق مع الولايات المتحدة.

ويعيش إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» في الدوحة، وسافر بشكل متكرر، بما في ذلك إلى تركيا، منذ هجوم الحركة على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

وتعرضت قطر، وهي دولة خليجية مؤثرة تعدّها واشنطن حليفاً رئيسياً من خارج حلف شمال الأطلسي، لانتقادات من داخل الولايات المتحدة وإسرائيل بسبب علاقاتها مع «حماس» منذ السابع من أكتوبر.

وتقول الإحصاءات الإسرائيلية إن هجوم «حماس» أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة، ويعتقد أن 133 منهم ما زالوا محتجزين في غزة. وتقول السلطات الصحية في قطاع غزة الذي تديره «حماس» إن الهجوم الإسرائيلي الذي أعقب ذلك أسفر عن مقتل أكثر من 34 ألف فلسطيني.

وطالب بعض المشرعين الأميركيين إدارة الرئيس جو بايدن بإعادة تقييم علاقاتها مع قطر إذا لم تضغط على «حماس» للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن. وحث آخرون قطر على قطع العلاقات مع «حماس».

كما دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قطر إلى الضغط على «حماس»، ولا توجد علاقات رسمية بين قطر وإسرائيل، لكن مسؤوليهما يجتمعون لمناقشة جهود الوساطة.


الحكومة اللبنانية تواجه اتهامات «الرشوة الأوروبية»

رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مستقبلاً رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والرئيس القبرصي نيكوس خريستو دوليدس (د.ب.أ)
رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مستقبلاً رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والرئيس القبرصي نيكوس خريستو دوليدس (د.ب.أ)
TT

الحكومة اللبنانية تواجه اتهامات «الرشوة الأوروبية»

رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مستقبلاً رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والرئيس القبرصي نيكوس خريستو دوليدس (د.ب.أ)
رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مستقبلاً رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والرئيس القبرصي نيكوس خريستو دوليدس (د.ب.أ)

ردّ رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي على الانتقادات التي توجّه إليه على خلفية حصول الحكومة على مساعدات من المفوضية الأوروبية التي بلغت مليار يورو، والتي عدّها البعض «رشوة» لإبقاء اللاجئين السوريين في لبنان، مؤكداً أن «هذه الهبة غير مشروطة، ويتم إقرارها من الجانب اللبناني حسب الأصول المتبعة بقبول الهبات».

وكان قد أعلن عن حزمة المليار يورو التي أقرت للبنان من الاتحاد الأوروبي خلال زيارة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والرئيس القبرصي نيكوس خريستو دوليدس، الخميس الماضي.

وأوضح ميقاتي، في بيان له، أن الحملة «هي محاولة واضحة لاستثارة الغرائز والنعرات، أو من باب المزايدات الشعبية، أو حتى بكل بساطة لعدم الاعتراف للحكومة بأي خطوة أو إنجاز...». وقال البيان إن «الحكومة، ورئيسها نجيب ميقاتي، اتخذت القرار بوضع ملف النازحين السوريين على سكة المعالجة الجذرية، واتخذت سلسلة من القرارات العملية وبُوشِر تطبيقها بعيداً عن الصخب الإعلامي، بالتوازي مع حركة دبلوماسية وسياسية مكثفة لشرح أبعاد الملف وخطورته على لبنان. وبعد سنوات من التجاهل المطلق أوروبياً ودولياً لهذا الملف، بدأت مؤشرات الحركة الحكومية الدبلوماسية تعطي ثمارها ولو بخطوات أولية. وفي كل لقاءاته كان رئيس الحكومة يحذر من أن تداعيات ملف النازحين وخطورته لن تقتصر على لبنان، بل ستمتد إلى أوروبا لتتحول إلى أزمة إقليمية ودولية».

وأكد: «الكلام عن رشوة أوروبية للبنان لإبقاء النازحين على أرضه غير صحيح، مع تأكيد أن هذه الهبة غير مشروطة بتاتاً، ويتم إقرارها من الجانب اللبناني حسب الأصول المتبعة بقبول الهبات»، مضيفاً: «ما يحصل هو محاولة خبيثة لإفشال أي حل حكومي، تحت حجج واتهامات باطلة، وما توصل إليه رئيس الحكومة بحصيلة الحملة الدبلوماسية مع مختلف الأطراف الخارجية. وهذا المسعى سيستمر فيه دولة الرئيس خلال انعقاد مؤتمر بروكسل قبل نهاية الشهر الحالي».

