تعاطف مصري مع عامل نظافة طُرد من مطعم بسبب ملبسه

فصل المتهم بالتنمر على الضحية بعد انتقادات واسعة

الفنان أحمد العوضي مع عامل النظافة في أحد المطاعم (فيسبوك)
الفنان أحمد العوضي مع عامل النظافة في أحد المطاعم (فيسبوك)
TT

تعاطف مصري مع عامل نظافة طُرد من مطعم بسبب ملبسه

الفنان أحمد العوضي مع عامل النظافة في أحد المطاعم (فيسبوك)
الفنان أحمد العوضي مع عامل النظافة في أحد المطاعم (فيسبوك)

وسط أجواء بدأت بمشاعر الغضب والاستنكار، وتطورت إلى محاولات لـ«الترضية الإنسانية» وعروض عمل، حظي عامل نظافة مصري بتعاطف واسع، عقب تعرضه لما وصفه متابعون بـ«التنمر الاجتماعي» من موظف بمحل «كشري» شهير خلال محاولته شراء وجبة، واحتلت القصة مساحة اهتمام إعلامي لافتة، ودخل إعلاميون وفنانون على خط التضامن مع العامل، والبحث عن وسيلة لترضيته.
بدأت القصة بمقطع فيديو أثار غضباً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي، لعامل نظافة تعرض للطرد من أحد فروع سلسلة مَحَالّ «كشري» شهيرة بحي الدقي. وقال عامل النظافة في الفيديو الذي حقق انتشاراً كبيراً: «كنت داخل أجيب علبة كشري، وقاطع بون (إيصال سداد ثمن الوجبة) زي أي حد، لقيت مدير الفرع بيقولي اخرج بره! أخرج بره ليه؟ أنا احترمته واحترمت المكان وخرجت بره، واستنيت شوية وقلت هادخل تاني، صعبت عليا نفسي، رميت البون في وجهه، مش عارف عمل كده ليه! إحنا نفسنا نضيفة، كفاية إن إحنا بنشيل زبالتكم كل يوم من المحل».
وأثارت القصة غضباً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي وفي الأوساط الإعلامية والفنية، وسارع فنانون وإعلاميون للبحث عن العامل لـ«ترضيته إنسانياً».
في البداية وجَّه الفنان أحمد العوضي رسالة إلى عامل النظافة عبر صفحته على موقع «فيسبوك» كتب فيها: «متزعلش يا أخويا، أنا أخوك، ولو أعرف مكانك هاجي آخدك وناكل أحلى أكلة مع بعض». وحظيت تدوينة العوضي بتفاعل كبير من متابعيه، وعلق أحدهم: «رجولة يا عوضي وابن أصول».
ونجح الفنان أحمد العوضي في الوصول إلى عامل النظافة، واستضافه في أحد المطاعم، ونشر العوضي صورتهما معاً عبر صفحته، وكتب عليها: «أخويا الجدع».
وبعد أن قال عامل النظافة لوسائل إعلام محلية إنه تم فصله من عمله، نشر العوضي تدوينة أخرى كتب فيها: «محمد (عامل النظافة) هيستلم شغله بكره سائق نقل (شغلته الأساسية)».
وردت إدارة المطعم في بيان نشرته صحف محلية، بأنها أجرت تحقيقاً في الواقعة، وتبين أن «ما حدث سوء تفاهم؛ خصوصاً أن الصورة الملتقطة لعامل النظافة تظهر حصوله على الطعام، إلا أن إدارة المطعم قررت معاقبة الموظف المسؤول، وأبلغته بعدم الحضور للعمل».
وسبق أن تعرضت سلسلة المطاعم نفسها لهجوم حاد على مواقع التواصل الاجتماعي في شهر رمضان الماضي، عقب شكوى من سيدة مسيحية تدعى سيلفيا بطرس، قالت إن المطعم منعها من تناول الطعام قبل أذان المغرب.
ووصفت الدكتور سامية خضر، أستاذ الاجتماع، الواقعة بأنها «تنمر اجتماعي». وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن «ما حدث مع عامل النظافة بسبب ملابسه ومهنته، تنمر واضح، حتى لو كان سيحصل على الوجبة مجاناً. ويجب أن يعامل بإنسانية. وهو سلوك يعزز فكرة الفروق الاجتماعية التي تسعى الإنسانية كلها إلى مواجهتها، فالناس جميعاً سواء».
وتابعت: «ثمة مرض اجتماعي يسمى التفاخر، وهو أن يتفاخر البعض بثروته أو وظيفته، ونحن نغالي في الأمور الشكلية، ونحكم على الناس من الملابس أو المهنة، وهذا خطأ وسلوك يجب أن نسعى إلى تصويبه».
ودخل إعلاميون عدة على خط التضامن مع عامل النظافة. وكتبت الإعلامية مي حلمي على صفحتها بموقع «فيسبوك»: «حد يوصلني بالراجل الجدع ده، هسفره دبي على حسابي، وهحجز له في أغلى مطعم عشان هو بني آدم ويستحق». وتابعت: «الراجل بيشتغل شغلانة شريفة، ما أجرمش يعني عشان عاوز ياكل، ارحموا ترحموا».
بينما علقت الإعلامية عزة مصطفى، خلال برنامجها «صالة التحرير» على الواقعة قائلة: «الراجل دفع فلوس اللي هياكله، تطرده بره ليه؟ إيه المشكلة واحد لابس بدلة النظافة يشتري من محل كشري؟».



