لجنة التحقيق في هجوم الكابيتول تستدعي ترمب رسمياً

جانب من مشاركة ترمب في فعالية انتخابية بنيفادا في 8 أكتوبر (رويترز)
جانب من مشاركة ترمب في فعالية انتخابية بنيفادا في 8 أكتوبر (رويترز)
TT

لجنة التحقيق في هجوم الكابيتول تستدعي ترمب رسمياً

جانب من مشاركة ترمب في فعالية انتخابية بنيفادا في 8 أكتوبر (رويترز)
جانب من مشاركة ترمب في فعالية انتخابية بنيفادا في 8 أكتوبر (رويترز)

أرسلت لجنة التحقيق بأحداث الكابيتول مذكرة استدعاء رسمية للرئيس السابق دونالد ترمب، تطالبه فيها بالمثول أمامها للإدلاء بإفادته بشأن دوره في أحداث الاقتحام. وحدّدت اللجنة موعداً «مبدئياً» هو 14 نوفمبر (تشرين الثاني) للإفادة، مشيرة في بيان، إلى أنها «جمعت أدلّة كثيرة بأنه خطّط وأشرف على جهود قلب نتيجة الانتخابات الرئاسية وعرقلة انتقال السلطة السلمي»، وطالبته بتسليمها بعض الوثائق المتعلقة بالأحداث.
وفي خطوة نادرة أخرى، أصدرت محكمة في واشنطن، أمس (الجمعة)، حكماً بالسجن على ستيف بانون، مستشار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، بتهمة ازدراء الكونغرس.
وحكم القاضي على بانون بالسجن لفترة 4 أشهر ودفع غرامة قدرها 6500 دولار، وذلك بعد إدانته في شهر يوليو (تموز) بتهمتين؛ الأولى رفضه المثول أمام الكونغرس للإدلاء بإفادته في إطار التحقيق، والثانية رفضه تسليم وثائق طلبتها لجنة التحقيق بأحداث الكابيتول التي تنظر في قضية الاقتحام الذي جرى في السادس من يناير (كانون الثاني) عام 2021.
وبحسب القانون، يترتب على كل من هاتين التهمتين حكم بالسجن لفترة لا تتخطى العام، ودفع غرامة تتراوح بين 100 و200 ألف دولار. وقد أوصى فريق المحامين التابع لوزارة العدل بسجن بانون لفترة 6 أشهر مع غرامة قدرها 200 ألف دولار، لكن القاضي كارل نيكولس قرر تخفيف مدة السجن وكلفة الغرامة، على ألا يتم سجن بانون فوراً بانتظار قرار استئناف الحكم الذي سيتقدم به فريق الدفاع.
وعلى الرغم من أن بانون سيستأنف الحكم، فإن إدانته والحكم عليه شكلا فوزاً كبيراً للجنة التحقيق التشريعية في صراعها مع مسؤولين سابقين في إدارة ترمب والرئيس السابق نفسه في إطار التحقيق. فمستشار ترمب السابق ليس الوحيد الذي تم توجيه التهم له بناء على توصيات اللجنة، إذ يواجه مستشار ترمب للتجارة بيتر نافارو التهم نفسها، على أن تبدأ محاكمته في الـ17 من الشهر المقبل.
كما أن اللجنة حوّلت ملفي كل من مارك مادوز كبير موظفي البيت الأبيض السابق ونائبه دان سكافينو، لوزارة العدل التي رفضت اتخاذ إجراء بحقهما.
ولن تكون هذه نهاية متاعب بانون القضائية، فهو يواجه تهماً أخرى في محكمة بنيويورك متعلقة بـ«عمليات احتيال على متبرعين لبناء الحائط على الحدود مع المكسيك»، وسوف تتم محاكمته الشهر المقبل.
كما لم يساعد العفو الذي أصدره ترمب على مستشاره قبل مغادرته البيت الأبيض في إلغاء هذه المتاعب القضائية، فالعفو الرئاسي ينطبق على التهم الفيدرالية، ولا يشمل محاكم الولايات، حيث يواجه بانون التهم المذكورة.
وقد حاول كل من بانون وترمب استعمال حجة الخصوصية التنفيذية لتجنب التعاون مع الكونغرس، لكن القضاء رفض هذه الحجج؛ لأنها لا تنطبق على رئيس سابق أو معاونيه.
وكان مجلس النواب الأميركي صوّت في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، لصالح إحالة بانون إلى القضاء بعد موافقة لجنة التحقيق في اقتحام الكابيتول بالإجماع على الإحالة؛ بسبب رفضه المثول أمامها في سير تحقيقها بالأحداث. فاتهمته اللجنة بتحدي سلطاتها القانونية وعرقلة سير التحقيق.
تجدر الإشارة إلى أنه من النادر أن يحاكم شخص بهذه التهم، إذ إن المرة الأخيرة التي أدين بها مسؤول بتهم من هذا النوع كانت في عام 1983 بعهد الرئيس السابق رونالد ريغان، حين تمت محاكمة المسؤولة في وكالة حماية البيئة ريتا نافيل؛ بسبب رفضها التعاون مع الكونغرس.


مقالات ذات صلة

المسيرات المجهولة بسماء أميركا تظهر ثغرات في أمنها الجوي

الولايات المتحدة​ أجسام طائرة تظهر في سماء نيوجيرسي (أ.ب)

المسيرات المجهولة بسماء أميركا تظهر ثغرات في أمنها الجوي

قال مستشار الأمن القومي في الإدارة الأميركية المنتخبة بقيادة دونالد ترمب إن رصد طائرات مسيرة في ولاية نيوجيرسي سلط الضوء على ثغرات في أمن المجال الجوي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)

نتنياهو: إسرائيل ليس لديها مصلحة بالدخول في صراع مع سوريا

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، إنه تحدث مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، بشأن التطورات في سوريا وأحدث مساعي إطلاق سراح الرهائن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية دونالد ترمب يلتقي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض في مارس 2019 (رويترز)

تقرير: نتنياهو وترمب يبحثان الوضع في سوريا و«حرب غزة» واتفاق الرهائن

بحث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، الليلة الماضية، الوضع في سوريا، و«حرب غزة»، واتفاق الرهائن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (إ.ب.أ)

«إيه بي سي نيوز» تدفع 15 مليون دولار لمكتبة ترمب الرئاسية لتسوية دعوى تشهير

وافقت شبكة «إيه بي سي نيوز» على دفع 15 مليون دولار لصالح مكتبة دونالد ترمب الرئاسية، لتسوية دعوى قضائية تتعلق بتصريح غير دقيق من المذيع جورج ستيفانوبولوس.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ صورة من فيديو متداول تظهر مسيرات في سماء نيو جيرسي (أ.ب)

لغز المسيّرات الغامضة في سماء أميركا مستمر... وترمب يدعو إلى إسقاطها

لا تزال مُسيّرات مجهولة تظهر في السماء فوق شمال شرقي الولايات المتحدة في نهاية هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.