وثائقي «كما أريد» لسماهر القاضي... شجاعة الانتصار للنساء ضد التحرش

يعرض في «منصة الشارقة للأفلام»

المخرجة سماهر القاضي ترفع الصوت ضد التحرش
المخرجة سماهر القاضي ترفع الصوت ضد التحرش
TT

وثائقي «كما أريد» لسماهر القاضي... شجاعة الانتصار للنساء ضد التحرش

المخرجة سماهر القاضي ترفع الصوت ضد التحرش
المخرجة سماهر القاضي ترفع الصوت ضد التحرش

وثائقي «كما أريد» لسماهر القاضي، المعروض ضمن الدورة الخامسة من «منصة الشارقة للأفلام» (من 21 إلى 30 أكتوبر (تشرين الأول)، شخصي وعام في آن. تستمد الشخصنة حضورها من معاناة قديمة ارتكبتها ذكورية مقربة (الأخ شد شعر أخته وأخافها بالسلاح) ومن علاقة أحادية الطرف مع أم غادرت الدنيا قبل نيل حقوقها. لكنه حضور يفعل معالجة تمس الإشكالية الساخنة: التحرش.
يعود الشريط (88 دقيقة) إلى العام 2013 مع غليان ميدان التحرير إبان عزل محمد مرسي واستغلال التظاهر للاغتصاب والاعتداء. تسير خلفيته السياسية بجانب تواطؤ اجتماعي يكرس سحق النساء من منطلق أن «خلفة البنات هم للممات». كانت المخرجة لا تزال حاملاً في أسابيعها الأخيرة حين صورت الخوف من الجسد والصوت والحب. بخطاب ثوري وجرأة أنثوية مذهلة، تنزل إلى الشارع لوضع حد للعار الكبير.
وهو ليس تحميل النساء مسؤولية الاغتصاب، بل عار المتسبب فيه. وليس ما يلحق بالبشاعة من تبريرات، بل التحرك للوقوف في وجهها. تنوب عن كل امرأة تضطر للسكوت لئلا تلتزق بها «الفضيحة». وكرد فعل على المسكوت عنه، تقرر «الفضح». بكاميراتها الشجاعة، تجوب المدينة لرصد المتحرشين. ترفع إزاءهم أعلى صوتها. تنذرهم بعقاب لا بد منه. و«تحاكم» جريمتهم.
تصد بالسينما (الصورة) هجوم أقاويل تغذي الأرضية الثقافية لنساء نشأن على أن الشهادة مصيرها الحائط ومملكة المرأة مطبخها. يأتي الوثائقي ليوقظ في السيدة مفاهيم مغايرة لمسار «من بيت الأب إلى بيت الزوج، فالقبر». فالمخرجة الملوعة من موت أم فاتها قطار الحياة، تنقل شعوراً عائلياً يصبح محرضاً على تعميم تجربة ملهمة. يؤدي خطابها دوراً في التصدي لمعادلات تتفشى لولا نضال المرأة المصرية وقيادتها المبادرات لتصحيح الأفكار الخاطئة.
من المعادلات، ما يردده رجال تصورهم كاميرتها كرغبة في هدم جدار هائل يحجب العدالة الاجتماعية حين يدور الحديث عن المساواة. الأمثلة كثيرة، كـ«لو عندي 100 ولد مش حتفرق زي بنت واحدة»، أو «البنت جوهرة، ليها مكانها: البيت»، سرعان ما «تتقزم» أمام صرخات تطلقها حناجر نسائية تخوض في الشارع معركة استعادة الحقوق: «علّي علّي علّي كمان، صوت المرأة بكل ميدان»، أو «قالوا صوت المرأة عورة... صوت المرأة هو الثورة»، وحملات «أوقفوا التحرش» المضادة لحوادث تجاوزت أقصى الفظاعة.