وجدّد البيان تأكيد أنها «مساعدة غير مشروطة للبنان واللبنانيين حصراً، وتشمل القطاعات الصحية والتربوية والحماية الاجتماعية والعائلات الأكثر فقراً، إضافة إلى مساعدات الجيش والقوى الأمنية من أمن عام وقوى أمن داخلي لضبط الحدود البرية وزيادة العديد والعتاد، وكل ما يقال خلاف ذلك مجرد كلام فارغ واتهامات سياسية غير صحيحة. كما أن دولة الرئيس كان واضحاً في تأكيد عزم الحكومة على تطبيق القوانين على كل الأراضي اللبنانية، وكل من يقيم بشكلٍ غير شرعي سيتم ترحيله إلى بلده، وهذا الموضوع لا جدال فيه، والأوامر أعطيت للأجهزة المختصة لتنفيذ ما يلزم».

ووجّه ميقاتي أسئلة إلى من يقودون هذه الحملات قائلاً: «هل المصلحة الوطنية تقضي بعزل لبنان في هذا الوقت بالذات عن أصدقائه في أوروبا والعالم، والتشكيك بأي خطوة مشكورة لدعم وطننا في هذه الظروف، وبتجاهل الدلالات والمعاني الجادة لكل رسائل الدعم المعنوية والدبلوماسية والمادية للبنان والتسابق إلى المزايدات الشعبوية، أم بالمزيد من العمل لحشد أكبر تأييد وتفهم للموقف اللبناني وللخطوات المطلوبة لحل ملف النازحين بطريقة تحمي سيادة الوطن وواقعه ومصلحة شعبه؟».

وفيما يتعلق بكلام ميقاتي عن قرار الهجرة الموسمية الخاص بدول الجوار الذي اتخذه الاتحاد الأوروبي وضم إليه لبنان على تركيا، والأردن ومصر وتونس، أوضح: «القصد منه ليس تشجيع اللبنانيين على الهجرة كما زعم البعض، بل فتح الباب أمام فرص عمل موسمية في الخارج يعلن عنها من الدول الأوروبية في حينه، وبالتالي تكون هذه الهجرة شرعية لمن تنطبق عليه الشروط المحددة عوضاً من أن تكون في مراكب الموت غير الشرعية».

وتتوالى الانتقادات من قبل معظم الأفرقاء اللبنانيين لهذه المساعدات، وهو ما تحدث عنه رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، الذي توجه بأسئلة إلى ميقاتي عن كيفية توزيع الأموال، وهل صحيح أن الاتفاق يتضمن استرجاع نازحين من قبرص؟ وهل يتضمن السوريين والفلسطينيين الذين من الممكن أن يأتوا من فلسطين وسوريا؟».

وقال باسيل، في مؤتمر صحافي: «كيف تقبلون بمليار يورو على 4 سنوات. أنتم رخصاء إلى هذه الدرجة. هناك أراض شاسعة في سوريا تستوعب كل النازحين. لو دفع المليار للنزوح لعاد قسم كبير منهم إلى سوريا».

ورأى باسيل أنه «على الحكومة أن تضرب على الطاولة فينصاع لها الاتحاد الأوروبي. على الحكومة تطبيق خطة العودة وعلى الجيش إقفال الحدود البرية مع سوريا، وعلى مجلس النواب إصدار قانون يلزم بترحيل أي سوري مخالف للقوانين، فلبنان ليس للبيع».

وعن الهجرة الموسمية، قال باسيل: «المفوضية الأوروبية تكافح هجرة السوريين لبلدانها، وهناك نية باستبدال النازحين السوريين بالشعب اللبناني، وتغيير هوية الشعب والأرض... إن أرض لبنان وشعب لبنان ليسا للبيع ولا للإيجار، لا بهجرة موسمية ولا بهجرة دائمة. تقدرون على أن تشتروا أو تطوعوا بعض المسؤولين، ولكن شعبنا وأرضنا كلا».

وأضاف: «حقيقة القانون أن الدول الأوروبية بحاجة لليد العاملة الأجنبية؛ كي يسدوا النقص في بعض الوظائف. هناك تهجير مقنع وتدريجي تحت مسمى الهجرة الموسمية»، موضحاً أن « الاتحاد الأوروبي حضّر سلة مساعدات للبنان كي يمنع لبنان النزوح نحو قبرص».

بدوره، رأى النائب طوني فرنجية أن حزمة الإغراءات الأوروبية تأتي لإبقاء النازحين، سائلاً عبر حسابه على منصة «إكس»: «هل المطلوب ضرب اللبنانيين، وبخاصة المسيحيون، لتهجيرهم وأن يستبدل بهم من يتمّ تمويل بقائهم؟».

وفي الإطار نفسه، أصدر النواب: ياسين ياسين وإبراهيم منيمنة ونجاة صليبا بولا يعقوبيان وفراس حمدان وملحم خلف، في بيان لهم، أن «‏ما حصل من صفقة بين المنظومة الحاكمة ودول الاتحاد الأوروبي، فيما يتعلّق بقضية اللاجئين السوريين، هو أمر لا يمكن اعتباره إنجازاً، بل هو أقرب إلى المصيبة الوطنية في ملف بحاجة إلى استراتيجية وخطة واضحة بمسار زمني محدد».

وقالوا إن «الطغمة الحاكمة سرقت وأفقرت وقتلت اللبنانيّين، ولا تزال تُمعِن بجرائمها، واليوم تبيعهم بالجملة مقابل الحصول على رضى المجتمع الدوليّ علّه يغفر لها أخطاءها وخطاياها؛ لقد قايضت أمن واستقرار ومستقبل اللبنانيّين بثلاثين من الفضّة»، وعدّوها «‏رشوة مزدوجة؛ في شقّها الأول فتات من المال سيستغله حتماً مَن يغتصب السلطة، فيوزعه على المحسوبيات، وفي شقها الثاني تسهيل سفر اللبنانيين واللبنانيات إلى الدول الأُوروبية، تحت ستار (العمل الموسمي)، بدل القيام بإصلاحات بنيوية من شأنها أن تنهض بالاقتصاد اللبناني، وتخلق فرص العمل من أجل تثبيت الشباب في وطنهم».

من جهته، كتب النائب وضاح الصادق عبر «إكس»: «واجب على رئيس المجلس الدعوة فوراً إلى جلسة مناقشة عامة للاطلاع من الحكومة ورئيسها على تفاصيل الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي حول النازحين السوريين. لكل لبناني الحق في معرفة مضمون هذا الاتفاق؛ لأنه يؤثر مباشرة على حياته اليومية»، مؤكداً: «من غير المسموح أن يستمرّ المجلس النيابي في التخلي عن دوره في المساءلة بهذا الشكل، ولا عن واجبه في انتخاب رئيس للجمهورية، والذي، مع مرور كل يوم، يصبح سبب تعطيل انتخابه جلياً، المزيد من إحكام السيطرة على القرار في البلد».


لينا شماميان على مسرح «الجمنازيوم» الباريسي... رحلة طربية فريدة

«الجمنازيوم» التاريخي يحتضن لينا شماميان (حسابها في «فيسبوك»)
«الجمنازيوم» التاريخي يحتضن لينا شماميان (حسابها في «فيسبوك»)
TT

لينا شماميان على مسرح «الجمنازيوم» الباريسي... رحلة طربية فريدة

«الجمنازيوم» التاريخي يحتضن لينا شماميان (حسابها في «فيسبوك»)
«الجمنازيوم» التاريخي يحتضن لينا شماميان (حسابها في «فيسبوك»)

على مسرح «الجمنازيوم» التاريخي في العاصمة الفرنسية، يُقام، الأحد، حفلٌ موسيقي فريد يستعيد الأغنيات الكلاسيكية الطربية العربية.

نجمة الحفل هي المغنّية السورية لينا شماميان، برفقة أوركسترا «الأوتار المتشابكة»، التي تضمّ 60 عازفاً فرنسياً بقيادة المايسترو المصري مصطفى فهمي.

عنوان الحفل «رحلة سيمفونية في عالم الأغنية العربية الكلاسيكية». وهو الأول في سلسلة حفلات تحيي روائع جيل المطربين الكبار، من أمثال أم كلثوم، ومحمد عبد الوهاب، وفيروز، وعبد الحليم حافظ، وأسمهان، وداليدا، ومحمد فوزي، وفريد الأطرش، ووردة الجزائرية.

ملصق حفل لينا شماميان

تولّى توزيع الأغنيات الفنان محمد الموجي، الذي أخذ اسمه عن جدّه الملحّن الكبير. ويأتي الحفل بدعم من أسرة الموسيقار عبد الوهاب، والكاتبة المسرحية والمنتجة السعودية منى خاشقجي، وبشراكة مع مصمِّمة المجوهرات مها السباعي.

تقول منتجته إنها بدأت اهتمامها بالغناء العربي منذ طفولتها. كان والدها وقبله جدّها، يستمعان إلى أم كلثوم. بيتهم مثل جميع البيوت، تصدح فيه أصوات كبار المطربين العرب الكلاسيكيين. وهي لاحظت أنّ هناك من الجيل الجديد مَن لا يستمع إلى «كوكب الشرق» ولا يحبّ أغنياتها، لهذا فكرت في تقديم مسرحية تستعيد فيها مقاطع شهيرة من تلك الأغنيات بأسلوب جاذب يستوقف الأذن، التي تعلّمت سماع بيونسيه، مثلاً، وغيرها من مغنّي هذا العصر. كما أنّ الهدف هو تقديم الموسيقى العربية للمستمع الغربي، ومدّ جسر بين الطرفين. وهي تستعدّ لتقديم المسرحية باللغة العربية في الأردن، الشهر المقبل.

