«كوفيد طويل الأمد»... انتهت الجائحة وبقيت التوابع

ثلاث دراسات جديدة تصف الأعراض

أعراض «كوفيد طويل الأمد»، تمتد شهوراً (public domain)
أعراض «كوفيد طويل الأمد»، تمتد شهوراً (public domain)
TT
20

«كوفيد طويل الأمد»... انتهت الجائحة وبقيت التوابع

أعراض «كوفيد طويل الأمد»، تمتد شهوراً (public domain)
أعراض «كوفيد طويل الأمد»، تمتد شهوراً (public domain)

بينما يبدو العالم في وضع أكثر استعداداً لإنهاء جائحة «كوفيد - 19»، إلا أنه من الواضح أن عديداً من المتعافين من الفيروس، لا يزالون يواجهون توابعه، التي تعرف باسم «كوفيد طويل الأمد»، فيما يحلو للبعض أن يسميها بـ«مضاعفات ما بعد كوفيد» أو «كوفيد المزمن».
ويعرف «كوفيد طويل الأمد»، بأنه «أعراض قد تمتد شهوراً بعد الإصابة، وقد تكون لها مضاعفات حادة تتطلب رعاية صحية خاصة».
وبالتزامن مع مقالة نشرها تيدروس أدهانوم جيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية في صحيفة «الغارديان» (الأربعاء)، دعا فيها إلى بدء جهود فورية ومستدامة لمعالجة هذه الأزمة الخطيرة للغاية، نُشرت ثلاث دراسات، حاول باحثوها فهم أبعاد هذه الأزمة بمزيد من التفاصيل.
إحدى هذه الدراسات، أجرتها جامعة غلاسغو في اسكتلندا، وُصفت بأنها الأكبر في حجم العينة، حيث أُجريت على أكثر من 33 ألف حالة مصابة، وأكثر من 62 ألفاً لم يصابوا، مع متابعة كلتا المجموعتين من خلال استبيانات 6 و12 و18 شهراً.
ووجدت هذه الدراسة المنشورة في دورية «نيتشر كومينيكيشن»، أن التوابع طويلة المدى لـ«كوفيد - 19»، توجد عند 1 من كل 20 شخصاً أُصيبوا بالفيروس، وكان الشيء المطمئن الذي رصدته، هو أن أولئك الذين يعانون عدوى دون أعراض لم يكن لديهم تأثير طويل المدى، كما أن الأشخاص الذين تم تطعيمهم قبل الإصابة بالمرض يتمتعون بالحماية من بعض الأعراض طويلة المدى.
ووجدت الدراسة أن التأثير على الأشخاص الذين يعانون «كوفيد طويل الأمد»، كان واسع النطاق، مع مجموعة واسعة من الأعراض، التي تؤثر على جميع جوانب الحياة اليومية وتقلل من نوعية الحياة بشكل عام، وتضمنت أكثر التوابع المستمرة التي تم الإبلاغ عنها ضيق التنفس، وألم الصدر، والخفقان، والارتباك، وضباب الدماغ.
وكان «كوفيد - 19» الطويل أكثر حدوثاً لدى الأفراد الأكبر سناً والإناث، بالإضافة إلى ذلك، فإن أولئك الذين يعانون مشاكل صحية جسدية وعقلية موجودة مسبقاً، مثل أمراض الجهاز التنفسي والاكتئاب، كانوا أيضاً أكثر عرضة لتجربة «كوفيد طويل الأمد».
ووجدت الدراسة أنه بينما ظلت حالة التعافي ثابتة خلال فترة المتابعة لمعظم المشاركين، أبلغ 13 % من الأشخاص عن تحسن بمرور الوقت و11 % أفادوا ببعض التدهور.
* 17 عرضاً
وحددت دراسة أخرى أميركية، نشرتها الدورية ذاتها، 17 عرضاً مرتبطاً بـ«كوفيد طويل الأمد»، وهي أمراض الجهاز التنفسي السفلي، داء السكري، أمراض الجهاز الهضمي، الدوخة أو الدوار، وجع بطن، ألم في الصدر غير محدد، اضطرابات الصحة العقلية، اضطرابات القلق، أعراض الجهاز البولي التناسلي، التعب والضيق، عدم انتظام ضربات القلب، اضطرابات الجهاز العصبي، توقف التنفس، فقدان حاسة الشم، استفراغ وغثيان، اضطرابات السوائل، واضطرابات التغذية والغدد الصماء والتمثيل الغذائي.