سلاح الكاميرا لا يخرج سلاحاً أبيض من سلم الأولويات، فالنسوة خبأن السكاكين وما شابه في الدور والغاية، دفاعاً عن النفس، ورحن يعممن الوسيلة. يشرع الوثائقي ما يجعل النساء يصفرن الخوف. نداؤه لا يقتصر على موقف أو حادثة. هو نداء تغيير و«انقلاب» على قوانين ومجتمع يتعاطف مع الرجل. نداء طويلة دربه، لكنه يبدأ بخطوة.
تتفرع من إشكالية التحرش مسائل تمس النساء كالزواج المبكر وترك المدرسة تفرغاً للإنجاب. تحدق عدسة الكاميرا بوجوه تنتقل من الطفولة إلى المسؤوليات، فجأة بلا مقدمات. مراهقات يصبحن أمهات، والرضع بين أيديهن ألعابهن. في فسحة للملاهي تزورها فتيات يتأرجحن بين الذنب والخوف؛ يقع إجماعهن على ما تدربن لإتقان تسميعه: «جسم المرأة عورة. إذا صرخت في الشارع (كما تفعل المخرجة)، فسيرميها زوجها بالطلاق. هذا ما نتعلمه في المدارس».
ليس القصد إدانة القاصرات وجلد رأيهن، بل السعي إلى تدارك ما يتشربنه قبل فوات الأوان، فينمو جيل نسائي مسلوب الإرادة، لا يختلف عن مرارة بعض الأمهات والجدات. تطال المعالجة ما يتخطى التحرش لتلامس النظرة إلى «الست». كيف يراها المجتمع والرجل، كتلة لحمية أم مجرد شيء؟ «الأنثى إنسان»، يخبط خطاب الفيلم بيده على الطاولة، ويطالب بدورها السياسي وتمثيلها البرلماني، فتشمل مشاركتها حق الترشح عوض الاقتصار على واجب الاقتراع.
يطلق الوثائقي سؤال الهوية حين تصبح «نقطة ضعف» فور ارتباطها بواقع النساء. وتفجر المخرجة غضباً يؤرق المرأة المقيدة بسلسلة أحكام تسبق خروجها من الرحم. وهو يلقن درساً في إمساك طرف الخيط وشق برعم في الصخر. يوم شد أخوها شعرها لالتقاطها صوراً تتخطى نظرته لمساحة المرأة، اختبأت تحت السرير لثلاثة أيام. «سأكون يوماً ما أريد»، وعد سماهر القاضي لنفسها، ومن خلال فيلمها لنساء مصر. مزق الأخ موافقةً على السفر منحتها إياها جهة داعمة للسينما، وقرر نيابة عنها أين «يجدر» بها البقاء. اختارت الوصول بعبور الشوك.
دفاعها الشجاع عن كاميرتها (تعرضت لأكثر من محاولة قادها رجال في الشارع، تأمرها بالتوقف عن التصوير ولم ترتدع)، هو إيمانها بالصوت النسوي الحر. كل ما تريده هو محاسبة المتحرش بالقانون، لا بالضرب ولا بالقوة. بسوقه إلى الشرطة وتحقيق انتصار على مستوى العدالة.
تبكي أمام ابنها الصغير وهو يراها تفقد أعصابها في كل مرة تتعرض ليد تمسها من الخلف. ينصحها بتغيير البلد، لكنها عوض الاستسهال تختار المسار الصعب: تربيته إنسانياً.