منتدى المرأة العالمي ينطلق اليوم في دبي ويناقش دورها في 3 محاور رئيسية

جانب من جلسة في دورة سابقة لمنتدى المرأة العالمي في دبي (الشرق الأوسط)
جانب من جلسة في دورة سابقة لمنتدى المرأة العالمي في دبي (الشرق الأوسط)
TT

منتدى المرأة العالمي ينطلق اليوم في دبي ويناقش دورها في 3 محاور رئيسية

جانب من جلسة في دورة سابقة لمنتدى المرأة العالمي في دبي (الشرق الأوسط)
جانب من جلسة في دورة سابقة لمنتدى المرأة العالمي في دبي (الشرق الأوسط)

يناقش منتدى المرأة العالمي دبي 2024، الذي ينطلق اليوم في دبي، محاور رئيسية ذات أبعاد استراتيجية تتعلق بدور المرأة العالمي، كما يبحث اقتصاد المستقبل، والمسؤوليات المشتركة، والتكنولوجيا المؤثرة، وذلك خلال فعاليات المنتدى الذي تقام على مدى يومي 26 و27 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري.

ويسعى المنتدى إلى معالجة قضايا المرأة في ضوء التحديات العالمية المعاصرة، مع التركيز على تعزيز دورها شريكاً رئيسياً في تحقيق التنمية المستدامة، حيث يسلط الحدث الضوء على دور المرأة في قيادة التحول الرقمي، والذكاء الاصطناعي، ومواجهة التغير المناخي، إلى جانب تعزيز المساواة بين الجنسين وبناء الشراكات الدولية.

منصة استراتيجية لتمكين المرأة عالمياً

وأكدت منى المري، رئيسة مجلس الإدارة والعضو المنتدب لمؤسسة دبي للمرأة، في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن المنتدى يسعى لإيجاد حلول للقضايا والتحديات التي تواجه المرأة على المستوى العالمي.

وأوضحت المرّي أن المنتدى يبحث قضايا المرأة الملحّة ذات العلاقة بالتحديات العالمية الماثلة، وقالت: «المنتدى يهدف إلى إلقاء الضوء على تلك القضايا بطرق متعددة، تأسيساً على ناقشه في دورتيه السابقتين، وما يطرحه في دورته الثالثة من محاور ذات أبعاد استراتيجية».

وأضافت: «في قلب النقاشات، تتجلى الأدوار الرائدة التي تلعبها المرأة في مختلف المجالات الحيوية، سواء من خلال تبوئها لمناصب صنع القرار، أو من خلال ممارستها التأثير الفعال في مجالات بارزة مثل قيادة التحول الرقمي، والذكاء الاصطناعي، والتصدي للتغير المناخي، والسعي نحو تحقيق الأمن والسلام والازدهار العالمي». ووفقاً لها، فإن إسهام المرأة في رسم معالم المسؤوليات العالمية، يجعلها شريكاً أساسياً في تشكيل مستقبل الشعوب وصياغة سياسات التنمية المستدامة.

