قالت صحف تركية أمس الأحد، إن مباحثات بين الحكومة التركية والجيش التركي لا تزال مستمرة حول إمكانية إنشاء منطقة أمنية على الحدود مع سوريا، لافتة إلى أن 12 ألف جندي تركي باتوا جاهزين للدخول إلى سوريا لإنشاء تلك المنطقة.
وذكرت صحيفة «يني شفق» المحلية، أن الجيش التركي يعد مخططاته المتعلقة بإقامة منطقة حدودية آمنة شمال سوريا بعمق 35 كلم وطول 110 كلم، مشيرة إلى أن محاولات حزب الاتحاد الديمقراطي لإنشاء دولة كردية شمال سوريا وتوجه تنظيم داعش إلى الأهداف الاستراتيجية، دفعت الحكومة التركية إلى توخي الحذر والتهيؤ لإنشاء الممر الآمن. بحسب موقع (ترك برس) الذي نقل التقرير إلى العربية.
وقالت الصحيفة بأن رئاسة أركان الجيش وجهاز الاستخبارات التركي، سيتعاونان في وضع اللمسات الأخيرة على المخطط، الذي يتضمن دخول الجنود من بوابتي مرشدبنار وقرقامش إلى عمق ثلاثة وثلاثين كيلومترا حتى يوم الجمعة القادم.
وأضافت بأن قرار إقامة المنطقة الآمنة تم الاتفاق عليه بين رئيس الجمهورية رجب طيب إردوغان ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، وطالبا رئيس أركان الجيش نجدت أوزال إنهاء استعداداته بهذا الشأن، وقد أكد بدوره جاهزية القوات المسلحة التركية للقيام بالعمليات العسكرية المطلوبة.
كما أشارت صحيفة «حريّت» التركية، إلى أن الحديث عن إقامة المنطقة الأمنية جاء من رغبة الحكومة التركية في تحرك أكثر نشاطا لدعم الجيش السوري الحر الذي حقق انتصارات كبيرة خلال الفترة الماضية.
وكانت وكالة الأنباء الألمانية قد ذكرت أول من أمس، «الجيش يبدي معارضته لأي تدخل، بينما تتجه البلاد صوب إقامة حكومة ائتلافية جديدة». وقالت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، لصحيفة «حريت» التركية الصادرة السبت، إن المساندة النشطة التي تسعى حكومة رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو للحصول عليها من الجيش، تشمل قصفًا بالمدفعية طويلة المدى (ليس فقط كإجراء انتقامي) ضد مواقع تنظيم داعش في سوريا، والقيام بعمليات جوية، ودخول سوريا بقوات برية لتأمين شريط بطول الحدود التركية.
وأرجأ رئيس هيئة الأركان التركية الجنرال نجدت أوزيل توجيها حكوميا وقع عليه داود أوغلو، مبررا ذلك بالقانون الدولي والأمور السياسية، وغموض ردود الأفعال من جانب الرئيس السوري بشار الأسد ومن داعميه روسيا وإيران والولايات المتحدة.
يذكر أن تركيا لا تشارك في التحالف الدولي والعربي بقيادة الولايات المتحدة الذي يتصدى لـ«داعش» في العراق وسوريا ورهنت انضمامها للتحالف، بتحقيق أربعة شروط هي إعلان منطقة حظر جوي في سوريا وإقامة منطقة آمنة، وتدريب المعارضين السوريين وتزويدهم بالسلاح، بالإضافة إلى شن عملية ضد النظام السوري نفسه.
يشار إلى أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قد أكد في وقت سابق على أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه ما يشهده الشمال السوري من تلاعب ديموغرافي وتهجير للسكان العرب والتركمان، بالإضافة إلى رفضها إقامة أي كيان أو دويلة على حدودها الجنوبية.
وتأتي هذه الأخبار في الوقت الذي أعلن فيه مسؤولون كبار لـ«رويترز» السبت الماضي، أن تركيا ترغب في تشييد مزيد من الجدران على امتداد حدودها مع سوريا لتعزيز الأمن ضد مقاتلي تنظيم داعش، والبدء في حملة للتعامل مع مشكلة المعابر الحدودية غير الشرعية. وتشترك تركيا في حدود تمتد لأكثر من 900 كيلومتر مع سوريا، وأقامت تركيا بالفعل أسوارا تمتد لأكثر من عشرة كيلومترات على طول حدودها، تعززها إجراءات إضافية مثل استخدام كاميرات حرارية.
وقال المسؤولان، إن الحكومة ترغب في اتخاذ المزيد من الإجراءات وتبحث إضافة جدران خرسانية نقالة في بعض المواقع. والجدران النقالة المصنوعة من ألواح خرسانية يمكن تفكيكها وإعادة تجميعها في مواقع مختلفة. وقالت أنقرة إن تشييد جدار على امتداد الحدود سيكون باهظ التكاليف. وامتنع المسؤولون عن الكشف عن طول الجدار الذي تبحث الحكومة إقامته أو أين ستقيمه.
12 ألف جندي تركي جاهزون للدخول إلى سوريا لإنشاء منطقة آمنة
تركيا تنوي تشييد مزيد من الجدران على امتداد حدودها مع سوريا لتعزيز الأمن
12 ألف جندي تركي جاهزون للدخول إلى سوريا لإنشاء منطقة آمنة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة