قرار أممي يطالب روسيا بدفع تعويضات لأوكرانيا

قرار أممي يطالب روسيا بدفع تعويضات لأوكرانيا
TT

قرار أممي يطالب روسيا بدفع تعويضات لأوكرانيا

قرار أممي يطالب روسيا بدفع تعويضات لأوكرانيا

دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى إنشاء آلية دولية للتعويض عن الأضرار والخسائر والإصابات الناجمة عن الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية، بالإضافة إلى إنشاء سجل لتوثيق الأدلة والادعاءات، في حين خلصت بعثة أممية لمراقبة حقوق الإنسان في أوكرانيا، إلى تعرّض أسرى الحرب من الجانبين لأشكال من التعذيب أدت في بعض الأحيان إلى وفيات.
وجاء التطور المتعلق بالتعويضات مع استئناف الجمعية العامة جلستها الاستثنائية الطارئة الحادية عشرة المخصصة لبحث الحرب الأوكرانية. ولقي القرار الجديد الذي شاركت في رعايته 50 دولة، تأييداً من 94 دولة، وعارضته 14 دولة، في حين امتنعت 73 دولة عن التصويت.
ويشدد القرار على وجوب محاسبة روسيا على انتهاكات القانون الدولي في أوكرانيا أو ضدها؛ لأنه «يجب عليها أن تتحمل العواقب القانونية عن كل أفعالها غير المشروعة دولياً، بما في ذلك تقديم تعويضات عن الضرر، بما في ذلك أي ضرر ناجم عن مثل هذه الأفعال». ويعيد التأكيد على سيادة أوكرانيا، ويدعو روسيا مرة أخرى إلى «وقف استخدام القوة ضد أوكرانيا».
وفي معرض تقديمه للقرار، قال المندوب الأوكراني الدائم لدى الأمم المتحدة سيرغي كيسليتسيا، إن إقرار الوثيقة بوجوب محاسبة روسيا على انتهاكاتها للقانون الدولي في أوكرانيا يًعد بمثابة «إعلان». وأوضح أن القرار يعيد «التأكيد على الحاجة إلى آلية ملموسة للتعويضات من شأنها أن تبث الحياة في هذه الإعلانات»، مضيفاً أن هذه «دعوة للدول الأعضاء للعمل معاً، وإنشاء بنية تحتية دولية شرعية للتعامل مع عواقب العدوان الروسي على أوكرانيا». ورأى أن «التصويت ضد هذا الاقتراح سيكون تصويتاً لصالح الإفلات من العقاب والخروج على القانون». وأبلغ الدول الأعضاء بأن «الشروط المسبقة لأي مفاوضات حددها الرئيس (فولوديمير) زيلينسكي واضحة»، وهي تشمل «استعادة وحدة أراضي أوكرانيا، والتعويض عن الأضرار التي سببتها الحرب، ومحاكمة مجرمي الحرب».
أما نظيره الروسي، فاسيلي نيبينزيا، فأشار إلى أنه «لا يمكن للجمعية العامة ولا أي آلية أخرى، إلغاء الحصانة السيادية التي تتمتع بها أصول الدولة بموجب القانون الدولي». وقال إن «الدول التي تدعم قرار الجمعية العامة ستصبح متورطة في مصادرة غير قانونية للأصول السيادية لدولة ثالثة، وستتورط في حالة أخرى حيث تتجاوز الجمعية العامة سلطتها لصالح الغرب». وتساءل: «هل تريد دول العالم النامي أن يكون لها أي علاقة بهذه المبادرة؟ نعتقد أن معظمها يعتقد أن هذا أمر سخيف، أو حتى إهانة، وأن الدول الغربية قررت المطالبة بتعويضات بدلاً من دفعها». ووصف القرار بأنه «مجال يتم فيه سرقة وإنفاق الأصول السيادية من قبل دول مختلفة لديها سجل ثري للغاية في نهب بقية العالم».
إلى ذلك، أجرت بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان في أوكرانيا، خلال الأشهر الماضية، مقابلات مع 159 أسير حرب (139 رجلاً و20 سيّدة) كانوا محتجزين لدى القوات الروسية والجماعات الموالية لها، و175 أسير حرب من الرجال الذين تحتجزهم أوكرانيا. وقالت رئيسة البعثة ماتيلدا بوغنر، إن أوكرانيا منحت البعثة وصولاً سرياً إلى أسرى الحرب في أماكن الاعتقال، لكنّ روسيا لم تسمح بمثل هذا الوصول، فأجرت البعثة مقابلات مع أسرى الحرب الأوكرانيين بعد إطلاقهم. وتحدثت الغالبية العظمى من الأسرى عن التعرّض للتعذيب وسوء المعاملة في أثناء الاعتقال. وحصلت البعثة على معلومات عن 8 حالات وفاة مزعومة أخرى هناك في أبريل (نيسان) 2022، وتعمل على التحقق منها.