وأشادت المري بجهود ومبادرات حرم الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس دولة الإمارات، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين ورئيسة مؤسسة دبي للمرأة، التي عززت حضور المرأة في المناصب القيادية وزادت من تأثيرها في المجالات الحيوية.

اقتصاد المستقبل والتكنولوجيا المؤثرة

ولفتت المرّي إلى أن المنتدى يولي اهتماماً خاصاً للتعاون والشراكات الدولية؛ كونها تعد حجر الزاوية في استراتيجية التوازن بين الجنسين في دولة الإمارات، وأوضحت: «تحقيق أي تقدم ملموس في هذا المجال، سواء على الصعيدين الإقليمي أو العالمي، يتطلب مواصلة الجهود وتطوير شراكات متينة توفّر المنصة الضرورية للوصول إلى أهداف التنمية المستدامة، لا سيما الهدف الخامس الذي يُركز على تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين جميع النساء والفتيات».

ويتناول المنتدى دور المرأة في صياغة اقتصاد المستقبل عبر استعراض تجارب رائدة ومناقشة قضايا ملحة مثل الابتكار وريادة الأعمال. كما يركز على التكنولوجيا بوصفها عنصراً أساسياً لتحقيق التغيير، مع تسليط الضوء على أهمية تمكين المرأة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي.

وأضافت المري أن المنتدى سيبرز مساهمة المرأة في مواجهة التحديات العالمية مثل التغير المناخي وتحقيق الأمن الغذائي والسلام العالمي، وقالت: «إشراك المرأة في صياغة السياسات العالمية يُعد خطوة محورية نحو بناء مجتمعات أكثر استدامة وعدلاً».

كما ركزت المري على أهمية الشراكات الدولية بوصفها ركيزة لتحقيق التوازن بين الجنسين، مشيرة إلى إطلاق مبادرات نوعية خلال المنتدى، أبرزها توقيع مجلس الإمارات مبادرة للتوازن بين الجنسين مع عدد من مؤسسات القطاع الخاص لتعزيز نسبة النساء في المناصب القيادية إلى 30 في المائة بحلول عام 2025، وأوضحت: «تحقيق تقدم ملموس في المساواة بين الجنسين يتطلب تضافر الجهود بين الحكومات والقطاع الخاص عبر شراكات مستدامة».

منى المري رئيسة مجلس الإدارة والعضو المنتدب لمؤسسة دبي للمرأة

مشاركات ملهمة

وبحسب المعلومات الصادرة، فإن المنتدى يجمع نخبة من القيادات وصناع القرار من مختلف أنحاء العالم، من بينهم أكثر من 25 وزيراً ووزيرة وشخصيات بارزة تشمل: الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون بدبي، التي ستناقش رؤيتها لدبلوماسية الثقافة، وأمينة إردوغان، حرم الرئيس التركي، التي ستشارك في جلسات تسلط الضوء على تمكين المرأة عالمياً، بالإضافة إلى سعيدة ميرضيائيفا، مساعدة رئيس أوزبكستان، وآصفة بوتو زرداري، السيدة الأولى في باكستان، وإليزا ريد، السيدة الأولى السابقة لآيسلندا، وإيرين فيلين، ممثل الناتو الخاص للمرأة والسلام والأمن.

كما تشارك شخصيات ملهمة من القطاع الخاص مثل كاميل فاسكيز، محامية النجم العالمي جوني ديب، وأشواريا راي، نجمة السينما العالمية.

التمكين

وفقاً لمنى المرّي، فإن تنظيم مؤسسة دبي للمرأة لهذا المنتدى العالمي الذي يجمع نخبة من القيادات الحكومية والمنظمات والهيئات الدولية والخبراء وأصحاب التجارب المُلهِمة من حول العالم، يؤكد التزام الإمارات بتمكين المرأة وريادتها في تعزيز الوعي بالقضايا والتحديات القائمة على الساحة العالمية.

وقالت: «دبي، بحضورها الدولي، تواصل تعزيز مكانتها مركزاً عالمياً للحوار والتنمية، حيث يقدم المنتدى فرصة لبناء شراكات استراتيجية تدعم تمكين المرأة عالمياً، وتسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة».