«فيلم العلا» راعٍ استراتيجي لـ«مهرجان البحر الأحمر السينمائي»

يقدّم جائزتين ماليّتين الأولى من تصويت الجمهور والأخرى لأفضل فيلم سينمائي

تتألق العُلا بالتضاريس الطبيعية والتراثية مما يجعلها وجهة فريدة لصناع الأفلام حول العالم (الشرق الأوسط)
تتألق العُلا بالتضاريس الطبيعية والتراثية مما يجعلها وجهة فريدة لصناع الأفلام حول العالم (الشرق الأوسط)
TT

«فيلم العلا» راعٍ استراتيجي لـ«مهرجان البحر الأحمر السينمائي»

تتألق العُلا بالتضاريس الطبيعية والتراثية مما يجعلها وجهة فريدة لصناع الأفلام حول العالم (الشرق الأوسط)
تتألق العُلا بالتضاريس الطبيعية والتراثية مما يجعلها وجهة فريدة لصناع الأفلام حول العالم (الشرق الأوسط)

أعلن «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» عن عقد شراكة مع «فيلم العلا» ليكون راعياً استراتيجياً للمهرجان في دورته الثانية التي ستقام في مدينة جدة خلال الفترة من 1 إلى 10 ديسمبر (كانون الأول)، وبموجب هذه الشراكة سيقدم «فيلم العلا» جائزتين ماليتين بقيمة 50 ألف دولار لكل منهما، الأولى لأفضل فيلم سعودي، والثانية من تصويت الجمهور؛ تشجيعاً لزوّار المهرجان على تقدير الإبداع السينمائي، حيث تستهدف الجائزة المواهب والأعمال السعودية المبتكرة والوفيّة لهويّتها وتراثها وعمقها الثقافي.
وتعزّز الشراكة بين «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» و«فيلم العُلا» من الاحتفاء بأهم الإبداعات السينمائية العربية والعالمية، وتقديمها للجمهور، مع تقديم محافظة العُلا أمام رائدي صناعة السينما المشاركين في المهرجان من جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى رعاية ودعم المواهب.
ويحتضن جناح «فيلم العلا» في سوق البحر الأحمر السينمائي، العديد من الأنشطة والحلقات النقاشية والعروض الحصرية، مع الترويج للتضاريس الجغرافيّة الفريدة التي تتألّق بها محافظة العلا، بالإضافة لخصم ماديّ بنسبة 40 في المائة، ومجموعة من الحوافز التي تساهم في دعم إنتاج مشاريع الأفلام الطويلة، على المستويين الدولي والمحلّي، دون نسيان المسلسلات التلفزيونية والإعلانات التجاريّة والأفلام الوثائقية، التي تخطط للاستعانة بمواقع محافظة العُلا للتصوير والإنتاج.
وقال محمد التركي الرئيس التنفيذي لـ«مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي»: «تعدّ العُلا من وجهة نظر إنتاجيّة، جاذبة لكلٍّ من صانعي الأفلام والمنتجين على حدٍّ سواء، ونتطلع إلى مشاركة مواقعها الفريدة وتاريخها الثّري مع جمهور «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» على مدى السنين المقبلة. وتتجسّد هذه الشراكة الاستراتيجية مع (فيلم العلا) ضمن دورة المهرجان الثانية، من خلال جائزتين مهمّتين تحتفيان لا بالمواهب السعودية فحسب، بل أيضاً بالمواهب السينمائية الإقليمية والدوليّة بشكل عام، وذلك انطلاقاً من التزامنا عبر منصّة المهرجان بالمساهمة في ازدهار الصناعة، وتذليل الظروف أمام المواهب المحليّة والعالميّة لرواية وتصوير قصصهم ضمن أبهى المواقع الإنتاجيّة؛ ومن بينها العُلا؛ بمواقعها، وطبيعتها، ومناخها، وتضاريسها، ذلك أن الاستعانة الإنتاجية بمواقع التصوير المحلّية؛ من شأنها التعزيز من ازدهار الصّناعة».
من جانبها، قالت شارلين ديليون جونز، المدير التنفيذي لـ«فيلم العلا»: «نسعد بدعمنا لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، الذي نشترك معه في عدّة أهداف استراتيجيّة وفنّية وثقافيّة وإبداعية. حيث نسعى من خلال شراكتنا مع (مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي) إلى الارتقاء بصناعة الأفلام داخل المملكة ودعم المواهب المحليّة. كما تأتي رعايتنا لجائزتي الأفلام الأكثر إثارة وتميزاً على ضوء خططنا تجاه العلا، ونتطلع للعمل مع المهرجان للنهوض بقطاع السينما في المملكة خلال السنوات المقبلة».
يذكر أن إدارة «فيلم العلا» عملت منذ تأسيسها عام 2020 على تعزيز ودعم الإنتاج السينمائي والتلفزيوني في المحافظة الواقعة في شمال غربي المملكة، من خلال الحرص على ابتكار منظومة عمل خصبة ومتكاملة لصناعة الأفلام. وتشرف الإدارة على عملية تطوير البنية التحتية في مجال صناعة الأفلام بمحافظة العلا، والتي تشمل في مرحلتها الأولى بناء اثنين من استوديوهات الأفلام؛ لتلبية توقّعات أصحاب المشاريع السينمائية حالياً.



