غارانغ كول.. من لاعب مهمش في أستراليا إلى أقوى «دوري» في العالم

يملك موهبة فطرية تؤهله للبروز سريعاً مع فريقه الجديد

كول بقميص المنتخب الأسترالي  -  النجم الأسترالي الصاعد بعد توقيعه لصالح «نيوكاسل» (الشرق الأوسط)
كول بقميص المنتخب الأسترالي - النجم الأسترالي الصاعد بعد توقيعه لصالح «نيوكاسل» (الشرق الأوسط)
TT

غارانغ كول.. من لاعب مهمش في أستراليا إلى أقوى «دوري» في العالم

كول بقميص المنتخب الأسترالي  -  النجم الأسترالي الصاعد بعد توقيعه لصالح «نيوكاسل» (الشرق الأوسط)
كول بقميص المنتخب الأسترالي - النجم الأسترالي الصاعد بعد توقيعه لصالح «نيوكاسل» (الشرق الأوسط)

أعلن نادي نيوكاسل يونايتد رسمياً ضم غارانغ كول، لينتقل اللاعب البالغ من العمر 18 عاماً من اللعب في «الدوري الأسترالي للشباب» إلى أقوى دوري في العالم، في غضون أقل من عام. والآن أصبح اللاعب الشاب محط أنظار أمة بأكملها، وتنتظره خطوات شاقة من أجل إثبات قدرته على التألق في «الدوري الإنجليزي الممتاز».
وبعد أسبوع واحد فقط من أول مشاركة له في «الدوري الأسترالي الممتاز» ليصبح أصغر لاعب يشارك في المسابقة منذ هاري كيويل بعمر 17 عاماً، جرى الكشف رسمياً عن انتقال كول إلى «نيوكاسل يونايتد» بعد سفره إلى المملكة المتحدة في أعقاب فوز المنتخب الأسترالي على نيوزيلندا بهدفين دون رد، في أوكلاند.
وتشير تقارير إلى أن كول سيصبح، بموجب هذا العقد، أحد أعلى اللاعبين الأستراليين أجراً، وسيكمل المهاجم الشاب انتقاله إلى «الدوري الإنجليزي الممتاز» مع فتح فترة الانتقالات الشتوية في يناير (كانون الثاني) المقبل. ومن المتوقع أن يحصل نادي سنترال كوست، الذي تعاقد مع اللاعب لمدة عامين في يونيو (حزيران)، على رسوم انتقال تُقارب نصف مليون دولار، بالإضافة إلى وعد برسوم بيع مربحة.
وقال كول، في بيان: «إنه أمر لا يُصدَّق. كطفل صغير في أستراليا، فإن الدوري الإنجليزي الممتاز هو الشيء الرئيسي الذي يشاهده الجميع، لكن لا أحد يعتقد في الواقع أنه سيصل إلى هذا المستوى. إنه لأمر رائع أن أكون واحداً من هؤلاء الأشخاص وأن أصل إلى هذه المكانة».
وأضاف: «الآن وبعد أن وقّعت عقود الانتقال إلى نيوكاسل، أريد أن أتدرب بقوة، وأن ألعب بقوة، وآمل أن أذهب إلى كأس العالم وأعود إلى هنا».
وفي غضون 6 أشهر فقط، انتقل كول من مجرد لاعب هامشي في فريق الشباب يسعى للسير على خطى شقيقه الأكبر؛ ألو، إلى اللعب في «الدوري الأسترالي الممتاز» واحتمال المشاركة مع منتخب بلاده في نهائيات كأس العالم.
وحتى الآن أحرز كول 4 أهداف، وصنع هدفاً في 7 مباريات شارك فيها بديلاً في «الدوري الأسترالي الممتاز»، ولم يشارك في التشكيلة الأساسية لفريقه بأية مباراة حتى الآن.
ومع الأخذ في الاعتبار حقيقة أنه لم يلعب سوى عدد قليل للغاية من المباريات، من الواضح أن كول يعدّ واحداً من أفضل المواهب التي أنتجتها كرة القدم الأسترالية منذ سنوات.
وعلى الرغم من أنه يلعب بحرية كبيرة، فمن الواضح أيضاً أن لديه إحساساً فطرياً بالتوقيت السليم والتمركز الصحيح داخل الملعب، وهو الأمر الذي لا يحدث كثيراً مع اللاعبين الشباب في هذا البلد. وعندما كان في الـ17 من عمره، كان من بين أفضل لاعبي «الدوري الأسترالي الممتاز» من حيث عدد المراوغات الناجحة والدخول إلى مناطق جزاء المنافسين رغم الدقائق المحدودة التي لعبها.
باختصار، إنه قادر على صناعة الفارق داخل الملعب، وهي الميزة التي تجعله مرشحاً بقوة للمشاركة مع منتخب أستراليا في نهائيات كأس العالم بقطر، تحت قيادة المدير الفني غراهام أرنولد، في حال منحه الفرصة للتألق في الأسابيع الستة الأولى من الموسم المحلي.
ومع ذلك فكرة القدم الأسترالية مليئة بالحكايات التحذيرية للاعبين موهوبين لم يتمكنوا، لأسباب متنوعة، من الوصول إلى المستويات المتوقعة.
وفي «نيوكاسل» لن يكون كول هو اللاعب المدلَّل أو اللاعب الشاب الوحيد الذي ينتظره مستقبل كبير، لكنه مجرد واحد من العديد من اللاعبين الشباب الموهوبين من جميع أنحاء العالم الذين يبحثون عن فرصة قد لا تأتي أبدًا.
لن يكون كول مؤهلاً للحصول على تصريح عمل عند وصوله إلى إنجلترا، ومن ثم سيتعين على «نيوكاسل» إعارته على الفور إلى نادٍ آخر داخل القارة، ومن المرجح أن تكون البرتغال هي وجهة اللاعب المقبلة.
وفي مرحلةٍ ما، سيحتاج كول إلى اللعب مع الفريق الأول، والعمل على تطوير قدراته الفنية والبدنية؛ حتى يكون قادراً على استغلال مهاراته المدمرة طوال الـ90 دقيقة كاملة. ومن المحتمل أن يحدث هذا التطور في ناد آخر يلعب له على سبيل الإعارة، ومن ثم من المهم للغاية اختيار ناد يتمتع ببيئة جيدة ويكون قادراً على الدفع به في المباريات بشكل مستمر؛ حتى يتم تطوير نقاط قوته والصبر عليه حتى يتطور بالشكل المطلوب.
وهناك العديد من الدعوات لتوخي الحذر؛ حتى لا يلقى كول مصير دانييل أرزاني، الذي عاد إلى «الدوري الأسترالي»، هذا الموسم، بعد 4 سنوات مشؤومة في الخارج. على المستوى الأساسي، من غير المفيد تماماً إجراء المقارنة بين الاثنين؛ نظراً لأدوارهما المختلفة إلى حد كبير قبل مغادرتهما أستراليا. لكن تجربة أرزاني يمكن أن تعكس الدور الذي قد يلعبه الحظ في مسيرة اللاعب، حيث تعرَّض أرزاني وهو في الـ19 من عمره لتمزق في الرباط الصليبي الأمامي بعد 20 دقيقة من مشاركته الأولى على سبيل الإعارة مع نادي «سيلتيك». وأعاقت هذه الإصابة تقدمه بشكل كبير، ثم تفاقمت المشكلة بسبب انتقاله إلى بيئات غير سعيدة بعد ذلك. لكن كول يمتلك القدرات الفنية التي تؤهله لكي يكون لاعباً من الطراز العالمي، ومن المؤكد أن كرة القدم الأسترالية ستتابعه عن كثب في كل خطوة يخطوها في هذا الطريق.


