«كوفيد طويل الأمد»... انتهت الجائحة وبقيت التوابع

ثلاث دراسات جديدة تصف الأعراض

أعراض «كوفيد طويل الأمد»، تمتد شهوراً (public domain)
أعراض «كوفيد طويل الأمد»، تمتد شهوراً (public domain)
TT

«كوفيد طويل الأمد»... انتهت الجائحة وبقيت التوابع

أعراض «كوفيد طويل الأمد»، تمتد شهوراً (public domain)
أعراض «كوفيد طويل الأمد»، تمتد شهوراً (public domain)

بينما يبدو العالم في وضع أكثر استعداداً لإنهاء جائحة «كوفيد - 19»، إلا أنه من الواضح أن عديداً من المتعافين من الفيروس، لا يزالون يواجهون توابعه، التي تعرف باسم «كوفيد طويل الأمد»، فيما يحلو للبعض أن يسميها بـ«مضاعفات ما بعد كوفيد» أو «كوفيد المزمن».
ويعرف «كوفيد طويل الأمد»، بأنه «أعراض قد تمتد شهوراً بعد الإصابة، وقد تكون لها مضاعفات حادة تتطلب رعاية صحية خاصة».
وبالتزامن مع مقالة نشرها تيدروس أدهانوم جيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية في صحيفة «الغارديان» (الأربعاء)، دعا فيها إلى بدء جهود فورية ومستدامة لمعالجة هذه الأزمة الخطيرة للغاية، نُشرت ثلاث دراسات، حاول باحثوها فهم أبعاد هذه الأزمة بمزيد من التفاصيل.
إحدى هذه الدراسات، أجرتها جامعة غلاسغو في اسكتلندا، وُصفت بأنها الأكبر في حجم العينة، حيث أُجريت على أكثر من 33 ألف حالة مصابة، وأكثر من 62 ألفاً لم يصابوا، مع متابعة كلتا المجموعتين من خلال استبيانات 6 و12 و18 شهراً.
ووجدت هذه الدراسة المنشورة في دورية «نيتشر كومينيكيشن»، أن التوابع طويلة المدى لـ«كوفيد - 19»، توجد عند 1 من كل 20 شخصاً أُصيبوا بالفيروس، وكان الشيء المطمئن الذي رصدته، هو أن أولئك الذين يعانون عدوى دون أعراض لم يكن لديهم تأثير طويل المدى، كما أن الأشخاص الذين تم تطعيمهم قبل الإصابة بالمرض يتمتعون بالحماية من بعض الأعراض طويلة المدى.
ووجدت الدراسة أن التأثير على الأشخاص الذين يعانون «كوفيد طويل الأمد»، كان واسع النطاق، مع مجموعة واسعة من الأعراض، التي تؤثر على جميع جوانب الحياة اليومية وتقلل من نوعية الحياة بشكل عام، وتضمنت أكثر التوابع المستمرة التي تم الإبلاغ عنها ضيق التنفس، وألم الصدر، والخفقان، والارتباك، وضباب الدماغ.
وكان «كوفيد - 19» الطويل أكثر حدوثاً لدى الأفراد الأكبر سناً والإناث، بالإضافة إلى ذلك، فإن أولئك الذين يعانون مشاكل صحية جسدية وعقلية موجودة مسبقاً، مثل أمراض الجهاز التنفسي والاكتئاب، كانوا أيضاً أكثر عرضة لتجربة «كوفيد طويل الأمد».
ووجدت الدراسة أنه بينما ظلت حالة التعافي ثابتة خلال فترة المتابعة لمعظم المشاركين، أبلغ 13 % من الأشخاص عن تحسن بمرور الوقت و11 % أفادوا ببعض التدهور.
* 17 عرضاً
وحددت دراسة أخرى أميركية، نشرتها الدورية ذاتها، 17 عرضاً مرتبطاً بـ«كوفيد طويل الأمد»، وهي أمراض الجهاز التنفسي السفلي، داء السكري، أمراض الجهاز الهضمي، الدوخة أو الدوار، وجع بطن، ألم في الصدر غير محدد، اضطرابات الصحة العقلية، اضطرابات القلق، أعراض الجهاز البولي التناسلي، التعب والضيق، عدم انتظام ضربات القلب، اضطرابات الجهاز العصبي، توقف التنفس، فقدان حاسة الشم، استفراغ وغثيان، اضطرابات السوائل، واضطرابات التغذية والغدد الصماء والتمثيل الغذائي.
