ستكون مباراة الأرجنتين مع كولومبيا في ربع النهائي اليوم أول مواجهات العيار الثقيل في كوبا أميركا لمنتخبات أميركا الجنوبية المقامة في تشيلي حتى الرابع من يوليو (تموز) المقبل.
وستجمع المباراة المقررة على استاديو ساوساليتو في فينا دل مار، العبقري الأرجنتيني ليونيل ميسي وباقي ترسانة المدرب تاتا مارتينو من جهة، ومن جهة أخرى صانع الألعاب الموهوب خاميس رودريغيز وكتيبة المدرب الأرجنتيني خوسيه بيكرمان الذي سيواجه أبناء جلدته.
وينتظر عشاق اللعبة عرضا لائقا بعد الأداء المخيب للآمال حتى الآن للأرجنتين التي فشلت في النسخة الأخيرة في بلوغ نصف النهائي على أرضها وكولومبيا الحالمة بلقبها الثاني بعد 2001.
فبعد يومين من عيد ميلاده الثامن والعشرين وستة أيام من خوضه مباراته الدولية المائة مع منتخب بلاده، ينتظر أن يحمل ميسي الأرجنتين على كتفيه، ليثبت قدرته على التألق مع بلاده على غرار فريقه برشلونة الإسباني الذي قاده إلى المجد في العقد الأخير.
وتطمح الأرجنتين تحت عباءة ميسي إلى إحراز لقبها الأول في المسابقة القارية منذ عام 1993 في الإكوادور، عندما توجت للمرة الرابعة عشرة في تاريخها، وتأمل إكمال المشوار إلى نهائي سانتياغو لمعادلة الرقم القياسي في عدد مرات إحراز اللقب الذي تحمله الأوروغواي (15).
لكن «البعوضة» ميسي لم يسجل حتى الآن سوى هدف يتيم في ثلاث مباريات، ومن نقطة الجزاء، وكان بعيدا عن مستوياته الخارقة في الموسم المنصرم عندما سجل 58 هدفا في 57 مباراة وقاد برشلونة إلى ثلاثية تاريخية في الدوري والكأس المحليين ودوري أبطال أوروبا.
وتصدرت الأرجنتين مجموعتها الأولى في الدور الأول مع سبع نقاط بتعادل مع الباراغواي 2 - 2 وفوزين على الأوروغواي 1 - صفر وجامايكا 1 - صفر، فيما بلغت كولومبيا ربع النهائي بوصفها أحد أفضل منتخبين احتلا المركز الثالث من مجموعة ثالثة صعبة بعد بداية بطيئة شهدت خسارتها أمام فنزويلا صفر - 1 ثم فوز لافت على البرازيل 1 - صفر واختتمت مشوار الدور الأول بتعادل سلبي مع البيرو صفر - صفر.
وحتى الآن التقى المنتخب الأرجنتيني مع منتخبات تعتمد على اللعب الدفاعي البحت مع تضييق المساحات بأقصى صورة ممكنة مما قلص الدور المهاري لميسي وأغويرو وأنخيل دي ماريا في المباريات الماضية، ولكن أمام كولومبيا من المتوقع أن يكون الوضع مختلفا، حيث يلعب الخصم بشكل هجومي أيضا مما قد يمنح الفرصة أمام مثلث الرعب الأرجنتيني لإظهار إمكانياتهم الحقيقية.
وقال ميسي أفضل لاعب في العالم أربع مرات (رقم قياسي) والمرشح القوي لنيلها مرة خامسة: «دخلنا الآن في مسابقة أخرى ولن يكون مسموحا بارتكاب أي خطأ. ما حصل ضد الباراغواي (أهدرت الأرجنتين تقدمها بهدفين) وضد جامايكا (تراجع كبير في الشوط الثاني) يجب ألا يتكرر، وإلا فسنحزم حقائبنا ونغادر».
ويتوقع أن يعود المهاجم سيرخيو أغويرو، الذي أراحه مارتينو ضد جامايكا، إلى تشكيلة منتخب التانغو بعد إدراك هداف الدوري الإنجليزي مع مانشستر سيتي الشباك مرتين حتى الآن، إلى جانب الجناح أنخيل دي ماريا وصانع اللعب خافيير باستوري بالإضافة إلى ميسي.
وتوقع قائد الوسط خافيير ماسكيرانو، زميل ميسي في برشلونة، معركة بدنية في المباراة، وقال: «خلق اللعب سيكون أصعب بكثير من تدميره. ينبغي أن نكون صبورين إذا لم نسجل بسرعة. حتى في ربع الساعة الأخير نملك اللاعبين القادرين على صنع الفارق».
وقال لاعب الوسط الأرجنتيني لوكاس بيليا: «نحتاج إلى اللعب بمزيد من الحذر، ولكن في الوقت ذاته علينا أن نسعى لتحقيق الفوز ومن البداية». واتفق معه دي ماريا نجم مانشستر يونايتد الإنجليزي لكنه حذر من أن المنتخب الكولومبي لن يكون بالخصم الهين أبدا. وأشار دي ماريا: «لديهم أيضا خط هجومي رائع، وهم يتطلعون للحصول على مساحات كافية للعب، إذا فعلوا ذلك فسنكون على موعد مع مباراة هجومية من الطراز الأول».
في المقابل، لم يكشف خاميس، لاعب ريال مدريد الإسباني، بالإضافة إلى زميله المهاجم راداميل فالكاو غارسيا، حتى الآن عن القيمة الفعلية لكولومبيا من الناحية الهجومية، وقال الأول: «الأرجنتين تلعب بشكل جيد للغاية، لكنهم يمنحون الفرصة للمنافس أيضا للعب، مقتنعون تماما بأن المباراة متكافئة، إنهم يلعبون بشكل جيد وكولومبيا تحاول أن تفعل ذلك أيضا، ستكون مباراة جميلة». ويدرك رودريغيز أنه لم يقدم حتى الآن ما توقعته منه جماهير كولومبيا، ولكن النجم الموهوب الذي صال وجال في صفوف ريال مدريد خلال الموسم الماضي، يرى أن المباراة أمام الأرجنتين تمثل الفرصة المثالية لإثبات قدراته.
وألقى رودريغيز باللوم في المستوى المتواضع له بالدور الأول على الخشونة الزائدة من لاعبي المنافسين، وقال: «لم أرغب أبدا في تقديم عروض سيئة، ولكن شيئا ما حدث للجميع. باستثناء فوز تشيلي على بوليفيا 5 - صفر، لم يستطع أي فريق أن يلعب جيدا في الدور الأول. يعاني اللاعبون الموهوبون بعض الشيء عندما يواجهون خشونة زائدة وقوة بدنية».
وعلى مدار المباريات الثلاث للمنتخب الكولومبي في الدور الأول للبطولة، لم يظهر الدور الهجومي لرودريغيز إلا نادرا، وهو الذي تربع على قمة هدافي بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل عندما أحرز ستة أهداف في خمس مباريات خاضها مع فريقه.
الأرجنتين وكولومبيا مواجهة مرتقبة بين كتيبة الموهوبين
رودريغيز وفالكاو في تحد مع ميسي ورفاقه بربع نهائي كوبا أميركا اليوم
الأرجنتين وكولومبيا مواجهة مرتقبة بين كتيبة الموهوبين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة