ساعات «أبل» ذكية للأطفال الصغار

ساعات «أبل» ذكية للأطفال الصغار
TT

ساعات «أبل» ذكية للأطفال الصغار

ساعات «أبل» ذكية للأطفال الصغار

بالتزامن مع إعلان «آبل» عن إطلاق أجهزتها الجديدة، وجدت الساعة الذكية التي تنتجها الشركة جمهوراً جديداً: أطفال الخمس سنوات. يشتري الأهل في جميع أنحاء الولايات المتّحدة ساعات «آبل» الذكية، ويضعونها على معاصم أولادهم من سنّ الخامسة، لتعويض غياب الهاتف الخلوي لدى الطفل، إذ تسمح القدرات الخلوية التي تضمّها الساعة للآباء والأمهات باستخدامها لمراقبة أولادهم، بينما تساعد شاشتها المصغّرة على تخفيف إدمان الصغار على الإنترنت.

ساعات الصغار
يبدو أنّ الأطفال والمراهقين قد تحوّلوا إلى سوق كبيرة للساعات الذكية؛ حيث وجد استطلاع للرأي أجراه بنك الاستثمار «بايبر ساندلر» عام 2020، أنّ 31 في المائة من المراهقين الأميركيين يملكون ساعة ذكية. وكشف مركز «بيو» للأبحاث في العام نفسه أنّ 21 في المائة من البالغين في الولايات المتحدة يملكون واحدة.
يعكس استخدام الساعات الذكية كأجهزة للأطفال تحولات غير متوقعة. ويمنح هذا الاتجاه أيضاً حياة جديدة لساعة «آبل» الذكية التي طرحت عام 2015، فنالت توصيفات متنوّعة أبرزها متعقّب الرشاقة، ورمز للعصرية، أو وسيلة لتحرير الذات من «الآيفون».
عمدت شركة «آبل» إلى تحويل ساعتها الذكية إلى جهاز جاذب للأطفال وأهلهم، ففي عام 2020، كشفت الشركة النقاب عن «آبل واتش إس إي» (Apple Watch SE)، المجهّزة بمزايا أقلّ من الطرازات الفاخرة، وبسعر أقلّ بنحو 120 دولاراً. كما قدّمت «آبل» برنامج الإعدادات «فاميلي سيت آب» (Family Setup) الذي يتيح للأهل تعقّب مواقع أولادهم، وإدارة لائحة جهات الاتصال الخاصة بهم، وتحديد الإشعارات التي يتلقّونها.
وقد احتاجت «آبل» نحو 3 سنوات لتحويل «آبل واتش» إلى ما يشبه هاتفاً خلوياً صديقاً للأطفال، حسبما كشف شخصان مشاركان في المشروع وممنوعان من التصريح العلني، لافتين إلى أنّ الهمّ الأكبر للشركة كان خدمة البطارية، على اعتبار أنّ الساعة تستهلك طاقة أكثر عندما تعمل بشكلٍ منفصل عن «الآيفون».
وتخطّط «آبل» لتصعيد منافستها لجذب مزيد من الزبائن الصغار لساعتها الذكية. ولكنها لا تفصح عن مبيعات «آبل واتش»، ولكنّ عدد مستخدميها حول العالم قد بلغ حتّى اليوم 120 مليوناً على الأقلّ (معظمهم يتركّز في الولايات المتّحدة) حسب تقديرات شركة «كاونتر بوينت ريسرتش» البحثية. بدورها، سرّعت شركات «هواوي» و«شاومي» و«سامسونغ» زيادة مبيعاتها من الساعات الذكية لصغار السنّ في الصين وكوريا.