وخلال الدراسة التي أجرتها جامعة جونز هوبكنز، ومعهد وسط الأطلسي للبحوث ومؤسسة «كايزر بيرماننت» الصحية، كان الباحثون مهتمين بالظروف التي تطورت لدى مرضاهم في غضون 30 يوماً من اختبار «كوفيد -19» الإيجابي، واستمرت لمدة أربعة أشهر تقريباً بعد تاريخ الاختبار، والظروف التي تطورت في فترة 30 إلى 120 يوماً بعد الاختبار الإيجابي.
واستخدم الباحثون السجلات الطبية الإلكترونية القوية من «كايزر بيرماننت» لتصنيف الحالات إلى ثلاث فترات متميزة بناء على وقت اختبار المريض إيجابياً، وتمكن الباحثون من تقييم ما إذا كانت الأعراض الناتجة مرتبطة بـ«كوفيد - 19» لفترة طويلة بدلاً من كونها ناجمة عن حالة صحية موجودة مسبقاً.
بالإضافة إلى ذلك، من خلال مقارنة المرضى الإيجابيين بـ«كوفيد - 19» بالمرضى السلبيين (المجموعة الضابطة)، تمكن الباحثون من اكتشاف الأعراض التي ظهرت في كثير من الأحيان في المجموعة الإيجابية.
ويقول الدكتور مايكل هوربيرغ، المتخصص في الأمراض المعدية والباحث الرئيسي بالدراسة في تقرير نشره الموقع الرسمي لمعهد وسط الأطلسي للبحوث، بالتزامن مع نشر الدراسة: «أحد أسباب صعوبة تحديد كوفيد -19 لفترة طويلة هو أن عديداً أعراضه تشبه أعراض الأمراض والحالات الأخرى، وقد تكون بعض الحالات الموجودة مسبقاً موجودة أو ساءت في وقت الإصابة بعدوى كوفيد - 19، لكن هذا لا يعني أنه يجب تعريفها على أنها كوفيد - 19 طويل الأمد».
* السكري وكوفيد
اهتم الباحثون بشكل خاص بالسكري، حيث وجدوا أن بعض المرضى ربما أُصيبوا بمرض السكري بعد الإصابة بعدوى «كوفيد -19».
وتلقى أكثر من 780 مريضاً تشخيصاً جديداً لمرض السكري بين 30 و120 يوماً بعد اختبار «كوفيد -19 الإيجابي»، لكنه من السابق لأوانه، كما يقول الباحثون، تحديد ما إذا كان ينبغي اعتبار مرض السكري حالة مرتبطة بـ«كوفيد طويل الأمد».
ويقول هوربيرغ: «من المحتمل أن بعض المرضى لم يتم تشخيصهم ببساطة إلى أن سعوا للحصول على رعاية نتيجة إصابتهم بكوفيد -19، ولهذا السبب رأينا مثل هذه القفزة في تشخيصات مرض السكري الجديدة، وهناك حاجة إلى مزيد من البحث حول العلاقة بين مرض السكري وكوفيد - 19 قبل أن نتمكن من القول بشكل قاطع إن هذه حالة طويلة من كوفيد - 19».
* ممارسة الرياضة
وحملت دراسة ثالثة لباحثين من جامعة كاليفورنيا، نشرتها دورية «جاما»، عرضاً جديداً ومختلفاً، وهو «انخفاض القدرة على ممارسة الرياضة».
وفحص الباحثون خلال الدراسة نتائج 38 دراسة سابقة تتبعت أداء التمارين لأكثر من 2000 مشارك كانوا مصابين سابقاً بـ «كوفيد - 19»، بمن في ذلك أولئك الذين لديهم احتمال « كوفيد - 19 الطويل».
ووجدت الدراسة أن مجموعة «كوفيد طويل الأمد»، عانت مشاكل استخراج الأكسجين في العضلات، وأنماط التنفس غير المنتظمة، وقدرة أقل على زيادة معدل ضربات القلب أثناء التمرين.