مقالات ذات صلة

«أدنوك» لتوريد الغاز مع «توتال إنرجيز» بـ1.2 مليار دولار

الاقتصاد «أدنوك» لتوريد الغاز مع «توتال إنرجيز» بـ1.2 مليار دولار

«أدنوك» لتوريد الغاز مع «توتال إنرجيز» بـ1.2 مليار دولار

وقَّعت «أدنوك للغاز» الإماراتية اتفاقية لتوريد الغاز مع «توتال إنرجيز غاز آند باور المحدودة»، التابعة لشركة «توتال إنرجيز» الفرنسية، تقوم بموجبها بتصدير الغاز الطبيعي المسال إلى أسواق مختلفة حول العالم، وذلك لمدة ثلاث سنوات. وحسب المعلومات الصادرة، فإنه بموجب شروط الاتفاقية، ستقوم «أدنوك للغاز» بتزويد «توتال إنرجيز» من خلال شركة «توتال إنرجيز غاز» التابعة للأخيرة، بالغاز الطبيعي المسال وتسليمه لأسواق تصدير مختلفة حول العالم. من جانبه، أوضح أحمد العبري، الرئيس التنفيذي لـ«أدنوك للغاز»، أن الاتفاقية «تمثل تطوراً مهماً في استراتيجية الشركة لتوسيع نطاق انتشارها العالمي وتعزيز مكانتها كشريك مفضل لت

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
الخليج مكتوم وأحمد نجلا محمد بن راشد نائبين لحاكم دبي

مكتوم وأحمد نجلا محمد بن راشد نائبين لحاكم دبي

‏عيّن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء، بصفته حاكماً لإمارة دبي نجليه الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائباً أولاً لحاكم إمارة دبي، وتعيين الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائباً ثانياً لحاكم الإمارة، على أن يمارس كلٌ منهما الصلاحيات التي يعهد بها إليه من قبل الحاكم. وتأتي خطوة التعيين للمزيد من الترتيب في بيت الحكم في إمارة دبي، وتوزيع المهام في الوقت الذي يشغل فيه الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولاية العهد لحاكم دبي ورئيس المجلس التنفيذي. ويشغل الشيخ مكتوم إضافة إلى منصبه الجديد منصب نائب رئيس مجلس الوزراء، ووزير المالية في الإمارات، والن

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
يوميات الشرق الإماراتي سلطان النيادي أول عربي يسير خارج محطة الفضاء الدولية

الإماراتي سلطان النيادي أول عربي يسير خارج محطة الفضاء الدولية

سجل الإماراتي سلطان النيادي، إنجازاً عربياً جديداً كأول رائد فضاء عربي يقوم بالسير في الفضاء، وذلك خلال المهام التي قام بها أمس للسير في الفضاء خارج المحطة الدولية، ضمن مهام البعثة 69 الموجودة على متن المحطة، الذي جعل بلاده العاشرة عالمياً في هذا المجال. وحملت مهمة السير في الفضاء، وهي الرابعة لهذا العام خارج المحطة الدولية، أهمية كبيرة، وفقاً لما ذكره «مركز محمد بن راشد للفضاء»، حيث أدى الرائد سلطان النيادي، إلى جانب زميله ستيفن بوين من «ناسا»، عدداً من المهام الأساسية. وعلّق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على «تويتر»، قائلاً، إن النيادي «أول

«الشرق الأوسط» (دبي)
الخليج حاكم دبي يعيّن مكتوم بن محمد نائباً أول وأحمد بن محمد ثانياً

حاكم دبي يعيّن مكتوم بن محمد نائباً أول وأحمد بن محمد ثانياً

أصدر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء، بصفته حاكماً لإمارة دبي، مرسوماً بتعيين نجليْه؛ الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائباً أول للحاكم، والشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائباً ثانياً، على أن يمارس كل منهما الصلاحيات التي يُعهَد بها إليه من قِبل الحاكم. تأتي خطوة التعيين للمزيد من الترتيب في بيت الحكم بالإمارة وتوزيع المهام، في الوقت الذي يشغل فيه الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولاية العهد للحاكم ورئيس المجلس التنفيذي. والشيخ مكتوم بن محمد، إضافة إلى تعيينه نائباً أول للحاكم، يشغل أيضاً نائب رئيس مجلس الوزراء، ووزير المالية الإماراتي، وال

«الشرق الأوسط» (دبي)
يوميات الشرق «فلاي دبي» توضح ملابسات اشتعال طائرتها بعد إقلاعها من نيبال