منى خاشقجي عاشقة الكبار (تصوير: سو شاهين)

تضيف منى خاشقجي: «أغنيات أم كلثوم لا تموت. أسمعُها أثناء تنقّلاتي في سيارات الأجرة بالقاهرة. وهناك مغنّون أجانب استخدموا مقاطع من أغنياتها في مزيج مع موسيقاهم».


بريطانيا تترقب اعلان آخر نتائج الانتخابات المحلية وهزيمة متوقعة للمحافظين

العمّالي كريس ويب الفائز بمقعد في مجلس العموم عن دائرة بلاكبول ساوث في شمال غرب إنجلترا (أ.ف.ب)
العمّالي كريس ويب الفائز بمقعد في مجلس العموم عن دائرة بلاكبول ساوث في شمال غرب إنجلترا (أ.ف.ب)
TT

بريطانيا تترقب اعلان آخر نتائج الانتخابات المحلية وهزيمة متوقعة للمحافظين

العمّالي كريس ويب الفائز بمقعد في مجلس العموم عن دائرة بلاكبول ساوث في شمال غرب إنجلترا (أ.ف.ب)
العمّالي كريس ويب الفائز بمقعد في مجلس العموم عن دائرة بلاكبول ساوث في شمال غرب إنجلترا (أ.ف.ب)

تترقب بريطانيا، اليوم السبت، إعلان آخر نتائج الانتخابات المحلية التي يتوقع أن تلحق المزيد من الهزائم بحزب المحافظين، خاصة في لندن حيث من المرجح فوز رئيس البلدية العمالي صادق خان بولاية ثالثة، كما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.

تعرّض المحافظون الذين يتولون السلطة منذ 14 عاما في المملكة المتحدة، لأسوأ انتكاسة لهم منذ 40 عاما في الانتخابات التي دُعي فيها الناخبون للتصويت في انتخابات تشريعية فرعية فاز بها حزب العمال في دائرة بلاكبول ساوث وتزامنت مع اقتراع لتجديد بعض المسؤولين المحليين في إنجلترا وويلز وفي 11 بلدية.

وأظهرت النتائج المعلنة حتى الآن، فوز حزب العمال بأكثر من 170 مقعدا ورئاسة 8 مجالس محلية إضافية، فيما خسر المحافظون نحو 450 مقعدا و10 مجالس محلية.

وتعزز المكاسب الكبيرة التي حققتها المعارضة العمالية فرص تولي زعيمها كير ستارمر رئاسة الحكومة بعد الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في وقت لاحق من هذا العام.

ودافع رئيس الوزراء ريشي سوناك الذي يسعى إلى توحيد صفوف المحافظين، من جانبه، السبت عن سياسته، وبخاصة تلك المتعلقة بخطته لترحيل المهاجرين إلى رواندا وتخفيض الضرائب.

وقال إن «حزب العمال لم يفز في الأماكن التي قالوا إنهم سيفوزون فيها» للحصول على الأغلبية عقب الانتخابات التشريعية المقبلة، مؤكداً في مقال نُشر في صحيفة «تلغراف» إن «المحافظين وحدهم لديهم خطة» للبلاد.

لكن الرياح لم تجر كما يشتهي حزب العمال الذي خسر تأييدا واسعا بسبب موقفه الذي اعتبره البعض مؤيداً لإسرائيل في الحرب بينها وبين حركة «حماس» في قطاع غزة.

واعتبر المتخصص في أبحاث الرأي جون كيرتس في تحليل لصحيفة «آي» أن الحزب استفاد من «رغبة (الناخبين) في الحاق الهزيمة بالمحافظين» أكثر من إظهارهم حماسة تجاهه. وأضاف أن «هذه النتائج لن تبدد الانطباع الذي تكون منذ فترة طويلة بأن حزب العمال يمضي قدماً للفوز في الانتخابات العامة المقبلة».

سياح قرب مجلس العموم في لندن (إ.ب.أ)

إلى جانب لندن، تُعلن السبت نتائج ستة انتخابات محلية أخرى في مدن كبرى، من بينها مانشستر وليفربول.

وفي العاصمة لندن، يبدو رئيس البلدية العمالي صادق خان الأوفر حظاً في مواجهة المرشحة المحافظة سوزان هول، لكن من المتوقع أن يكون الفارق بينهما أقل مما كان متوقعا، بحسب مصادر قريبة من المعسكرين.

وتمكن خان الذي يسعى لولاية ثالثة من استقطاب بعض سكان لندن بعد أن قام في أغسطس (آب) الماضي بتوسيع المنطقة حيث تفرض ضريبة على المركبات الأكثر تلويثا. وتعهدت منافسته بإلغاء هذا الإجراء في حال انتخابها.