مقالات ذات صلة

يرتبط بـ«كورونا»... مختبر ووهان الصيني يخطط لتجارب «مشؤومة» جديدة على الخفافيش

آسيا قوات أمنية تقف خارج معهد ووهان لأبحاث الفيروسات بالصين (رويترز)

يرتبط بـ«كورونا»... مختبر ووهان الصيني يخطط لتجارب «مشؤومة» جديدة على الخفافيش

حذر خبراء من أن العلماء الصينيين يخططون لإجراء تجارب «مشؤومة» مماثلة لتلك التي ربطها البعض بتفشي جائحة «كوفيد - 19».

«الشرق الأوسط» (بكين)
الولايات المتحدة​ وسط ازدياد عدم الثقة في السلطات الصحية وشركات الأدوية يقرر مزيد من الأهل عدم تطعيم أطفالهم (أ.ف.ب) play-circle

مخاوف من كارثة صحية في أميركا وسط انخفاض معدلات التطعيم

يحذِّر العاملون في المجال الصحي في الولايات المتحدة من «كارثة تلوح في الأفق» مع انخفاض معدلات التطعيم، وتسجيل إصابات جديدة بمرض الحصبة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك جائحة كورونا نشأت «على الأرجح» داخل مختبر ولم تكن طبيعية (أ.ف.ب)

فيروس كورونا الجديد في الصين... هل يهدد العالم بجائحة جديدة؟

أثار إعلان علماء في معهد «ووهان» لعلم الفيروسات عن اكتشاف فيروس كورونا جديد يُعرف باسم «HKU5 - CoV - 2» قلقاً عالمياً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك عالمة تظهر داخل مختبر معهد ووهان لأبحاث الفيروسات بالصين (إ.ب.أ)

يشبه «كوفيد»... اكتشاف فيروس كورونا جديد لدى الخفافيش في مختبر صيني

أعلن باحثون في معهد ووهان لأبحاث الفيروسات في الصين، أنهم اكتشفوا فيروس «كورونا» جديداً في الخفافيش يدخل الخلايا باستخدام البوابة نفسها.

«الشرق الأوسط» (بكين)
صحتك أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» بنيويورك (أ.ب)

دراسة: بعض الأشخاص يصابون بـ«متلازمة ما بعد التطعيم» بسبب لقاحات «كوفيد-19»

قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إن اللقاحات التي تلقّاها الناس، خلال فترة جائحة «كوفيد-19»، منعت ملايين الوفيات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )

سوق البلد الرمضانية بجازان.. وجهة مثالية للعائلات في ليالي رمضان

يضم السوق 60 موقعًا مختلفًا تقدم أشهى المأكولات والمشروبات الشعبية (واس)
يضم السوق 60 موقعًا مختلفًا تقدم أشهى المأكولات والمشروبات الشعبية (واس)
TT

سوق البلد الرمضانية بجازان.. وجهة مثالية للعائلات في ليالي رمضان

يضم السوق 60 موقعًا مختلفًا تقدم أشهى المأكولات والمشروبات الشعبية (واس)
يضم السوق 60 موقعًا مختلفًا تقدم أشهى المأكولات والمشروبات الشعبية (واس)

يجمع سوق البلد الرمضاني بجازان الأهالي وزوّار المنطقة (واس)

تجمع سوق البلد الرمضانية التي تنفذها أمانة منطقة جازان في حي الصفا بمدينة جازان، بين التقاليد العريقة والمأكولات الشعبية، الأمر الذي جعلها وجهة مميزة للعائلات والأصدقاء للاستمتاع بالفعاليات الثقافية والاجتماعية خلال شهر رمضان المُبارك.

وتشهد السوق حركة تجارية نشطة وإقبالاً متزايداً قبيل ساعات الغروب، وتمتد فعالياتها حتى منتصف الليل، حيث يجتمع فيها الأهالي وزوّار المنطقة، ويشكل هذا الحدث أهمية اقتصادية، ويُعد معْلَماً بارزاً في تقويم الفعاليات الرمضانية.

وعند دخول السوق، تتعالى أصوات الباعة والمتسوقين في مشهد ديناميكي، وصفه عددٌ من الاقتصاديين بأنه الأسرع من حيث البيع والشراء، حيث تُباع المواد الغذائية والمنتجات الأسرية المُعدَّة منزلياً في وقت قياسي لا يتجاوز ثلاث ساعات يومياً طوال أيام الشهر الكريم. ويعكس هذا الزحام الاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع، مما يعزز دور السوق مركزاً تجارياً نشطاً.

يشهد سوق البلد الرمضاني بجازان حركة تجارية نشطة وإقبالًا متزايدًا قبيل ساعات الغروب (واس)

يضم السوق 60 موقعاً مختلفاً تقدم أشهى المأكولات الشعبية، من بينها: التمور، والحلويات، بالإضافة إلى الأطباق الرئيسية التقليدية والعصائر الطبيعية، وتُعد هذه الأطباق جزءاً لا يتجزأ من التراث الثقافي. ويقام في السوق كثير من الألعاب الشعبية التي تعكس التراث المحلي، مثل: الكيرم، والفرفيرة، والضمنة، والبلوت، حيث تحظى هذه الألعاب بتفاعل كبير من الزوار. ويعد هذا الجانب من السوق فرصة لتجديد الروابط بين الأجيال المختلفة، حيث يمكن للكبار تعليم الصغار هذه الألعاب التقليدية، مما يسهم في نقل التراث الثقافي.