«فلاي دبي» توضح ملابسات اشتعال طائرتها بعد إقلاعها من نيبال

أعلنت سلطة الطيران المدني في نيبال، اليوم (الاثنين)، أن رحلة «فلاي دبي» رقم «576» بطائرة «بوينغ 737 - 800»، من كاتماندو إلى دبي، تمضي بشكل طبيعي، وتواصل مسارها نحو وجهتها كما كان مخططاً. كانت مصادر لوكالة «إيه إن آي» للأنباء أفادت باشتعال نيران في طائرة تابعة للشركة الإماراتية، لدى إقلاعها من مطار كاتماندو النيبالي، وفق ما نقلت وكالة «رويترز». وأشارت «إيه إن آي» إلى أن الطائرة كانت تحاول الهبوط بالمطار الدولي الوحيد في نيبال، الذي يبعد نحو 6 كيلومترات عن مركز العاصمة. ولم يصدر أي تعليق من شركة «فلاي دبي» حول الحادثة حتى اللحظة.

«الشرق الأوسط» (كاتماندو)

هولندا: الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية الحل الأكثر واقعية لنزاع الصحراء

وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة مع نظيره الهولندي خلال لقائهما الجمعة في لاهاي (ماب)
وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة مع نظيره الهولندي خلال لقائهما الجمعة في لاهاي (ماب)
TT

هولندا: الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية الحل الأكثر واقعية لنزاع الصحراء

وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة مع نظيره الهولندي خلال لقائهما الجمعة في لاهاي (ماب)
وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة مع نظيره الهولندي خلال لقائهما الجمعة في لاهاي (ماب)

في إطار الدينامية الدولية التي أطلقها العاهل المغربي، الملك محمد السادس، دعماً لسيادة المغرب على صحرائه ولمخطط الحكم الذاتي، أكدت هولندا أن «حكماً ذاتياً حقيقياً تحت السيادة المغربية هو الحل الأكثر واقعية لوضع حد نهائي لهذا النزاع الإقليمي».

جرى التعبير عن هذا الموقف في الإعلان المشترك الذي تم اعتماده، اليوم الجمعة في لاهاي، من جانب وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، ووزير الشؤون الخارجية وزير اللجوء والهجرة بالأراضي المنخفضة، ديفيد فان ويل، عقب لقاء بين الجانبين.

سجل الإعلان المشترك أيضاً أن هولندا «ترحب بمصادقة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على القرار رقم 2797، وتعرب عن دعمها الكامل لجهود الأمين العام ومبعوثه الشخصي»، الرامية إلى تسهيل وإجراء مفاوضات قائمة على مبادرة الحكم الذاتي المغربية، وذلك بهدف التوصل إلى حل عادل ودائم ومقبول من الأطراف، كما أوصت بذلك قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

وأعرب الوزيران عن ارتياحهما للعلاقات الممتازة والعريقة، التي تجمع بين المغرب وهولندا، وجددا التأكيد على الإرادة المشتركة لمواصلة تعزيز التعاون الثنائي، المبني على صداقة عميقة وتفاهم متبادل، ودعم متبادل للمصالح الاستراتيجية للبلدين.

كما رحّبا بالدينامية الإيجابية التي تطبع العلاقات الثنائية في جميع المجالات، واتفقا على العمل من أجل الارتقاء بها إلى مستوى شراكة استراتيجية.

وخلال اللقاء أشادت هولندا بالإصلاحات الطموحة التي جرى تنفيذها تحت قيادة الملك محمد السادس، وبالجهود المبذولة في مجال التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، خصوصاً عبر النموذج التنموي الجديد، وإصلاح مدوّنة الأسرة، ومواصلة تفعيل الجهوية المتقدمة.

كما أشادت هولندا بالجهود المتواصلة التي يبذلها المغرب من أجل الاستقرار والتنمية في منطقة الساحل.