مقالات ذات صلة

روسيا تتهم أوكرانيا بقصف مطار عسكري بصواريخ أميركية... وتتوعد بالرد

أوروبا أظهرت الأقمار الاصطناعية أضراراً بمطار عسكري روسي في شبه جزيرة القرم جراء استهداف أوكراني يوم 16 مايو 2024 (أرشيفية - رويترز)

روسيا تتهم أوكرانيا بقصف مطار عسكري بصواريخ أميركية... وتتوعد بالرد

اتهمت روسيا أوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى أميركية الصنع لقصف مطار عسكري، اليوم (الأربعاء)، متوعدة كييف بأنها ستردّ على ذلك عبر «إجراءات مناسبة».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الولايات المتحدة​ رجال إنقاذ يعملون في موقع تعرض فيه مبنى لأضرار جسيمة بسبب ضربة صاروخية روسية أمس وسط هجوم روسيا على أوكرانيا في زابوريجيا11 ديسمبر 2024 (رويترز) play-circle 02:00

أميركا تحذّر روسيا من استخدام صاروخ جديد «مدمر» ضد أوكرانيا

قال مسؤول أميركي إن تقييماً استخباراتياً أميركياً، خلص إلى أن روسيا قد تستخدم صاروخها الباليستي الجديد المتوسط ​​المدى مدمر ضد أوكرانيا مرة أخرى قريباً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الرئيس الأوكراني زيلينسكي خلال لقائه ترمب في نيويورك الأسبوع الماضي (أ.ب)

ماسك ونجل ترمب يتفاعلان مع صورة تقارن زيلينسكي ببطل فيلم «وحدي في المنزل»

تفاعل الملياردير الأميركي إيلون ماسك ودونالد ترمب جونيور، نجل الرئيس المنتخب دونالد ترمب، مع صورة متداولة على منصة «إكس»

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا ألسنة لهب كثيفة تتصاعد من مبنى مدمر وسيارة محترقة في منطقة زابوريجيا الأوكرانية نتيجة قصف روسي (خدمة الطوارئ الأوكرانية- أ.ف.ب)

4 قتلى و19 جريحاً بضربة روسية على زابوريجيا الأوكرانية

قُتل 4 أشخاص على الأقل وأُصيب 19، الثلاثاء، في ضربة صاروخية روسية «دمَّرت» عيادة خاصة في مدينة زابوريجيا جنوب أوكرانيا، في حصيلة مرشحة للارتفاع.

أوروبا صورة مركبة تابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية تعرضت لأضرار بسبب غارة بطائرة مسيرة على طريق في منطقة زابوريجيا في أوكرانيا 10 ديسمبر 2024 (رويترز)

مسيّرة تستهدف مركبة لوكالة الطاقة الذرية قرب محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا

قال مدير الطاقة الذرية إن مركبة تابعة للوكالة تعرضت لأضرار جسيمة بسبب هجوم بمسيرة على الطريق المؤدي إلى محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا، الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (كييف)

أستراليا تعتزم فرض ضريبة على المنصات الرقمية التي لا تدفع مقابل نشر الأخبار

شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
TT

أستراليا تعتزم فرض ضريبة على المنصات الرقمية التي لا تدفع مقابل نشر الأخبار

شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)

أعلنت الحكومة الأسترالية اعتزامها فرض ضريبة كبيرة على المنصات ومحركات البحث التي ترفض تقاسم إيراداتها من المؤسسات الإعلامية الأسترالية مقابل نشر محتوى هذه المؤسسات.

وقال ستيفن جونز، مساعد وزير الخزانة، وميشيل رولاند وزيرة الاتصالات، إنه سيتم فرض الضريبة اعتباراً من أول يناير (كانون الثاني)، على الشركات التي تحقق إيرادات تزيد على 250 مليون دولار أسترالي (160 مليون دولار أميركي) سنوياً من السوق الأسترالية.

وتضم قائمة الشركات المستهدفة بالضريبة الجديدة «ميتا» مالكة منصات «فيسبوك»، و«واتساب» و«إنستغرام»، و«ألفابيت» مالكة شركة «غوغل»، وبايت دانس مالكة منصة «تيك توك». وستعوض هذه الضريبة الأموال التي لن تدفعها المنصات إلى وسائل الإعلام الأسترالية، في حين لم يتضح حتى الآن معدل الضريبة المنتظَرة، وفقاً لما ذكرته «وكالة الأنباء الألمانية».

وقال جونز للصحافيين إن «الهدف الحقيقي ليس جمع الأموال... نتمنى ألا نحصل عائدات. الهدف الحقيقي هو التشجيع على عقد اتفاقيات بين المنصات ومؤسسات الإعلام في أستراليا».

جاءت هذه الخطوة بعد إعلان «ميتا» عدم تجديد الاتفاقات التي عقدتها لمدة3 سنوات مع المؤسسات الإعلامية الأسترالية لدفع مقابل المحتوى الخاص بهذه المؤسسات.

كانت الحكومة الأسترالية السابقة قد أصدرت قانوناً في عام 2021 باسم «قانون تفاوض وسائل الإعلام الجديدة» يجبر شركات التكنولوجيا العملاقة على عقد اتفاقيات تقاسم الإيرادات مع شركات الإعلام الأسترالية وإلا تواجه غرامة تبلغ 10 في المائة من إجمالي إيراداتها في أستراليا.