ويأمل المحافظون الفوز في انتخابات رئاسة بلدية وست ميدلاندز، حيث من المتوقع إعادة انتخاب مرشحهم.

وتم بالفعل الإعلان عن أربع نتائج الجمعة، مع انتخاب ثلاثة رؤساء بلديات من حزب العمال في إيست ميدلاندز ونورث إيست ويورك وشمال يوركشير، حيث تقع الدائرة الانتخابية لرئيس الوزراء، فيما احتفظ رئيس البلدية المحافظ بمقعده في تيز فالي.

ورحب ريشي سوناك بهذا الانتصار وهنأ الفائز، معتبراً أن ذلك دليل على أن المحافظين لا يزال بإمكانهم تغيير الاتجاه قبل الانتخابات التشريعية.

وساهم ذلك، بحسب وسائل إعلام بريطانية، في تخفيف حدة المعارضة لسوناك داخل حزب المحافظين في الوقت الحالي. وأكدت صحيفة «تايمز» أن رئيس الوزراء «أنقذ الموقف».


إيران: اعتقال أشخاص على صلة بهجمات «جيش العدل»

قوات حرس الحدود الإيراني خلال دورية في الشريط الحدودي مع باكستان بمحافظة بلوشستان (فارس)
قوات حرس الحدود الإيراني خلال دورية في الشريط الحدودي مع باكستان بمحافظة بلوشستان (فارس)
TT

إيران: اعتقال أشخاص على صلة بهجمات «جيش العدل»

قوات حرس الحدود الإيراني خلال دورية في الشريط الحدودي مع باكستان بمحافظة بلوشستان (فارس)
قوات حرس الحدود الإيراني خلال دورية في الشريط الحدودي مع باكستان بمحافظة بلوشستان (فارس)

أعلن «الحرس الثوري» الإيراني أنه اعتقل أشخاصاً قال إنهم على صلة بـ«جيش العدل»، الجماعة البلوشية المعارضة.

ونقلت وكالة «مهر» الحكومية، السبت، إن «(الحرس الثوري) اعتقل مجموعة من الأشخاص جنوب شرقي البلاد، كانوا قد قدموا دعماً للعمليات الإرهابية الأخيرة في مدرسة راسك الدينية».

ووفقاً للوكالة، فإن «هؤلاء الأشخاص لعبوا دوراً مركزياً في عمليتي جماعة «جيش الظلم» الإرهابية في 15 ديسمبر (كانون الأول) 2023 في مقر الشرطة، وفي 4 أبريل (نيسان) 2024 في مدينة راسك»، ضمن محافظة بلوشستان المضطربة (جنوبي شرق).

صورة نشرتها وكالة «إرنا» من تبادل النار بين مسلحين وأجهزة الأمن بمدينة راسك في أبريل 2024

وتستخدم وسائل الإعلام الإيرانية، لا سيما التابعة لـ«الحرس الثوري» عبارة «جيش الظلم» للإشارة إلى «جيش العدل» المسلح المعارض، والذي أعلن مسؤوليته عن الهجومين.

وكان هؤلاء الأشخاص «مختبئين في مدرسة أنور الحرمين الدينية في المدينة (...) قبل أن يجري التعرف عليهم، وإلقاء القبض عليهم»، على حد تعبير «مهر».

وقبل نحو أسبوع، ذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية أن مسلحين من «جيش العدل»، قتلوا ما لا يقل عن 11 من أفراد الأمن الإيراني في هجمات منسقة على مقرات «الحرس الثوري» في بلوشستان، ويومها، أفادت وكالة «إرنا» الرسمية بأن 16 مسلحاً وصفتهم بـ«الإرهابيين» قُتلوا على الأقل، في الاشتباكات العنيفة، في مدينتي تشابهار وراسك، في المحافظة الفقيرة المحاذية لأفغانستان وباكستان.

وتقول جماعة «جيش العدل» البلوشية المعارضة إنها تسعى لنيل حقوق أكبر وظروف معيشية أفضل لأهالي بلوشستان ذات الأغلبية السُّنية. وكانت المنطقة، وهي متاخمة لأفغانستان وباكستان، منذ فترة طويلة مسرحاً لاشتباكات متكررة بين قوات الأمن الإيرانية والمسلحين السُّنة، وكذلك بين قوات الأمن وتجار المخدرات المسلحين تسليحاً جيداً.

واستهدفت إيران في يناير (كانون الثاني) قاعدتين للجماعة في باكستان بالصواريخ، وهو ما قوبل برد عسكري سريع من إسلام آباد التي استهدفت من قالت إنهم مسلحون انفصاليون في إيران.

وأدانت إسلام آباد الهجمات «البشعة والحقيرة»، معربة عن «قلقها العميق إزاء العدد المتنامي من الأعمال الإرهابية في المنطقة».

علم إيران يظهر فوق مبنى قنصليتها مع علم باكستان بالمقدمة في كراتشي (رويترز)

وفي محاولة لخفض التوتر، زار الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، إسلام آباد في 22 أبريل (نيسان) الماضي، لمعالجة الاضطراب على حدود البلدين.

وحذّر رئيسي من سعي إسرائيل «لتخريب العلاقات بين الدول الإسلامية».

وسرعان ما أدت جهود للتهدئة بعد ذلك إلى تأكيد كل دولة على احترامها سيادة الأخرى وسلامة أراضيها والتعهد بتوسيع التعاون الأمني.

وتتشارك إيران مع باكستان حدوداً بواقع 909 كيلومترات جميعها في محافظة بلوشستان بين الجانبين، أما حدود إيران مع أفغانستان فأكثر بقليل؛ 945 كيلومتراً، وتقاسمها محافظات بلوشستان وخراسان في الجانب الإيراني.

إضافة إلى ذلك، أفرجت إيران عن 28 سجيناً باكستانياً كان محكوماً عليهم بتهم الدخول غير القانوني والصيد غير المشروع.

وقال نائب الشؤون الدولية في السلطة القضائية الإيرانية، كاظم غريب آبادي إنه جرى إطلاق سراح 28 سجيناً باكستانياً خلال زيارة رئيس السلطة القضائية إلى محافظة هرمزكان، وفقاً لوكالة «مهر».

وأضاف غريب آبادي: «في إطار الاتفاقات المبرمة مع باكستان، سيجري إطلاق سراح بعض الإيرانيين المسجونين في هذا البلد، وستستمر هذه العملية بين البلدين حتى يجري تحديد مهمة جميع الأشخاص المحتجزين في إيران وباكستان».


المنزل «الأكثر حزناً» عصيٌّ على البيع رغم خفض سعره

منزل الأحلام الباهظة (الوكيل العقاري نايت فرانك)
منزل الأحلام الباهظة (الوكيل العقاري نايت فرانك)
TT

المنزل «الأكثر حزناً» عصيٌّ على البيع رغم خفض سعره

منزل الأحلام الباهظة (الوكيل العقاري نايت فرانك)
منزل الأحلام الباهظة (الوكيل العقاري نايت فرانك)

عُرِض المنزل الذي ظهر في برنامج «غراند ديزاينز» التلفزيوني مجدّداً في سوق العقارات بعدما طرحه محصِّلو الديون للبيع مقابل سعر منخفض جداً، مقداره 5.5 مليون جنيه إسترليني. فمنزل «تشيزيل كليف هاوس» الواقع في شمال ديفون بجنوب غربي إنجلترا، كلَّف مالكه إدوارد شورت كل شيء، متسبِّباً في فشل زواجه، وتراكم ديون تُقدَّر بـ7 ملايين جنيه إسترليني.

ووفق صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، عُرض المنزل للبيع في سوق العقارات للمرّة الأولى خلال فبراير (شباط) الماضي، بسعر 10 ملايين جنيه إسترليني. لكن رغم جذبه اهتمام بعض أصحاب الثروات، من بينهم هاري ستايلز، ظلَّ عصياً على البيع؛ فالسعر المطلوب وُصِف بالمرتفع جداً.

بدأ المنزل ذو الفنار مشروعاً طموحاً لإدوارد وهيزل، زوجته آنذاك، منذ 12 عاماً. كانا يأملان في بناء منزل الأحلام لأسرتهما للاستمتاع بإيقاع حياة أبطأ من إيقاع حياتهما في لندن. خصَّصا كل مدخراتهما البالغة 1.8 مليون جنيه إسترليني، للمشروع، واعتقدا أنهما قد يتمكّنان من إتمامه خلال 18 شهراً، رغم موقعه الصخري المعقَّد على الساحل.

«تشيزيل كليف هاوس» (الوكيل العقاري نايت فرانك)

مع ذلك، عندما ظهرت عملية بنائه للمرة الأولى في برنامج «غراند ديزاينز» عام 2019، وصفه المشاهدون بأنه «الأكثر حزناً على الإطلاق». حينها أشار المقدّم كيفين ماكلاود إلى أنه من العجيب والمدهش أن يخطّط الزوجان لإتمام «عمل فذّ من الهندسة المعقَّدة» في فترة زمنية قصيرة. وبسبب تعقيد عملية البناء، تضخّمت التكاليف، وازداد الوقت المطلوب بالنسبة إلى الأسرة التي اضطرت إلى اقتراض 2.5 مليون جنيه إسترليني من مستثمرين في القطاع الخاص، و500 ألف جنيه إسترليني من مصدر آخر.