«الأكل العاطفي» تُحوّله الحرب إعلاناً للحياة... ولا تغفر مبالغاته

تتدخّل الشهية في محاولة ترميم ما يتجوَّف (آدوب ستوك)
تتدخّل الشهية في محاولة ترميم ما يتجوَّف (آدوب ستوك)
TT

«الأكل العاطفي» تُحوّله الحرب إعلاناً للحياة... ولا تغفر مبالغاته

تتدخّل الشهية في محاولة ترميم ما يتجوَّف (آدوب ستوك)
تتدخّل الشهية في محاولة ترميم ما يتجوَّف (آدوب ستوك)

يقصد عيادةَ اختصاصية التغذية اللبنانية، فيرا متّى، مواظبون على خطط غذائية تقي ويلات؛ منها السكّري. هؤلاء، في معظمهم، لم يغادروا المنازل نحو سقوف تتراءى آمنة من التوحّش المُعادي. في مقابلهم، يُفرِط كثيرون في تناول الطعام لسدّ حاجة إلى امتلاء تفرضه فراغات مؤلمة. لطالما تأكّدت العلاقة الشائكة بين المعدة والعالم الخارجي، وبدا وثيقاً الرابط بين الطعام والظرف. هذه أيامٌ مضطربة. جَرْفٌ من النزوح والخوف وفوضى الوقت. لذا تتدخّل الشهية في ترميم ما يتجوَّف. وتمنح بعض الأصناف اللذيذة شعوراً بالسكينة. فماذا يحدُث لدواخلنا، وهل النجاة حقاً بالأكل؟

اختصاصية السلوك الغذائي والتغذية العيادية الدكتورة فيرا متّى (حسابها الشخصي)

ينطبق وَصْف «ستريس إيترز (الأكل العاطفي)» على ملتهمي الطعام الملوَّعين بالمآسي. تقول اختصاصية السلوك الغذائي والتغذية العيادية، الدكتورة فيرا متّى، إنهم يشاءون مما يتناولونه الإحساس بواقع أفضل. تتحدّث لـ«الشرق الأوسط» عن وَقْع الاضطراب في الأجساد والنفوس، فتتصدّى له، عموماً، أصناف المأكولات وكمّياتها: «تاركو المنازل يتابعون النقل المباشر للحرب دون انقطاع. يتفاقم توتّرهم وينمو الشعور بعدم الأمان. ذلك يعزّز هرمونات تشتهي أنواع السكّر، وقد تتعدّى الرغبةُ الحلويات إلى الأملاح، دفعةً واحدة، دون فاصل أو استراحة أضراس».

تحسم تبدُّل العادات الغذائية أو تأثّرها في أقل تقدير. فغذاء النازح غالباً «غير صحّي»، ويُعمّق سوءه «النوم المتقطّع، والروتين المستجدّ». تشرح: «ضرر ذلك على الأطفال الحدّ من نموّهم الفكري والجسدي، بينما يمسُّ هرمون الكورتيزول المُسبِّب تكوُّن الدهون على بطن الكبار، فتتحقّق زيادة الوزن وإن قلَّ التهام الطعام جراء اضطراب النوم والتوتّر العالي. هنا، يتحوّل كل ما يدخل الفم إلى دهون لإصابة هذا الهرمون بالارتفاع اللافت مُحوطاً بعوامل تُصعِّب انخفاضه».

تستوقفها وضعية التغذية المستجدّة، لتراوحها بين القلّة والسوء: «قد يحضُر الطعام على شكل معلّبات مثلاً. هذه طافحة بالصوديوم والسكّر المُضاف، وتحتوي مواد كيميائية تُسبّب السرطان على المدى الطويل. بذلك، لا يعود نقصُ الطعام مُسبِّبَ المرض؛ وإنما سوءه».

غذاء النازح غالباً غير صحّي ويُعمّق سوءه النوم المتقطّع (أ.ف.ب)

ما يُفعِّل تناقُل الأمراض، وفق فيرا متّى، «الطعام غير المحفوظ جيداً». تتحدّث عن حالات بكتيرية تتمثّل في عوارض؛ منها التقيّؤ واضطراب الأمعاء، لغياب الثلاجات أو انقطاع الكهرباء. «ذلك يُخفّض المناعة وينشر الأوبئة، خصوصاً بين الأطفال. أما الكبار فيفاقمون مشكلات السكّري والشرايين والكولسترول وتشحُّم الكبد إنْ عانوها».

تعطي نسبة 20 في المائة فقط، من بين مَن تابعتْ حالتهم الغذائية، لمن لا يزالون يلتزمون نظامهم الصحّي. آخرون لوَّعهم السكّري، فازدادوا لوعة، وضخَّم تبدُّلُ غذائهم معاناتهم مع الأمراض. من دورها العيادي، تحاول إعادة أمور إلى نصابها: «نركّز اليوم على السلامة الغذائية، وكيفية تعامُل النازحين مع واقعهم الصحّي. دورنا توعوي. علينا الحدّ من التسمُّم، فأزمة الدواء لم تُحلّ، والمستشفيات توفّر استيعابها للجرحى. لا بدّ من تفادي تحميلها أعباء إضافية».

تفترض إخضاع اللبنانيين لفحص يختبر انجراف معظمهم خلف «الأكل العاطفي»، وتضمن النتيجة: «قلة فقط ستكون خارج القائمة». تصوغ معادلة هذه الأيام: «تلفزيون وبرادات. الالتهام فظيع للأخبار والمأكولات. لا شيء آخر. نحاول جَعْل هذا البراد صحّياً».

إنها الحرب؛ بشاعتها تفرض البحث عن ملاذ، ومطاردة لحظة تُحتَسب، والسعي خلف فسحة، فيتراءى الطعام تعويضاً رقيقاً. بالنسبة إلى اختصاصية التغذية، إنه «إحساس بالامتلاء وبأنّ مَن يتناوله لا يزال حياً». تحت قسوة هذه الأيام ومُرّها، لا يعود الإحساس بالذنب المُرافق للإفراط في تناوله، هو الغالب... «يتراجع ليتقدّم الشعور بالنجاة. مساعي البقاء تهزم فكرة الكيلوغرامات الزائدة. بإمكان الأكل العاطفي إتاحة المساحة للراحة والسعادة. ذلك يسبق تسبّبه في ثقل وزيادة الوزن. بتحقّقهما، يلوح الذنب، وإنما في مرحلة لاحقة، بعد بهجة الامتلاء الداخلي».

ضرر سوء الغذاء على الأطفال يمسّ بنموّهم الفكري والجسدي (د.ب.أ)

تتفهّم الحاجة إلى اللحاق بكل ما يُعزّي والتشبُّث به. الطعام يتقدَّم. ترى أن لا أحد مخوَّلاً تقديم نصيحة لنازح من نوع «اضبط شهيتك بينما القصف في جوارك». برأيها، «يكفي الخوف وحده شعوراً سيئاً». يهمّها «الحدّ من نتائج كارثية ستظهر بوضوح بعد الحرب»، مُفضِّلة الاستعانة بالتمر مثلاً بدل «القضاء على علبة شيكولاته» والقهوة البيضاء لتقليص ضخّ الكافيين.

وتنصح بالتنفُّس والرياضة، فهما «يهدّئان هرمون الأعصاب»، وبالنظافة بما «تشمل غلي الماء قبل استعماله حال الشكّ في مصدره». تضيف: «الاستغناء عن تناول دجاج ولحوم أُبقيت مدّة خارج الثلاجة، لاحتمال فسادها، على عكس الحمّص والصعتر، مثلاً، القابلَيْن لعمر أطول». أما الحصص الغذائية، فالمفيد منها «التونة والسردين والأرز والمعكرونة وزيت الزيتون، ولا بأس بمعلّبات البازلاء والذرة بديلاً للخضراوات. يُفضَّل استبعاد اللحوم المصنّعة. الحليب المجفَّف جيّد أيضاً لغياب الطبيعي».