قوات المعارضة السورية تستأنف هجماتها على درعا.. والنظام يرد بـ60 برميلاً متفجرًا

القصف الجوي طال مناطق سيطرة المعارضين حول المدينة

قوات المعارضة السورية تستأنف هجماتها على درعا.. والنظام يرد بـ60 برميلاً متفجرًا
TT

قوات المعارضة السورية تستأنف هجماتها على درعا.. والنظام يرد بـ60 برميلاً متفجرًا

قوات المعارضة السورية تستأنف هجماتها على درعا.. والنظام يرد بـ60 برميلاً متفجرًا

استأنف مقاتلو المعارضة السورية أمس، هجومهم على حي المنشية في مدينة درعا، كبرى مدن جنوب سوريا، بهدف التقدم داخل المدينة، قبل أن تشن قوات النظام هجومًا معاكسًا على الجهة الشمالية والجهة الشرقية للمدينة. ووفق مصدر في «الجبهة الجنوبية» في «الجيش السوري الحر» تحدث لـ«الشرق الأوسط»، جاء الهجوم المعاكس بغرض تأخير الهجمات، في حين ألقت المروحيات التابعة لسلاح الجو السوري نحو 60 برميلاً استهدفت مناطق سيطرة المعارضة منذ بدء الهجوم على المدينة التي هي العاصمة الإدارية للمحافظة التي تحمل اسمها.
قوات المعارضة جددت هجماتها أمس، غداة إطلاق معركة «عاصفة الجنوب» الهادفة للسيطرة على المدينة، معتمدة استراتيجية «القصف المدفعي والصاروخي لتبديد القوات المدافعة، ومحاولة التقدم نحو المشفى الوطني»، كما ذكر المصدر في «الجبهة الجنوبية»، مشيرًا إلى أن الهجمات «انطلقت من 7 جهات، لكن القصف الجوي حال دون التقدم داخل أحياء المدينة التي باتت اليوم شبه محاصرة». ولقد استهدفت قوات المعارضة مقر فرع الأمن العسكري والمخابرات الجوية، ومواقع أخرى في حي درعا المحطة براجمات الصواريخ، كما أفاد ناشطون باستهداف مواقع القوات الحكومية في بلدة أزرع، بشمال شرقي المحافظة، براجمات الصواريخ بهدف منعها من القصف تجاه مدينة درعا. وأشار «المكتب الإعلامي لمحافظة درعا» إلى أن فصائل المعارضة سيطرت على حاجز «السرو» بالقرب من بلدة عَـتَمان، بعد معارك ضارية مع قوات النظام.
ومن جهة ثانية، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن الطيران المروحي أسقط بعد منتصف ليل الخميس - الجمعة عدة براميل متفجرة على مناطق وأحياء في بلدات ومدن آليادودة وطفس والمزيريب والشيخ مسكين وبصر الحرير وإبطع، ترافق مع قصف قوات النظام مناطق في مدينة طفس وبلدتي تل شهاب وكفرشمس، في حين قصفت قوات النظام فجر أمس مناطق في بلدة دير البخت ما أدى إلى مقتل مقاتلين اثنين من الكتائب الإسلامية وسقوط جرحى.
وحسب رامي عبد الرحمن، مدير «المرصد»، ألقت القوات النظامية 60 برميلاً متفجرًا على مناطق سيطرة المعارضة منذ انطلاق الهجوم على درعا، وأوضح أن التقدّم «بطيء جدًا، ولم يحصل أي خرق بعد السيطرة على خمس حواجز حول المدينة». وتابع أن النظام «اعتمد القنّاصات لاستهداف القوى المهاجمة، وهو ما أحدث إرباكا في صفوفها، إلى جانب الغارات الجوية»، لكنه لفت إلى أن قوات المعارضة «بدأت تلجأ إلى بدائل للتعامل مع القنّاصات قبل استئناف الهجمات».
وتحدّث عبد الرحمن عن مقتل 49 مقاتلاً من قوات المعارضة و20 مقاتلاً على الأقل من قوات النظام، لافتًا إلى أن الهجمات «لم تتوقف بهدف السيطرة على المدينة»، بينما بث معارضون شريط فيديو يظهر قوات المعارضة تستهدف دبابة تابعة للقوات النظامية بصاروخ موّجه ما أسفر عن إحراقها، وقالوا: إنه على مدخل حي المنشية بدرعا.
وفي مقابل الهجوم عليها، لجأت قوات النظام إلى استراتيجية شنّ الهجمات المعاكسة، حيث شنّت هجومًا مضادًا من جهة مزرعة البيطار، وهو ما فسره ناشطون على أنه محاولة «لإرباك القوات المعارضة ومحاولة الالتفاف على القوات المهاجمة من الغرب».
وكالة «سانا» الحكومية السورية للأنباء، من جهتها، ذكرت أن وحدة من قوات النظام «أحكمت السيطرة على إحدى نقاط تمركز قوات المعارضة شمال مزرعة البيطار في ريف درعا الشمالي الغربي، بعدما نفذت إغارة قضت على المجموعة، في حين دمّر سلاح الجو مستودعات أسلحة وذخيرة وقضى على الكثير من مقاتلي «جبهة النصرة» في إبطع وطفس بريف درعا.
إلى ذلك، امتد القصف الجوي إلى ريف محافظة القنيطرة وريف دمشق الجنوبي المتصل بمحافظة درعا. وتواصلت الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، والفصائل الإسلامية المقاتلة و«جبهة النصرة» من طرف آخر في منطقة التلول الحُمر القريبة من بلدة حَضَر بريف القنيطرة على سفوح جبل الشيخ، ترافق مع قصف الفصائل الإسلامية مناطق في البلدة، كذلك تعرّضت مناطق في قريتي الحرية والحميدية بالقطاع الأوسط في ريف القنيطرة، لقصف من قبل قوات النظام. وأفاد ناشطون بإلقاء الطيران المروحي عدة براميل متفجرة على مناطق في بلدة مزرعة بيت جَن القريبة من بلدة حَضَر.
كذلك دارت بعد منتصف ليل الخميس – الجمعة اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، والفصائل الإسلامية و«جبهة النصرة» من طرف آخر في محيط بلدة زبدين بالغوطة الشرقية. وتعرّضت بعد منتصف ليل أمس مناطق في مدينة دوما بالغوطة الشرقية، لقصف من قبل قوات النظام.
وفي محافظة حمص، بوسط البلاد، نفذ الطيران الحربي للنظام أربع غارات على مناطق في بلدة الدار الكبيرة، كذلك نفذ الطيران الحربي غارتين أخريين على منطقة عز الدين بريف حمص الشمالي.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».