حاولت ابنتا الزوجين المساعدة في تمويل المشروع الطَموح بإقامة معرض لبيع ممتلكات لم يعد أصحابها يريدون الاحتفاظ بها. وبعد 7 سنوات من بدء عملية البناء، التي شهدت هدم المنزل الأصلي الذي كان موجوداً في تلك البقعة والعائد تاريخه إلى الخمسينات، لم يتم الانتهاء من منزل الفنار العصري المشيَّد على طراز «آرت ديكو» الزخرفي. وذكر إدوارد لاحقاً أنّ ما جعل زوجته تمرُّ به خلال تلك الفترة كان «رهيباً».

عاد برنامج «غراند ديزاينز» لزيارة المشروع عام 2022. وجد أنّ عملية البناء كلّفت إدوارد كل شيء في حياته. خسر ماله، وزواجه، وحتى معاملة جيرانه الطيّبة. لقد جعل المنزل المقدِّم ماكلاود منبهراً بالمناظر الطبيعية التي يطلّ عليها، وبالتصميم الداخلي الذي بدا شبيهاً بالخارج بفضل النوافذ الكبيرة، كذلك إطلالته على 360 منظراً طبيعياً، بالإضافة إلى وجود مسبح لا متناهٍ (يتدفّق الماء فيه على حافة أو أكثر لينتج تأثيراً مرئياً للمياه بلا حدود)، وعزمه الحصول على تصريح لإنشاء مهبط مروحية.

وإذ اعترف إدوارد أنّ النهاية قد تكون «الإفلاس»، كشف ماكلاود أنه رغم تمكُّن صاحبه من «تمويله ليُبنى بالكامل»، ربما «لن يتمكن أبداً من الإقامة في منزل الفنار الأثير المحبَّب إلى نفسه» بسبب طريقة التمويل نفسها. وختم إدوارد: «الأمر يستحق العناء بعد الانتهاء من بنائه. لم يكن ليصبح مُجدياً لو أنّ عملية البناء لم تنتهِ، بل لكان الوضع مؤلماً جداً».


الأردن يضع بصمة في سوق الألعاب الإلكترونية المزدهرة

تدريب في مختبر الألعاب الأردني على صناعة الألعاب الإلكترونية في 20 سبتمبر 2023 (أ.ف.ب)
تدريب في مختبر الألعاب الأردني على صناعة الألعاب الإلكترونية في 20 سبتمبر 2023 (أ.ف.ب)
TT

الأردن يضع بصمة في سوق الألعاب الإلكترونية المزدهرة

تدريب في مختبر الألعاب الأردني على صناعة الألعاب الإلكترونية في 20 سبتمبر 2023 (أ.ف.ب)
تدريب في مختبر الألعاب الأردني على صناعة الألعاب الإلكترونية في 20 سبتمبر 2023 (أ.ف.ب)

قبل أكثر من 20 عاماً في الأردن وكثير من دول العالم، كان من يرغب في الترفيه عن نفسه ببعض الألعاب الإلكترونية، يتعين عليه التوجه إلى محال للألعاب أو دور الملاهي، ودفع المال مقابل خوض لعبة أو سباق سيارات لفترة وجيزة على أجهزة لعب كبيرة بشاشات ضخمة.

وبفضل الثورة التكنولوجية المتسارعة، تطورت الألعاب الإلكترونية، وباتت متاحة على الإنترنت والهواتف المحمولة، وتحولت الأجهزة الكبيرة إلى أجهزة صغيرة الحجم، ثم إلى تطبيقات على الهاتف.

وسرعان ما أصبحت الألعاب الإلكترونية صناعة عالمية تدرّ مليارات الدولارات، وهذا ما شجّع الأردن على دخول هذا المجال الذي تحول إلى سوق عالمية ضخمة، ومحاولة نيل حصة منها، بحسب مصمم الألعاب الإلكترونية فادي القيسي، الذي أسّس مع اثنين من زملائه في الجامعة شركة لتصميم ألعاب الهواتف المحمولة عام 2016.

ويقول القيسي، لوكالة أنباء «العالم العربي»، إنه طوّر مع زميليه أكثر من 6 ألعاب منذ تأسيس الشركة، وحقّق بعضها نجاحاً كبيراً وحجم تحميل جيداً جداً على الأجهزة المحمولة، تجاوز بعضها 200 ألف تحميل.

ويوضح القيسي أن هذا المجال يحقق أرباحاً مالية كبيرة لأصحاب الألعاب، خاصة إذا حققت انتشاراً واسعاً، موضحاً أن الأرباح تأتي من الإعلانات التجارية التي تظهر في اللعبة.

وتابع قائلاً: «إحدى ألعاب سباق السيارات التي قمنا بتطويرها وترجمة تعليماتها وطريقة لعبها باللغة العربية، وأدخلنا شخصيات عربية في تصميمها، حقّقت ما يزيد عن 10 آلاف دينار (نحو 14 ألف دولار) خلال الشهر الأول من طرحها في متاجر تطبيقات الهواتف المحمولة».