مقالات ذات صلة

محمد صلاح ينعى الممثل نبيل الحلفاوي

رياضة عالمية محمد صلاح (إ.ب.أ)

محمد صلاح ينعى الممثل نبيل الحلفاوي

نشر محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي وقائد منتخب مصر (الفراعنة) رسالة حزينة، نعى بها الممثل المصري القدير نبيل الحلفاوي الذي توفي، اليوم (الأحد).

«الشرق الأوسط» (ليفربول)
رياضة عالمية فرحة لاعبي مانشستر يونايتد بهدف قائد الفريق برونو في مرمى السيتي (رويترز)

البريمرليغ: يونايتد يعتلي قمة مانشستر في دقيقتين 

قلب مانشستر يونايتد الطاولةَ على مضيفه مانشستر سيتي وهزمه بنتيجة 2-1 بسيناريو درامي في ديربي المدينة بقمة منافسات الجولة السادسة عشرة بالدوري الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد (رويترز)

مدرب يونايتد يستبعد راشفورد وغارناتشو من قمة سيتي

لم يدفع روبن أموريم، مدرب مانشستر يونايتد، بالمهاجمين ماركوس راشفورد وأليخاندرو غارناتشو في التشكيلة الأساسية أمام منافسه المحلي مانشستر سيتي في قمة المدينة.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية فرحة لاعبي كريستال بالاس بهدفهم الثالث في مرمى برايتون (رويترز)

«البريميرليغ»: بثلاثية... بالاس يضع حداً لسلسلة برايتون الخالية من الهزائم

سجل جناح كريستال بالاس إسماعيلا سار هدفين، ليقود فريقه للفوز 3-1 على غريمه التقليدي برايتون آند هوف ألبيون، على استاد أميكس، الأحد، ليمنى برايتون بأول هزيمة.

«الشرق الأوسط» (برايتون)
رياضة عالمية كاي هافرتز متحسراً على إحدى الفرص الضائعة أمام إيفرتون (رويترز)

هافرتز لاعب آرسنال: نقطة إيفرتون محبطة... علينا أن نتماسك

دعا كاي هافرتز، لاعب آرسنال، الفريق إلى «التماسك» بعد الانتكاسة الأخرى التي تعرض لها الفريق في حملته للفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم هذا الموسم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».