وإدراكاً لأهمية التعاون الإقليمي لمواجهة التحديات الأمنية المشتركة، أكدت هولندا عزمها على تعزيز الحوار والتعاون مع المغرب في هذا المجال، موضحة أنه سيتم بحث المزيد من الفرص لتعزيز هذه الشراكة خلال الحوار الأمني الثنائي المقبل.

كما أشادت هولندا بالمبادرات الأطلسية، التي أطلقها الملك محمد السادس لفائدة القارة الأفريقية، ولا سيما مبادرة مسار الدول الأفريقية الأطلسية، والمبادرة الملكية الرامية إلى تسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، ومشروع خط أنابيب الغاز الأطلسي نيجيريا - المغرب.


منال ملّاط لـ«الشرق الأوسط»: التجارب لا تكسرنا... بل تزيدنا قوة

ملّاط خلال احتفالها في إطلاق {حياتي الثالثة} (منال ملاط)
ملّاط خلال احتفالها في إطلاق {حياتي الثالثة} (منال ملاط)
TT

منال ملّاط لـ«الشرق الأوسط»: التجارب لا تكسرنا... بل تزيدنا قوة

ملّاط خلال احتفالها في إطلاق {حياتي الثالثة} (منال ملاط)
ملّاط خلال احتفالها في إطلاق {حياتي الثالثة} (منال ملاط)

تكمل الفنانة منال ملّاط نجاحاتها في المجال الفني. أصدرت أخيراً «ميني ألبوم» غنائياً بعنوان: «حياتي الثالثة»، ويتضمن 5 أغنيات، ترسم من خلاله خريطة امرأة في طريقها إلى الحرّية. فمَنال فنانة تجيد التمثيل والغناء. وتمتلك خلفية موسيقية غربية وعربية أهّلتها لتكون في الصفوف الأمامية، بما تملكه من ثقافة فنية واسعة.

وفي «حياتي الثالثة» تعبر ملّاط نحو أول عمل غنائي لها من هذا النوع. سبق أن أصدرت أغنيات عربية فردية. ولكنها اشتهرت أكثر بأدائها الأغاني الأجنبية. وقد حصدت أخيراً جائزة «الأداء المتميز» في حفل «موركس دور»، وذلك عن عملها الاستعراضي الغنائي «نشيدي إلى بياف». وتقدم فيه لفتة تكريمية للمغنية الفرنسية الرائدة إديث بياف.

تخاطب منال في عملها الجديد النساء عامة، وتنقل مشاعرهن كما تذكر لـ«الشرق الأوسط»، وذلك تحت عناوين: «ما تلمحني» و«انت الأصلي» و«بديل» و«حياتي الثالثة». وتكرر غناء «ما تلمحني» في نفس الألبوم ضمن رؤية مغايرة عن الأولى تميل إلى الحلم بشكل أكبر.

ميني ألبوم {حياتي الثالثة} هو الأول في مشوارها الفني (منال ملاط)

وتعاونت ملّاط مع أنطوني أدونيس الذي كتب ولحّن الأغنيات. في حين تولّى الإنتاج الموسيقي داني بومارون وألكس ميساكيان. واختار المخرج كريستيان أبو عني تقديم الألبوم في «كليب» مصور يؤلف ثلاثية ذات حكاية واحدة. فجاءت في قالب بصري مبتكر يشبه مسلسلاً قصيراً من ثلاث حلقات.

وتقول ملّاط في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن هذا الألبوم يعني لها الكثير، مضيفة: «إنه أول ألبوم أصدره في مشواري الفني. وأعدّه جزءاً من فكري وعقلي. وهو يجمع كل القصص التي عشتها في حياتي ضمن حكاية واحدة».

بدأت ملّاط في التحضير لأغاني الألبوم منذ عام 2021. يومها كانت تجلس مع الكاتب والملحن أنطوني أدونيس يتبادلان الأحاديث: «أذكر جيداً تلك اللحظات، عندما كان يتلقف أنطوني قصصي بانتباه شديد. وكنت أرويها له بعفوية وصدق. فحوّلها إلى أغنيات، وقولبها كريستيان أبو عني بكاميرته لتكون بمثابة فيلم قصير».