وأضاف أنه على الرغم من امتلاك الأردن مواهب في هذا المجال، فإن المؤسسات في المملكة الأردنية تحتاج إلى شراكات مع شركات عالمية متخصصة في الألعاب الإلكترونية لتطوير الألعاب بشكل يتوافق مع ما يقبل عليه المستهلكون، وكذلك عقد شراكات مع شركات تسويق عالمية تساعد على زيادة انتشار الألعاب، خاصة عندما تكون ذات طابع عربي.

وفي عام 2021، اشترت شركة سويدية لعبة ورق إلكترونية تسمى «جواكر» من أردنيين، هما محمد الحاج حسن ويوسف شمعون، في صفقة تجارية تجاوزت قيمتها 205 ملايين دولار.

* مختبر الألعاب

يسعى الأردن إلى تبني المواهب في مجال الألعاب الإلكترونية وتطبيقاتها على الهواتف المحمولة، فأنشأ «مختبر صناعة الألعاب الأردني» الذي يشرف عليه «صندوق الملك عبد الله الثاني للتنمية».

ويقدم المختبر، الذي افتتحه العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني عام 2011، دورات تدريبية مجانية لمطوري ومصممي الألعاب الإلكترونية، ومنهم أطفال، وتقوم شركة «ميس الورد» الأردنية بالإشراف التقني على دورات المختبر وتنفيذ نشاطاته.

مديرة الإعلام والاتصال في «صندوق الملك عبد الله الثاني للتنمية»، راما الرواش، أوضحت أن مختبر الألعاب الأردني يعد مساحة إبداعية مهمة للشباب المبتكرين والمميزين في مجال التكنولوجيا.

وقالت الرواش إن المختبر الذي قدّم دورات لآلاف الشباب مجهز بالأجهزة والتقنيات كافة التي تساعد الشباب على تطوير وصقل مهاراتهم، مؤكدة أن بعض المستفيدين من دورات المختبر تمكنوا من إنشاء مؤسسات خاصة بهم.

وأضافت: «هذه الشركات نجحت في تطوير عشرات الألعاب ذات المحتوى العربي خلال السنوات الخمس الأخيرة».

ومضت تقول إن عمل المختبر لا يقتصر على التدريب فقط، بل يساعد الشركات المحلية الناشئة ومطوري الألعاب على «مدّ جسور مع الشركات العالمية» للاستفادة من خبراتها في قطاع الألعاب، وتحديداً ألعاب الهواتف المحمولة.

وبحسب أرقام وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة، يوجد في الأردن أكثر من 12 شركة مطورة للألعاب الإلكترونية، غالبيتها تتعامل مع كبرى الشركات العالمية في هذه الصناعة.

* استراتيجية الألعاب والرياضات الإلكترونية

في أواخر العام الماضي، أقرّت الحكومة الأردنية استراتيجية الألعاب والرياضات الإلكترونية في الفترة من 2023 حتى 2027، التي تأتي بحسب وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة، بهدف توفير الدعم لصناعة الألعاب الإلكترونية و«تحقيق مكانة متميزة للأردن في هذا المجال على المستويين الإقليمي والعالمي».

الاستراتيجية التي وضعتها الحكومة وجد فيها مصمم الألعاب الإلكترونية نور خريس، وهو أيضاً مؤسس شركة «ميس الورد» في 2003، خطوة مهمة نحو وضع الإطار العام لهذا القطاع الذي يشهد نمواً متزايداً في المملكة.

ويرى خريس أن الأردن يستطيع الحصول على حصة من سوق الألعاب الإلكترونية، التي بلغت إيراداتها ما يقرب من 300 مليار دولار، ونحو 9 مليارات في الوطن العربي، مشيراً إلى أن كثيراً من الشركات الأردنية أصبح «ذائع الصيت» في هذا المجال.

وأكد خريس أن الأردن في الوقت الحالي من أكثر البلدان خبرة في الألعاب الإلكترونية في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن الشركات المحلية تنتج وتطور وتصمم أكثر من نصف الألعاب الإلكترونية في المنطقة.

وبلغ حجم الإنفاق الإجمالي على الألعاب الإلكترونية في الأردن خلال العام الماضي 82.5 مليون دولار، وفق تقرير صادر عن وحدة دراسة الأسواق في جمعية شركات تقنية المعلومات والاتصالات (إنتاج).

وتوقعت «إنتاج» أن يرتفع الإنفاق إلى حدود 103 ملايين دولار في عام 2027، معتمدة في توقعاتها على أساس سنوي للنمو وحجم السوق والمنافسة بين المطورين للألعاب الإلكترونية.