مخاطر وأضرار
ولكنّ التقنيات التي يستخدمها الأطفال دائماً ما تثير أسئلة حول المخاطر والأضرار. فقد واجهت منصات التواصل الاجتماعي في السنوات الأخيرة كثيراً من الرقابة والتدقيق، مع تنظيم المشرّعين جلسات استماع في الكونغرس عام 2021، لمعرفة ما إذا كانت منصة «إنستغرام» تؤثر سلباً على ثقة المراهقين بأنفسهم.
في المقابل، يرى جيم ستيير، الرئيس التنفيذي لمنظّمة «كومون سينس ميديا» غير الربحية المتخصصة في مراجعة الوسائط والتقنيات العائلية، أنّ الساعات الذكية بطبيعتها محدودة الإمكانات، لافتاً إلى أنّ الساعات الذكية تضمّ تطبيقات بسيطة، ولا تحتوي على متصفّح أو كاميرا، ما يعني أنّ الأطفال الذين يستخدمونها أقلّ عرضة للألعاب الإلكترونية المشتّتة للانتباه والتفكير، والمراسلات ذات الطابع الجنسي، وغيرها من أنواع المحتوى المخصص للبالغين. وأضاف ستيير أنّ عدم امتلاك هاتف ذكي يشجّع الأطفال على الاستمرار في تعلّم القيام بالأشياء بمفردهم، كأداء الواجبات المدرسية دون البحث عن إجابات على شبكة الإنترنت. وختم قائلاً إنّ «الأهل يريدون أن يبقوا على اتصال بأولادهم، وأن يبعدوهم في الوقت عينه عن الشاشات».
من جهته، يرى جان إم. توينجي، وهو كاتبٌ يركّز في أعماله على مساهمة التقنية في التباينات بين الأجيال، أنّه كلّما استطاع الأهل تأخير تزويد أولادهم بهاتف ذكي، ووصولهم إلى التواصل الاجتماعي وغيرها من أوكار الإنترنت، كان ذلك أفضل.
إنّ الحصول على هاتف ذكي في وقتٍ متأخر يعني أنّ الأولاد «سيكونون أكبر، وأكثر نضوجاً، وأقدر على مواجهة التحديات والمخاطر المحتملة التي تصاحب امتلاك هاتف ذكي خاص».
يعتبر المحلّلون أنّ شراء ساعة ذكية للأولاد في عمر مبكّر يوصلهم إلى عالم التقنية مبكراً. وعندما يستخدم اليافعون منتجاً ما، يبقون غالباً أوفياء للعلامة التجارية نفسها مع تقدّمهم في العمر، وحتّى في حياتهم العملية.
ولكنّ الساعة الذكية لا تضمن تأخير حصول الأولاد على هاتف ذكي. فقد قدّم تود غولوب وزوجته، اللذان يعيشان في نيويورك، ساعة «آبل واتش إس إي». لابنهم رونان عندما كان في العاشرة من عمره، ومع بدء استكشافه للمدينة بمفرده. كان احتمال ضياع الساعة أو تضررها ضئيلاً، فضلاً عن أنّ رونان استخدم تطبيق المحفظة المتوفر فيها لدفع ثمن الطعام والمواصلات العامة.
ولكنّ العائلة اضطرت الخريف الماضي إلى شراء هاتف ذكي لرونان الذي أصبح في الثانية عشرة من عمره؛ لأنه عندما دخل إلى المدرسة، وجد أنّ جميع زملائه يحملون هاتفاً ذكياً. من جهته، قال الوالد (49 عاماً) إنّه كان يفضّل لو أنّ امتلاك ابنه لهاتف ذكي تأخر سنة إضافية، ولكنّه قلق من فكرة أن يشعر ابنه بالنقص.

* خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

«ديب سيك» تطلق تطبيقها الرسمي المنافس لـ«تشات جي بي تي»

تكنولوجيا «ديب سيك V3» نموذج ذكاء اصطناعي متطور يتيح تلخيص المقالات وتحليل الصور والفيديوهات والإجابة عن الأسئلة بدقة عالية (أبل)

«ديب سيك» تطلق تطبيقها الرسمي المنافس لـ«تشات جي بي تي»

طرحت شركة «ديب سيك» (DeepSeek)، الشركة الصينية الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، تطبيقها الرسمي على متجر تطبيقات «أبل».

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
تكنولوجيا الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل «Firefly Bulk Create» ليست مجرد أتمتة بل هي تمكين للإبداعيين للتركيز على ما يجيدونه أيضاً (أدوبي)

ثورة في تحرير الصور مع إطلاق «Firefly Bulk Create» من «أدوبي»

الأداة تعد بإعادة تعريف سير العمل للمصورين وصناع المحتوى والمسوقين!

نسيم رمضان (لندن)
خاص تهدف «مايكروسوفت» إلى تدريب أكثر من 100 ألف فرد في مهارات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية المتقدمة (شاترستوك)

خاص رئيس «مايكروسوفت العربية»: الذكاء الاصطناعي والسحابة سيشكلان مستقبل السعودية الرقمي

تشير دراسات إلى أن استثمار دولار واحد في الذكاء الاصطناعي التوليدي يحقق عائداً على الاستثمار بنسبة 3.7 ضعف للمؤسسات السعودية.

نسيم رمضان (لندن)
عالم الاعمال «هواوي ميت باد 11.5» يقدم إنتاجية عالية وتصميماً يلائم الطلاب والمحترفين

«هواوي ميت باد 11.5» يقدم إنتاجية عالية وتصميماً يلائم الطلاب والمحترفين

أعلنت شركة «هواوي» إطلاق جهازها اللوحي «هواوي ميت باد 11.5» في السعودية.

عالم الاعمال «هانيويل» تدشن مركزاً جديداً لتعزيز الأمن السيبراني الصناعي في السعودية

«هانيويل» تدشن مركزاً جديداً لتعزيز الأمن السيبراني الصناعي في السعودية

أعلنت «هانيويل» خلال مشاركتها في فعاليات منتدى اكتفاء عن افتتاح مركز «حماية» الجديد في الجبيل بالسعودية، بهدف توفير خدمات محلية للأمن السيبراني.


الذكاء الاصطناعي لتحديد الأنواع الفرعية لمرض السكري

يسعى العلماء إلى إعادة تعريف كيفية إدارة الحالات المزمنة مثل السكري مما يوفر أملاً لملايين الأشخاص حول العالم (أدوبي)
يسعى العلماء إلى إعادة تعريف كيفية إدارة الحالات المزمنة مثل السكري مما يوفر أملاً لملايين الأشخاص حول العالم (أدوبي)
TT

الذكاء الاصطناعي لتحديد الأنواع الفرعية لمرض السكري

يسعى العلماء إلى إعادة تعريف كيفية إدارة الحالات المزمنة مثل السكري مما يوفر أملاً لملايين الأشخاص حول العالم (أدوبي)
يسعى العلماء إلى إعادة تعريف كيفية إدارة الحالات المزمنة مثل السكري مما يوفر أملاً لملايين الأشخاص حول العالم (أدوبي)

لطالما تم تصنيف مرض السكري إلى نوعين رئيسيين. النوع الأول الذي يظهر غالباً في مرحلة الطفولة، والنوع الثاني الذي يرتبط بالسمنة ويتطور في وقت لاحق من الحياة. ومع ذلك، بدأ الباحثون يدركون أن النوع الثاني من السكري أكثر تعقيداً مما كان يعتقد سابقاً، مع وجود أنواع فرعية تختلف بناءً على العمر، والوزن، والعوامل الفسيولوجية.

في خطوة مبتكرة، طور باحثون من جامعة ستانفورد خوارزمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي تستخدم بيانات من أجهزة مراقبة الغلوكوز المستمرة (CGMs) لتحديد 3 من أكثر الأنواع الفرعية شيوعاً للنمط الثاني من السكري. هذا التطور يعد بإمكانية تخصيص العلاج وتحسين الرعاية، بالإضافة إلى توسيع نطاق الوصول إلى التكنولوجيا الصحية.

إعادة التفكير في النمط الثاني من السكري

يمثل النمط الثاني من السكري نحو 95 في المائة من جميع حالات السكري. توضح الدكتورة تريسي مكلوغلين أستاذة الغدد الصماء بجامعة ستانفورد «أن الأمر أكثر تعقيداً من ذلك، وهناك فسيولوجيات مختلفة تؤدي إلى الحالة». وتضيف أن تصنيف الأنواع الفرعية للنمط الثاني يمكن أن يساعد في تحديد المخاطر المرتبطة بمضاعفات مثل أمراض القلب، أو الكلى، أو الكبد، وتخصيص العلاجات لتحسين النتائج. وتشرح: «كان هدفنا إيجاد طريقة أكثر وصولاً وفورية للناس لفهم صحتهم وتحسينها».