في أغنية «ما تلمحني» تروي منال قصة امرأة على عتبة الحب. وتختبئ من نظرات الحبيب إلى أن تصبح جاهزة لمواجهتها. وتجتاز بذلك مرحلة من الخوف والتردد.

في حين تتطرّق في «انت الأصلي» إلى الصدق في المشاعر. فتعبّر عن فرحة امرأة بالعثور على شخص يقدّرها. أما في أغنية «بديل» فتحكي عن الانكسار والخيانة، وكيف يمكن لامرأة أن تعيش معاناة الحب في حالة من الإنكار والألم في آن.

وتأتي أغنية «حياتي الثالثة» لتختصر مراحل حياة سابقة. فتستعيد فيها المرأة شريط ذكريات فيه من الأخطاء والدروس والشجاعة ما يكوّن نجاحها اليوم.

وترى منال أن هذه التجارب التي مرت بها على مرّ السنين، أسهمت في نضجها كامرأة وكفنانة. وتتابع في سياق حديثها: «لطالما حلمت بإصدار عمل من هذا النوع وبهذه الصورة والرؤية الفنية التي تغلّفه. وأعتبر أنه يجمع كل مراحل حياتي بأسلوب شاعري ودافئ».

تؤكد بأنها قلبت صفحة من حياتها لتبدأ بأخرى (منال ملاط)

وعما إذا هي تشعر بتأخرها في القيام بهذه الخطوة، تردّ: «سمعت كثيراً هذه العبارة. ففي الماضي القريب كان كثيرون يطالبونني بإصدار ألبوم غنائي. ولكن لا تهمني هذه التعليقات. وأولي كل الاهتمام لحسّ داخلي أتمتع به. ويدلّني بصورة غير مباشرة على ما يجب أن أقوم به، من دون تردد. وأستطيع القول إن هذه الفترة اختبرت فيها إحساسي هذا. ولذلك وُلد الألبوم في الوقت المناسب. وربما لو سبق أن قمت بهذه الخطوة من قبل، لما كان حمل كل هذا النضج الفني».

لا يمثّل «حياتي الثالثة» بالنسبة لمنال ملّاط مجرد عمل فني تحبّه. تذهب إلى أبعد من ذلك لتصفه بعلاج أسهم في شفائها. وتوضح لـ«الشرق الأوسط»: «لقد نقلت من خلال أغاني هذا الألبوم تجارب مررت بها. وشددت على أن يحاكي المرأة عامة، ويخرج منها قوتها الضائعة، والباحثة عنها بشكل دائم. وأوصلت رسالة بصريح العبارة واضحة كما الشمس، مفادها أن التجارب لا تكسر، بل تزيدنا قوة. وهو ما حصل معي بالفعل، وأعدّه العلاج الشافي».

وعن سبب تسمية ألبومها «حياتي الثالثة»، تجيب: «لأنه يمثّل لي المستقبل والتفاؤل الذي يحمله الغد. وأنا فخورة بحياتي الأولى التي شهدت ولادتي كفنانة وإنسانة. وبحياتي الثانية التي تجاوزت فيها آثار مرض خطير. وجميع هذه الحيوات تمثّلني، وتعنون مراحل مهمة في حياتي اليوم».

يكلل هذا العمل خطوة أساسية أقدمت عليها منال ملّاط من خلال ارتباطها بشريك العمر داني بومارون. وتعلّق: «هذا ما قصدته عندما قلت إني أعيش اليوم حياتي الثالثة. فكل ما أخوضه اليوم عنوانه التجدد. وهناك تغييرات وإنجازات عديدة استطعت تحقيقها في هذه الفترة. وأنا سعيدة؛ كوني وصلت إلى هذه النتيجة بعد مشوار صعب». وكانت منال ملّاط قد أصيبت في فترة سابقة بمرض عضال. وأعلنت شفاءها منه عبر حساباتها الإلكترونية.

ألبومي الغنائي يجمع كل القصص التي عشتها في حياتي ضمن حكاية واحدة

منال ملّاط

تحقق ملّاط عبر الـ«ميني ألبوم» الغنائي «حياتي الثالثة» خطوة رئيسية في مشوارها الفني. فتدخل عالم الأغنية العربية من بابها العريض. وتعلّق: «لقد قلبت صفحة كبيرة من حياتي لأبدأ مرحلة جديدة. وأتمنى أن تصل موضوعات هذا العمل إلى قلوب الناس أجمعين. فتنصهر مع أعماقهم لتنبت بذور شفاءٍ وصلابة».

وعما إذا كانت تعتبر استعراضها الغنائي «نشيدي إلى بياف» حمل لها فأل خير، تقول: «بالفعل أعدّه كذلك، ولا سيما أني حصدت عنه جائزة الـ(موركس دور). وهذا الأمر يذكّرني بأني أسير على الطريق الصحيح».

وهل تتخلين بعد اليوم عن الغناء بالأجنبية؟ ترد: «لا أبداً، فأن أغني بالعربية هو أمر بديهي ويدلّ على هويتي الحقيقية. ولم أقدم على هذه الخطوة من باب الحاجة لإثبات ذلك، ولكن انطلاقاً من لحظة إحساس غمرتني وأشارت لي بذلك. شعرت بأنه آن الأوان لتقديم مجموعة أغنيات تشبهني وتمثّلني بالعربية».

وعن أعمالها المستقبلية تختم لـ«الشرق الأوسط»: «هناك نشاطات عدة أحضّر لها بمناسبة الأعياد. كما بدأت في التجهيز لأعمال غنائية قد ترى النور في العام المقبل. وإلى أن يحين ذلك الوقت أستمتع اليوم بإصداري الجديد (حياتي الثالثة). وأتمنى أن يلاقي التجاوب من قبل المستمعين».


ترمب سيجتمع برئيسة المكسيك ورئيس وزراء كندا بعد قرعة المونديال

الرئيس الأميركي دونالد ترمب في حفل قرعة المونديال (إ.ب.أ)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب في حفل قرعة المونديال (إ.ب.أ)
TT

ترمب سيجتمع برئيسة المكسيك ورئيس وزراء كندا بعد قرعة المونديال

الرئيس الأميركي دونالد ترمب في حفل قرعة المونديال (إ.ب.أ)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب في حفل قرعة المونديال (إ.ب.أ)

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إنه سيجتمع مع رئيسة المكسيك كلوديا شينباوم، ورئيس وزراء كندا مارك كارني، بعد انتهاء حفل سحب قرعة كأس العالم لكرة القدم المقامة حالياً في مركز كيندي بالعاصمة الأميركية واشنطن.

وقال ترمب عن رئيسة المكسيك، كلوديا شينباوم، ورئيس وزراء كندا، مارك كارني، اللذَين سيستضيفان كأس العالم العام المقبل: «سنلتقي مع كليهما، ونحن نتعامل بشكل جيد جداً».

وأشار ترمب إلى أن التجارة ستكون على جدول أعمال محادثاته مع القادة.

وأعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» إطلاق «جائزة فيفا للسلام»، وسيتم إعلان الفائز بها الليلة، حيث تهدف الجائزة إلى «تكريم الأعمال الاستثنائية من أجل السلام». لكن ترمب يقول إنه لا يعرف إن كان سيحصل على هذا التكريم أم لا.

وقال ترمب عقب وصوله إلى «مركز كيندي»: «هناك شائعات بشأن هذا، ولكن لم يبلغني أحد. سيكون ذلك شرف كبير».

وفي وقت لاحق، كرر ترمب في حديث آخر مع الصحافيين ادعاءه المبالغ فيه بأنه أنهى ثماني حروب وأن «التاسعة آتية».