وخلال الدراسة التي أجرتها جامعة جونز هوبكنز، ومعهد وسط الأطلسي للبحوث ومؤسسة «كايزر بيرماننت» الصحية، كان الباحثون مهتمين بالظروف التي تطورت لدى مرضاهم في غضون 30 يوماً من اختبار «كوفيد -19» الإيجابي، واستمرت لمدة أربعة أشهر تقريباً بعد تاريخ الاختبار، والظروف التي تطورت في فترة 30 إلى 120 يوماً بعد الاختبار الإيجابي.
واستخدم الباحثون السجلات الطبية الإلكترونية القوية من «كايزر بيرماننت» لتصنيف الحالات إلى ثلاث فترات متميزة بناء على وقت اختبار المريض إيجابياً، وتمكن الباحثون من تقييم ما إذا كانت الأعراض الناتجة مرتبطة بـ«كوفيد - 19» لفترة طويلة بدلاً من كونها ناجمة عن حالة صحية موجودة مسبقاً.
بالإضافة إلى ذلك، من خلال مقارنة المرضى الإيجابيين بـ«كوفيد - 19» بالمرضى السلبيين (المجموعة الضابطة)، تمكن الباحثون من اكتشاف الأعراض التي ظهرت في كثير من الأحيان في المجموعة الإيجابية.
ويقول الدكتور مايكل هوربيرغ، المتخصص في الأمراض المعدية والباحث الرئيسي بالدراسة في تقرير نشره الموقع الرسمي لمعهد وسط الأطلسي للبحوث، بالتزامن مع نشر الدراسة: «أحد أسباب صعوبة تحديد كوفيد -19 لفترة طويلة هو أن عديداً أعراضه تشبه أعراض الأمراض والحالات الأخرى، وقد تكون بعض الحالات الموجودة مسبقاً موجودة أو ساءت في وقت الإصابة بعدوى كوفيد - 19، لكن هذا لا يعني أنه يجب تعريفها على أنها كوفيد - 19 طويل الأمد».
* السكري وكوفيد
اهتم الباحثون بشكل خاص بالسكري، حيث وجدوا أن بعض المرضى ربما أُصيبوا بمرض السكري بعد الإصابة بعدوى «كوفيد -19».
وتلقى أكثر من 780 مريضاً تشخيصاً جديداً لمرض السكري بين 30 و120 يوماً بعد اختبار «كوفيد -19 الإيجابي»، لكنه من السابق لأوانه، كما يقول الباحثون، تحديد ما إذا كان ينبغي اعتبار مرض السكري حالة مرتبطة بـ«كوفيد طويل الأمد».
ويقول هوربيرغ: «من المحتمل أن بعض المرضى لم يتم تشخيصهم ببساطة إلى أن سعوا للحصول على رعاية نتيجة إصابتهم بكوفيد -19، ولهذا السبب رأينا مثل هذه القفزة في تشخيصات مرض السكري الجديدة، وهناك حاجة إلى مزيد من البحث حول العلاقة بين مرض السكري وكوفيد - 19 قبل أن نتمكن من القول بشكل قاطع إن هذه حالة طويلة من كوفيد - 19».
* ممارسة الرياضة
وحملت دراسة ثالثة لباحثين من جامعة كاليفورنيا، نشرتها دورية «جاما»، عرضاً جديداً ومختلفاً، وهو «انخفاض القدرة على ممارسة الرياضة».
وفحص الباحثون خلال الدراسة نتائج 38 دراسة سابقة تتبعت أداء التمارين لأكثر من 2000 مشارك كانوا مصابين سابقاً بـ «كوفيد - 19»، بمن في ذلك أولئك الذين لديهم احتمال « كوفيد - 19 الطويل».
ووجدت الدراسة أن مجموعة «كوفيد طويل الأمد»، عانت مشاكل استخراج الأكسجين في العضلات، وأنماط التنفس غير المنتظمة، وقدرة أقل على زيادة معدل ضربات القلب أثناء التمرين.