يقول الباحثون إن الدقة العالية للخوارزمية تصل إلى 90 % في تحديد الأنواع الفرعية (أدوبي)

كيف تعمل التكنولوجيا؟

تُستخدم اختبارات تشخيص السكري التقليدية لقياس مستويات الغلوكوز في الدم من خلال تحليل بسيط للدم، لكنها تقدم معلومات محدودة عن العمليات الفسيولوجية الأساسية. توفر أجهزة مراقبة الغلوكوز المستمرة (CGMs)، المتاحة دون وصفة طبية، صورة أكثر تفصيلاً من خلال تتبع مستويات السكر في الدم في الوقت الفعلي.

يشرح مايكل سنايدر، أستاذ علم الوراثة في جامعة ستانفورد وأحد قادة الدراسة، كيفية تحليل الخوارزمية لبيانات الغلوكوز. من خلال تحديد أنماط ارتفاع وانخفاض مستويات السكر في الدم بعد استهلاك الغلوكوز، يمكن للأداة الكشف بدقة تصل إلى 90 في المائة عن الأنواع الفرعية مثل مقاومة الإنسولين ونقص خلايا بيتا. ويشرح سنايدر أنه يمكن استخدام الأفراد للأداة من أجل اتخاذ تدابير وقائية، موضحاً كيف يمكن للتحذيرات المبكرة من مقدمات السكري أن تدفع لتغييرات في نمط الحياة مثل تحسين النظام الغذائي أو ممارسة الرياضة.

النتائج الرئيسية

شملت الدراسة 54 مشاركاً، منهم 21 لديهم مقدمات السكري و33 شخصاً أصحاء. قارن الباحثون بيانات «CGM» مع نتائج اختبارات تحمل الغلوكوز التقليدية التي تُجرى في العيادات. لم تطابق الخوارزمية هذه النتائج فقط، بل تجاوزتها من حيث الدقة. حددت الدراسة 3 أنواع فرعية رئيسية:

- مقاومة الإنسولين: عدم استجابة الخلايا بشكل فعال للإنسولين، مما يؤدي إلى تراكم الغلوكوز.

- نقص خلايا بيتا: عجز البنكرياس عن إنتاج كمية كافية من الإنسولين بسبب خلل في خلايا بيتا.

- نقص الإينكرتين: فشل هرمونات الأمعاء في تحفيز إفراز الإنسولين بشكل كافٍ بعد الوجبات.

تتطلب كل نوعية علاجاً مخصصاً، مما يجعل هذه التكنولوجيا نقطة تحول في رعاية السكري.

تمكن للأجهزة المحمولة المزودة بـ«CGM» والمدعومة بالذكاء الاصطناعي توفير رؤى في الوقت الفعلي لجعل الرعاية الشخصية أكثر سهولة وفعالية (أدوبي)

فوائد تتجاوز السكري

يمتد فهم هذه الأنواع الفرعية ليشمل فوائد تتجاوز إدارة السكري. أشارت مكلوغلين إلى أن مقاومة الإنسولين، حتى من دون التقدم إلى السكري، تمثل عامل خطر كبير لحالات مثل أمراض القلب والكبد الدهني.

علاوة على ذلك، تتيح سهولة استخدام «CGM» للأفراد مراقبة صحتهم من أي مكان. وأوضحت أن هذه التكنولوجيا تعد أداة قيّمة للأشخاص الذين يواجهون تحديات اقتصادية أو يعيشون في مناطق معزولة مؤكدة إمكانياتها في سد فجوات الوصول إلى الرعاية الصحية.

الصورة الأكبر

تمثل هذه الدراسة، التي نُشرت في مجلة «Nature Biomedical Engineering» خطوة كبيرة نحو الطب الدقيق. بدعم من مؤسسات مثل المعاهد الوطنية للصحة ومركز أبحاث السكري في جامعة ستانفورد. وتسلط الدراسة الضوء على أهمية دمج التكنولوجيا مع الرعاية الصحية لمعالجة الحالات المزمنة مثل السكري. ومع استمرار مكلوغلين وسنايدر في اختبار الخوارزمية على مرضى السكري من النوع الثاني، يتصور العالمان مستقبلاً تصبح فيه هذه الأدوات معياراً في رعاية السكري.