مقالات ذات صلة

المزاج الجيد قد يحسّن فاعلية بعض اللقاحات

صحتك المزاج قد يؤثر على فاعلية بعض اللقاحات (أ.ف.ب)

المزاج الجيد قد يحسّن فاعلية بعض اللقاحات

كشفت دراسة جديدة أن المزاج الجيد يمكن أن يُعزز فاعلية بعض اللقاحات، التي تعتمد على  تقنية الحمض النووي الريبي المرسال أو«mRNA»، مثل لقاح «كوفيد-19».

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (إ.ب.أ)

23 ولاية تقاضي إدارة ترمب بسبب قرار سحب المليارات من تمويل قطاع الصحة

أقام ائتلاف من المدعين العامين بولايات أميركية دعوى على إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم الثلاثاء، بسبب قرارها سحب 12 مليار دولار من الأموال الاتحادية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ بيتر ماركس شغل منصب رئيس قسم اللقاحات في إدارة الغذاء والدواء الأميركية (رويترز) play-circle

استقالة مسؤول اللقاحات في «الغذاء والدواء» الأميركية

استقال كبير مسؤولي اللقاحات في الولايات المتحدة أمس الجمعة احتجاجاً على ما وصفه بـ«معلومات مضللة وأكاذيب» يروج لها وزير الصحة الجديد، وفقاً لما أوردته تقارير.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك الفيروس اكتُشف في الخفافيش بمدينة فورتاليزا شمال شرقي البرازيل (رويترز)

اكتشاف فيروس كورونا جديد لدى الخفافيش في البرازيل

أعلن عدد من الباحثين عن اكتشاف فيروس كورونا جديد لدى الخفافيش في البرازيل، يتشابه مع فيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس) القاتل.

«الشرق الأوسط» (برازيليا)
الولايات المتحدة​ سيدة تقوم باختبار «كوفيد» في الفلبين (أ.ب)

بعد 5 سنوات من الجائحة... «كورونا» أصبح مرضاً متوطناً

بعد 5 سنوات من بدء جائحة «كورونا»، أصبح «كوفيد-19» الآن أقرب إلى المرض المتوطن، وفقاً لخبراء الصحة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الأوبرا المصرية تحتفي بأديب «نوبل» نجيب محفوظ

احتفالات مصرية بنجيب محفوظ (وزارة الثقافة المصرية)
احتفالات مصرية بنجيب محفوظ (وزارة الثقافة المصرية)
TT
20

الأوبرا المصرية تحتفي بأديب «نوبل» نجيب محفوظ

احتفالات مصرية بنجيب محفوظ (وزارة الثقافة المصرية)
احتفالات مصرية بنجيب محفوظ (وزارة الثقافة المصرية)

تحت لافتة «محفوظ في القلب»، تحتفي الأوبرا المصرية بأديب «نوبل» نجيب محفوظ، عبر عدة فعاليات. بينها عرض أفلام تسجيلية عن مسيرته، ومعرض لفن الكاريكاتير حول محفوظ وأدباء «نوبل» حول العالم، فضلاً عن مجموعة ندوات في مواقع مختلفة لمناقشة أعمال الأديب الراحل.

وأعلنت وزارة الثقافة المصرية إطلاق فعالية «محفوظ في القلب... لعزّة الهوية المصرية»، متضمنة سلسلة من الأنشطة تنظمها في كل مواقعها للاحتفاء بالأديب الكبير نجيب محفوظ يومي 16 و17 أبريل (نيسان) الحالي؛ «لتسليط الضوء على أحد رموز الأدب المصري، وتذكير الأجيال الجديدة بالدور البارز الذي لعبه الأديب الراحل نجيب محفوظ في تصوير المجتمع المصري في فترات مهمة، ليرسم أدبه خريطة معرفية عن التاريخ المصري وأحوال المجتمع خلال فترات مختلفة من تاريخ مصر»، وفق بيان للوزارة.

وتشارك دار الأوبرا المصرية في الاحتفالية بـ3 فعاليات ثقافية وفنية على مسارحها بالقاهرة والإسكندرية ودمنهور، من بينها عرض فيلم وثائقي عن سيرة نجيب محفوظ، وتنظيم مؤتمر فكري بعنوان «نجيب محفوظ حدوتة مصرية» يتناول أعماله، ورصدها لخصوصية المجتمع المصري في القرن العشرين.

نجيب محفوظ في معرض للكاريكاتير بفعالية تحتفي به وبأدباء (نوبل) (الجمعية المصرية للكاريكاتير)
نجيب محفوظ في معرض للكاريكاتير بفعالية تحتفي به وبأدباء (نوبل) (الجمعية المصرية للكاريكاتير)

ويعرض مسرح سيد درويش «أوبرا الإسكندرية»، بالتعاون مع المركز القومي للسينما، فيلم «نجيب محفوظ ضمير عصره»، يليه صالون ثقافي بعنوان «نجيب محفوظ الحاضر دائماً»، ويستعرض جوانب محورية في سيرة الأديب العالمي نجيب محفوظ، متناولاً أبرز محطاته الحياتية وأهم أعماله الروائية.

وبالتزامن، يشهد مسرح أوبرا دمنهور فيلم «نجيب محفوظ ضمير عصره»، تعقبه ندوة حول تأثير كتابات نجيب محفوظ باعتبارها مرآة صادقة تعكس ملامح مصر وتاريخها السياسي والاجتماعي، وتستعرض أثر إبداعه في تشكيل الوعي الجمعي وترسيخ الهوية الوطنية.

ولد نجيب محفوظ في حي الجمالية بالقاهرة التاريخية عام 1911، ويعدّ من أهم الأدباء المصريين، وحصل على جائزة «نوبل» عام 1988، وقدم العديد من الأعمال الروائية التي تحولت إلى أفلام سينمائية من بينها «الحرافيش»، وثلاثية «قصر الشوق» و«بين القصرين» و«السكرية»، و«ثرثرة فوق النيل»، و«ميرامار»، و«السمان والخريف»، و«الكرنك»، و«زقاق المدق»، و«بداية ونهاية». ورحل محفوظ عام 2006 عن 95 عاماً.

ومن الفعاليات التي يتضمنها برنامج وزارة الثقافة، بالتعاون مع الجمعية المصرية للكاريكاتير، معرض يضم رسومات عن نجيب محفوظ وعدد من الأدباء الحائزين على جائزة «نوبل» للآداب تحت عنوان: «ثلاث قارات... ومحفوظ من مصر»، بقاعة آدم حنين بالهناجر في الفترة من 16 إلى 20 أبريل الحالي.

وأشار الفنان فوزي مرسي، منسق المعرض، إلى أن «نجيب محفوظ يعد واحداً من أعظم الأدباء الذين أنجبتهم مصر، وشكلت أعماله الفنية حجر الزاوية للأدب المعاصر، لقدرته الفائقة على تجسيد الواقع المصري بمختلف تفاصيله الثقافية والاجتماعية والسياسية، وتحويله إلى نصوص أدبية تنبض بالحياة».

جانب من فعاليات الاحتفاء بنجيب محفوظ (وزارة الثقافة المصرية)
جانب من فعاليات الاحتفاء بنجيب محفوظ (وزارة الثقافة المصرية)

وأوضح مرسي لـ«الشرق الأوسط» أن المعرض المقرر تنظيمه سيشارك فيه عدد من رسامي الكاريكاتير من مصر و20 دولة أجنبية؛ تكريماً لنجيب محفوظ بوصفه قيمة فنية كبيرة على مستوى العالم»، مضيفاً أن «المعرض سيتضمن أعمالاً عن حصول محفوظ على (نوبل)، بالإضافة لعرض أعمال فنية عن أدباء حصلوا على (نوبل) في قارتين أخريين هم: الشاعر الهندي رابندرانات طاغور، أول غير أوروبي يفوز بجائزة (نوبل) عام 1913، والكاتب الياباني كنزابورواوي الحاصل على جائزة (نوبل) للآداب عام 1994، وياسوناري كاواباتا الحاصل على جائزة (نوبل) عام 1968، والروائي الكولومبي غابرييل غارثيا ماركيز، الحاصل على جائزة (نوبل) عام 1982».

ولفت مرسي إلى أن فعالية «محفوظ في القلب» هي المحطة الثالثة التي تشارك فيها الجمعية المصرية للكاريكاتير في احتفاء وزارة الثقافة بالرموز الفنية والثقافية في مصر، بعد الاحتفاء بالفنان الكبير شادي عبد السلام من خلال فعالية «يوم شادي... لتعزيز الهُوِيَّة المصرية». تلاها تكريم الشاعر والفنان الكبير صلاح جاهين في إطار فعالية «عمنا... صلاح جاهين».